واشنطن- في عرض لقوة وخصوصية العلاقة الإسرائيلية الأميركية، يشارك وزير الدفاع الجنرال لويد أوستن، في اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي، الجمعة. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية توني بلينكن لإسرائيل ومشاركته في الاجتماع الوزاري الإسرائيلي.

ويبحث أوستن في دعم البنتاغون العسكري لإسرائيل، وقد وصلت بالفعل الشحنة الأولى من الذخائر الأميركية لتل أبيب قبل يومين، كما توجد قطع بحرية قتالية على رأسها حاملة الطائرات جيرالد فورد قبالة السواحل الإسرائيلية.

وتوجه إدارة الرئيس جو بايدن دعما دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا بلا حدود لإسرائيل عقب هجوم حركة حماس من قطاع غزة الذي نتج عنه مقتل ما يقرب من 1300 إسرائيلي، وهو ما ردت عليه إسرائيل بعنف، وقتلت حتى الآن ما يقرب من 1600 فلسطيني، مع توقع ببدء هجوم إسرائيلي بري ضخم للقطاع المحاصر خلال أيام.

وكرر بايدن القول إن "الولايات المتحدة ودولة إسرائيل شريكان لا ينفصلان"، وإن واشنطن "ستواصل التأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها وشعبها".

وفي حديث للجزيرة نت، أشار دانيال كروتزر السفير الأميركي السابق لدى كل من مصر وإسرائيل، والمحاضر حاليا بجامعة برنستون، إلى أن "لدى الوزير بلينكن جدول أعمال معقّد خلال هذه الزيارة، ففي إسرائيل، أكد دعم أميركا الثابت لها، ومن المرجح أيضا أن يناقش الوضع الإنساني في غزة خلال العمليات الإسرائيلية. وفي مصر، والمملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات، سيحاول الوزير بناء الدعم الإقليمي لإنهاء "حكم الإرهاب" الذي تمارسه حركة حماس في المنطقة".


زيارة أكثر من رمزية

وخلال زيارته قال بلينكن "الرسالة التي أحملها إلى إسرائيل هي: قد تكون قويا بما يكفي للدفاع عن نفسك، ولكن ما دامت أميركا موجودة، فلن تضطر أبدا إلى ذلك، سنكون دائما بجانبك".

وقال بلينكن إن الصور، التي عرضها عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والحكومة الإسرائيلية خلف الأبواب المغلقة، تظهر الفظائع التي واجهها شعب إسرائيل، ووصفها بالمروعة. وقال إنه "من الصعب العثور على الكلمات الصحيحة، إنه أبعد مما يريد أي شخص أن يتخيله، ناهيك عن التجربة".

وردا على سؤال حول الوضع الإنساني في غزة، قال بلينكن إن المحادثات تهدف إلى تأمين ممر آمن، لكنه قال إن "هناك عوامل تتجاوز الانتقام الإسرائيلي تعرض المدنيين للخطر".

وأضاف "أعتقد أنه من المهم أولا أن نتذكر قضية أساسية تجعل الأمر معقدا: تواصل حماس استخدام المدنيين كدروع بشرية، شيء ليس جديدا، شيء فعلوه دائما، وعرّضوا المدنيين عمدا للخطر لحماية أنفسهم، وهذه إحدى الحقائق الأساسية التي يتعين على إسرائيل التعامل معها".

في حديث مع الجزيرة نت، أشار السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، والذي سبق له العمل في قنصلية بلاده بالقدس، إلى رمزية الزيارة في أحد جوانبها.

وأشار ماك في حديث للجزيرة نت، إلى أنه "من الأهمية بمكان أن تُظهر الحكومة الأميركية أنها تستخدم الدبلوماسية في الوقت نفسه الذي تحركت فيه بالفعل، ووصل لإسرائيل أسلحة وذخائر أميركية، إضافة للقطع البحرية".

وخلال مؤتمره الصحفي الخميس، كان لافتا قول بلينكن "جئت أمامك كيهودي، أفهم على المستوى الشخصي الأصداء المروعة التي تحملها مذابح حماس لليهود الإسرائيليين، بل لليهود في كل مكان".
وقال بلينكن بعد لقائه نتنياهو إنه من المهم للغاية اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إيذاء المدنيين. "ولهذا السبب نحزن على فقدان كل الأرواح البريئة، ممن قتلوا من المدنيين من كل الأديان، ومن كل الجنسيات".


وزراء أميركيون في مجلس الحرب الإسرائيلي

يُفترض أن يدرس أوستن مع نظرائه الإسرائيليين إستراتيجية الاقتحام المحتملة لقطاع غزة، والتي يُتوقع أن تكون "صعبة ومعقدة" وفقًا لتصريحات مايكل هيرتزوج، سفير إسرائيل في واشنطن.

من ناحية أخرى، تأمل واشنطن أن تنجح زيارة بلينكن وأوستن في دفع حلفائها بالمنطقة إلى استخدام نفوذهم لدى حركة حماس للإفراج عن الرهائن المحتجزين لديها في وقت تشير تقارير لوجود 17 أميركيا بينهم، إضافة إلى أكثر من مئة آخرين. ويرى السفير ماك أن "بلينكن سيطلب من قادة تلك الدول استخدام نفوذها على حماس".

ونظر ماك بإيجابية إلى مشاركة الوزراء الأميركيين في اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي، واعتبر أن ذلك "يدفع رئيس الوزراء نتنياهو للمزيد من الاعتدال بمعايير السياسة الإسرائيلية بدلا من الاعتماد كثيرا على شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، وقد بارك بلينكن التحرك الجديد بتشكيل مجلس وزراء موسّع".

وأضاف ماك أن "أعضاء حكومة نتنياهو الوسطيين الجدد لا يريدون أن تبدو إسرائيل مثل حركة حماس، مع إعطاء الأولوية للانتقام العنيف، ومن المؤكد أن حكومة الولايات المتحدة وشعبها لا يريدون التماهي مع مثل هذه الاتجاهات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مجلس الحرب الإسرائیلی حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

بلينكن يصل القاهرة لبحث وقف إطلاق النار في غزة

 

 

القاهرة - رويترز
يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مصر وإسرائيل اليوم الاثنين على أمل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار اقترحه الرئيس جو بايدن الشهر الماضي، وسط جهود حثيثة من واشنطن لإنهاء الحرب في غزة.

وقبل وصوله شدد الطرفان المتحاربان من مواقفهما التي أحبطت في السابق كل محاولات إنهاء القتال في حين واصلت إسرائيل هجماتها في وسط وجنوب غزة، وهي من بين أكثر الهجمات دموية خلال هذه الحرب.

ونقل بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله لعائلات إسرائيليين قتلوا في غزة "نحن ملتزمون بتحقيق النصر الكامل".

وأضاف "ما هو الخلاف الرئيسي؟ إنه يتمحور حول مطلب حماس... بأن نلتزم بوقف الحرب دون تحقيق أهدافنا المتمثلة في القضاء على حماس... أقولها بوضوح، لست مستعدا للقيام بذلك".

وقالت حماس من جانبها إنه يتعين على واشنطن أن تضغط على حليفتها إسرائيل لوقف القتال.

وقال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج "نطالب الإدارة الأمريكية بالضغط على الاحتلال لوقف الحرب على غزة، وحركة حماس مستعدة للتعامل بشكل إيجابي مع أي مبادرة تضمن إنهاء الحرب".

دخلت الحرب الآن شهرها التاسع منذ أن قتل مسلحون بقيادة حماس 1200 شخص في جنوب إسرائيل واحتجزوا نحو 250 آخرين رهائن. وشنت إسرائيل ردا على ذلك هجوما كاسحا على قطاع غزة دمر معظم أنحاء القطاع وأودى بحياة ما يزيد على 37 ألف فلسطيني حتى الآن.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن 40 جثة أخرى وصلت إلى المستشفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ويُعتقد أن آلافا من الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض.

* الهجمات على رفح والنصيرات

في رفح على الطرف الجنوبي لقطاع غزة حيث شنت إسرائيل هجوما الشهر الماضي في تحد لمناشدات من البيت الأبيض، قال سكان اليوم الاثنين إن دبابات حاولت في الساعات الأولى من الصباح التوغل أعمق صوب الشمال. ووصلت إلى أطراف حي الشابورة وهو من أكثر أحياء المدينة كثافة سكانية ويعتقد أن معقل للمسلحين الفلسطينيين.

ولاذ نحو نصف سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة برفح قبل أن تبدأ إسرائيل هجومها على المدينة الشهر الماضي لكنهم اضطروا للفرار مجددا.

ومنذ الأسبوع الماضي، شنت إسرائيل أيضا هجوما واسع النطاق على وسط قطاع غزة حول مدينة دير البلح الصغيرة آخر مركز سكاني لم يتم اقتحامه بعد. وقال سكان اليوم الاثنين إن الإسرائيليين انسحبوا من بعض المناطق هناك لكنهم يواصلون الضربات الجوية والقصف.

وفي النصيرات إلى الشمال من دير البلح، ما زال السكان يرفعون الأنقاض التي خلفها هجوم إسرائيلي ضخم يوم السبت أسفر عن تحرير أربع رهائن. وقال مسؤولون فلسطينيون إن 274 قتلوا في الهجوم مما يجعله من بين الأكثر دموية في الحرب.

وقالت القوات الإسرائيلية إنها على علم بسقوط ما يقل عن 100 قتيل فلسطيني خلال معارك شرسة هناك ولا تعلم عدد المسلحين منهم.

يقول جهاد الذي فر تحت وابل النيران خلال هجوم يوم السبت على النصيرات مع أسرته وهو حاليا في دير البلح "إحنا تعبنا ويأسنا.. بيكفي خلاص". وأسرته نزحت أصلا من مدينة غزة للنصيرات ثم إلى خان يونس ثم إلى رفح وعادت للنصيرات قبل أن تفر مجددا.

وفي فيديو حصلت عليه رويترز من النصيرات، يروى أنس عليان وهو يقف أمام ركام كان يوما منزله كيف ظهر أفراد من قوات خاصة في الشوارع وهم يطلقون النار بكثافة بينما قصفت مقاتلات من طراز إف-16 وطائرات مسيرة المنطقة من الجو.

وقال "أي واحد كان بيتحرك بالشارع يتم إعدامه فورا... أي حركة يعدموه فورا... في أطفال تحت البناية مش عارفين ننقلهم وفي شهدا اليوم لقيناهم في العمارة التانية أشلاء متقطعين" وهو يشير إلى بنايات مدمرة حوله مضيفا أنهم عثروا على جثث أطفال في مبنى آخر.

وبعد أشهر من محاولات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار التي باءت بالفشل، اختار بايدن مسارا جديدا بإعلانه عن اقتراحه لوقف إطلاق النار في 31 مايو أيار، واصفا إياه بأنه المقترح الذي قبلته إسرائيل بالفعل. ويقول مسؤولون أمريكيون إن بايدن كشف النقاب عن النص عمدا دون أن يعود للإسرائيليين أولا لزيادة الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق.

ولم يتم الكشف عن التفاصيل الكاملة، لكن المقترح كما وصفه مسؤولون أمريكيون يشبه المقترحات التي تم طرحها منذ يناير كانون الثاني ضمن محاولات السلام السابقة التي باءت بالفشل: هدنة طويلة على عدة مراحل مع إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بشكل تدريجي يؤدي في النهاية إلى إنهاء الحرب.

والأمر المختلف هذه المرة هو أن القوات الإسرائيلية توغلت في معظم مناطق قطاع غزة مرة واحدة على الأقل، وأن نتنياهو يتعرض لضغوط سياسية داخلية أكبر للتوصل إلى اتفاق. كما تصاعد القتال بشكل حاد في شمال إسرائيل على طول الحدود مع لبنان، ما يزيد من خطر نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، التي تتمتع بتسليح أفضل بكثير من حماس.

واستقال بيني جانتس، القائد العسكري السابق الذي يتمتع بشعبية في تيار الوسط، من حكومة الطوارئ أمس الأحد بسبب ما وصفه بالإخفاق في وضع خطة لإنهاء الحرب. ويجعل هذا نتنياهو أكثر اعتمادا على حلفائه من اليمين المتطرف الذين يقولون إنهم سيسقطون حكومته إذا وافق على أي اتفاق لإنهاء الحرب دون تدمير حماس أولا.

وكما هو الحال في جهود الهدنة السابقة، حرصت واشنطن على الحصول على موافقة إسرائيل أولا على نص الاتفاق، قبل أن تسعى للحصول على موافقة حماس من خلال الوسيطين مصر وقطر. وأقر مسؤولون إسرائيليون بتقديم العرض دون إبداء موقف واضح، إذ وصف أحد مساعدي نتنياهو الاتفاق بأنه "ليس صفقة جيدة".

وتقول حماس إنها وافقت بالفعل على المقترح الإسرائيلي الأخير لوقف إطلاق النار في وقت سابق من شهر مايو أيار، لكن حكومة نتنياهو تراجعت عنه. وتقول إسرائيل إن حماس وضعت في السابق شروطا غير مقبولة.

مقالات مشابهة

  • تقرير: مقتل المدنيين في النصيرات يثير تساؤلات قانونية ضد إسرائيل
  • بلينكن: بيان حماس المؤيد للقرار الأممي بشأن وقف الحرب بادرة تبعث على الأمل
  • بلينكن: بيان حماس الداعم للقرار الأممي بشأن وقف الحرب بادرة تبعث على الأمل
  • «فخ بايدن».. ماذا وراء المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة؟!
  • أبو زهري يدعو لضغط أمريكي على إسرائيل لإنهاء الحرب.. أنباء عن صفقة أحادية مع حماس
  • بلينكن يصل القاهرة لبحث وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس تطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب
  • من مصر.. بلينكن يبدأ جولة شرق أوسطية جديدة للدفع قدماً باقتراح هدنة غزة
  • 3 وزراء في يوم واحد.. حكومة نتنياهو تتشظى بعد استقالة غانتس من مجلس الحرب الإسرائيلي ومعسكر اليمين يتهمه بـ “الانهزامي”
  • طوفان الأقصى في شهره الثامن