دبي: محمد إبراهيم

كشف رينزي جونغمان، خبير الأمن السيبراني والتهديدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمستشار بمؤسسة «مانديانت»، أن هناك زيادة ربع سنوية في هجمات التصيد الاحتيالي وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت في مختلف المجتمعات بما فيها الإمارات، وفقاً لدراسات وتقارير دولية مختلفة.

في وقت حذرت «دبي الرقمية» من عمليات اختراق الهواتف عبر تطبيق «واتس آب»، إذ زادت في الساعات الأخيرة محاولات اختراق الهواتف، حيث يلجأ المحتالون إلى إرسال رسائل عبر تطبيق «واتس آب» من أسماء أشخاص يعرفهم المتلقي، ويٌطلب منه الضغط على رابط لدخول مجموعة ما، ويتم من خلاله محاولة الاستيلاء على البيانات عبر «واتس آب» الخاص بالمستخدم.

4 أسباب

ورصد رينزي جونغمان ل«الخليج» في مداخلة هاتفية، 4 أسباب وراء هذه الزيادة، أبرزها ضعف حواجز الحماية القائمة في وجه اختراق المعلومات، ما يسهل على مجرمي الإنترنت القيام بحملات احتيال عبر فضائها الواسع، للأسف، تتوفر البنية التحتية والأدوات والهويات المسروقة وحتى إمكانية الوصول للضحايا التي تم اختراقها مسبقاً للبيع على المنتديات أونلاين، كما توجد حالياً شبكات الجرائم الإلكترونية «كخدمة»، وتعمل باحترافية وعلى نطاق واسع، ما يعزز من إمكانيات الاختراق والوصول إلى المعلومات.

وأشار إلى السبب الثاني الذي يكمن فيما يعرف ب«الإفلات من العقاب»، لقدرة المهاجمين على إخفاء هوياتهم والبقاء شبه مجهولين عبر الإنترنت، فضلاً عن حجم المشكلة وطبيعة الجرائم السيبرانية العابرة للحدود، حيث تكون الضحية والبنية التحتية والجاني في أماكن جغرافية مختلفة ومتعددة، ولا يوجد اتصال مباشر بينهم، ما يجعل من الصعب التحقيق في الجريمة ومقاضاتها، كما يعمل مجرمو الإنترنت بثقة لمعرفتهم أن احتمالية مواجهته لعواقب أفعالهم شبه معدومة.

زيادة الهجمات

وأكد أن بعد الضحايا عن المجرمين يعد سبباً جديداً في زيادة الهجمات وتفاقمها، إذ أن مجرمي الشوارع يواجهون ضحاياهم عند سرقة ممتلكاتهم، على عكس مجرمي الإنترنت وضحاياهم، فكلاهما مجهولان يرى كلاهما الآخر، وهنا حاجز بينهما في مشهد الجرائم الإلكترونية، ما أذاب الشعور بالذنب وألم الضمير لدى أصحاب هذه النوعية من الجرائم لأنه لا يشعر بالتأثير النفسي والمالي للضحايا من جراء أفعالهم.

وأكد أن الجريمة الالكترونية مثلها كأي جريمة أخرى، تتكرر هجمات التصيد الاحتيالي والقرصنة والاحتيال وتزداد نسبتها متى حققت هذه العمليات أي نجاح، وهنا تأتي أهمية أن يراقب الأشخاص الشركات والمؤسسات وترصد بفعالية التهديدات الرقمية المماثلة، حتى يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات اللازمة، على سبيل المثال، إذا اكتشف أحد البنوك قيام أحد المجرمين الإلكترونيين بإنشاء موقع إلكتروني مزيف وتصميمه ليبدو وكأنه موقع البنك الإلكتروني من أجل الاحتيال على عملاء البنك، فيجب التواصل بسرعة مع موفر خدمة استضافة الموقع الإلكتروني، لإزالته أو التعاون مع الجهات القانونية لتحقيق ذلك، من خلال اتخاذ خطوات استباقية لمراقبة مثل هذه التهديدات، ستتمكن الشركات بحماية اسمها وسمعتها وعملائها.

الأكثر شيوعاً

وفي وقفته مع عمليات الاحتيال والأساليب الأكثر شيوعاً لخداع الأفراد، والوصول غير المصرح به إلى معلوماتهم أو أنظمتهم أو عناوينهم، أفاد بأن الأساليب متعددة ومتنوعة وتحتاج إلى الوعي الكافي من المستهدف لمنع هذه الهجمات، فقد يتظاهر المهاجم بأنه يمثل البنك أو الشرطة أو خدمات البريد، ويتظاهر بأنه يتصل نيابة عن شركة معروفة وذات ثقة، أو يقومون بإرسال رسائل نصية متكررة («تم إيقاف بطاقتك! عليك دفع غرامة الآن! تم تأخير طردك البريدي!)، ما يخلق إحساساً بالإلحاح وعدم اليقين لدى الضحيايا يدفعهم إلى مشاركة بياناتهم الخاصة.

ووصفت مانديانت في تقرير حديث لها، كيف يستهدف مجرمو الانترنت الأفراد بشكل متزايد بفرص عمل مزيفة، وغالباً ما يتم استهداف الشركات التي تبحث عن مهارات فريدة وذلك بإرسال سيرة ذاتية مزيفة لها. بمجرد أن يفتح مسؤول التوظيف الملف، يتم تثبيت البرامج الضارة على نظام الشركة.

أهداف قيمة

وأضاف أن استهداف شركات أو صناعات معينة يمكن مجرمي الإنترنت من الوصول إلى أهداف قيمة، ويسمح لجهات التجسس بجمع معلومات في غاية السرية حول مواضيع محددة للغاية، ومن المؤكد أن المؤسسات التي تتمتع بجاهزية الحماية تستخدم معلومات قيمة حول التهديدات ووسائل حديثة لاكتشاف الهجمات والتصدي لها بسرعة فوراً عند حدوثها، فقوة هذه الشركات تكمن في معرفتها بالجهات التي تخطط لمهاجمتها، ما يسمح لها باتخاذ إجراءات وقائية فاعلة.

وفي شرحه لمفهوم الهندسة الاجتماعية أو القرصنة البشرية وكيفية استخدامها في عمليات الاحتيال، أفاد خبير الأمن السيبراني والتهديدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأن الهندسة الاجتماعية تعد نوعاً من الهجمات الإلكترونية التي تعتمد على التفاعل البشري لخداع الضحايا وإقناعهم بإفشاء معلومات حساسة أو اتخاذ إجراءات تهدد أمنهم، إذ يستخدم المهاجمون مجموعة متنوعة من الأساليب للتلاعب بالضحايا، بما في ذلك التصيد الاحتيالي، والتصيد الاجتماعي أو الانتحالي، شيء مقابل شيء، وهذا النوع من هجمات الهندسة الاجتماعية يقدّم فيها المهاجم للضحية شيئاً ما مقابل معلوماته الشخصية.

مصدر رسمي

وأكد أن هجمات الهندسة الاجتماعية فعالة للغاية لأنها تستغل الطبيعة البشرية، وغالباً ما يكون الناس أكثر استعداداً للثقة بشخص يعرفونه أو شخص يبدو أنه يمثل مصدراً رسمياً موثوقاً به، كما يلجأ المهاجمون للهندسة الاجتماعية لاستغلال مخاوف الناس أو مشاعرهم.

وحول الوعي الكافي بين سكان المنطقة بهجمات التصيد المالي وعمليات الاحتيال أونلاين، أكد أن الوعي موجود ولكن ينقصه التخطيط والتعامل بمسؤولية والتدريب المستمر لفهم ماهية الهجمات الإلكترونية من خلال برامج وحملات وطنية في الإمارات لمعالجة هذا الأمر، مع تصميم وتقديم أنشطة وبرامج تسهم في زيادة الوعي المجتمعي ودعم وتشجيع الشباب على استكشاف مهن في مجال الأمن السيبراني.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات تطبيق واتساب الإنترنت

إقرأ أيضاً:

هكذا يؤثر إدمان الإنترنت على أدمغة المراهقين بحسب دراسة جديدة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شكا المراهقون الذين يقضون الكثير من الوقت في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي من أنّهم لا يستطيعون إيلاء الاهتمام بأشياء أكثر أهمية، مثل الواجبات المنزلية، أو قضاء الوقت مع أحبائهم.

ومن المحتمل أنّ دراسة جديدة نظرت للأمر بشكلٍ موضوعي، فهي وجدت أنّه بالنسبة للمراهقين الذين يُشخَّصون بإدمان الإنترنت، تعطلت الإشارة بين مناطق الدماغ المهمة للتحكم في الانتباه، والذاكرة العاملة، والمزيد.

والنتائج مأخوذة من مراجعة نُشرت الثلاثاء الماضي في مجلة "PLOS Mental Health"، نظرت لـ 12 دراسة خاصة بالتصوير العصبي لبضع مئات من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا بين عامي 2013 و2022.

وكتب مؤلفو الدراسة: "أصبح الإدمان السلوكي الناجم عن الاستخدام المفرط للإنترنت مصدرًا للقلق بشكلٍ متزايد منذ العقد الماضي".

وتضمنت معايير التشخيص السريري لإدمان الإنترنت في الدراسات المشمولة التالي: "انشغال الشخص المستمر بالإنترنت، وظهور أعراض الانسحاب عند الابتعاد عن الإنترنت، والتضحية بالعلاقات (من أجل) الوقت الذي يتم قضائه على الإنترنت على مدى فترة طويلة من الزمن (12 شهرًا مثلاً)".

وقال المؤلف الأول للدراسة ومدير التوعية في مؤسسة "Peninsula Family Service" غير الربحية بسان فرانسيسكو، في رسالة عبر البريد الإلكتروني، ماكس تشانغ: "إنّ نمط السلوك هذا يؤدي إلى خلل أو ضيق كبير في حياة الفرد".

ونظرًا للحالة المتغيرة لأدمغة المراهقين مقارنةً بالبالغين، شعر المؤلفون أنّ فهم تأثيرات إدمان الإنترنت على أدمغة المشاركين المراهقين أمر مهم.

وعندما شارك أفراد تم تشخيصهم بإدمان الإنترنت سريريًا في أنشطة تحكمها شبكة الوظائف التنفيذية للدماغ، أي السلوكيات التي تتطلب الانتباه، والتخطيط، وصنع القرار، والتحكم في الدوافع، أظهرت مناطق الدماغ هذه اضطرابًا كبيرًا في قدرتها على العمل معًا، مقارنةً بتلك الموجودة لدى أقرانهم الذين لا يعانون من إدمان الإنترنت. 

ويرى مؤلفو الدراسة أنّ مثل هذه التغييرات في الإشارات قد تشير إلى أنّ أداء هذه السلوكيات قد يصبح أكثر صعوبة، ما قد يؤثر على تطور الشخص ورفاهيته.

 وفي بيان صحفي، أفاد عالِم السلوك في معهد الأمن الرقمي والسلوك بجامعة باث، الدكتور ديفيد إليس: "مع أنّ هذه الورقة تقدم مراجعة منهجية واضحة تشير إلى وجود ارتباطات بين الاتصال الوظيفي في الدماغ وإدمان الإنترنت، إلا أنّ هناك عددًا من القيود الأساسية التي يجب معرفتها، والتي تعتبر بالغة الأهمية لأي تفسير". 

وقال إليس، الذي لم يشارك في الدراسة: "لا يمكن استخلاص الأسباب والنتائج من هذه الدراسات". 

كما أضاف: "ثانيًا، يأتي التركيز على الاتصال الوظيفي على حساب أي نقد حول المقياس الرئيسي للانتباه. وعلى وجه التحديد، إدمان الإنترنت، الذي صاغه في البداية (الطبيب النفسي) إيفان كي. غولدبرغ في عام 1995 على سبيل المزاح".

وشرح إليس: "اليوم، يُعد تصور وقياس إدمان الإنترنت غير مقبول عالميًا، وغير قابل للتشخيص باستخدام أدوات المسح المستخدمة في الدراسات المدرجة كجزء من المراجعة". 

ومن ثم أضاف: "وبالمثل، فإن ضخامة الأنشطة التي يسمح بها الإنترنت يجعل هذا التعريف فائضًا نسبيًا".

وفي الولايات المتحدة، إدمان الإنترنت غير مدرج في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-V)، وهو التصنيف المعياري للاضطرابات العقلية الذي يستخدمه متخصصو الصحة العقلية في الولايات المتحدة. ومع ذلك، يُدرج الدليل اضطراب الألعاب عبر الإنترنت.

إلى جانب ذلك، أُجريت جميع الدراسات في وقتٍ واحد، كما قالت أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، والتي لم تشارك في الدراسة، الدكتورة إيفا تيلزر.

وأوضحت تيلزر: "نظرًا لعدم وجود بيانات طولية، فمن المحتمل أن يكون المراهقون المتمتعون باختلافات أساسية في أنماط اتصال الدماغ أكثر عرضة للإصابة بإدمان الإنترنت".

التغلب على إدمان الإنترنت

وأفادت الطبيبة النفسية المتخصصة في الإدمان، والأستاذة المساعدة في الطب النفسي، والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد للطب، الدكتورة سميتا داس، أنّه إذا كان إدمان الإنترنت هو ما تسبب في تعطيل إشارات الدماغ لدى المشاركين، فإن السبب قد يكون مرتبطًا بالمسارات العصبية المرتبطة بالإدمان. 

ولم تشارك داس في الدراسة.

وقال الدكتور تشاغلار يلدريم، وهو أستاذ مشارك في علوم الكمبيوتر في كلية خوري لعلوم الكمبيوتر بجامعة نورث إيسترن ببوسطن، إنّ أنماط الاتصال الوظيفي في أدمغة المشاركين تتماشى في الواقع مع تلك التي لوحظت لدى من يعانون من إدمان المخدرات. 

ولم يشارك يلدريم في الدراسة.

مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد: «خلوة الذكاء الاصطناعي» منصة سنوية لاستعراض أحدث التطبيقات والفرص المستقبلية
  • بالفيديو.. خبير علاقات دولية: الهجمات الاستيطانية متواصلة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • العور: الاستثمار في الإنسان أهم وأسمى الاستثمارات بالإمارات
  • الرئاسة الإقليمية تشيد بنجاح أول ألعاب وطنية للأولمبياد الخاص بالإمارات
  • نصائح وكالة الأمن القومي الأمريكي للحماية من الهجمات الإلكترونية
  • خبير تقني: البعض يستغل موسم الحج للتصيد الاحتيالي لمستخدمي الهواتف .. فيديو
  • "تقدير" يحذر من المحتالين: خدمة حجز الموعد مجانية ولا تتطلب دفع رسوم
  • هكذا يؤثر إدمان الإنترنت على أدمغة المراهقين بحسب دراسة جديدة
  • سداد فاتورة الكهرباء 2024 أون لاين عبر شبكة الإنترنت وحقيقة وجود زيادة
  • حاكم مقاطعة زابوروجيه: الهجمات الأوكرانية باتجاه القرم تهدد محطة زابوروجيه النووية