موقع أميركي: الأمور مرشحة للأسوأ بين حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
قال موقع إخباري أميركي إن الأمور توشك أن تصبح أسوأ بكثير في الحرب التي تدور رحاها هذه الأيام بين المقاومة الفلسطينية المسلحة وإسرائيل.
ورسم موقع "فوكس" (Vox) الإلكتروني سيناريوهات لما يمكن أن تنتهي إليه الحرب، التي اندلعت بهجوم مفاجئ شنته كتائب القسام من قطاع غزة على إسرائيل فجر السبت وأسفر عن مقتل المئات من الإسرائيليين وأسر عدد غير معروف حتى الآن من المدنيين والعسكريين، من بينهم ضباط كبار.
وتوقع "فوكس" في تقرير أن الفلسطينيين سيتحملون وطأة أي غزو بري وغارات جوية قد تشنها إسرائيل على غزة، الأمر الذي قد يطيل أمد معركة دامية تسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى في كلا الجانبين.
وبدأ الجيش الإسرائيلي بتوجيه ضربات "انتقامية" عقب ما سماه الموقع الأميركي "الغزو الصادم" من قبل المقاومة الفلسطينية مباشرة، والذي تلاه إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، الحرب رسميا على حركة حماس.
ومع أن المرحلة التالية من العملية الإسرائيلية في غزة لم تتكشف بعد، فمن المرجح أن تكون "كارثية" بالنظر إلى طبيعة الصراعات السابقة بين إسرائيل وقطاع غزة، فضلا عن لهجة خطاب نتنياهو "المتصاعدة".
واعتبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم ريتشارد هيشت في بيان نُشر على منصة "إكس" (X) -تويتر سابقا- أن هجوم السبت هو "إلى حد ما بمثابة 11 سبتمبر/أيلول" الإسرائيلي، في مقارنة لا تخفى دلالاتها بالهجمات على مدينتي نيويورك وواشنطن الأميركيتين عام 2001 التي قيل إنها من تدبير تنظيم القاعدة.
وفي حين أن السياسة العسكرية الإسرائيلية تجنح إلى استخدام القوة غير المتناسبة في غزة كإستراتيجية -وفق فوكس- فقد أخفقت حتى الآن في إرساء أمن دائم، أو الحد من قدرة حماس على ضرب إسرائيل، أو إتاحة متسع في السياسة الإسرائيلية لأي نوع من المفاوضات السياسية التي يمكن أن تفضي إلى مستقبل أكثر أمانا.
الغزو البري
وتساءل التقرير عن احتمالات الغزو البري لغزة، تاركا الإجابة لمدير برنامج فلسطين والشؤون الفلسطينية الإسرائيلية بمعهد الشرق الأوسط، خالد الجندي، الذي قال إن احتمالات حدوث غزو بري أكبر مما كانت عليه في جولات "العنف" السابقة في غزة.
وأضاف "في الماضي، رأينا تقارير عن غزوات برية وشيكة، وتبين أنها غير دقيقة أو حتى مضللة عمدا، نشرها الجيش الإسرائيلي".
ونقل الموقع عن دانييل بايمان، وهو باحث بارز في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، القول إن نتنياهو "كان دائما حذرا للغاية بشأن الاستخدام الواسع النطاق للقوة العسكرية.. ولكن قد يكون من الصعب توخي الحذر في مثل هذه الظروف".
كلارك: حماس استعدت للبقاء على المدى الطويل وربما لديها إمدادات وافرة… وترسانة قوية من الصواريخ، ويمكن أن تخطط لنصب مزيد من الكمائن
ورجّح باحث آخر هو ناتان ساكس مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينغز حدوث غزو بري بالنظر إلى طبيعة هجوم السبت والمشاعر العامة والسياسة الحالية في إسرائيل. وقال إنه من المفترض أن يخدم رد إسرائيل "غير المتكافئ" غرضا رادعا، مستدركا بأن البلاد لها "مصلحة راسخة في إبقاء حماس في السلطة".
ووفقا لموجز بحثي أجرته مؤسسة راند في 2017، تستطيع إسرائيل بما تملكه من قدرة عسكرية القضاء على حماس، إلا أن القيام بذلك ربما ينطوي على خطورة كبرى، نظرا لإمكانية وصول "منظمة أكثر تطرفا" إلى السلطة في غزة، أو أن تجد إسرائيل نفسها في وضع يضطرها لحكم القطاع.
أما كيف قد تبدو عليه حرب برية في ضوء ما توفر لموقع "فوكس" من معلومات، فهو أمر "أصبح من المستحيل التنبؤ به". ولكن طبقا لما هو معروف عن الصراعات السابقة وقدرات الجانبين، فإن التقرير يرجح أن تكون الأسابيع المقبلة دامية.
وتوقع ساكس -من جانبه- أن تجتاح إسرائيل في المرحلة التالية مباشرة قراها وبلداتها للتأكد من عدم وجود مقاتلين من حماس هناك، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي أكد ذلك في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني إلى موقع فوكس الإخباري.
وأردف أن إسرائيل ستحتاج بعد ذلك إلى جمع معلومات استخباراتية عن مكان وجود قيادة حماس وتحديد عدد رهائنها المفقودين ومواقعهم، معتبرا ذلك مهمة عسيرة.
ووصف الموقع في تقريره إبداء زعماء من دول العالم -على رأسها الولايات المتحدة- دعمهم لإسرائيل واستعدادهم لإرسال معدات عسكرية وأسلحة لها، بأنه قد يكون "عرضا للقوة"، القصد منه على الأرجح أن يكون رادعا لجهات أخرى فاعلة مثل حزب الله اللبناني وإيران.
وعلى الرغم من القوة العسكرية الإسرائيلية والأميركية "الساحقة"، فإن حماس لم تظهر حتى الآن أي علامات على التراجع. وفي ذلك يقول كولين كلارك مدير الأبحاث بمجموعة سوفان إن حماس استعدت للبقاء على المدى الطويل، "وربما لديها إمدادات وافرة.. وترسانة قوية من الصواريخ، ويمكن أن تخطط لنصب مزيد من الكمائن".
غير أنه يعتقد أنه ما إن تستعد إسرائيل وتحشد قواها، فلربما يقوم جيشها "بالتعامل بسرعة مع حماس، وقتل وأسر قادتها وتدمير بنيتها التحتية"، مؤكدا أن "إسرائيل ليست على وشك التهدئة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
مسؤول أميركي رفيع يصل إلى إسرائيل لبحث الخطوات المقبلة من خطة ترامب
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز وصل اليوم الاثنين إلى إسرائيل في زيارة رسمية يلتقي فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لبحث استكمال خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن المسؤول الأميركي سيركز في زيارته على "المراجعات الأمنية في شمال وجنوب إسرائيل ودراسة التحديات التي تواجهها".
من جانبه، قال والتز في منشور على منصة إكس، إنه يتطلع إلى محادثات مهمة مع الإسرائيليين، مشيرا إلى أنه تحت قيادة الرئيس ترامب "يبقى التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل واستقرارها في المنطقة راسخا"، كما أكد أن "التعاون مع إسرائيل لم يكن يوما أكثر أهمية مما هو عليه الآن".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن زيارة والتز تأكيد على التزام واشنطن بدعم الاستقرار الإقليمي، وتنفيذ خطة الرئيس ترامب ذات النقاط العشرين بشأن غزة.
ووفقا للخارجية الأميركية، فإن تسهيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة محور أساسي في مباحثات والتز مع المسؤولين في عمّان وتل أبيب.
ملف دخول المساعداتوسيزور والتز معبر كرم أبو سالم الذي يعد نقطة العبور الرئيسية لدخول المساعدات إلى غزة، ومركز التنسيق والمراقبة الأميركي في منطقة غلاف غزة، حيث قوات مراقبة وقف إطلاق النار.
ويعتبر دخول المساعدات إلى قطاع غزة أحد بنود الجولة الأولى من الاتفاق وتماطل إسرائيل في تنفيذه إلى الآن، إذ نص الاتفاق على دخول 600 شاحنة يوميا على الأقل، في حين لم تسمح إسرائيل سوى بدخول 220 شاحنة كحد أقصى.
ووصل والتز إلى إسرائيل بعد أقل من شهر من زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وكان قد سبقهما وزير الخارجية ماركو روبيو وجيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي.
وتقول الإدارة الأميركية، إن زيارات مسؤوليها المتلاحقة لتل أبيب تأتي من أجل الدفع بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب، بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بالكامل تقريبا، ولمنع انهيار وقف إطلاق النار واستئناف إسرائيل القتال.
إعلانوتأتي زيارة والتز للمنطقة، عقب ما كشفه موقع "أكسيوس" من أن ترامب بصدد الإعلان، قبل عيد الميلاد أي بعد نحو 3 أسابيع، عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة.
وستتضمن هذه المرحلة وفقا لواشنطن تشكيل هيئة جديدة لحكم القطاع، ونشر قوة استقرار دولية في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي تزامنا مع انسحاب قواته ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
زيارة نتنياهو لواشنطن
ويستبق لقاء والتز بنتنياهو في تل أبيب زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن نهاية الشهر الجاري، سيعلن فيها ترامب بدء المرحلة الثانية، وفق موقع أكسيوس.
ولم تعلن واشنطن رسميا موعد هذه الزيارة، لكن مكتب نتنياهو قال، إن ترامب وجّه دعوة له لعقد لقاء قريب في البيت الأبيض في 26 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وبينما تستقبل تل أبيب كبار مسؤولي إدارة ترامب، لا يبدو أن ثمة تغيرا في اللهجة الإسرائيلية، إذ لم تلتزم إسرائيل بخط الانسحاب الأول للمرحلة الأولى، المعروف بالخط الأصفر، وإنما بدلت حدوده لتبقي 60% من مساحة القطاع تحت سيطرتها.
ورغم تسليم جميع المحتجزين الأحياء والأموات باستثناء جثة واحدة، تماطل إسرائيل في فتح معبر رفح، وتعلن موافقتها فتح المعبر، ولكن للمغادرين من قطاع غزة فقط.
وأثارت هذه المماطلة هواجس من أن يكون الأمر مقدمة لسياسة إسرائيل المعلنة بتهجير سكان القطاع تحت ستار الهجرة الطوعية، وعليه أصدرت 8 دول عربية وإسلامية منها مصر وقطر وتركيا بيانا أعلنت فيه رفضها التام لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ودعت إسرائيل إلى ضرورة الالتزام الكامل بخطة ترامب، وما تضمنته من فتح معبر رفح في الاتجاهين.