بعد فضيحة منحة القمح.. أمين العاصمة اليمنية يفضح وزير التخطيط بمطالبته التوقيع على استلام مساعدات صُرفت دون علمه
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
أصبح الفساد في الحكومة اليمنية جريمة لا يُعاقب عليها الفاسدون، في حين باتت اللا مسؤولية صفة يتنافس عليها غالبية المسؤولين، وبين هاتين الجريمتين شعب يتسول فتات المنظمات التي لا يقل فسادها عن الحكومة، شاكياً مأساته لحفنة من اللصوص، الذين لولا أن تفضحهم الوثائق والمستندات الرسمية لقالوا إن الغيث لا ينزل على هؤلاء الجياع إلا استجابة لابتهالاتهم وتضرعهم.
اتهم وزير الدولة، أمين العاصمة في الحكومة اليمنية، عبدالغني جميل، وزارة التخطيط بمطالبته التوقيع على استلام مساعدات "لا يعلمها"، سبق وصُرفت قبل أشهر في العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثي بقيمة تقدر بنحو 4 ملايين و851 ألف دولار.
وقال جميل، في تدوينة على حسابه في منصة "إكس"، إنه تسلم رسالة عبر مندوب منظمة "الإغاثة" الدولية، من نائب وزير التخطيط يطالب منه التوقيع على اتفاقية مسودة صرف مساعدات لنازحي أمانة العاصمة، قيمتها تقدر بملايين الدولارات.
وذكر أنه كان قد طالب أن يتم صرف المساعدات بإشراف السلطة المحلية لأمانة العاصمة، إلا أنه تفاجأ بأن المساعدات قد صرفت “دون أن نرى شيئا منها”، متهما الوزارة بأنها تريد أن تجعله جسر عبور لفساد المنظمة.
ونشر عبدالغني جميل صورة رسالة المطالبة بالتوقيع على المساعدات حيث ذكرت وزارة التخطيط أن المساعدات يتم توزيعها خلال الفترة من 1 مايو/ أيار 2023، إلى 30 أبريل/ نيسان 2024، في 17 مديرية بمحافظات عدن وحجة وريمة وأمانة العاصمة وتستهدف نحو 93 ألف أسرة متضررة من الأزمات.
وطلبت وزارة التخطيط، في رسالتها الممهورة بتوقيع نائب الوزير نزار عبدالله باصهيب، والموجهة بتاريخ 23 سبتمبر/ أيلول المنصرم، من أمين العاصمة التوقيع على توزيع المساعدات وأنه تم صرفها.
كما نشر أمين العاصمة رداً على رسالة وزارة التخطيط أكد فيه رفضه تنفيذ المشروع باسم السلطة المحلية لأمانة العاصمة، دون موافقتها، محملا الوزارة المسؤولية “عن أي مشاريع أو فساد يخل بقوانين الحكومة والسلطة المحلية”.
ونبه إلى "مخالفة في صياغة المشروع بتقسيم اليمن إلى شمال وجنوب، بما يكرس مفهوم الانفصال”.
ونوّه جميل إلى أن “معظم ميزانية تكلفة المشروع ذهبت مصاريف إدارية وتشغيلية للمنظمة”، مشيرا إلى أن ذلك يعد “فسادا كبيرا وعبثا بتبرعات المانحين”.
ودعا أمين العاصمة وزارة التخطيط والتعاون الدولي إلى ضرورة إبلاغ السلطة المحلية بالمشاريع الإغاثية قبل تنفيذها بمدة كافية وتزويدها بتفاصيل المشروع، مطالبا المنظمات بتوزيع جهودها بين النازحين في المحافظات المحررة، والمناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي تحت إشراف الحكومة المعترف بها دوليا.
وليست المرة الأولى التي تشرعن قيادات وزارة التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية، تسليم المساعدات والمشاريع لمليشيا الحوثي في تخادم وتواطؤ مريب رغم عدم التزام المنظمات بتعليمات الوزارة واشتراطاتها وشفافية التوزيع وعدم تسليمها لقيادات الحوثيين.
وكشفت وثيقة رسمية أن الأمم المتحدة عبر برنامج الغذاء العالمي قامت بتسليم مساعدات غذائية ونقدية لما يقارب 9 ملايين و500 ألف مستفيد في المحافظات الخاضعة لمليشيا الحوثي خلال دورة يوليو الماضي، فيما بلغ عدد المستفيدين من هذه المساعدات في المحافظات المحررة 800 الف مستفيد فقط، وبنسبة لا تتجاوز 9% مقارنة بمناطق المليشيا.
وفي 15 سبتمبر/ أيلول الماضي، أبلغت الحكومة البولندية، السفارة اليمنية بسحب منحة القمح، التي كانت أعلنت عن تقديمها لليمن والمقدرة بـ40 ألف طن بعد أكثر من 7 شهور من تمادي وتملص الحكومة عن نقلها من الموانئ البولندية إلى البلاد وتوزيعها للمستفيدين.
وجاء إلغاء المنحة البولندية التي ملايين اليمنيين بأمس الحاجة إليها، بعد ماراثون من المساومات وعقد صفقات، تعكس فساد الحكومة والتعامل غير المسؤول تجاه الملف الإنساني وخاصة ملف المانحين.
وبحسب تقارير، وصلت المساعدات الدولية المقدمة لليمن عبر منظمات الأمم المتحدة خلال السنوات السبع الماضية إلى 23 مليار دولار، ضمن برنامج "خطة الاستجابة الطارئة" إلا أن الفساد المتغلغل في وكالات الإغاثة والمنظمات الدولية فاقم أزمة الجوع في البلد المصنف بأسوأ أزمة إنسانية في العالم والذي لا يصل من تلك المساعدات إلى بطون الجائعين سوى الفُتات.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: وزارة التخطیط أمین العاصمة التوقیع على
إقرأ أيضاً:
مدبولي: الحكومة تضع التعليم والصحة وتحسين الخدمات للمواطنين على رأس الأولويات حاليا
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في ختام جولته بمشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بقرى مركز شبين القناطر اليوم، مشروع إنشاء مستشفى شبين القناطر المركزي.
ورافق رئيس مجلس الوزراء، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، ووزيرة التنمية المحلية، القائم بأعمال وزير البيئة، ومحافظ القليوبية، ونائب المحافظ، ومسئولو الشركة المنفذة.
وعقب وصول رئيس الوزراء لمقر المشروع، قدم الدكتور/ خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، عرضا حول موقف تقديم الخدمات الصحية لأهالي محافظة القليوبية، مشيرا في ضوء ذلك إلى أنه تم تقديم 7 ملايين و849 ألفًا و897 خدمة طبية لأهالي المحافظة، خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2025، ضمن جهود الدولة لتحقيق رؤية مصر 2030.
وقال الدكتور خالد عبد الغفار: قدمت المستشفيات 2 مليون و774 ألفًا و571 خدمة شملت الطوارئ، والعيادات الخارجية، والرعايات المركزة، والغسيل الكلوي والعلاج الطبيعي، إلى جانب 78 ألفًا و514 خدمة عبر 38 عيادة مسائية، و13 ألفًا و837 خدمة تشخيص عن بُعد في 5 مستشفيات، و55 ألفًا و127 خدمة من خلال 75 قافلة طبية استهدفت المناطق النائية.
وفي إطار التطوير، أوضح نائب رئيس الوزراء أنه تم رفع كفاءة أقسام طبية في 8 مستشفيات، وإدخال تخصصات جديدة بمستشفى القناطر الخيرية، وتفعيل جراحات التجميل والمخ والأعصاب والمناظير بشبين القناطر، وزيادة أسرة الرعايات ببهتيم، وإنشاء وحدة مناظير بحميات بنها، مع التطوير الشامل لمستشفى طوخ المركزي، وتفعيل عيادتي النفسية والإدمان وجراحات التجميل بمستشفى أبو النجا.
أما على مستوى الرعاية الأولية، فأشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أنه تم تقديم 5 ملايين و75 ألفًا و326 خدمة، واعتماد 7 وحدات صحية من هيئة الاعتماد والرقابة، وتفعيل عيادات الدعم النفسي بـ 12 منشأة، واستلام 9 منشآت ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" وتشغيل 7 وحدات من أصل 25، مع تشغيل مكتب صحة المختار، ومركز طبي قليوب على مدار 24 ساعة.
من جانبه، أشار الدكتور أسامة الشلقاني، وكيل الوزارة بالقليوبية، إلى تنفيذ 2906 دورات تدريبية تخصصية بالمستشفيات، بجانب 2624 دورة وورشة عمل بالإدارات الصحية؛ لمواكبة أحدث البروتوكولات العلاجية، إلى جانب المرور الرقابي على 7571 منشأة طبية خاصة و7802 منشأة غذائية؛ لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة.
وفيما يتعلق بمشروع إنشاء مستشفى شبين القناطر المركزي، ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بسعة 221 سريرا، استعرض رئيس الوزراء معدلات التنفيذ وما تم إنجازه خلال الفترة الماضية بهذا المشروع، موجّهًا بضرورة الالتزام بالبرامج الزمنية المحددة، ورفع كفاءة منظومة السلامة والصحة المهنية، وتطبيق أعلى معايير الجودة في مختلف مراحل التنفيذ.
وأوضح محافظ القليوبية أن هذا المشروع يعد أضخم المشروعات الصحية التي تُنفذ ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في المحافظة، ويمثل نقلة نوعية في الخدمات الطبية المقدمة للمركز والمناطق المحيطة به، وقد تم تصميمه بأعلى المواصفات والجودة العالمية، ويهدف إلى توفير رعاية طبية متقدمة وتخفيف العبء عن المستشفيات الأخرى بالمحافظة.
وأوضح الدكتور شريف مصطفى، مساعد وزير الصحة والسكان للمشروعات القومية، أن المشروع يقام على مساحة إجمالية تبلغ نحو 20 ألف م2 تقريباً، وسيتم توريد التجهيزات الطبية وغير الطبي بمعرفة وزارة الصحة، مؤكدا أن المشروع ليس مجرد مبنى للمستشفى، بل هو مجمع طبي متكامل، لافتا إلى أن المبنى الرئيسي للمستشفى يضم جميع الأقسام العلاجية والجراحية منها (6 غرف عمليات، و48 سريرا للغسيل الكلوي، و27 سريرا بالعناية المركزة، بالإضافة إلى 8 أسرة عناية للأطفال، و21 حضّانة للأطفال المبتسرين، و173 سرير إقامة، بالإضافة إلى 23 عيادة خارجية متخصصة).
وخلال تفقده للمشروع، استمع الدكتور مصطفى مدبولي لشرح من مسئول المشروع بالشركة المنفذة حول مكوناته، الذي أوضح أنه يضم 13 مبنى رئيسيًا وخدميًا، تشمل المبنى الرئيسي للمستشفى، مكوّن من دور أرضي + 6 أدوار، مقام على مساحة 4500 م² مسطح، ثم مبنى (البلازما وبنك الدم) وهو مكوّن من طابقين (أرضي وأول)، على مساحة 500 م² مسطح، بالإضافة إلى مبنى مدرسة التمريض وسكن الأطباء، وهو مكوّن من أرضي + دورين، على مساحة 1700 م² مسطح.
كما أن هناك 7 مبانٍ خدمية كاملة الإنشاء والتجهيز، تشمل مبنى المولدات، ومبنى المحولات، ومبنى الموزع الثانوي، ومبنى خزان الوقود الكبير، ومبنى خزان الوقود الصغير، وخزان المياه الرئيسي لمياه الشرب والحريق، وخزان المعالجة العضوية، وعدد 3 مباني غرف أمن، إضافة إلى السور بطول 550 م طولي عليه 4 بوابات رئيسية لخدمة حركة دخول وخروج الزوار والعاملين بالمستشفى.
فيما أكد مسئولو الشركة التزام الشركة الكامل بتنفيذ المشروع بأعلى مستويات الاحترافية، وتوفير بيئة آمنة ومنظمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والإدارية بالموقع.
وخلال تواجده بالمشروع، تفقد رئيس مجلس الوزراء الطابق الأول من المستشفى، وتم المرور على قاعة الاستقبال بالعيادات، كما تم تفقد نموذج لهذه العيادات، ووحدة الغسيل الكلوي، ثم توجه الدكتور مصطفى مدبولي ومرافقوه لتفقد مبنى البلازما وبنك الدم.
وفي ختام الزيارة، أعرب رئيس مجلس الوزراء عن تقديره للتقدم الملموس في المشروع، مؤكدًا استمرار المتابعة الدقيقة لضمان الانتهاء من الأعمال ضمن الجدول الزمني المعتمد وبالجودة المستهدفة، مشيدا بما تحقق من تقدم على أرض الواقع، ولاسيما أن المشروع يُعد أحد المشروعات الكبرى ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وقد وصل إلى مرحلة متقدمة من أعمال التشطيبات، مضيفا: الحكومة تضع التعليم والصحة وتحسين الخدمات للمواطنين على رأس الأولويات حاليا.