غرفة دبي العالمية تفتتح مكاتباً تمثيلياً في هولندا
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
دبي في 4 أكتوبر /وام/ أعلنت غرفة دبي العالمية، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، عن افتتاح مكتبها الجديد في العاصمة الهولندية أمستردام، الذي يعتبر رابع المكاتب التمثيلية في القارة الأوروبية، والمكتب الـ 25 للغرفة حول العالم.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من مبادرة «دبي جلوبال»، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وتهدف إلى تأسيس شبكة متكاملة تشمل 50 مكتب ترويج تجاري لدبي في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030.
وتهدف هذه المكاتب لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، واستقطاب المواهب والأعمال التجارية الجديدة لتعزيز مكانة الإمارة كواحدة من المراكز التجارية الرائدة في العالم، مع تمكين الشركات التي تتخذ من دبي مقراً لها من توسيع أعمالها في 30 سوقاً خارجياً ذات أهمية استراتيجية.
وتم افتتاح المكتب رسمياً مساء أمس خلال حفل خاص أُقيم في أمستردام بمشاركة علي الشحي، القائم بأعمال سفارة الدولة لدى مملكة هولندا، وسالم الشامسي، نائب رئيس الأسواق العالمية في غرف دبي وحشد من ممثلي القطاع الخاص في هولندا.
وقال محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي: "افتتاح مكتبنا الرابع في أوروبا يعكس التزامنا بتحقيق أولوياتنا الاستراتيجية، حيث نجحنا في إحراز تقدم مضطرد على صعيد تعزيز انتشارنا الدولي وترسيخ مكانة دبي على الساحة العالمية، ونحن ملتزمون بتمكين شركات دبي من التوسع بنجاح نحو الأسواق العالمية، وضمان الحفاظ على دور الإمارة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودعم طموحات قيادتنا الحكيمة في دعم الاقتصاد والتجارة الخارجية".
وحسب الإحصاءات الصادرة عن جمارك دبي، وصل حجم التجارة غير النفطية بين دبي وهولندا إلى 11.5 مليار درهم إماراتي خلال عام 2022، في حين بلغ عدد الشركات الهولندية الجديدة التي انضمت لعضوية الغرفة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي (يناير- أغسطس) 236 شركة جديدة، بنسبة نمو بلغت حوالي 35% مقارنة بعددها خلال نفس الفترة من العام 2022، مما يرفع إجمالي عدد الشركات الهولندية المسجلة بعضوية الغرفة إلى 1,520 شركة.
ويتوقع ان يساهم المكتب الجديد في زيادة عدد الشركات الهولندية في سوق دبي، وتعزيز التجارة البينية بين دبي وهولندا.
ومن أجل مساعدة الشركات الهولندية على دخول سوق دبي والتوسع منها دولياً، سيوفر المكتب الجديد دعماً ميدانياً أكثر تركيزاً لمجتمع الأعمال المحلي مع تسليط الضوء على المزايا التنافسية للإمارة.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الشرکات الهولندیة
إقرأ أيضاً:
نزيف العقول في أمريكا: كيف تُقوّض الدولة أسسها في المعركة العالمية على المواهب؟
وجدت أنانيا شارما، وهي باحثة في الذكاء الاصطناعي تحمل شهادتي دكتوراة وبراءة اختراع يمكن أن تعيد تعريف مفهوم تعلّم الآلة، نفسها أمام خيارين؛ كان الأول عرضا مغريا من إحدى كبرى شركات وادي السيليكون التي رأت فيها موهبة استثنائية لا تتكرر، أما الثاني، فكان عرضا للإقامة الدائمة من الحكومة الكندية، تمت معالجته والموافقة عليه في أقل من شهر.
جاء العرض الأمريكي مصحوبا بشرط معرقل: مستقبلها سيتقرر عبر يانصيب، بينما جاء العرض الكندي ومعه مفتاح لمنزل جديد. بالنسبة لأنانيا، ولفيلق متزايد من ألمع العقول في العالم، أصبح الخيار واضحا بشكل مؤلم.
هذه هي قصة كيف أن أمريكا، التي كانت ذات يوم منارة لا جدال فيها للمواهب العالمية، أصبحت اليوم تدفع العقول بنشاط إلى الرحيل. في المعركة العالمية على رأس المال الفكري، لا تتعثر الولايات المتحدة في ميزتها فحسب، بل إنها تتنازل طواعية عن تاجها للمنافسين. هذا ليس تهديدا مستقبليا، بل أزمة تحدث الآن، هبّة أمريكية كبرى يغذيها نظام هجرة معطوب.
يكمن جوهر هذا التخريب الذاتي في البرامج المصممة لجذب المواهب. فقد تحولت تأشيرة "H-1B" الشريان الرئيس للمهنيين ذوي المهارات العالية، إلى مجرد لعبة حظ. بالنسبة للسنة المالية 2025، تمت رعاية أكثر من 442 ألف فرد يتمتعون بمهارات عالية من قبل أصحاب العمل مقابل 85 ألف تأشيرة متاحة فقط. لقد أصبحت العملية متاهة من الطرق البيروقراطية المسدودة، حيث يتم تعليق المسارات المهنية بسبب نظام يانصيب يعامل المواهب التي توازي مستوى الحائزين على جائزة نوبل بنفس اللامبالاة العشوائية للعبة الحظ. وللمحظوظين الذين يفوزون في هذه القرعة غالبا ما يكون النصر قصير العمر، فهم يدخلون حالة أعمق وأقسى من عدم اليقين: تراكم طلبات البطاقة الخضراء (الجرين كارد). فبسبب الحصص المفروضة على كل دولة والتي وُضعت قبل عقود، يواجه المهني الماهر من الهند الذي يدخل قائمة انتظار التوظيف اليوم، فترة انتظار لم تعد تُقاس بالسنوات، بل بمتوسط عمر الإنسان. وتشير بعض تقديرات معهد كاتو إلى أن فترة الانتظار قد تتجاوز 130 عاما. إنه وعد لن يتحقق أبدا، وحلم يموت في طابور الانتظار.
وبينما تغطي البيروقراطية سجادة الترحيب الأمريكية، يفرد المنافسون السجاد الأحمر، إنهم ليسوا مراقبين سلبيين، بل صيادون نشطون واستراتيجيون. فكندا، من خلال استراتيجيتها للمهارات العالمية، تقدم معالجة للطلبات في غضون أسبوعين للعديد من تصاريح العمل لذوي المهارات العالية. وفي خطوة مباشرة وجريئة، أطلقت برامج تستهدف حاملي تأشيرة (H-1B) في الولايات المتحدة، مقدمة لهم الاستقرار ومسارا واضحا نحو المواطنة.
تستهدف المملكة المتحدة خريجي أفضل الجامعات في العالم من خلال تأشيرة "الأفراد ذوي الإمكانات العالية"، بينما تسرّع تأشيرة المواهب العالمية في أستراليا من إجراءات الإقامة الدائمة للمبتكرين في القطاعات الرئيسة. والرسال موحدة وواضحة: "إذا كانت أمريكا تقدم لكم الغموض، فنحن نقدم لكم المستقبل".
إن عواقب نزيف العقول هذا تعمل على تآكل جوهر القدرة التنافسية لأمريكا، فقد بدأت قطاعات التكنولوجيا والرعاية الصحية، التي اعتمدت طويلا على أفضل العقول في العالم، تدق ناقوس الخطر، وأصبح من الشائع الآن أن تقوم الشركات الأمريكية بتوظيف مهندس لامع لا يمكنها تأمين تأشيرة له، و"وضعه" في مكتب في فانكوفر أو تورنتو، وجعله يتعاون مع فريقه عبر تطبيق زوم. هي وظائف أمريكية في كل شيء إلا في الجغرافيا، فُقدت بسبب نظام معطوب.
وقد عبّر غاري شابيرو، رئيس جمعية الإلكترونيات الاستهلاكية، عن يأس مجتمع الأعمال بوضوح، مشبها النقاش حول الإصلاح بـ"سؤال شخص يموت في الصحراء عن نوع الماء الذي يريده". الرسالة واضحة: التقاعس عن العمل لم يعد خيارا. إن "نزيف العقول" هذا يقلل من الأبحاث، ويخنق الابتكار، ويوكل الديناميكية الاقتصادية لأمريكا إلى الخارج.
إن الجزء الأكثر إحباطا في أزمة المواهب الأمريكية هو أنه يمكن عكسها بالكامل. فالطريق إلى الأمام ليس لغزا يكتنفه الغموض الأيديولوجي، بل هو سلسلة من الإصلاحات العملية والمنطقية التي دافع عنها خبراء السياسات وقادة الصناعة لسنوات. إن إصلاح هذا الجرح الذي ألحقته أمريكا بنفسها يتطلب إصلاحا جذريا ومجموعة واضحة من الأهداف:
* إنهاء يانصيب القدر عبر رفع أو إلغاء سقف تأشيرات "H-1B"، فالرقم الحالي هو من مخلفات اقتصاد الماضي ولا يعكس متطلبات العالم الحديث.
*كسر الجمود الذي يمتد لأجيال عبر إلغاء الحصص القُطرية للبطاقة الخضراء. فنظام قائم على أسبقية الطلب سيكافئ الموهبة والمساهمة، وليس مصادفات المولد.
*تبسيط العملية برمتها من التأشيرة إلى الإقامة. فالقدرة على التنبؤ والكفاءة هما عاملان جاذبان للمواهب، والنظام الحالي لا يقدم أيا منهما.
*خلق مسار واضح ومباشر نحو الإقامة الدائمة، فالاستقرار هو الحافز النهائي. إن وجود مسار شفاف من تأشيرة عمل مؤقتة إلى بطاقة خضراء سيعطي إشارة بأن أمريكا جادة مرة أخرى في الترحيب بأفضل العقول.
في النهاية، قبلت أنانيا شارما العرض الكندي. هي تقود اليوم فريق بحث مزدهر في تورنتو، وبراءات اختراعها مسجلة تحت العلم الكندي، والشركة التي تخطط لإطلاقها ستخلق وظائف كندية. قصتها مأساة صامتة، تتكرر آلاف المرات، إنها قصة أمة غارقة في شللها السياسي لدرجة أنها تفشل في تأمين أهم مواردها: العبقرية البشرية. المعركة العالمية للمواهب قد بدأت، وأمريكا تخرّب نفسها بنفسها، عقلا فذا تلو الآخر.