بانتظار حرب الشتاء التي ستعمّق الجرح الأطلسي والأوكراني
مع اقتراب المخاوف من فصل الشتاء، والإنجازات المحدودة التي حققتها القوات الأوكرانية منذ بدء هجومها المضاد في يونيو الماضي، بات هاجس الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وحلف الأطلسي، هو كيف يمكن حقن الجيش الأوكراني بمزيد من الأمصال العسكرية لتمكينه من الصمود، حيث أعلن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، خلال اجتماع وزراء دفاعه في بروكسل، قبل يومين، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين «يستعد مرة أخرى لاستخدام الشتاء كسلاح حرب عن طريق مهاجمة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا».الرئيس الأوكراني الذي زار مقر الحلف للمرة الأولى من منذ الهجوم الروسي، وشارك في اجتماع وزراء الدفاع من أجل الحصول على مزيد من الدعم العسكري، عبّر هو الآخر عن مخاوفه من تصدّع الدعم لبلاده بسبب نفاد مخزون الأسلحة لدى دول الحلف، والخلافات التي بدأت تظهر بين هذه الدول حول مآلات الدعم وتداعياته، وارتفاع أصوات تطالب بوقفه، واحتمال اصطفاف دول أوروبية أخرى مؤيدة لهذا الخيار، إذ أعلن أن زيارته لمقر الحلف هدفها «ضمان صمودنا خلال فصل الشتاء».
كان ستولتنبرغ من أشد المتحمسين لتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا الذي قال «الأهم بالنسبة إلينا هو تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا»، وأشار إلى أن الدنمارك وبلجيكا، أكدتا أنهما ستزودان أوكرانيا بطائرات «إف 16»، كما أن ألمانيا أعلنت تقديم 2 مليار يورو، والتركيز على إمداد كييف بأنظمة دفاع جوي من طراز «باتريوت»، و«إيريس»، كما تعهدت بريطانيا بتقديم 100 مليون يورو لأنظمة الدفاع الجوي، وكاسحات الألغام، كذلك ستقدم الولايات المتحدة أكثر من 200 مليون دولار لدعم الدفاع الجوي، وصواريخ، وذخائر مدفعية.
وعندما سئل زيلينسكي عما إذا كان هذا الدعم سيؤدي إلى التسريع بنهاية الحرب، أجاب بطريقة ملتبسة، إذ اكتفى بالقول «الدفاع الجوي في الشتاء جزء مهم من الإجابة عن السؤال عن موعد انتهاء الحرب، وما إذا كانت ستنتهي بشكل عادل بالنسبة إلى أوكرانيا»، لكنه أضاف «يجب أن ننتصر في معركة الشتاء، ويمكننا تحقيق النصر».
ويعيش زيلينسكي، ومعه حلف الأطلسي، حالة من عدم اليقين عمّا يحمله الشتاء المقبل، مع الاستعدادات الروسية على جبهات القتال، والخطط العسكرية التي تعدها وزارة الدفاع لاستغلال الشتاء والثلوج في المعارك المقبلة، مع توفير المزيد من الأسلحة المتطورة لقواتها على جبهات القتال، وتعزيز دفاعاتها التي أثبتت فعالية ملموسة في مواجهة الهجمات الأوكرانية.
وخلال قمة حلف الأطلسي الأخيرة في فيلينوس، عاصمة ليتوانيا، كان واضحاً مدى الإحباط الأطلسي من أداء الجيش الأوكراني، رغم الدعم العسكري الهائل الذي تم تقديمه له. وعندما سئل أحد مسؤولي الحلف عمّا إذا كان هذا الدعم سيحقق انتصاراً لأوكرانيا، أجاب أن ذلك يعتمد على أداء الجيش الأوكراني. وهذا يعبّر عن حالة عدم اليقين من جهة، وعن أصرار الحلف على مواصلة الحرب بأي ثمن ومهما بلغت تكاليفها، المدنية والعسكرية، بالنسبة إلى دول الحلف، وتداعياتها الكارثية على أوكرانيا، من جهة أخرى..
بانتظار حرب الشتاء التي ستعمّق الجرح الأطلسي والأوكراني.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
مستشار وزير الخارجية الأوكراني: كييف أرسلت قائمة بأسماء الأسرى الروس إلى موسكو
كشف السفير يفهين ميكيتينكو، مستشار وزير خارجية أوكرانيا، عن آخر تطورات الاتصالات والمفاوضات بين بلاده وروسيا، إلى جانب مواقف الحلفاء في أوروبا الغربية والولايات المتحدة بشأن الأزمة المستمرة.
وقال «ميكيتينكو» خلال مداخلة حصرية عبر قناة القاهرة الإخبارية، إن الاتصالات لا تزال مستمرة مع الحلفاء الأوروبيين، مشيرًا إلى أن عدة جولات تفاوضية عُقدت مع الجانب الروسي، من بينها جولة مهمة في إسطنبول، والتي أسفرت عن اتفاق مبدئي لتبادل الأسرى، موضحا أن كييف أرسلت بالفعل قائمة بأسماء الأسرى الروس إلى موسكو، وتلقت في المقابل قائمة بالأسرى الأوكرانيين.
وأشار إلى أن الصفقة المنتظرة تشمل الإفراج عن نحو ألف مواطن أوكراني، معربًا عن أمله في أن تُنفذ قريبًا، وأن تمثل «بداية طيبة» في مسار التفاهمات الإنسانية بين الطرفين.
وفيما يتعلق بالمواقف الدولية، قال مستشار وزير الخارجية الأوكراني، إن هناك سيناريوهين مطروحين في الوقت الراهن: إما الشروع قريبًا في مفاوضات سلمية مباشرة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أو توسيع دائرة العقوبات المفروضة على روسيا بمشاركة رؤساء عدة دول أوروبية.
فيما عبر «ميكيتينكو» عن قلق كييف من الموقف الأميركي، موضحًا أن أوكرانيا تشعر بتردد لدى الإدارة الأميركية، لاسيما بعد التصريحات الأخيرة لنائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال: «هذه ليست حربنا، بل حرب بين روسيا وأوكرانيا»، ما اعتبره المسؤول الأوكراني مؤشراً على فتور محتمل في دعم واشنطن للضغوط الأوروبية ضد موسكو.
وأكد أن بلاده تتابع هذا التردد عن كثب، لكنها لا تزال تعتمد على دعم الحلفاء، وتأمل أن تسفر الجهود الدبلوماسية عن نتائج ملموسة تخفف من معاناة الشعب الأوكراني وتعيد الاستقرار للمنطقة.