مفيد شهاب يروي تفاصيل المعركة القانونية لاستعادة طابا في ندوة بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
نظمت مكتبة الإسكندرية صباح اليوم الإثنين، بالتعاون مع جامعة الإسكندرية ضمن البرنامج الثقافي لكلية الحقوق ندوة بعنوان "حرب أكتوبر: الدروس المستفادة"، تحدث فيها الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق، وأدراها الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية.
وأعرب الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية عن سعادته بالشراكة مع جامعة الإسكندرية للاحتفال بمرور 50 عامًا على نصر أكتوبر، وبحضور الدكتور مفيد شهاب الذي قدم الكثير للوطن، ليس فقط كخبير قانوني بل كسياسي بارع ووزير متميز رأينا نهضة التعليم العالي على يديه.
وأكد أن شهاب له حضور عميق في المجال العام والمجال الثقافي، وهو نموذج للمثقف العميق الذي يتفاعل مع قضايا وطنه، لافتًا إلى أنه عضوًا في مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، ومضيفًا: “إننا نفخر بالنصر ونستخلص منه دروسًا هامة بينما نبني أمة ونهضة جديدة، ومنها دروس تتعلق بأهمية الكرامة وبناء حياة كريمة والتضامن والتماسك والتعاون في المجتمع”.
وشدد زايد على أن الدرس الأهم لنصر أكتوبر هو درس السلام، مؤكدًا أن مصر بدأت عملية السلام وخاضتها بجرأة وثقة وقراءة دقيقة للواقع والمستقبل.
ورحب الدكتور أحمد زايد بالتعاون مع جامعة الإسكندرية في توثيق شهادات وسرديات حرب أكتوبر، حتى تبقى للأجيال القادمة.
وفي كلمته، وجه الدكتور مفيد شهاب الشكر لمكتبة الإسكندرية وجامعة الإسكندرية وكلية الحقوق على استضافته في هذه الندوة.
وأضاف: "شرفت برئاسة مجلس إدارة مكتبة الإسكندرية في مرحلة البناء والتأسيس، وأسعد دومًا عندما أرى هذا الصرح المتميز".
كما أعرب عن سعادته بفكرة الموسم الثقافي لكلية الحقوق، مؤكدًا على دور الجامعة في التثقيف وتأسيس الوعي وخدمة قضايا المجتمع.
وعن موضوع الندوة، قال إنه لا يوجد أعز من الاحتفال بذكرى الانتصار وتحرير الأرض واسترجاع الكرامة، فمن حقنا أن نحتفل بانتصاراتنا وأن نتحدث عنها، ولكن لابد أن نستخلص الدروس المستفادة من الحرب لمعالجة أزمات قومية أخرى.
وأكد أن الإعداد لحرب أكتوبر بدأ بعد شهر من هزيمة 1967، فكانت حرب الاستنزاف فرصة للاستعداد والتخطيط وإعادة بناء القوات المسلحة، مؤكدًا أن حرب أكتوبر كانت مفاجئة للعدو، تمت بتخطيط جيد وأسلوب علمي محترم وتنفيذ محكم وجيش مثقف وواع.
وقال: "لقد عشت حرب أكتوبر عن بعد كمواطن، تابعت كيف تمت الأمور العسكرية في منزلي وكيف عبر الجنود الممر المائي واخترقوا جدار برليف، وبعد الحرب كانت بداية تحديد الأرض"، لافتًا إلى أن الحرب لا تنهي النزاع بل تحركه، ولكن المفاوضات هي التي تنهي النزاع، وهناك فرقًا كبيرًا بين أن تتفاوض وأنت منتصر وبين أن تكون منهزمًا.
ولفت شهاب إلى أنه بعد نصر أكتوبر طالب الإسرائيليون بالتفاوض لإنهاء النزاع، ومن هنا بدأت المعركة للسياسية للتفاوض والتي استمرت سنوات وانتهت باتفاق كامب ديفيد، لافتًا إلى أنه إعلان مبادئ مصغر تم توقيعه لينهي حالة الحرب بين مصر وإسرائيل. وأشار إلى أنه تحول بعد سنة إلى اتفاقية السلام، وهي اتفاقية مفصلة تحدد عملية الانسحاب ومراحلها، وهي التي تحكم العلاقة بين مصر وإسرائيل حتى اليوم.
وأوضح أن إسرائيل ماطلت في تنفيذ المرحلة الثالثة من الانسحاب، وحاولت أثناء الانسحاب الاحتفاظ ببعض المواقع الاستراتيجية الهامة؛ وهي طابا ورأس النقب، ومن هنا بدأت المعركة القانونية التي انتهت بالتحكيم الدولي. ولفت إلى أن الخلاف وقع عند أربعة علامات حدودية في رأس النقب، والعلامة الحدودية الأخيرة (رقم 91) الخاصة بطابا.
وأضاف: "بدأت المفاوضات بقيادة الفريق كمال حسن علي في مواجهة شارون، وكانت معركة تفاوضية شديدة استمرت أربع سنوات دون جدوى". وأشار إلى أن رئيس الجمهورية أصدر بعدها قرارًا بتشكيل اللجنة القومية لطابا، وكان شهاب عضوًا فيها، وضمت عددًا من الضباط وأساتذة القانون والتاريخ، كما انبثق عنها لجنة قانونية برئاسة الدكتور وحيد رأفت.
وقال إن الألاعيب التي استخدمها الإسرائيليون في التفاوض أدت إلى الرجوع إلى اتفاقية السلام، والتي نصت على اللجوء للتوفيق أو التحكيم في حالة وجود خلاف. وقد أصر الجانب الإسرائيلي على التوفيق بينما أصرت مصر على التحكيم، وذلك لأن قرارات التحكيم ملزمة للطرفين.
وأكد أن إسرائيل رضخت في النهاية اللجوء للتحكيم، وبدأت مفاوضات اختيار المحكمين، ثم مرحلة كتابة المذكرات والمذكرات المضادة والمرافعات الشفوية، والتي جاءت كلها في صالح مصر.
وروى شهاب عددًا من القصص والأحداث التي ساهمت في تدعيم موقف مصر في مرحلة المرافعات الشفوية وشهادات الشهود، ومنها شهادة الفريق كمال حسن علي، وشهادة إسماعيل شيرين باشا الذي كان مسئولًا عن موقع طابا وقدم العديد من الشهادات والصور لطابا، وشهادة جندي يوغوسلافي كان ضمن جنود الأمم المتحدة في سيناء وقام بتسليم طابا لجندي مصري قبل مغادرته.
ولفت إلى مساهمات الدكتور يوسف أبو الحجاج والدكتور يونان لبيب رزق والعقيد الشناوي في هذه المرحلة. وقال: "هناك نماذج وقصص لا يمكن أن تُنسى، فقد كنا كلنا على قلب رجل واحد".
وأضاف أن المحكمة قامت بمعاينة الموقع على الطبيعة، وقررت رفع جلساتها للمداولة للحكم بعد ثلاثة أسابيع، إلى أن أعلنت في 29 سبتمبر 1988 أن طابا مصرية.
وشدد الدكتور مفيد شهاب في ختام كلمته على أهمية الاحتفال بنصر أكتوبر، ولكننا يحب أن نتعلم من الدروس المستفادة من النصر، مؤكدًا على أهمية أن نتحلى بروح أكتوبر في مواجهة أي أزمات تمر بها البلاد.
وقال إن من أهم دروس عودة طابا، أن العالم لا يعترف إلا بالأقوياء، ولولا أننا انتصرنا في أكتوبر، ما جلست إسرائيل معنا لتوقع اتفاقية سلام، وما اضطرت للذهاب إلى التحكيم الدولي الذى انتصر للحق المصري، مشيرًا الى أنه في الأزمات الكبرى التي قد نتعرض لها، لابد أن نتخلى عن العواطف و"الفهلوة"، بل لابد من التعامل العلمي، والتخطيط، والأهم العمل بروح الفريق، وبروح أكتوبر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية الإسكندرية مکتبة الإسکندریة حرب أکتوبر إلى أنه مؤکد ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقارير تكشف تحوّل المعركة البحرية الأمريكية مع الحوثيين إلى كارثة.. تفاصيل مثيرة
قال موقع "ميليتاري دوت كوم"، إن تقارير استقصائية، كشفت عن سلسلة حوادث كلفت البحرية الأمريكية خسائر كبيرة، خلال الهجمات التي شنت على الحوثيين في اليمن، واعتبرت أكثر معركة بحرية مستمرة منذ الحرب العالمية الثانية أرهقت السفن والأفراد.
ولفت الموقع إلى أن التقارير تناولت ما وصفته بنيران صديقة، في كانون أول/ديسمبر 2024، حيث أطلق الطراد يو إس إس غيتيسبيرغ النار على طائرتين مقاتلتين تابعتين لحاملة الطائرات يو إس إس هاري إس. ترومان، ما أدى إلى إسقاط إحداهما، إضافة إلى تصادم الحاملة هاري ترومان مع سفينة تجارية وفقدان طائرتين مقاتلتين إضافيتين بقيمة ملايين الدولارات من الحاملة خلال العام الجاري.
وتُظهر التقارير، مجتمعة، صورة لحاملة طائرات لم تكن تتعرض فقط لهجمات صاروخية متكررة أرهقت الطاقم، بل واجهت أيضا مطالب تشغيلية وضغوطا شديدة على القادة، لدرجة أن القبطان والملاح كانا يعانيان من حرمان حاد من النوم. وكان ذلك في منتصف انتشار مدته ثمانية أشهر، رغم أن الخطة الأصلية كانت لستة أشهر فقط.
وأحد التقارير أشار إلى أن العمليات القتالية المكثفة "أدت إلى حالة من التبلد لدى أفراد الطاقم” وأن بعض البحارة “فقدوا الإحساس بغاية دورهم في المهمة”.
وتسببت الحوادث الأربعة، التي كان من الممكن تفاديها، بخسائر تزيد عن 100 مليون دولار للبحرية، تشمل ثلاث طائرات مفقودة وأضرارا لحاملة الطائرات، إضافة إلى إصابات في صفوف عدد من البحارة. ورغم عدم وقوع قتلى، إلا أن عدة حوادث اعتمدت على ثوان معدودة من رد الفعل.
وقال التحقيق المتعلق بتصادم الحاملة مع السفينة التجارية إنه لو حدث الاصطدام على بعد 100 قدم نحو الأمام، لكان من المحتمل أن يخترق التأثير مقصورة نوم تضم 120 بحارا.
ووفق التقرير، فإن القبطان ديف سنودن، قائد ترومان حينها، تمكن في اللحظات الأخيرة من تقليل زاوية الاصطدام وتأخير لحظة الارتطام، ما حال دون وقوع أضرار أكبر وخسائر بشرية محتملة.
وذكرت البحرية أن ما حدث على متن الحاملة مثل جرس إنذار بشأن متطلبات القتال ومخاطر إنهاك السفن وطاقمها، بحسب ما قاله برادلي مارتن، الباحث في مؤسسة راند، وهو قائد بحري متقاعد.
وقال مارتن: "الرسالة الواضحة من هذا الانتشار هي أن البحرية غير مستعدة للتعامل مع واقع القتال الممتد"، مضيفا أن الحاملة "كانت في وضع متدهور للغاية".
وأشار الموقع إلى أنه ليس واضحا ما إذا كانت البحرية قد اتخذت أي إجراءات محاسبة بحق أغلب البحارة والقادة المتورطين، لأن هذه الأجزاء من التقارير كانت منقحة. وقد أعلنت البحرية علنا إقالة سنودن من منصبه بعد أسبوع من حادث التصادم.
وقال الأميرال جيمس كيلبي، ثاني أعلى قائد في البحرية، إن "إجراءات محاسبة قد اتخذت بحق جميع المشغلين المعنيين" لكنه لم يقدم تفاصيل.
وأضاف: "مستوى التهديد الجوي من الحوثيين لا يقارن بما قد تواجهه من الصين، لكنه كان كافيا ليشكل ضغطا شديدا. وما رأيناه هو هشاشة في الجاهزية والاستعداد".
ونفذت أول ضربة للحاملة ضد الحوثيين في 22 كانون أول/ديسمبر 2024، بينما قضت السفن المرافقة ساعات في التصدي لصواريخ كروز وطائرات مسيرة.
وقد أخطأت الطرادة غيتيسبيرغ في التعرف على عدة مقاتلات F/A-18F عائدة إلى الحاملة، وظنت أنها صواريخ حوثية، فأطلقت النار على اثنتين منها.
ويحمل التقرير، الذي شطب معظمه، أفراد مركز المعلومات القتالية على متن غيتيسبيرغ مسؤولية سوء التدريب والاعتماد المفرط على أنظمة تقنية معطلة.
وقد قفز طاقم إحدى المقاتلات قبل إصابتها، فيما أوقفت السفينة الصاروخ الثاني قبل وصوله للهدف.
وفي فبراير، قال بحارة من الحاملة، إنهم يعيشون تحت ضغط "جدول مكثف وثقافة تقوم على مبدأ: أنجز المهمة فقط".
وعند استعداد الحاملة للعودة إلى البحر الأحمر بعد زيارة مرفئية، كان عليها عبور المياه المزدحمة قرب قناة السويس. ونظرا لتأخرها عن الجدول، قاد أحد الضباط الحاملة الضخمة بسرعة اعتبرها المحققون لاحقا غير آمنة، إذ كانت تحتاج لمسافة تقارب 1.5 ميل للتوقف الكامل.
ومع دخول سفينة تجارية إلى مسار الحاملة، لم يتخذ الضابط إجراءات كافية لتجنب الخطر، ما جعله السبب الرئيس للتصادم.
وعند عودة السفينة إلى البحر الأحمر، كانت تنفذ عمليات قتالية بشكل يومي منذ 15 آذار/مارس، وفق ما قاله القائد الجديد كريستوفر هيل.
وفي نيسان/أبريل، اضطرت الحاملة للانعطاف الحاد لتجنب صاروخ حوثي، بينما كان البحارة ينقلون طائرة داخل أحد الهنغارات، ومع ميلان السفينة، انزلقت الطائرة وسقطت في البحر، رغم محاولة البحار داخلها استخدام المكابح.
وأشار تقرير التحقيق إلى أن سطح الهنغار كان "أكثر اتساخا وانزلاقا من المعتاد" بسبب وتيرة العمليات التي منعت إجراء عمليات التنظيف الدورية كل 10 أيام.
وفي أيار/مايو، سقطت مقاتلة F/A-18F أخرى في البحر أثناء محاولة الهبوط على متن الحاملة، بعد أن انقطع الكابل المخصص لإيقاف الطائرة فجأة بسبب غياب قطعة حيوية في نظام الإيقاف نتيجة ضعف الصيانة.
وقال الأميرال شون بيلي، قائد مجموعة الحاملة هاري ترومان القتالية حينها، إن الصيانة "تدهورت إلى مستوى الفشل التام".