خدم سحريين.. العثور على صندوق غامض داخل مقبرة فرعونية
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
ليس من غير المعتاد أن يعثر علماء الآثار على قطع أثرية قديمة مخبأة مع أصحابها داخل المقابر المصرية، فقد كانت الثقافة المصرية القديمة تتمحور حول الحياة الآخرة، وانتقال الأشخاص من الدنيا إلى الحياة الآخرة.
ولذلك حرص المصريون القدماء على أخذ عددًا كبيرًا من العناصر، ولكل منها غرض وهدف محدد، وكلها تهدف إلى حماية مالكها وجعل الرحلة ممتعة قدر الإمكان.
في حين أن بعض المصريين القدماء لم يأخذوا معهم سوى عدد قليل من العناصر، فإن آخرين، مثل الملك الصبي توت عنخ آمون، أخذوا 5000 قطعة أثرية لا تقدر بثمن، بما في ذلك البقايا المحنطة لابنتيه المولودتين ميتتين.
ونشرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية:" أنه كان الأثرياء والنخبة يأخذوا معهم ما يعرف بالشبتي: وهي تماثيل صغيرة يشير عددها ونقوشها إلى هيبة صاحبها ونواياه في الحياة الآخرة".
تم وصف التماثيل بأنها "خدم سحريين"، وقد تم استكشافها خلال الفيلم الوثائقي 'Tomb Hunters' الذي بثته قناة سميثسونيان، حيث عثر فريق من علماء الآثار على كنز نادر للغاية من الشبتي.
ورصد حمادة، أحد منقبي الفريق، صندوقًا معبأً بين التابوت والجدار داخل المقبرة، ففتح غطاءه ليجد مجموعة كاملة من الشبتي.
التماثيل الصغيرة عبارة عن خدم مصغرين تم دفنهم جنبًا إلى جنب مع من ماتوا، فقد اعتقد المصريون القدماء أنهم سيعودون إلى الحياة ويعتنون بالمتوفى في العالم التالي.
جاءت كتب الشبتي بأشكال وأحجام مختلفة، ويمكن عند قراءتها أن تكشف عن أدلة حيوية حول أصحابها، وبينما يتم العثور عليها غالبًا داخل المقابر، قال الفريق إنهم لم يصادفوا مثل هذه الكمية الهائلة في مكان واحد من قبل.
وقال الدكتور أشرف عويس، رئيس قسم الترميم في موقع التنقيب الأثري: "بالنسبة لي، هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها صندوقًا مثل هذا، بالقرب من التابوت".
تم دفن معظم الناس مع واحد أو اثنين من "الخدم السحريين"، ولكن العثور على مجموعة كاملة "نادر للغاية" هو أمر مثير لفريق التنقيب.
على الرغم من أنه لا يُعرف سوى القليل عن صاحب المقبرة، فقد خلص الفريق إلى أن هذا الشخص كان من الممكن أن يكون ثريًا: حيث كانت الشبتي تعتبر سلعًا فاخرة وكانت باهظة الثمن للغاية على الرغم من صغر حجمها.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
التكنولوجيا تخترق الصدأ.. العثور على إزميل نجّار يعود لـ 1500 عام داخل حطام سفينة بيزنطية قبالة حيفا
رغم معرفة موقع الحطام منذ سنوات، فإن محدودية التقنيات السابقة كانت تحول دون دراسة مكوّناته الداخلية وتصويرها بدقة.
كشفت بعثة مشتركة بين جامعة حيفا وشركة رافائيل للصناعات الدفاعية عن اكتشاف أثري يتمثل في إزميل نجّار يعود إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي، عُثر عليه داخل كتلة معدنية متكلسة استُخرجت من حطام سفينة تجارية بيزنطية غرقت قبالة شاطئ دور (طنطورة) على ساحل الكرمل.
وتم العثور على الأداة خلال أعمال تنقيب تحت الماء قادتها ديبورا كفيكل من كلية الآثار والثقافات البحرية بجامعة حيفا، في إطار دراسة لحطام السفينة المعروفة باسم "طنطورة A".
ورغم معرفة موقع الحطام منذ سنوات، فإن محدودية التقنيات السابقة كانت تحول دون دراسة مكوّناته الداخلية وتصويرها بدقة.
وجرى فحص الكتلة المعدنية التي احتوت الإزميل باستخدام جهاز تصوير مقطعي في مركز رمبام الطبي بحيفا، قبل إخضاعها لفحص أكثر تقدّمًا عبر جهاز micro-CT وفّرته شركة رافائيل، وهي تقنية طُورت في الأصل لأغراض أمنية. وقد تمكنت الصور ذات الدقة العالية من اختراق طبقات الصدأ والترسبات المتراكمة لقرون، ما أظهر أداة حديدية محفوظة بشكل شبه كامل وبقايا من مقبضها الخشبي الأصلي.
Related من الصيد إلى الاستقرار.. اكتشافات مذهلة في تركيا تعيد فتح أسرار أقدم تحول حضاري قبل 11 ألف عاماكتشاف جليد يعود عمره إلى 6 ملايين سنة في القطب الجنوبي يسلّط الضوء على تطوّر مناخ الأرض عبر العصورالصين: اكتشاف قبر عمره 5 آلاف عام يؤكد وجود مملكة ما قبل التاريخوتقول كفيكل إن هذا الإزميل "كان أداة يستخدمها نجّار السفينة المسؤول عن صيانتها خلال الرحلات البحرية.. وبفضل التكنولوجيا الحديثة أصبح لدينا مشهد واضح عن أدوات العمل الحقيقية على متن السفن في تلك الحقبة".
من جهتها، اعتبرت شركة رافائيل أن التقنيات التي طوّرت للأمن والدفاع يمكن أن تساهم أيضًا في البحث العلمي وفهم التاريخ البحري للمنطقة.
وتُعد السفينة "طنطورة A"، البالغ طولها 12 مترًا، نموذجًا للسفن التجارية التي كانت تُبحر في شرق البحر المتوسط خلال العصر البيزنطي. ويعتبر الباحثون أن الكشف عن أدوات العمّال يمنح رؤية أعمق لأساليب العمل اليومي، وصيانة السفن، والتقنيات التي كان البحّارة يعتمدون عليها لضمان سلامة الرحلات.
وتوضح كفيكل أن هذا النوع من الأدوات نادر للغاية في علم الآثار البحرية، خصوصًا مع بقاء جزء من المقبض الخشبي الذي عادة ما يتلف سريعًا في البحر.
وتضيف: "نحن لا نكتشف سفينة فقط، بل نكتشف قصص الأشخاص الذين عملوا على متنها".
وتجدر الإشارة إلى أنه شارك في البحث فريق الآثار البحرية بجامعة حيفا إلى جانب مختبر الفحوص غير الإتلافية التابع لرافائيل، وطلبة قسم الحضارات البحرية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة