«إيه آي كيو» الإماراتية تصدر حلول الذكاء الاصطناعي بقطاع النفط والغاز
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
تصدر شركة «إيه آي كيو» الإماراتية المتخصصة في مجال التكنولوجيا ومقرها أبوظبي، حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة والمتطورة في قطاع النفط والغاز إلى خارج الدولة، بحسب يوسف سالم، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في شركة «إيه آي كيو» المملوكة بنسبة 60% لشركة «أدنوك» و40% لشركة «جي 42» المتخصصة في مجال توظيف تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
أكد سالم لـ«الاتحاد» أن الشركة طورت حلولاً ونماذج للذكاء الاصطناعي تقوم بتحليل البيانات الضخمة، عن عمليات «أدنوك» في قطاع الطاقة على مدار العقود الماضية، بحيث تقوم تلك النماذج للذكاء الاصطناعي بعد تحميلها بتلك البيانات بإصدار توصيات في مجال حفر آبار النفط والغاز، وتقليل الانبعاثات، وتعزيز الإنتاجية والفعالية التنظيمية مع تحديد إجراءات وتنبيهات خاصة بالسلامة في العمليات التشغيلية، مع تقليل تدخل العنصر البشري.
وأضاف: «يمكن للذكاء الاصطناعي إصدار التوصيات الخاصة بتقليل الانبعاثات وأفضل طريقة اقتصادية للوصول إلى مستهدفات تحقيق الحياد الكربوني، من خلال التركيز على الحقول التي ينتج عنها أعلى إنتاج وأقل انبعاثات»، مشيراً إلى أنه فيما يخص استخدام الذكاء الاصطناعي لإصدار التوصيات الخاصة بالسلامة التشغيلية، فإنه يقوم بإصدار تنبيهات عند عدم الالتزام بإجراءات السلامة في الحفارات وعملية الإنتاج.
توسع خارجي
وعن توسع الشركة خارجياً، أجاب سالم، بأن شركة «إيه آي كيو» تعمل مع عدد كبير من الشركات العاملة في قطاع النفط المحلية، وكذلك مع شركاء شركة «أدنوك» في العالم.
وذكر أن الشركة بدأت في التوسع في الخارج، وتحديداً في البحرين والكويت، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «بتروناس ديجيتال» الماليزية، تهدف لاستكشاف وتطوير وتسويق حلول الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة وتعزيز الاستدامة في قطاع الطاقة، مؤكداً أن الطرفين سيعملان معاً كجزء من التعاون لاختبار حلول الذكاء الاصطناعي واكتشاف التطبيقات القابلة للتطبيق، وحالات الاستخدام التي يمكن أن تخلق القيمة في مجالات الأعمال المتعددة ضمن قطاع الطاقة على مستوى عالمي، فضلاً عن تطوير أفضل الممارسات والأطر الخاصة بالذكاء الاصطناعي وإجراء التحليلات المتقدمة لضمان التميّز التجاري والتشغيلي في كافة مشاريعهما المشتركة.
تكنولوجيا إماراتية
وفيما يخص مشاركة الكوادر الوطنية في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي التي تصدرها الشركة، أجاب سالم، بأن الشركة الإماراتية تقوم بتطوير حلول الذكاء الاصطناعي بوساطة أكثر من 60 من المبرمجين ومديري المنتجات والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
وقال: إن الشركة لديها عدد من الكوادر الإماراتية الحاصلين على درجة الدكتوراه في مجال الذكاء الاصطناعي، كما تتعاون مع «جامعة خليفة» و«جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» وعدد من الجامعات الكورية والآسيوية، من أجل الاستفادة من البحث العلمي في تلك الجامعات لتطوير منتجات وحلول تحقق جدوى اقتصادية للشركة، كاشفاً أن الشركة تقدمت للحصول على 11 براءة اختراع على مستوى العالم بحقوق ملكية فكرية مملوكة من قبل الشركة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإمارات أبوظبي أديبك حلول الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی أن الشرکة فی مجال فی قطاع
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.