بعد أن عجز عن ضرب المقاومة الفلسطينية الاحتلال يقتل المدنيين بلا أخلاق
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
بعد أن عجز عن ضرب #المقاومة_الفلسطينية #الاحتلال يقتل المدنيين بلا أخلاق
كتب م. #علي_أبو_صعيليك
ما زالت ردة فعل جيش الاحتلال على عملية “طوفان الأقصى” عشوائية تدميرية تعتمد على قصف بيوت المدنيين في مدينة غزة مبررة ذلك بقصف مواقع المقاومة الفلسطينية رغم أنه لم يسجل وقوع ضحاياً من رجالات المقاومة، والكاميرات توثق سقوط المدنيين العزل خصوصاً النساء والأطفال وكبار السن وكذلك تم قصف سيارات الإسعاف والمساجد والمستشفيات لتسجيل أكبر عدد من الضحايا في مشهد مؤلم يؤكد انعدام الجانب الأخلاقي في الفكر الصهيوني وكذلك العالم الغربي الذي يوفر له الغطاء لفعل ذلك.
يعاني القطاع الصحي في غزة جراء كثافة الإصابات التي تحدث نتيجة لقصف دبابات جيش الاحتلال التي دمرت بيوت المواطنين وأبادت وجود عائلات بأكملها، ويحدث ذلك بتغطية من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة.
هذا الفعل غير الإخلاقي الذي قامت به قوات الاحتلال في كل حروبها السابقة على قطاع غزة وتستمر بفعله في هذه العملية يؤكد عدم قدرتها على ضرب القوة العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية، وفي جميع الحروب السابقة لم تنجح القوة العسكرية الصهيونية في منع تطور القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية حتى بلغت ذروتها ونفذت عملية “طوفان الأقصى”.
مقالات ذات صلة العبور الفلسطيني 2023/10/10وتستهدف قوات الاحتلال من خلال قصفها مناطق مدنية إلى قتل الروح المعنوية للشعب الفلسطيني بشكل عام وتأليب الرأي العام ضد المقاومة، وكذلك محاولة إعادة كسب الشعبية في المجتمع الصهيوني بعد الهزة العنيفة الناتجة عن نجاح المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى، وهذا هو الشكل التقليدي لفعل وردة فعل الاحتلال وهي تؤكد عجز الاحتلال على التعامل مع الأجيال الفلسطينية الجديدة التي لا تزيدها جرائم الاحتلال إلى زيادة في إيمانها بحقها في تحرير فلسطين.
ونظراً لعجز المجتمع الدولي أمام غطرسة الاحتلال بل وانحياز الدول الكبرى لصالح الكيان الصهيوني فقد أعلنت المقاومة الفلسطينية عن قرارها بإعدام رهينة مقابل كل استهداف لقطاع غزة دون إنذار مسبق، وما كان لهذا القرار أن يصدر إلا وقد نفذ صبر المقاومة الفلسطينية على فذارة ردة فعل جيش الاحتلال في قصفه مواقع مدنية وسقوط العديد من الشهداء الأبرياء ممن ليس لهم دور في هذه العمليه.
لا شك بأن الاحتلال منذ نشأته لم يعمل وفق أي نظام أخلاقي، بل كان على الدوام يعتمد على سياسات قتل المدنيين العزل ومن ثم تهجير الأبرياء الفلسطينيين لكي يتم توطين المستوطنين مكانهم، ولتحقيق أهدافه فقد ارتكب العديد من المجازر في تاريخه، ولم يعتمد على مبررات في ارتكاب المجازر ولذلك فإن ردة فعله الحالية على عملية “طوفان الأقصى” كان من الممكن أن تحدث دون حدوث عملية الطوفان، وقد شاهد العالم ما فعله أحد جنود الاحتلال في الاعتداء ومن ثم سحل سيدة فلسطينية جاءت فقط من أجل الصلاة في المسجد الأقصى، فهذا الاحتلال القذر لا يمكن أن يفهم إلا لغة القوة من أجل مواجهته ووضع حد لغطرسته.
لا يمكن تقبل استمرار الصمت العربي الرسمي باستثناء بينات الشجب والاستنكار، فمن يتم قتلهم بشكل جماعي في غزة يوميا بقنابل دبابات جيش الاحتلال هم أبناء جلدتنا ونشترك معه في المصير ولذلك فإن من الواجب عدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار بل والانتقال إلى العمل على الاستفادة من علاقاتها الدولية من أجل وقف هذه المجزرة، وأول هذه الأوراق هي اتفاقيات التطبيع التي إن لم يتم استخدامها في إيقاف هذه المجازر فمتى يتم استخدامها؟ وهنا نستذكر الموقف التاريخي للراحل الحسين بن طلال عندما جعل اتفاقية وادي عربه في كفه وإنقاذ حياة خالد مشعل في كفه وهو ما نجح فيه، ليس ذلك فحسب، بل ونجح في الإفراج عن الأب الروحي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” الشهيد أحمد ياسين عام 1997
لن يتوقف الفلسطيني عن المقاومة مهما كانت نتيجة الحرب القذرة التي يشنها الاحتلال حاليا على قطاع غزة بل وستخرج أجيال جديدة من وسط هذا الركام ويفعل أكثر بكثير مما حصل في “طوفان الأقصى” ونؤمن تماما بأن الاحتلال الصهيوني إلى زوال وما تمدده في المنطقة إلا وسيلة الفضاء عليه.
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية الاحتلال المقاومة الفلسطینیة جیش الاحتلال طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
حزب الله وفـلسطين: وحــدة الدم والمصير
عبدالله علي صبري
يحتفل حزب الله هذه الأيام بالذكرى 25 لعيد المقاومة والتحرير، التي شهدت تحرير جنوب لبنان في 25 مايو / آيار 2000 من الاحتلال الصهيوني، وانسحاب قوات العدو دون قيد أو شرط، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصراع العربي الصهيوني. وقد أدت مفاعيل هذا النصر الاستراتيجي إلى تحرك الشعب الفلسطيني، واندلاع انتفاضة الأقصى التي استمرت لأكثر من أربع سنوات.
ومنذ انطلاقته في مطلع الثمانينيات، رسم حزب الله اللبناني لنفسه مسارًا سياسيًا وعسكريًا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضية الفلسطينية، وجعل من تحرير القدس محورًا مركزيًا في برامجه وعلاقاته الخارجية. وعبر السيد الشهيد حسن نص.ر الله في خطاباته السياسية والدينية عن حالة تعبوية تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة بمختلف فصائلها، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وكما شكل الحزب بمقاومته وبانتصاراته العسكرية على إسرائيل في 2000، و2006، حافزا كبيرا للمقاومة الفلسطينية في غزة منذ 2008، وإلى “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، فإن تشكل ما يعرف بمحور أو جبهة المقاومة، الذي اضطلع حزب الله بالدور الأكبر في بناء منظومته السياسية والجهادية، قد اتخذ من فلسطين والقدس البوصلة الجامعة لكل المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني على مستوى الأمة العربية والإسلامية، وعلى مستوى العالم.
لم يكتف حزب الله بتحرير الأراضي اللبنانية، بل قدم نفسه جزءا من مشروع أشمل يهدف إلى تحرير فلسطين، ومقاومة المشروع الصهيوني الأمريكي، بمختلف أبعاده وتجلياته، ما جعله حاضرا في معادلات الحرب والسلم، وفاعلاً في الاشتباك السياسي والثقافي مع المخططات الغربية والأمريكية، الداعمة لنفوذ إسرائيل وضمان أمنها وتفوقها على حساب العرب وفلسطين.
امتد نشاط حزب الله ومن خلال علاقاته بالجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، إلى دعم المقاومة الفلسطينية في غزة بالسلاح وبالخبرات القتالية، بالموازاة مع إشارات الدعم السياسي والمعنوي، وتنسيق العلاقات بين مختلف أطراف وجبهات المقاومة خارج لبنان، وخاصة في الساحتين اليمنية والعراقية. وأمكن للحزب وللسيد الشهيد نصر الله تجاوز الورقة الطائفية، التي عملت أمريكا وإسرائيل على تغذيتها وإذكائها منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وإبّان تدخل حزب الله في الأزمة السورية عام 2013.
وخلال الحروب الكبرى التي شنتها إسرائيل على غزة، لاسيما في أعوام 2008، 2012، 2014، ثم في معركة “سيف القدس” 2021 لم يقف حزب الله صامتاً أو متفرجاً، بل شجع وبارك انتصارات المقاومة، ووصل إلى حد التهديد بحرب إقليمية في الرد على الاعتداءات الصهيونية التي تطال المسجد الأقصى في الضفة الغربية. وبإعلان السيد عبدالملك الحوثي عن مباركته لهذه المعادلة، ودخول اليمن فيها، كانت “وحدة الساحات” قد أعلنت عن نفسها قبل أشهر من معركة طوفان الأقصى.
التزاما بمبدأ وحدة الساحات، ومن منطلق ديني وأخلاقي أعلن حزب الله في اليوم التالي مباشرة لطوفان الأقصى، الدخول في معركة إسناد غزة وإشغال العدو الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة، وقدم في سبيل القضية الفلسطينية مئات الشهداء على طريق القدس، وكان على رأسهم الأمين العام السيد الأسمى حسن نص.ر الله رضوان الله عليه.
قدم الحزب أغلى ما يملك في سبيل فلسطين، وخط بدماء الشهداء وحدة الموقف والمصير مع غزة وأهلها ومقاومتها، وهو ما يعني أن حزب الله كان وسيبقى شريك النصر والتحرير في فلسطين المحتلة، وعاملا من عوامل زوال “بيت العنكبوت” كما يسميه نصرالله، الذي طالما بشر بنهايته الحتمية.
28-5-2025