كتب إيفان شاكر الدوبرداني /الباحث في الشؤون الاقتصادية العراقية والدولية:


تأتي عملة اليورو في المرتبة الثانية عالمياً بعد عملة الدولار الأمريكي، حيث تُعد من العملات القوية في التجارة الدولية، وأيضاً تُعد عملة اليورو ثاني أكثر العملات تداولاً في العالم بعد الدولار الأمريكي، وتأتي عملة الجنيه الاسترليني في المرتبة الرابعة.

 


وحيث يفترض على البنك المركزي العراقي أن يخطو الخطوة الأولى من خلال التنويع في أصوله المالية، ويزيد حصة عملة اليورو، بالإضافة إلى الجنيه الاسترليني على حساب عملة الدولار الأمريكي، حيث يقدر احتياطي البنك المركزي العراقي من العملات الأجنبية بحوالي 113 مليار دولار.


واحتفاظ البنك المركزي العراقي بجزء من احتياطياته باليورو لن يكون له أي تأثير سلبي على قيمة الدينار العراقي، إنما سيحافظ على قيمته، ومثال على ذلك الدينار الكويتي مقوم مقابل سلة من العملات الأجنبية كالدولار واليورو والجنيه الاسترليني. 


حيث كان بإمكان البنك المركزي العراقي أن يضخ عملة اليورو في  مزاد نافذة بيع العملة، بعد الإجراءات الصارمة التي فُرضت من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ووزارة الخزانة الأمريكية على البنك المركزي العراقي من خلال بيع عملة الدولار الأمريكي، وذلك بهدف منع  تهريب الدولار إلى إيران، ولذلك الهدف من بيع اليورو في نافذة بيع العملة هو الابتعاد عن القيود المفروضة على البنك المركزي العراقي من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، وأيضاً تخفيف الطلب على الدولار الأمريكي بهدف تقليص الفجوة بين السعر الرسمي وسعر الصرف في السوق الموازي.


وقد كان من المفترض على البنك المركزي العراقي تأسيس منصة خاصة به، حيث تكون هذه المنصة متخصصة في بيع عملة اليورو والجنيه الاسترليني، وأيضاً بالإمكان بيعها للمواطنين بشكل نقدي، كما أن عملة اليورو هي عملة عالمية بإمكان التاجر العراقي التعامل به بشكل طبيعي وسلس في أي دولة كانت باستثناء إيران، ولذلك من الممكن تغطية بعض الاستيرادات الخارجية عبر اليورو بدلاً من الدولار. 


ورغم أني ضد فكرة إعطاء كل مواطن من أجل السفر 3 آلاف دولار أمريكي وتهريب العملة الصعبة إلى خارج البلد، ولكن بنفس الوقت إذا استمر البنك المركزي العراقي على هذه السياسة فأقترح إعطاء المواطنين عملة اليورو أيضاً من أجل السفر إلى خارج البلد من أجل تخفيف الطلب على الدولار الأمريكي. 



الأموال  المكتنزة:


ومن أجل أن نكون واقعيين، للأسف هناك نسبة كبيرة من الشعب العراقي يدخر أمواله بعملة الدولار الأمريكي على حساب الدينار العراقي، ولذلك من المهم جداً زرع ثقافة الادخار أو التجارة باليورو بدلاً من الدولار الأمريكي لدی المواطنین، وذلك من أجل تخفيف الطلب على الدولار من قبل المواطنين الذين يدخرون أموالهم بالدولار الأمريكي، وأيضاً سيهدف ذلك إلى سحب الكتلة الدينارية من الأموال المكتنزة لدى المواطنين، وذلك لأن الحكومة العراقية لديها شحة من الدينار العراقي بسبب الموازنة الانفجارية، وتحديداً في النفقات التشغيلية، ومن المتوقع أن يكون هناك عجز في الفترة القادمة في دفع رواتب الموظفين من قبل الحكومة العراقية، وذلك لأن الكتلة الدينارية لدى البنك المركزي العراقي غير قادرة على تغطية النفقات التشغيلية، مما يجبر البنك المركزي العراقي على طباعة الدينار، وهذا يُعدّ بحد ذاته خطراً كبيراً على قيمة الدينار العراقي وارتفاع نسبة التضخم، وبالتالي ستكون تبعاته خطيرة وسلبية على الاقتصاد العراقي. 


اليورو عملة استثمارية :


و تُعد عملة اليورو عملة استثمارية لأنها بصورة عامة تتحرك بإتجاه صعودي على المدى البعيد، وحيث ارتفعت من نهاية عام الماضي من مستويات 0.96 سنت إلى 1.12 دولار أمريكي قبل شهرين، يعني ارتفاع بنسبة مايقارب اكثر من 15٪، وعملة اليورو حالياً بطور تصحيح عميق حيث انخفض إلى مستوى مايقارب 1.04 دولار أمريكي قبل عدة أيام، و الأن يترنح على مستويات 1.05 دولار أمريكي وربما سيستأنف الصعود او سيكمل التصحيح  إلى مستويات قريبة من نقطة التعادل مع الدولار ، و هذا بحد ذاته  تُعد فرصة مناسبة للبنك المركزي العراقي من أجل شراء عملة اليورو بقيمة 10 مليار يورو على أقل تقدير، و انا شخصياً قمت بأدخار جزء من أموالي بعملة اليورو، ومن متوقع ان تستهدف عملة اليورو مستويات 1.15 دولار أمريكي وأكثر في خلال الربع الأول من العام القادم. 


وفي حال باع البنك المركزي العراقي جزء من مزاد نافذة بيع العملة بعملة اليورو شهرباً بقيمة ملياري يورو اي بيع 100



ولنفترض أن البنك المركزي العراقي ضخ عملة اليورو في الأسواق عندما كان بسعر 0.96 سنتاً في نهاية العام الماضي، في الوقت الذي بدأت فيه أزمة الدولار في العراق، لترتب على ذلك تقليص الفجوة بين السعر الرسمي وسعر الصرف في السوق الموازي بشكل كبير جداً، وبنفس الوقت حقق المواطنون الذين اشتروا عملة اليورو في حينها أرباحاً بنسبة تقدر بـ15٪. 


وأيضاً بنفس الوقت كان بإمكان البنك المركزي العراقي ان يستثمر عملة اليورو لو ابقى جزء من احتياطياته من عملة اليورو فرضاً 10 مليار يورو وباعها عندما وصل إلى 1.12 دولار أيضاً لحقق أرباحاً بنسبة تقدر 15٪ اي حوالي مليار و 500


والسؤال هنا: هل البنك المركزي العراقي قادر على تحويل جزء من أصوله من الدولار الأمريكي إلى عملة اليورو؟ 

أم سيكون أسيراً لتوجهات وزارة الخزانة الأمريكية وسياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي؟






المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: على البنک المرکزی العراقی عملة الدولار الأمریکی المرکزی العراقی من الدینار العراقی دولار أمریکی من أجل من قبل جزء من

إقرأ أيضاً:

خوفا من داعش.. وزير الدفاع العراقي يطالب ببقاء القوات الأمريكية في سوريا

أكد وزير الدفاع العراقي، جمعة عناد، في مقابلة مع قناة "العربية" أن العراق يرى ضرورة بقاء القوات الأمريكية في سوريا، مشيرًا إلى أن وجودها لا يزال مهمًا في ظل استمرار تهديد تنظيم داعش في المنطقة.

أوضح الوزير أن "بقايا تنظيم داعش لا تزال نشطة في بعض المناطق السورية، وأن الوجود الأميركي يساعد في منع عودة التنظيم إلى سابق قوته".

 وأضاف أن "التنسيق الأمني بين العراق والقوات الأمريكية في سوريا أساسي لتأمين الحدود المشتركة وملاحقة فلول التنظيم".

لأول مرة منذ سقوط الأسد.. سوريا تسمح للمفتشين بالوصول إلى المواقع النوويةصواريخ مضادة للدروع .. إحباط عملية تهريب أسلحة إلى لبنان قادمة من سوريا

تأتي هذه التصريحات في وقت تبحث فيه واشنطن سحب قواتها من العراق قبل الموعد المقرر، حيث نص الاتفاق السابق على انسحاب القوات الأميركية من منطقة سيطرة الحكومة العراقية بشكل كامل بحلول سبتمبر 2025، مع بقاء بعض القوات في إقليم كردستان حتى نهاية 2026. 

لم يصدر بعد رد رسمي من الجانب الأميركي على تصريحات وزير الدفاع العراقي. ومع ذلك، فإن هذا الموقف قد يثير نقاشًا داخل العراق، خاصة بين الفصائل السياسية المختلفة التي لها مواقف متباينة بشأن الوجود الأميركي في المنطقة.

وتسلط تصريحات وزير الدفاع العراقي الضوء على التحديات الأمنية المستمرة في المنطقة، وتؤكد أهمية التعاون الدولي في مواجهة التهديدات المشتركة مثل تنظيم داعش، كما تعكس هذه التصريحات تعقيدات السياسات الإقليمية والتوازنات التي تسعى الدول للحفاظ عليها في ظل التغيرات المستمرة.

طباعة شارك تنظيم داعش القوات الأمريكية سوريا جمعة عناد واشنطن القوات الأمريكية في سوريا وزير الدفاع العراقي

مقالات مشابهة

  • "المركزي الروسي" يرفع سعر صرف الدولار ويخفض اليورو أمام الروبل
  • سعر الدينار الكويتي والعملات العربية اليوم 7/6/2025 في البنك المركزي المصري
  • «البنك المركزي»: 14.76 تريليون جنيه رصيد الائتمان المحلي بنهاية أبريل 2025
  • تراجع اليورو مع ارتفاع سعر الدولار بفضل بيانات الوظائف في الولايات المتحدة
  • وزير الدفاع العراقي: بقاء قوات التحالف الدولي في سوريا ضروري
  • خوفا من داعش.. وزير الدفاع العراقي يطالب ببقاء القوات الأمريكية في سوريا
  • البنك المركزي الأوروبي يخفض الفائدة إلى 2%... ويعول على الإنفاق الحكومي
  • طبع النقود: سيف ذو حدين يهدد استقرار الدينار العراقي
  • البنك المركزي الأوروبي يخفض أسعار الفائدة
  • موافقا للتوقعات.. البنك المركزي الأوروبي يخفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس