أخبار ليبيا 24 – خـــاص
إن الحقيقية التي صعب إنكارها هو أن سلك طريق الهجرة غير الشرعية أصبح خياراً أوحدا لا ثاني له أمام من أرادو من الحياة فرصة تكفل حقوقهم كبشر أسوياء، يتمتعون بالامتيازات الآدمية فطرة، إلا أنه وكما نعلم فالعديد من دولنا العربية اليوم لا تكفل أو تعترف حتى بتلك الحقوق، مجردة سالبة مواطنيها حارمة إياهم نعمة العيش الهني، لتدخلهم في دوامة “البحث عن الآمان” والتي قدر له أن تنتهي خارج الحدود الجغرافية لبلادهم، ولتلاحقهم أحيانا كأحد كوابيسهم التي لا تنفك عن تخبطها أحيانا بواقعهم المعاش، ليعانو ويعانو وليستمرو في معاناتهم المهينة تلك، إن للهجرة غير الشرعية طرق عدة، قد تم تسهيلها من قبل شبكات التهريب أو كما ألفنا تسميتهم بتجار الوهم، لتتنوع براً وبحراً، مارة بالصحراء متحدية ضراوتها، عابرة البحر في مجابهة لأمواجهه الهائجة وطمعا في فرصه الشحيحة.
جميعنا يعرف اليوم بأن الأوضاع الأمنية في ليبيا وبمساعدة جغرافيتها القريبة، أصبحت المعبر والفكرة الطارئة الأولى في أذهان المهربين الذين سيطر حب المال عليهم متغلبا على جميع مبادئهم ليأتي فوقها وأولها-ذلك إن وجدت- فهاهي ليبيا اليوم، بالنسبة لهم المعبر الأسهل والأقل تعقيداً لتهريب بضعة المئات او الآلاف حتى من الارواح التي قد تم تسعيرها بآلاف الدولارات، كما وأمكن المساومة لتسعر روح المهاجر بما استطاع ذاك المسكين المجبر جمعه من المال.
في عبارة صغيرة متهالكة واحدة، يتم تكديس وحصر العديد من الأجساد المرهقة أصلا بفعل الظروف المعيشية والسياسية القاسية التي مروا به، كسمك السردين المكدس في العلب، يسطف العديد من المهاجرين بل ويحاولون ذلك، ليجدو مكانا ليس بآدمي، بالكاد يتسع لأجسادهم الهزيلة التي جردتها الحياة من رونق روحها.
يروي المهاجر كحكد فايز أحمد من ريف حمص الشرقي- سخنة، لوكالة أخبار ليبيا 24 تفاصيل رحلة هجرته والتي قد انتهت كمحاولة فاشلة أخرى للم شمله باسرته التي ققد تشتت.
يصرح المهاجر محمد فايز أحمد لوكالتنا أن ما دفعه للإقبال على هكذا مخاطرة مجهولة، معددا ذلك لأسباب كان منها إنعدام الأمن وبشكل كلي في سوريا، شح الوظائف مما ينتج عنه حياة عكرة قاسية تستصعب تلبية أي احتياج فطري، أيضا يذكر فايز أحمد أنه كان ليضم ويلتحق بالجيش مجبرا مكهرها لا مخيراً، والجيش يعني موته أولاً، ذلك كما يرى فايز أنه يجب أن تقتل إنسانيتك قبل أن تقتل أخيك وابن وطنك.
بدأت رحلة المهاجر محمد فايز أحمد في سنة 2016 حيث حاول على مدار الشهرين الفرار إلى تركيا، حتى تمكن أخيرا من عبور الحدود السورية التركية هرباً، ثم ليصل بعدها إلى المملكة السعودية، قضى فايز في المملكة قرابة الست سنوات، حيث اضطربعدها للذهاب إلى السودان، ومنها إلى لبنان ليتمكن من إجراء مقابلته في السفارة البلغارية وذلك لحصوله على مساعدات وتسهيلات إنسانية، إلا أن الحظ لم يكن حليفه نظراً إلى شرط العمر الذي قد تجاوزه.
ليختار محمد فايز أحمد الذهاب لليبيا قاصداً الهجرة غير الشرعية بهدف العبور إلى أوروبا، حيث يُروج لليبيا كبوابة عبور نحو شواطئ أوروبا الواعدة، نظرا للانفلات الأمني وكثرة المهربين فيها دون ضوابط فعلية حقيقية، مما فاقم في تفشي تلك الأزمة.
يذكر فايز أن تكلفة الرحلة من لبنان إلى ليبيا قد تطلبت حوالي 1800$ وذلك بتنسيقٍ مع ما يدعوه “بالمندوب” ، وحيث تبلغ تكلفة الهجرة من ليبيا إلى إيطاليا حوالي 4500$-5000$.
وها قد أحبطت رحلة الموت هذه، وتم اعتقال المهاجر السوري فايز أحمد، حيث عير عن قلة حيلته وندمه المبرر بقوله ” البحر يعني الموت، لكن ما من خيارثاني في الساحة”.
إن عائلة فايز -بالكامل- تعيش في ألمانيا، عدى فايز فهو لا يزال يتخبط ويصارع قدره ليجد طريقه هو الآخر نحو حياة أفضل وليلم شملهم.
المهاجر المحبط محمد فايز يشكو حاله مطالباً المنظمات الدولية ومنتظراً منهم حلولاً تيسيرية للمهاجرين والمنكوبين وأبناء الحروب.
المصدر: أخبار ليبيا 24
كلمات دلالية: محمد فایز
إقرأ أيضاً:
إسماعيل الشيخ يكتب: رحيل أحمد عامر.. لحظة صدق مع النفس وعِبرة للأحياء
استيقظ الوسط الفني صباح اليوم على خبر وفاة المطرب الشعبي أحمد عامر أحد الأصوات التي صنعت لنفسها بصمة خاصة في الشارع المصري بصوته الشعبي وروحه البسيطة قبل أن يرحل فجأة وفي عمر لا يزال يعتبر باكرًا للوداع.
الخبر صادم ليس فقط لجمهوره بل لكل من يعرف أن الموت لا يفرّق بين مشهور ومغمور بين صغير وكبير ولا ينتظر أن نرتّب أمورنا أولًا الموت يأتي بلا ميعاد لكنه دائمًا يحمل في طيّاته رسالة عظيمة لو توقّفنا لنستمع.
نحن أمة تعيش في حالة من الغفلة نلهث وراء المظاهر نُفتتن بالسوشيال ميديا نُبهر بالترند ونؤجل التوبة وكأن بيننا وبين الموت موعدًا مؤجّلًا نعرفه رحيل أحمد عامر قد لا يكون الأول لكنه يذكّرنا مجددًا أن اللحظة التي نحياها قد تكون الأخيرة.
الجيل الصاعد اليوم يركض خلف السراب يبحث عن الشهرة لا التأثير عن المال لا القيمة عن الصخب لا الهدوء نحتاج وقفة مع أنفسنا نُعيد فيها تقييم أولوياتنا ونُدرك أن الحياة مهما طالت قصيرة وأن النجاح الحقيقي يبدأ من الصدق مع النفس وينتهي بخاتمة ترضي الله قبل الناس
في موت الشباب خاصةً حكمة ثقيلة الوقع لكنها بالغة الأثر كأن الله يريد أن يقول لنا: “انتبهوا.. فالعمر ليس معيارًا ولا الصحة حصانة ولا الشهرة ضمانة”.
فلنجعل من هذا الرحيل فرصة نُراجع فيها أنفسنا ونتذكّر أن كل دقيقة تمرّ ليست مجرد وقت يمضي بل فرصة جديدة للتوبة والإصلاح والعودة إلى الطريق.
رحم الله أحمد عامر وأسكنه فسيح جناته وجعل من وفاته عظةً لمن تأمّل.