سيبقى نصر اكتوبر المجيد ملحمة عظيمة فى تاريخ الشعب المصرى، ورمزا خالداً تفتخر به الأجيال وتتباهى به، جيلاً بعد جيل، وسيظل هذا النصر العظيم تجسيداً عملياً لكفاءة وعقلية المصريين، إنها الحرب التى أثبتت أن المصريين شعب عظيم لا يعرف المستحيل، وأن الجندي المصري عبر أصعب مانع مائى صناعى عرفته حرب في التاريخ، وهو «قناة السويس»، واخترق «خط بارليف» أعتي مانع صناعي أقيم في حرب، ودمر نقاطه الحصينة.

وعندما تأتى ذكرى انتصارات أكتوبر يسترجع فيها القادة والجنود ملحمة الفداء والانتصار التى سطرها أبناء مصر، لتظل على مر التاريخ ذكرى خالدة يتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل من بين هؤلاء المجند عبد الرحمن صادق عبد الغنى حسن والذى يبلغ من العمر 71 عاماً وهو واحد من أبطال الصاعقة، الذين أسروا شارون وطهروا النقطة القوية على خط بارليف وهى نقطة كبريت.

ولم تستطع السنوات التي اقتربت من 50 عاما  أن تمحو مشاهد حرب أكتوبر من ذاكرة  البطل عبدالرحمن صادق، خاصة ذكريات  أسر "آرئيل شارون" رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، وقت أن كان قائدًا في جيش العدو، إبان حرب 1973.

فقد التحق عبد الرحمن" في قوات الصاعقة في سبتمبر 1970، وفي عام 1973 كانت في منطقة العامرية بمحافظة الإسكندرية؛ حيث يقول: "دخلت القوات المسلحة فى عام 1970، والتحقت بالصاعقة، كنت اتدرب فى منطقة الحمامات، كنا نتدرب على العبور ولكن لم نكن نعرف أن هذا التدريب خاص بالعبور.

ويحكي "عبد الرحمن" عن هذه الأيام، فيقول: "ركبنا جميعًا السيارات البرمائية، وخلال عبور القناة كان الطيران المصري قد انتهى من ضربته الأولى، وعبرت السيارات البرمائية القناة حتى وصلت منطقة جنيف في السويس واشتبكنا مع العدو وتفوقنا عليه وتقدمنا لمسافة نحو 12 كيلو متر و كانت قوات المُشاة تتبعنا، حتى تم التمركز داخل منطقة كانت نقطة انطلاق أفراد الكتيبة في مهاجمة العدو الإسرائلي ليلاً و كبدناهم خسائر فادحة".

وأضاف: «مع ساعة الصفر يوم 6 أكتوبر 73 عبرت كتيبتنا بقيادة البطل الشهيد إبراهيم عبدالتواب، لتقتحم البحيرات المرة الصغرى بنجاح تام وفي فترة زمنية صغيرة للغاية، بفضل التوجيه المميز للقائد، حتى وصلت الكتيبة إلى البر الشرقي للبحيرات وبدأت تنفيذ الشق الثاني من المهمة وهو السيطرة على ممر (متلا)..".

وواصل "عبد الرحمن": «فوجئنا أنها الحرب، فغطسنا 5 أمتار ثم طفونا ثم عبرنا وسط النيران، فكنا كل عدة أمتار نتجاوز الضربات المتلاحقة ونأسر جنودا إسرائيليين أو نقتلهم».

وعندما جاءت اللحظات الحاسمة عندما صدرت الأوامر بمهاجمة كتيبة 603 و602 النقطة الحصينة شرق (كبريت) والاستيلاء عليها، وأسرعنا بالتحرك نحو نقطة (كبريت) واعتمدت خطة البطل إبراهيم عبد التواب، على استغلال نيران المدفعية والدبابات لإقتحام النقطة الحصينة من اتجاهي الشرق والجنوب بقوة سرية مشاة، في نفس الوقت الذي تقوم باقى وحدات الكتيبة بعملية عزل وحصار من جميع الجهات لمنع تدخل احتياطي العدو الإسرائيلي».

ويكمل: «ظللنا أيامًا نبدأ يومنا مع آخر ضوء ونعود لمقر كتيبتنا مع أول ضوء، كنا نذهب لتدمير أهداف محددة للتصدي لتحركات العدو، وبرفقتنا كاشف عن مناطق الألغام وآخر من سلاح الإشارة».

وقال : «كانت تعليمات قائدنا الشهيد البطل إبراهيم عبد التواب، أنه لو طلع علينا ضوء النهار فلا نعود لمقر كتيبتنا حتى لا ينكشف مقر الكتيبة للعدو، وظللنا على هذا الوضع نحقق نجاحات بتدمير دبابات ومناطق للعدو، حتى يوم 20 أكتوبر».

وفي تمام الساعة 7:30 من صباح 20 أكتوبر، اقترب   سيارات من الجيش الإسرائيلي إلى مقر الكتيبة، وتم التصدي له، وكانت سيارة جيب تتقدم هذا القول، نزل منها 3 جنود إسرائلين فور مهاجمتهم، وتم أسرهم "انهار اثنان منهم بالبكاء، باستثناء ثالثهم كان صامتًا، وعندما تم تسليمه إلى قائد الكتيبة الشهيد إبراهيم عبدالتواب.

وسألنا عن سبب صموده دون غيره علمنا أنه جنرال كبير في الجيش الإسرائيلي  لم يكن أحد منا يعلم أنه أرئيل شارون، الذي تولى منصب رئيس وزراء إسرائيل" وأنه رغم كون شارون قائدًا كبيرًا في الجيش الإسرائيلي وقت الحرب، وموقعه في مناطق القيادة؛ إلّا أنه أصر على المشراكة في الحرب في أرض الميدان بسبب الخسائر التي لحقت بجنوده في منطقة كبريت.

وأضاف: أصبت فى رأسى بتهتك فى خلايا المخ وكسر فى الجمجمة، وتم نقلى إلى مستشفى المعادى لتلقى العلاج ، و استشهد أحد زملائى بجوارى بعد أن طلب منى كوب ماء حتى يشرب ثم فارق الحياة وكانت من أصعب اللحظات فى حياتى.

وبعد إصابتى  نجوت من الأسر، بعدما فاتنى  اللنش الأول لنقل المصابين من الضفة الشرقية إلى الغربية، والذي هاجمته القوات الإسرائيلية وأسرت من يستقلونه.

واختتم حديثه قائلا: " لن انسى هذه الذكريات وتلك البطولات ماحييت وسأبقى احكيها لأحفادى  لتنمية  روح الانتماء والوفاء والتضحية  لمصرنا الغالية  التى تستحق ان نفديها بأرواحنا  وستظل ملحمة اكتوبر وافنتصار والعبور العظيم ذكرى عطرة تشعرنا بالفخر كلما  تذكرتناها فهى وسام شرف لكل من شارك فى تلك الملحمة العظيمة".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: نصر اكتوبر الأجيال النصر العظيم الحرب المصريين كبريت خط بارليف إبراهیم عبد عبد الرحمن

إقرأ أيضاً:

لماذا انقلبت أوروبا ضد كيان العدو الإسرائيلي؟

يمانيون../
لاحظنا في الأيام القليلة الماضية انقلابًا مفاجئًا لموقف بريطانيا والاتحاد الأوروبي تجاه ما يجري من جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الصهيونية ضد كل مواطني قطاع غزة بلا استثناء.

ذلك الموقف الذي كان في الماضي القريب مؤيدًا وداعمًا ومساندًا لكيان العدو الإسرائيلي في كل ما ارتكبه ويرتكبه من فظائع وجرائم بحق سكان قطاع غزة، وتحول اليوم بقدرة قادر إلى موقف مغاير ومعارض تمامًا لكيان العدو.

وفي بيان مشترك، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني من أنهم لن يقفوا “مكتوفي الأيدي” إزاء “الأفعال المشينة” لحكومة المجرم نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ”إجراءات ملموسة” إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية، وفي حديث لإذاعة فرانس إنتر، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: “إن الوضع لا يمكن احتماله؛ لأن العنف الأعمى من جانب حكومة العدو الإسرائيلية وحظر دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قد حوّل القطاع إلى مكان للموت، ولن أقول إلى مقبرة”.
بينما أكد رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو “أن الوضع الإنساني في غزة لا يطاق ومن الضروري السماح بدخول المساعدات الإنسانية فورا”، فيما قال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون هاريس: سأرفع مذكرة للحكومة لإقرار تشريع يحظر استيراد البضائع من “إسرائيل”.

مواقف حقيقية أم نفاق سياسي؟
لا يمكن الجزم يقينًا بأن كل تلك المواقف الغريبة والمثيرة للريبة من دول كبريطانيا (المعروفة بدورها المشبوه إبان احتلالها للأراضي الفلسطينية) ودول الاتحاد الأوروبي قد صدرت عن قناعة وصدق، سيما بعد مضي ما يقارب العشرين شهرًا من “عملية طوفان الأقصى” أي بعد استشهاد ( 53,655) وإصابة (121,950) وفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، ناهيك عن تدمير غزة عن بكرة أبيها، لذا فهذه المواقف جاءت متأخرة وفي غير وقتها، وهذا يعني أنها مواقف غير مقنعة وغير صادقة.
وبعودتنا للقرآن الكريم نجده يؤكد لنا بأن اليهود والنصارى لا يمكن أن ترضى عنا حتى نتبع ملتهم، وما دمنا لم نفعل ذلك فهذا يعني أن مواقف تلك الدول ليست مواقف إنسانية حقيقية نابعة من ضمير وأخلاق تلك الدول التي عرفناها بلا أخلاق، وإنما جاءت من باب النفاق السياسي وحفاظًا على مصالحها التي اقتضت منها وفي هذا التوقيت الدقيق، إبداء مثل هذه المواقف المغايرة لمواقفها المخزية في السابق.

معارضة الموقف الأمريكي الجديد تجاه اوكرانيا:

نعلم يقينًا أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها المنظومة الأوروبية كلها كانت منضوية في معسكر واحد وكان لها موقف واحد تجاه ما يجري في أوكرانيا؛ وذلك نتيجة تقاطع مصالحها في هذا البلد الذي خاض لعدة أعوام مواجهة طاحنة مع الجيش الروسي.
هذا الموقف الأمريكي الأوروبي الموحد جاء نتيجة تلاقي المصالح المشتركة بين أمريكا وأوروبا ونكايةً أيضًا بالروس، لكن أمريكا مطلع هذا الشهر سلكت اتجاهاً مخالفاً تماماً للموقف الأوروبي في أوكرانيا، وذلك خدمة لمصالحها، حيث وقّعت واشنطن وكييف، اتفاقاً اقتصادياً واسعاً يقضي بإنشاء صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا، ويمنح في نفس الوقت، الولايات المتحدة الأمريكية، إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية مقابل تسريع إعادة بناء الاقتصاد في أوكرانيا”.
هنا ندرك أن الأمريكيين بهذا الاتفاق قد استأثروا بالكعكة كلها دون أن يكون لحليفهم الأبرز( أوروبا) نصيب منها، ما يعني أن أوروبا خرجت من معركة أوكرانيا خاسرة نتيجة الانقلاب الأمريكي عليها، وهو ما دفعها اليوم للوقوف ضد السياسة الأمريكية بتبني مواقف معارضة لأمريكا وإسرائيل تجاه العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيًا على قطاع غزة.

إبراهيم الديلمي| المسيرة

مقالات مشابهة

  • استشهاد 69 فلسطينياً بغارات للعدو الإسرائيلي على غزة
  • بصاروخ باليستي فرط صوتي .. القوات المسلحة اليمنية تعلن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللُّدِ المسمى إسرائيلياً مطار بن غوريون (تفاصيل)
  • أولمرت: يجب سحب الجيش الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب
  • السفير الإسرائيلي في واشنطن: الفرنسيون على وشك إعلان 7 أكتوبر يوما لاستقلال فلسطين
  • حكايات من مآسي الجوع والنزوح في خان يونس جنوب قطاع غزة
  • تحقيقات 7 أكتوبر: الجيش الإسرائيلي فشل بالدفاع عن كيبوتس "كيسوفيم" وسكانه
  • الشريعي يكشف لصدى البلد أسرار عقد زياد كمال.. ولماذا لم يندم إنبي على فسخ الإعارة مع الزمالك؟
  • لماذا انقلبت أوروبا ضد كيان العدو الإسرائيلي؟
  • وداعاً للإحراج.. مختص يكشف أسرار رائحة الفم الكريهة ويقدّم وصفة منزلية مذهلة للتخلص منها
  • أسرار عودة الاستقرار .. الزمالك يكشف تفاصيل عقد الرمادي وموقف المدير الرياضي