قرر الرئيس إيمانويل ماكرون استشارة قادة الأحزاب والبرلمان الفرنسي حول الأزمة في الشرق الأوسط، وسيجمع رئيس الجمهورية برؤساء جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان غدا الخميس (12 أكتوبر) في قصر الإليزيه؛ لمناقشة الوضع "في أعقاب الأعمال التي تصفها فرنسا بالإرهابية المرتكبة في إسرائيل".

وعلمت «البوابة نيوز» من قصر الإليزيه، أنه من المقرر عقد هذا الاجتماع، في الساعة 12 ظهرًا، وسيضم أيضًا رؤساء الجمعية الوطنية يائيل براون بيفيه، ومجلس الشيوخ جيرار لارشر، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي تييري بوديه، ثم يلقي ماكرون كلمة في الساعة الثامنة مساء، وهي أول خطاب رئاسي له منذ بدء الأحداث في الشرق الأوسط، حيث قال بأنه هناك «الحاجة إلى تماسك الأمة الفرنسية حول هذه الأزمة».

محاولة تهدئة الأمور في فرنسا

دعا الرئيس الفرنسي اليوم الأربعاء، بعد اجتماع لمجلس الوزراء، إلى عدم "استيراد الصراع" إلى فرنسا بعد الهجوم القاتل غير المسبوق الذي شنته حركة حماس الإسلامية الفلسطينية، التي تسيطر على قطاع غزة، يوم السبت ضد إسرائيل.  ودعا المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران إلى "الحاجة، في هذه الفترة، إلى الوحدة وتماسك الشعب الفرنسي".

-انقسامات بين السياسيين حول الوضع في غزة
تنتقد الحكومة الفرنسية، وكذلك جانب كبير من المعارضة سيما معسكر اليمين وحتى جزء كبير من اليسار، حزب "فرنسا الأبية" بسبب موقفه الغامض بشأن موضوع حماس.  حيث رفضت معسكر  أقصى اليسار بقيادة جان بيير ميلونشون وصف الحركة الإسلامية بأنها "إرهابية" حيث يعتبرها حركة مقاومة الإحتلال الإسرائيلي. بل وأدان جرائم الحرب التي ارتكبها  -حسب رأيه- ، كل من حماس والجيش الإسرائيلي. كما تدافع أحزاب الخضر والبيئة بشدة عن القضية الفلسطينية وتهاجم بدراسة إسرائيل، لذا يحاول الرئيس الفرنسي إيجاد توافق وتوحيد الرؤى كي لا يحصل شرخ أمام الشعب الفرنسي يتم إساءة استخدامه لدى بعض المتطرفين.

وكان إيمانويل ماكرون قد خطط بالفعل للجمع بين قادة الأحزاب في 30 أكتوبر في سان دوني، لصيغة سياسية ثانية بعد التي أطلقها في نهاية أغسطس للتبادل الحزبي خلف أبواب مغلقة.  ودفعه الوضع الدولي إلى إضافة لقاء الخميس هذا "بصيغة سان دوني الاستثنائية"، على حد تعبير الإليزيه.  بمعنى آخر، سيتم عقد الاجتماع خلف أبواب مغلقة، بعيداً عن الكاميرات والميكروفونات، وسيتعين على الرئيس وضيوفه الحضور بمفردهم، دون متعاونين.

وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أعلنت رئيسة الحكومة إليزابيث بورن من مجلس الشيوخ أن عدد الضحايا  الفرنسيين ارتفع مرة أخرى.  » ليصل الى 10 فرنسيين قتلوا و18 في عداد المفقودين، من بينهم "العديد من الأطفال ربما اختطفوا" من قبل حركة حماس. وأضافت: "نحن على اتصال دائم مع العائلات"، موجهة “كل أفكارها إلى الجالية الفرنسية في إسرائيل، التي تعيش في معاناة".  كما أكدت رئيسة الوزراء إنشاء رحلات جوية خاصة غدا الخميس لإعادة الفرنسيين الذين لم يتمكنوا من العودة، مشيرةً إلى أن الحكومة تعمل على "خيارات مختلفة حتى استئناف الرحلات الجوية المنتظمة".  بعد مقتل أكثر من 1200 ,اسرائيليا، معظمهم من المدنيين، بحسب الجيش الإسرائيلي.  وعلى الجانب الفلسطيني، توفي 1055 شخصا، بحسب السلطات في غزة.

-فرنسا تشدد الإجراءات الأمنية لحماية اليهود

على الصعيد الفرنسي الداخلي، تواصل السلطة التنفيذية زيادة التحذيرات والحزم ضد أي عمل معاد للسامية في فرنسا من الجالية العربية والاسلامية ضد اليهود، وقامت تعزيزات أمنية أمام دور العبادة والمدارس الطائفية اليهودية. خشية من تكرار الهجمات الانتقامية من عرب فرنسا ضد الطائفة اليهودية أثناء كل حرب إسرائيلية ضد غزة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: استئناف الرحلات البرلمان الفرنسي الحكومة الفرنسية الجمعية الوطنية الرئيس إيمانويل ماكرون

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الفرنسي: التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية لن يتوقف

أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو اليوم الثلاثاء أن التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية، كما تنوي فرنسا والمملكة المتحدة وكندا، "لن يتوقف"، في أعقاب تلويح تلك الدول باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا لم توقف حربها المدمرة على قطاع غزة.

وقال بايرو أمام الجمعية الوطنية خلال جلسة أسئلة الحكومة "للمرة الأولى، قررت 3 دول كبرى أنها ستعترض معا على ما يحدث" في غزة و"أن تعترف معا بدولة فلسطين، وهذا التحرك الذي انطلق لن يتوقف".

وجاء كلامه في معرض رده على زعيمة كتلة حزب "فرنسا الأبية" ماتيلد بانو التي سألته عما إذا كان ينوي "الاعتراف بدولة فلسطين بعدما لم يبق هناك من فلسطينيين".

وأضاف رئيس الحكومة الفرنسي الذي يؤيد حل الدولتين "هذه الإدانة، وهذه التحذيرات المتكررة واضحة تماما في وجهتها وواجبة علينا".

وأشار بايرو إلى أن هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 هو الصاعق الذي تسبب بهذا الانفجار ومآسيه.

 

وكان قادة فرنسا والمملكة المتحدة وكندا حذروا أمس الاثنين من أنهم "لن يقفوا مكتوفي الأيدي" في مواجهة "الأفعال الشائنة" التي ترتكبها حكومة بنيامين نتنياهو في غزة، مهددين باتخاذ إجراءات ملموسة إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري ولم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية.

إعلان

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في وقت سابق في حديث إذاعي، أن باريس عازمة على الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدا أن ذلك "يصب في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".

وأضاف بارو "لا يمكننا أن نترك لأطفال غزة إرثا من العنف والكراهية، لذلك يجب أن يتوقف كل هذا، ولهذا السبب نحن عازمون على الاعتراف بدولة فلسطين".

وأكد وزير خارجية فرنسا أن بلاده تدعم مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وذلك للتحقق مما إذا كانت إسرائيل تحترم التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان.

 

وشدد على أن الوضع في غزة "لا يحتمل لأن العنف الأعمى ومنع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية حوَّل غزة إلى مكان يحتضر فيه الناس، حتى لا نقول إلى مقبرة".

ووصف هذه الممارسات بأنها انتهاك بالمطلق لكل قواعد القانون الدولي، "وهذا يتعارض مع أمن إسرائيل الذي تحرص عليه فرنسا، لأن من يزرع العنف يحصد العنف".

وكرر الوزير الفرنسي دعوة إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية "بكميات كبيرة" ومن "دون عوائق"، في حين قال رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسل إن الحزب "سيستقبل وفدا كبيرا من منظمة التحرير الفلسطينية في الرابع من يونيو/حزيران لإطلاق حملة أوروبية للاعتراف بدولة فلسطين".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: غيرنا وجه الشرق الأوسط ومستعدون لوقف إطلاق نار مؤقت لإعادة المختطفين
  • خالد عامر يكتب: الرئيس السيسي.. رسالة المنصب وأمانة المسؤولية
  • ماكرون يرأس اجتماعا لمجلس الدفاع لمناقشة تقرير حول جماعة الإخوان في فرنسا
  • اليوم.. «مدبولي» يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعي ويعقبه مؤتمر صحفي
  • رئيس الوزراء الفرنسي: التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية لن يتوقف
  • أحمد موسى: ماكرون يناقش تغلغل الإخوان في فرنسا غدًا
  • الاتحاد الأوروبي يُعيِّن الفرنسي كريستوف بيجو ممثلًا خاصًا لعملية السلام في الشرق الأوسط
  • أحمد موسى: موقف ماكرون من القضية الفلسطينية تغير بعد زيارته لمصر.. فيديو
  • قادة أوروبيون يناقشون الأزمة الأوكرانية مع ترامب قبيل محادثته مع بوتين
  • ترامب يعيد رسم تحالفات الشرق الأوسط ورسالة صامتة تضع العراق في الظل