شذى حسون ترد لأول مرة على منتقدي غنائها موطني
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
بعد تعرضها للهجوم، خرجت الفنانة العراقية شذى حسون للرد على الانتقادات التي تعرضت لها بسبب نسيانها كلمات نشيد "موطني"، التي أدتها في ختام حفل افتتاح "مهرجان العراق الدولي" بدورته الأولى.
اقرأ ايضاًوبررت شذى موقفها بالرد على تغريدة للإعلاميّ الكوميدي والمخرج العراقي، أحمد البشير، التي كتب فيها: "اه يا وطني متى اراك ناعما ؟"
وفي ردها عليه، لفتت إلى أن تنظيم المهرجان أخذ منها جهدًا كبيرًا وسلبها النوم، كما أنها تعرضت لضغوط كبيرة وخوف لدى اعتلائها خشبة المسرح، مشددةً على أن الإنسان خطاء بطبعه.
وكتبت الفنانة: "عزيزي احمد هدا العمل اخد مني اربع اشهر عمل او اكثر و اخر اسبوع لا انام و ما اكل و تحت ضغط كبير كلنا خطائين و رهبة و خوف و تعب و ارباك .. همي الوحيد ننطي صورة جميلة لبلدنا قدام كل العرب و الحمد لله هدا الشي صار.. تحياتي لك أحمدنا".
ودعم عدد من الإعلامين الفنانة، فكتب الصحفي اللبناني إيلي مرعب: "شذى ما تبرري الغلطة بتصير، بدل ما ينبسطوا بالصورة الحلوة يلي قدمتيها من خلال الحفل عم ينتقدوا تفصيل صغير وبتصير مع الكل دون استثناء، مبروك نجاح الحفل وكنت بتمنى كون ولبّي الدعوة ولكن لظروف صحية اعتذرت، موفقين دايمًا ان شاء الله".
وأضاف آخر: "يعطيكي العافية شذى، تعبت ولقيتي.. وانشالله تبقى العراق جميلة مثل الصورة اللي عكستوها امس".
وبالعودة إلى الحادثة، صعدت شذى على خشبة المسرح بمرافقة عازف البيانو ميشال فاضل لغناء أشهر قصائد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، التي تتحدث عن حب الوطن والانتماء له، لكن من الواضح أنها لم تتجهز لعرضها الذي قدمته أمام عدد كبير من الفنانين ونجوم الوطن العربي.
وبدأت شذى غناءها بارتكاب خطئ فادح، إذ وقف في فخ الكلمات، فبدل أن تغني "الجلال والجمال والسناء والبهاء" قالت"الجلال والسناء والبهاء والدلال".
اقرأ ايضاًواستمرت شذى بمواصلة ارتكاب الكوارث، فبدل أن تغني "سالمًا منعمًا" قالت "ناعمًا منعمًا"؛ ما عرضها للسخرية والانتقادات الحادة، إذ اعتبروا هذا سقطة في مسيرتها الفنية لاسيما أنها تترأس المهرجان.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نسيت الفنانة كلمات الأغنية؛ فقرر تدارك الموقف بدفع الجمهور للغناء بدلًا عنها، وأنهت وصلتها الغنائية بشكر الجماهير والإشارة إلى الألعاب النارية.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ شذى حسون شذى حسون
إقرأ أيضاً:
لا «جدال» في الوطن
تُبنى الدول الناجحة على «جدل» الأفكار لا على «الجدال» حولها، وتنهض المجتمعات الحرة على تنوع الآراء والحوار المسؤول. لكن ما لا يُقال كثيرا هو أن الخلاف، حين يتجاوز حدوده، يمكن أن يصبح خطرا على ما هو أعمق من أي فكرة أخرى، وهو المشترَك الوطني ذاته.
في خطبة عيد الأضحى في جامع السلطان قابوس بنزوى الجمعة الماضية برزت عبارة قصيرة ولكنها تستحق أن تُؤطَّر في نقاش عالمي أوسع: «لا جدال في الوطن». لا تحمل هذه العبارة دعوة لإنهاء النقاش العام في مجتمعاتنا ولكنها تؤطره وتذكرنا بأن النقاش المفتوح، إن لم يُضبط، قد يتحوّل إلى معارك لا تهدأ، تُستنزف فيها ثوابت الوطن وتُمزّق مشتركاته.
ما تعنيه العبارة، في جوهرها، هو أن النقاش البنّاء لا يُعادِ الأوطان ولكنه يصونها من النزاعات، أو من تحويل «الجدال» إلى مادة لكسر هيبة الأوطان وتقويض شرعياتها. ولا يخفى على أحد ما يحدث اليوم من استقطابات لم تسلم منها حتى أعرق الديمقراطيات في العالم.
لقد وضعت الخطبة معادلة دقيقة وفق رؤية إنسانية تتمثل في أن الأمان شرط مسبق لأي تنمية ممكنة. وفي الحقيقة فإن هذا الأمر ليس اكتشافا جديدا ولكنه خلاصة مئات الدراسات في علم الاقتصاد السياسي وهو، كذلك، نتاج تجارب مئات المجتمعات عبر التاريخ، حيث لا استثمار دون استقرار، ولا إصلاح دون ثقة، ولا إنتاج دون أرضية من السكينة.
لكن أكثر ما يميز هذه الرؤية هو أنها ترى في الولاء فعلا مستمرا يتجاوز مجرد الشعور العابر: فالنية تتحرك، واليد تبني، والجيل الواعي يؤمّن خلف قيادة واعية تملك بوصلة واضحة ومقنعة.. إنها منطقة التقاء واع على مشروع مشترك.
ومن المهم هنا التمييز بين «الجدل» و«الجدال»، فالجدل هو النقاش العقلي الرصين الذي يُبنى على الحجة والمعرفة ويهدف إلى توسيع الأفق وبناء الوعي. أما الجدال، فهو مراء عقيم يُغرق الحوار في التفاصيل، وينقله من النقاش إلى الخصومة. والمجتمعات التي لا تفرّق بين الاثنين، تُخاطر بأن تفقد المسافة الفاصلة بين النقد والمسؤولية، وبين الاختلاف والعداء.
من هنا، فإن الخطر الحقيقي لا يأتي من غياب النقد، بل من فوضى النقد، ومن الاعتقاد أن الفضاء العام يمكن أن يُدار بلا سقف، وبلا توقيت، وبلا وعي سياسي يتفادى تحويل الحوار إلى سلاح يهدم بدل أن يُصلح.
ولا بد من التأكيد أن هذا الطرح لا يدعو إلى الصمت على الإطلاق، بل يؤكد على أهمية قراءة اللحظة وفهم متغيرات العالم ودوافعه ومآلاته، وهناك الكثير من الأوطان التي انهارت أمام أعين العالم ليس بسبب ضيق الخيارات ولكن بسبب اتساع الفوضى.
«لا جدال في الوطن» ليس نفيا للحرية، بل صيانة لها؛ إذ يُعيد ضبط النقاش على أساس الجدل البنّاء لا الجدال الهدّام. وهو لا يعكس موقفا أيديولوجيا، بل يعبر عن جوهر الدولة: أن تقوم على أرضية لا تُعاد مناقشتها كل يوم.