المقاومة الفلسطينية وإحياء الأمل لدى المستضعفين
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
سيظل يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 يوما تتذكره الشعوب العربية والإسلامية، مهما قام الكيان الصهيوني بأعماله الإجرامية من القصف والتدمير لغزة، فلقد حققت المقاومة الفلسطينية العديد من الأهداف، وأبرزها هذا الهجوم المفاجئ للعدو رغم ما لديه من أجهزة أمنية واستخباراتية، والقتال في مواقع عديدة على الجانب الإسرائيلي تخطت العشرين موقعا، واقتحام مواقع عسكرية لساعات طويلة برا وجوّا، وإلحاق خسائر بشرية من القتلى والجرحى للعدو بأعداد غير مسبوقة، وأسر العشرات من الإسرائيليين، لتسفر حرب السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في بدايتها عن العديد من الدروس والنتائج.
ومن هذه الدروس أن معايير القوة لا تتحقق فقط بالتفوق العددي أو الجغرافي أو العسكري، وأن العقيدة يمكن أن تبطل كل تلك المعايير السابقة للتفوق، حين بادرت المقاومة الفلسطينية بالهجوم، وإمساك زمام المبادرة التي كان عدوها يزعم احتفاظه وحده بها.
كما تثبت الحرب الأخيرة تطور القدرات القتالية للفصائل الفلسطينية في كل معركة مع العدو عما سبقها من معارك، رغم ما تعانيه من حصار تجد خلاله صعوبة حتى في الحصول على الإسمنت لبناء البيوت المتضررة من القصف، أو حديد التسليح لعمليات البناء بزعم إمكانية استخدام الإسمنت والحديد في بناء المخابئ والأنفاق، إلى غير ذلك من الممنوعات من المواد الكيماوية والمعادن خشية استخدامها في تصنيع أسلحة، سواء من قبل إسرائيل أو من قبل دول عربية أخرى.
معايير القوة لا تتحقق فقط بالتفوق العددي أو الجغرافي أو العسكري، وأن العقيدة يمكن أن تبطل كل تلك المعايير السابقة للتفوق، حين بادرت المقاومة الفلسطينية بالهجوم، وإمساك زمام المبادرة التي كان عدوها يزعم احتفاظه وحده بها
لكن الإدارة الفلسطينية تغلّبت على كل تلك العقبات، وكان البرهان السيطرة للمقاتلين على وحدات عسكرية إسرائيلية مجاورة لغزة بتلك الإمكانيات القليلة، رغم ما فيها من عتاد وتحصينات، حيث ينعم الكيان بصناعة عسكرية متطورة ودعم أمريكي وأوروبي مستمر، سيضاف له الدعم العربي من خلال أشكال التطبيع والتبادل التجاري واستيراد الغاز الطبيعي الإسرائيلي، والممر الاقتصادي الذي سيربط الهند بإسرائيل عبر الإمارات والسعودية والأردن.
تطور قدرات الصواريخ الفلسطينية
وها هي الخبرات التي اكتسبها الفلسطينيون خلال الحرب الأخيرة، ستفيد خلال الجولات القادمة من الصراع، عسكريا ودبلوماسيا، حيث أصبحت في موقف تفاوضي أقوى فيما يخص ملف الأسرى، وإمكانية الانتقام مما يحدث من انتهاكات للمسجد الأقصى الذي تم إطلاق اسمه على الحرب من جانب المقاتلين حين اسموها " طوفان الأقصى".
وها هي الحرب تتسبب في فقد الإسرائيليين الثقة في استخباراتهم وجيشهم وقياداتهم السياسية، حتى أنهم أسموها حرب العار بالنسبة لهم، وربما يؤدي ذلك في تغييرات سياسية واجتماعية خلال الفترة المقبلة، ومن المؤكد أن تلك الحرب ستؤدي إلى إعادة التركز لسكان المستوطنات بعيدا عن القرب الجغرافي من قطاع غزه، ليتخذوا أماكن أبعد جغرافيا، وربما زاد السعي لدى البعض للهجرة من إسرائيل، بعد أن أصبحت إمكانية تكرار الاقتحام الفلسطيني للمستعمرات أمرا ممكنا، إلى جانب أن المدى الجغرافي لقدرة الصواريخ الفلسطينية أصبح يطول حوالي 90 في المائة من الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وبعد أن ثبت لهم عمليا أن القبة الحديدية غير كافية لحمايتهم من الصواريخ الفلسطينية التي تتطور قدراتها بمرور الوقت، والتي وصلت هذه المرة إلى عدد من المدن الإسرائيلية ومنها تل أبيب.
ترسل الحرب رسالة لدول العالم الغربي التي ترى الأمور بعين واحدة، والتي غضت الطرف عن انتهاكات المستوطنين للمسجد الأقصى، وتدميرهم لبيوت وسيارات الفلسطينيين، والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، وتستمر في انحيازها الصارخ لإسرائيل، بدعوى الحفاظ على حقوق المدنيين، رغم سكوتها عما يلقاه المدنيون الفلسطينيون
وها هي المقاومة الفلسطينية ترسل رسائل للدول العربية التي هرعت للتطبيع مع إسرائيل، وغيرها ممن تجهز لنفس المسار ولا تخجل وهي تعلن عن قرب تطبيعها، رغم أنها تمثل أرضا للحرمين الشريفين، بما لذلك من مكانة لدى العالم الإسلامي وتأثير سلبي في نفوس الشعوب الإسلامية لهذا التردي في المواقف من أجل تثبيت العروش المحمية من الغرب.. وهي الدول التي لم تفعل شيئا ملموسا لوقف اقتحام المسجد الأقصى، والاعتداء على الحرائر الفلسطينيات، والتعسف مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ سنوات طويلة، بل إنها وقفت عاجزة أمام الحرق المتكرر لنسخ القرآن الكريم بعدد من الدول الأوروبية، ولما يجده المسلمون من اضطهاد في الصين والهند وميانمار وغيرها.
قيادة أوكرانيا تفقد التعاطف العربي
كما ترسل الحرب رسالة لدول العالم الغربي التي ترى الأمور بعين واحدة، والتي غضت الطرف عن انتهاكات المستوطنين للمسجد الأقصى، وتدميرهم لبيوت وسيارات الفلسطينيين، والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، وتستمر في انحيازها الصارخ لإسرائيل، بدعوى الحفاظ على حقوق المدنيين، رغم سكوتها عما يلقاه المدنيون الفلسطينيون من أعمال وحشية وقصف جوي لمنازل غزة لسنوات طويلة استمر حتى خلال الحرب الأخيرة.
حتى أوكرانيا التي تشكو من الغزو الروسى وتعاطَف معها العرب والمسلمون كشعب لحق به الضرر، انحازت بشكل صريح للعدو الصهيوني لتفقد قيادتها كثير من تعاطف العرب والمسلمين.
لكننا يجب أن نتنبه إلى أن إسرائيل والقوى الغربية ومعها حكام غالبية الدول العربية، سيزيد تربصهم بالتيارات الإسلامية في الدول العربية والإسلامية بل وفي الدول الغربية.
twitter.com/mamdouh_alwaly
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة الفلسطينية الإسرائيلي إسرائيل فلسطين المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
جمعيات استيطانية متورّطة بإرهاب الفلسطينيين تحصل على تبرعات بالملايين
كشف عومار شرفيت مراسل موقع "زمان إسرائيل"، أن "المستوطنين في الضفة الغربية يواصلون ارتكاب المزيد من جرائمهم ضد الفلسطينيين عبر تحطيم الألواح الشمسية، ونوافذ المركبات، وإطلاق النار على منازلهم، وسرقة العشرات من رؤوس الماشية، وفقا لما كشفه تقرير لمنظمة "نشطاء غور الأردن"، الذي أكد أنه منذ بداية الحرب على غزة، منع المستوطنون الرعاة الفلسطينيون من رعي قطعانهم، مما دفعهم لحافّة الانهيار الاقتصادي، والتخلي عن مواشيهم، عقب وصول تهديدات وهجمات متكررة شنها مستوطنو بؤرة "عيمك ترزا" الاستيطانية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هؤلاء المستوطنين طردوا بالفعل عدّة عائلات، وهدّدوا مؤخرًا من تبقى منهم بأنه سيسرق ما تبقى من القطيع إذا لم يُخلوا منازلهم، ويبدو الآن أنهم يُنفذون تهديداتهم، حيث لا تبذل الشرطة جهدًا كافيًا لمنعهم من ذلك، ولم يُؤثر قرار المحكمة الصادر قبل شهرين، وأمر بإبقاء المستوطنين على بُعد مسافة كافية من منازل الفلسطينيين، كما لم تُؤثر عليهم العقوبات التي فرضتها عليه سابقًا الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا".
وأشار إلى أن "ما يقوم به مستوطنو هذه البؤرة بات أمرا روتينيا في غور الأردن وفي جميع أنحاء الضفة الغربية، كجزء من جهود مئات البؤر الاستيطانية للسيطرة على المنطقة "ج"، ودفع الفلسطينيين للمناطق الحضرية، حيث يوجد صندوق قائم للبؤر الاستيطانية، ويمكن للراغبين بدعم هذا النشاط المساهمة في حملة جمع التبرعات لجمعية "الصندوق القائم للمزارع"، وهي مؤسسة صهيونية جديدة-قديمة، بهدف الزراعة والاستيطان والحفاظ على المساحات المفتوحة".
ونقل عن وزير الزراعة آفي ديختر قوله إن "المزارع في الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من الزراعة في إسرائيل، وقد حوّلت وزارته ملايين الشواقل إليها، كما تحصل على مخصصات أراضٍ للمراعي والمباني الزراعية من الإدارة المدنية التابعة لوزارة الحرب، وتمويل كامل للبنية التحتية من السلطات المحلية، وقروض لشراء المعدات، أحيانًا بمساعدة إضافية من جهات مثل "أمينة" الذراع التنموي والبناء لمشروع المستوطنات، كما تستفيد من قوة عاملة من الشباب بتمويل وزارة الشؤون الاجتماعية".
وأوضح أنه "بحضور بيتسلئيل سموتريتش، وزير المالية والوزير المسؤول عن الإدارة المدنية بوزارة الحرب، وأوريت ستروك وزيرة الاستيطان، تستفيد البؤر الاستيطانية من الميزانيات والدعم الكامل، وقد عبّرا عن دعمهما بشكل ملموس عندما وزّعا سيارات متعددة الاستخدامات على مزارع في تلال الخليل الجنوبية، فيما تسعى حملة جمع التبرعات لتوسيع نطاق الدعم المباشر من الإسرائيليين، وبعد عدة أسابيع من انطلاقها، تقترب الحملة بالفعل من هدفها بالحصول على تبرعات من 13 ألف متبرع، بحدّ أدنى 18 شيكلًا لكل شهرين".
وأشار إلى أنه "استنادًا للتبرعات المنشورة على موقع الجمعية، يُقدر المنظمون أنهم ضمنوا لأنفسهم دخلًا بملايين الشواقل للعام المقبل، وفقا لما يقوله شموئيل ويندي، الرئيس التنفيذي لمعهد "يشيفا تشوماش"، المشارك بإدارة حملة التبرعات، زاعما أنهم يحرزون تقدمًا، مع آلاف المتبرّعين لخدمة المزارع الاستيطانية بالضفة الغربية، رغم أنها تبرعات للجرائم والعنف ضد الفلسطينيين، والأموال مخصصة لإنشاء بؤر استيطانية جديدة، وتمويل وتطوير البنية التحتية الأمنية".
وكشف التقرير أن "الأموال تُحوّل لجمعية "أهافات غلعاد" المُنشأة في ٢٠١١، ومن بين الأسماء التي تظهر على الموقع مستوطنون لديهم تاريخ غني في العنف، وإرهاب الفلسطينيين، ومنهم ديدي أموسي وإيتان زئيف ونيريا شاليم وهرئيل ليبي من غور الأردن، والعديد ممن أصبحوا سيئي السمعة في جميع أنحاء العالم مثل زوهار تساباح وأوري كوهين وآخرين، كما تعرض بعض المتبرعين لعقوبات من دول أجنبية مثل موشيه شارفيت وينون ليفي ونيريا بن بازي، وتم تجميد حساباتهم في البنوك الإسرائيلية لاحقًا، لكنهم تحايلوا على هذه القيود".