بعد شهر من الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي ضرب المغرب، لا تزال الأنقاض تتناثر في القرى المحيطة بجبال الأطلس.

 تواجه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا الآن التحدي المتمثل في إعادة البناء واتخاذ التدابير اللازمة لجعل القرى المغربية التي يبلغ عمرها قرونا مقاومة للزلازل وبسرعة ودون التضحية بهندستها المعمارية التقليدية.

"نفضل أن تعيد الحكومة تسكيننا هنا في قريتنا لأننا سمعنا أنهم سيبعدوننا قليلا. لدينا أرضنا هنا وزراعتنا أيضا، التي لا يمكننا التخلي عنها نحن ملتزمون بثقافتنا هنا"، قال محمد العسري، أحد سكان قرية إيمي نتالا.

قد تكون العودة إلى العمارة التقليدية ، في الواقع ، جزءا من الإجابة على الحاجة إلى مزيد من المرونة.

 قال إيلي مويال، مهندس معماري مغربي آخر، إن في السنوات الأخيرة، حل البناء الخرساني "السيئ البناء في كثير من الأحيان" محل المباني الترابية والحجرية التقليدية في الأطلس الكبير.

"هناك سيناريوهان تقريبا، لدينا مدن كبيرة ذات هندسة معمارية خرسانية حديثة إلى حد ما، سنسميها المباني الحديثة إلى حد ما والتي لم تكن ترقى إلى المستوى القياسي ، لكن كان لها مظهر القوة والحداثة.

  قالت سليمة ناجي، المهندسة المعمارية وعالمة الأنثروبولوجيا، إن لقد انهارت هذه إلى حد كبير في كل مكان. إنها كارثة. لدينا أيضا ما نسميه العمارة التقليدية غير التقليدية والعامية التي صمدت أمام الاختبار أنا لا أقول أنها سليمة".

وأعلنت الرباط ميزانية قدرها 120 مليار درهم (11.6 مليار دولار) على مدى خمس سنوات لدعم 4.2 مليون شخص تضرروا من الزلزال.

وشدد الملك محمد السادس على أهمية "الاستماع إلى السكان المحليين" واحترام "التراث الفريد" والتقاليد في المنطقة خلال عملية إعادة الإعمار.

أثار ظهور حفرة عميقة بشكل مفاجئ في إحدى المناطق بالمغرب بعد أيام من الزلزال المدمر حالة من الرعب والهلع بين سكان المناطق القروية بضواحي مدينة الجديدة في المغرب، يأتي ذلك بعد أيام قليلة من وقوع زلزال المغرب الذي خلف آلاف الضحايا والمفقودين.

وتساءل الكثيرين عما إذا كان ظهور الحفرة المفاجئ مرتبط بالزلزال القوي الذي ضرب المغرب قبل أيام وخلف خسائر بشرية ومادية جسيمة، لا سيما وأن المنطقة لم تشهد أبدا حفرة مماثلة.

ووفقًا لصحيفة "هسبريس" المغربية في فيديو مصور، فإن صاحب قطعة الأرض، التي ظهرت فيها الحفرة بمنطقة "حد أولاد فرج"، قال أنه تفاجأ بالواقعة صباح يوم الخميس 28 سبتمبر، موضحًا أن عمق الحفرة يصل إلى 60 مترًا وعرضها يتجاوز 20 مترًا، وهو ما يشكل خطر جسيم على سكان المنطقة.

وأضاف صاحب قطعة الأرض، أن تلك الحفرة تشكل خطرًا على سلامة أبناء المنطقة، موضحًا أنه أبلغ السلطات المحلية والأمنية بما حدث، وفور تلقي الإخطار، حضر بعض المسؤولين إلى موقع الحفرة للوقوف على الأمر بأنفسهم، ليتخذوا قرارا بوضع حبل حول الحفرة لتحديد حدودها وتأمين المنطقة، وذلك حتى يتم إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة أسباب ظهور الحفرة وتقييم المخاطر المحتملة.

ولم تكن حفرة المغرب هي أول حفرة تظهر بعد وقوع زلزال، فقد ظهرت في شهر أغسطس الماضي، حفرة في منطقة قونية التركية، وهي الثانية من نوعها بعد اكتشاف الحفرة الأولى من قبل السكان بعد الزلزال المدمر في فبراير الماضي، لم يتم تحديد بعد ما إذا كان ظهور هاتين الحفرتين له علاقة بالزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وسوريا المجاورة قبل 8 أشهر.

وعن تفاصيل الحفرة الأولى فقد وقعت في منطقة الرشادية الواقعة في ضواحي قونية حيث عثر على الحفرة بعد 20 يومًا من الزلزال المدمر في تركيا، وتبلغ مساحة الحفرة 1400 متر بعمق 12 متراً وقطر 37 متراً.

أما الحفرة الثاني، عثر عليها السكان في منطقة كره بينار القريبة من مدينة قونية، وهي مماثلة للحفرة السابقة من حيث الحجم، إذ تبدو ضخمة وعملاقة، حيث يبلغ قطرها 120 متراً وعمقها 15 متراً وتقع داخل حقلٍ زراعي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزلزال المدمر من الزلزال

إقرأ أيضاً:

المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي إلى الخليج يشيد بدور المغرب في تعزيز حل الدولتين

أشاد المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي إلى الخليج، لويجي دي مايو، أمس الثلاثاء بالرباط، بدور المملكة المغربية في تعزيز حل الدولتين وإحياء عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية.

وأعرب دي مايو، خلال الاجتماع الخامس للتحالف العالمي من أجل تنفيذ حل الدولتين، عن امتنانه للمملكة المغربية على « كرم ضيافتها » وعلى التنظيم المشترك لهذا الاجتماع، الذي وصفه بأنه « أول مبادرة مشتركة خارج المجموعة الأولية للمنظمين المشتركين » لهذا التحالف الذي يعمل من أجل السلام الدائم في المنطقة.

ورحب وزير الخارجية الإيطالي الأسبق، أيضا، بالتزام المغرب وهولندا بالتوافق الدولي بشأن التدابير الملموسة لوقف التصعيد في غزة وإعادة إطلاق المفاوضات على أساس حل الدولتين.

وبعدما أبرز أهمية التحالف العالمي، الذي ورد ذكره في قرار صدر مؤخرا عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا دي ماريو إلى اتخاذ « إجراءات ملموسة » لدعم سيادة الدولة الفلسطينية والسلام في المنطقة.

وأكد أن أحد الأهداف المركزية لاجتماع الرباط يتمثل في التحضير للمؤتمر رفيع المستوى لحل الدولتين، المقرر عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في يونيو المقبل، والذي ستنظمه المملكة العربية السعودية وفرنسا بشكل مشترك، بهدف إعادة إطلاق عملية السلام ووضع الأسس لدولة فلسطينية مستقلة، تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل.

وقال الوزير الإيطالي السابق « نحن ملتزمون بشكل كامل بالتعاون مع المملكة المغربية ومملكة الأراضي المنخفضة ومع كافة الشركاء المجتمعين هنا ».

وسجل أن المأساة الإنسانية التي تعيشها غزة، وكذا الوضع المقلق بالضفة الغربية يهددان، بشكل خطير، جدوى حل الدولتين.

وشاركت في هذا الاجتماع، الذي نظمته المملكة المغربية بشراكة مع مملكة الأراضي المنخفضة، وفود تمثل أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية ملتزمة بحل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • منظمة سويسرية تدعو للتحقيق في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" التي ستوزع المساعدات بسبب شكوك في حيادها
  • شركة الكهرباء تعلن بدء إعادة بناء الجناح الشرقي للشبكة
  • الكشف عن خطة تستهدف تركيا وأذربيجان.. والدول التي تقف وراءها
  • البحرين والأردن يؤكدان الوقوف إلى جانب سوريا في جهود إعادة البناء
  • رغم تحركات الجزائر في المنطقة.. المغرب يكسب اعتراف المزيد من دول أوربا الشرقية بالسيادة المغربية على الصحراء
  • العفو الدولية: حملة قمعية تونسية واسعة ضد مدافعين عن حقوق المهاجرين
  • الوزير بيرقدار: منذ كانون الأول الماضي تعمل سوريا على إعادة البناء في كل المجالات وتركز الجهود على قطاع الطاقة
  • التأهيل السياسي للرئيس السوري أحمد الشرع.. دور أميركي عبر منظمة بريطانية في إعادة رسم المشهد السوري
  • «البحوث الفلكية»: زلزال اليوم أقل تأثير من هزة الأسبوع الماضي
  • المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي إلى الخليج يشيد بدور المغرب في تعزيز حل الدولتين