مكتبة الإسكندرية تشارك في افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
شاركت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي وإدارة المعارض والمقتنيات الفنية بقطاع التواصل الثقافي في افتتاح "ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي" بدورته الثامنة تحت عنوان "الخط والنصر" خمسون عامًا من الانتصارات المجيدة (1973-2023)؛ والذي نظمه صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية.
والمقام بقصر الفنون بساحة دار الأوبرا بالقاهرة، خلال الفترة من 10 إلى 20 أكتوبر الجاري من خلال عرض مجموعة من مقتنيات المكتبة القيمة من لوحات الشيخ محمد عبد الرحمن، شيخ الخطاطين في العصر الملكي.
وذكرت مكتبة الإسكندرية - في بيان اليوم /الخميس/ - أن الشيخ محمد عبد الرحمن ولد عام 1890 ببلدة الميمون بمحافظة بني سويف، وأتم حفظ القرآن الكريم وجودَّه والتحق بمدارس المعلمين الأولية والأزهر الشريف، ثم تلقى تعليم الخط العربي على يد محمود عبد الرازق، ثم عُين مدرسًا للخط العربي بالمعهد الأزهري بالإسكندرية، ثم انتقل للعمل بمصلحة المساحة المصرية عام 1919، وكانت مصلحة المساحة تختار في صفوفها خيرة الخطاطين المصريين للعمل وإعداد الخرائط، وعمل أيضًا بجانب عمله الأساسي في مصلحة المساحة مدرسًا للخط العربي بمدرسة تحسين الخطوط الملكية وقتها؛ وكان يعمل أيضًا خبيرًا للخطوط والمضاهاة والتزوير في المحاكم المصرية، وكتب الشيخ محمد عبد الرحمن بخطوطه الباب البحري لسراي الأمير محمد علي، وظل مُعلمًا كبيرًا للخط حتى توفي عام 1950.
جدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية تلقت هذا الإهداء من أسرة الشيخ عبد الرحمن سنة 2019، وقد أقيم معرضًا لتلك المجموعة النادرة بالمكتبة وقت الإهداء، وسبق لمركز دراسات الخطوط المشاركة في ملتقى القاهرة للخط العربي، في دورة العام الماضي بمجموعة من الأعمال الخطية النادرة التي تحتفظ بها المكتبة من أعمال محمد إبراهيم وكامل إبراهيم وخضير البوسعيدي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مكتبة الاسكندرية الخط العربي وزارة الثقافة مکتبة الإسکندریة للخط العربی عبد الرحمن ا للخط
إقرأ أيضاً:
محمد مندي ينسج جسراً بين الخط العربي والياباني
فاطمة عطفة (أبوظبي)
ضمن فعاليات إكسبو أوساكا 2025، التي انطلقت في أبريل الماضي، وتستمر حتى الثالث عشر من أكتوبر القادم، حضرت الإمارات - كالعادة - بثقلها الثقافي والإبداعي، حاملة إرثها العريق ورؤيتها المتجددة في جناح وُصف بأنه «معلقة تراثية على أرض المستقبل». وبين منارات هذا الحضور، يبرز الفنان الإماراتي محمد مندي، أحد أعلام فن الخط العربي، في مشروع فني مشترك جمعه بالفنان الياباني ميشو كاوا، لتكون الورشة الفنية التي أقيمت ضمن الجناح الإماراتي، أكثر من مجرد حدث عابر، بل تجربة فنية – ثقافية تختصر لقاء حضارتين.
في حديثه لـ «الاتحاد»، استعاد الفنان مندي تفاصيل هذا التعاون، الذي وُلدت فكرته في إكسبو دبي، لكنه رأى النور في أوساكا، حين اجتمعت ريشته بريشة الخطاط الياباني ميشو كاوا، تحت شعار جناح الإمارات: «من الأرض إلى الأثير»، وهو الشعار الذي كتبه مندي بالخط العربي على قطعة قماش بقياس 5×3 أمتار، بينما كتب الفنان الياباني العبارة ذاتها بلغته. «كنا نرسم أمام جمهور مباشر، والكاميرات تنقل الحدث حياً... كانت تجربة فريدة من نوعها»، يروي مندي. وبحسّ المبدع الذي يرى الجمال في التفاصيل، وصف مندي اللحظة التي كتب فيها كلمة «اليابان» بالذهب على دائرة حمراء ترمز للشمس اليابانية، بينما كتب كاوا اسم «الإمارات» على خلفية سوداء، قبل أن يُدمجِا العملين في لوحة واحدة تُجسّد التحام الثقافتين في إطار بصري متكامل.
برنامج واسع
وتندرج هذه المشاركة ضمن برنامج ثقافي واسع يضم عروضاً شعبية، وورش عمل تراثية حية، ونماذج حية من الحرف الإماراتية التقليدية مثل السدو والخوص، بالتعاون مع بيت الحرفيين.
وأكد مندي أن الفن كان الجسر الأول لفهم الآخر، وأن الزوار اليابانيين كانوا يقفون ساعات لمتابعة الرقصات التراثية، ويطلبون كتابة أسمائهم بالحبر العربي. وأضاف: «حتى وإن لم نفهم لغتهم، فقد فهمونا من خلال الخط، من خلال الرقصات، ومن خلال عبق القهوة الإماراتية التي كانت تقدّم في المضافة المصممة من جذوع النخل».
الجناح الإماراتي
وأشاد مندي بجمالية تصميم الجناح الإماراتي، قائلاً: «فكرة الجذوع والديكور التقليدي المستوحى من البيئات الإماراتية أكسبت الجناح روحاً لا تُنسى، وقد حاز رقماً قياسياً في التنظيم والتصميم».
وعن التحديات التقنية، لا سيما الحديث عن الذكاء الاصطناعي وأثره على فن الخط، عبّر مندي عن رأيه قائلاً: «نحن لا نرفض التقنية، لكن نحتكم للهوية. لا يمكن أن نستبدل (الدلة) بأي ماكينة حديثة في تقديم القهوة، وكذلك الخط... يجب أن يبقى حياً بالأصابع، لا بالخوارزميات».
28 مليوناً
ومع توقعات أن يتجاوز عدد زوار إكسبو أوساكا 28 مليون شخص، تبدو الإمارات أكثر استعداداً من أي وقت مضى لتقديم ثقافتها على صفيح ساخن من الإبداع، من خلال جناح لا يكتفي بالعرض، بل يشارك الزائر في الحكاية، ويجعله جزءاً منها.
وفي ختام حديثه، عبّر مندي عن فخره بمشاركته، مؤكداً أن هذا الحدث هو تتويج لعقود من الإبداع الذي يربط بين «جذور التراث وظلال المستقبل».