YNP: مارش الحسام

 

 

مع استمرار طوفان الأقصى والتصعيد في غزة تزاد فاتورة الحرب وتوقعات بأن تكون التكلفة هي الأضخم في تاريخ الحروب التي خاضتها إسرائيل.

 

كارثة تلوح في الأفق على الجبهة الاقتصادية.. كالعادة ستلحق الحرب مع غزة الضرر الاقتصادي المعتاد، إذ ستجف السياحة، وسيصاب النشاط الاقتصادي في الجنوب بالشلل، وسيرتفع الإنفاق الدفاعي، وسيغيب العمال عن وظائفهم للخدمة الاحتياطية" هكذا وصفت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية في تحليل لها التداعيات الاقتصادية للحرب.

 

فيما قالت صحيفة كلكيست الاقتصادية العبرية، إن الفاتورة قد تتجاوز 18 مليار دولار مبدئياً (72 مليار شيكل)، وستكون التكلفة الأعلى منذ حرب أكتوبر 73 على الأقل والتي استمر الركود الاقتصادي الإسرائيلي بعدها لمدة 10 سنوات. 

 

وعن حجم الخسائر الاقتصادية التى ستتكبدها إسرائيل جراء طوفان الأقصى، قدر بنك "هبوعليم" كلفة الخسائر الاقتصادية التي ستتكبدها إسرائيل في مواجهتها مع "حماس"، وأشار إلى أن الحرب ستكلف الاقتصاد الإسرائيلي ما لا يقل عن 27 مليار شيكل (6.8 مليار دولار).

وجاء ذلك حسب صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" التي قالت إن المواجهة تأتي في وقت مليء بالتحديات بالنسبة للاقتصاد.

 

وتستند توقعات بنك "هبوعليم" بشكل جزئي لبيانات معهد دراسات الأمن القومي (INSS) الذي أشار إلى أن التكاليف التي تكبدتها إسرائيل في حرب لبنان الثانية عام 2006 والتي استمرت 34 يوما، بلغت نحو 9.4 مليار شيكل (2.4 مليار دولار) أو 1.3% من حجم الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل لذاك العام.

فيما قدر البنك خسائر عملية "الرصاص المصبوب" (ديسمبر 2008 - يناير 2009) بنحو 3.3 مليار شيكل (835 مليون دولار).

وتمت الإشارة إلى أن حروب إسرائيل الماضية تسببت في شلل جزء من البلاد بسبب وابل الصواريخ، لكنها لم تستمر طويلا لتؤدي إلى إغلاق الاقتصاد بالكامل.

 

وبحسب موقع غلوبس الإسرائيلي الاقتصادي، فإنَّ اقتصاد إسرائيل قد يشهد انخفاضاً في النمو، إذ سيضعف النشاط الاستهلاكي الخاص مع استمرار الحرب، كما سيتسع العجز الحكومي بسبب ارتفاع الإنفاق وانخفاض الدخل. 

 

وتناول غلوبس "التضخم" في السوق المحلية الإسرائيلية، والتأثيرات السلبية المحتملة التي تؤدي إلى عودة ارتفاع التضخم من جديد، مشيراً إلى أن التأثير الأولي هو زيادة الطلب على الاحتياجات العامة، وخاصة السلع الاستهلاكية الأساسية. 

 

ونقل الموقع عن خبراء اقتصاديين إسرائيليين قولهم بأن النشاط الاقتصادي سيتأثر سلباً مما يؤدي إلى انخفاض العرض، وهذه التأثيرات ستؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المدى القصير. 

 

وهناك عامل آخر يمكن أن يغذي التضخم وهو أسعار النفط العالمية، فارتفاعها بالنسبة لإسرائيل يعني ارتفاعاً في أسعار الوقود بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر زيادة في أسعار السلع المستوردة. 

 

ولن يتوقف تأثير ارتفاع أسعار النفط على زيادة تكلفة السلع، بل سيقود إلى زيادة تكاليف الحرب التي توقع خبراء أنها ستكون الأفدح في تاريخ إسرائيل الناشئة منذ العام 1948، مع استمرار تلقي الضربات من جانب الفصائل الفلسطينية على المواقع الإسرائيلية الحيوية. 

 

هذا ويؤكد الاقتصاديون وشركات التصنيف العالمية والمنظمات الدولية على ارتفاع المخاطر التي تواجه اقتصاد إسرائيل، بسبب أن الوضع الآن يختلف عن أي حرب خاضها الكيان الإسرائيلي من قبل.


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

إقرأ أيضاً:

ظاهرة VUCA الاقتصادية

في عام  1987 وفي كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي نشأ مصطلح VUCA لوصف العالم المعقد والمتعدد الأطراف الذي ظهر بعد نهاية الحرب الباردة حيث أدى  إلى تفكك النظام العالمي الثنائي القطبية وظهور عالم أكثر تعقيدًا وتقلبًا وغير قابل للتنبؤ بشكل كامل. مثل  الاضطرابات الجيوسياسية و الثورة المعلوماتية الهائلة و شهدت الأسواق المالية تقلبات كبيرة وأزمات اقتصادية متلاحقة زادت من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي و أخيرا و ليس آخراً  عولمة المنظمات والقوى العاملة أدت إلى تداخل الأسواق والثقافات وزيادة الاعتماد المتبادل، مما جعل البيئة أكثر تعقيدًا وتأثرًا بعوامل خارجية متنوعة تعني  VUCA :

على الرغم من أن المصطلح نشأ في السياق العسكري، إلا أنه سرعان ما انتقل إلى عالم الأعمال والإدارة في أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة حيث بات يُستخدم  VUCA  الآن في وصف الأمور للمجالات التالية:

 وإسقاطاً على الوضع الاقتصادي الحالي تتجلى ظاهرة VUCA  في :

1.     التقلب Volatility

الأسواق تتغير بوتيرة غير مسبوقة. فالتقنيات الرقمية، والابتكارات المستمرة، والأزمات الجيوسياسية (مثل الحروب والكوارث الطبيعية)، تؤدي إلى تغيرات سريعة في العرض والطلب، والأسعار، وأنماط الاستهلاك.

2.     عدم اليقين Uncertainty

أصبحت التنبؤات صعبة، إذ أن الأحداث المستقبلية، حتى على المدى القصير، أصبحت أقل قابلية للتوقع. جائحة كورونا مثال صارخ على كيفية قلب عالم الأعمال رأسًا على عقب في وقت قصير.

3.     التعقـــــيد Complexity

مع العولمة، أصبح لكل قرار تجاري تبعات متعددة ومتشابكة. سلسلة التوريد، على سبيل المثال، أصبحت تعتمد على عدد هائل من الأطراف والأنظمة المتداخلة، مما يزيد صعوبة الإدارة والتحكم.

4.     الغمـــــوض Ambiguity

لم تعد المشكلات واضحة المعالم أو قابلة للحل عبر نماذج قديمة. تظهر تحديات جديدة لا توجد لها حلول تقليدية، مثل التعامل مع الذكاء الاصطناعي أو الابتكارات البيئية.

و من الممكن للـ "VUCA " أن تكون محفزاً  و معززاً من حيث العوامل  التالية:

نعم، يتجه نظام الأعمال و الاقتصاد  العالمي بشكل واضح نحو بيئة VUCA. هذا التحول يتطلب من المؤسسات والأفراد تطوير عقلية جديدة تركز على المرونة، الابتكار، التعلم المستمر، والاستعداد للتغيير. في عالم لم يعد فيه الاستقرار هو القاعدة، حيث يصبح التكيف هو السبيل الوحيد للبقاء والنمو و باختصار، ظهر VUCA  كرد فعل على تحولات العالم نحو بيئات أكثر اضطرابًا، ولكن أصبح أداة لفهم التحديات المعاصرة في القيادة والإدارة.

ظاهرة VUCA الاقتصاديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • دمار كبير في القطاع الصناعي سببه الحرب في السودان
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • الإعلام العبري يحذر: إسرائيل قد تفقد توفقها الجوي أمام مصر
  • تركيا:العراق أكبر سوق لبضاعتنا وحجم الاستثمارات فيه نحو (35) مليار دولار
  • مدبولي يستعرض مع رئيس الاقتصادية لقناة السويس المشروعات التي تعاقدت عليها الهيئة مؤخرًا
  • ظاهرة VUCA الاقتصادية
  • باستثمارات 2 مليار دولار و15 سنة إعفاء ضريبي.. أبرز المعلومات حول "الروضة الاقتصادية".. عاجل
  • ضغوط لوقف الحرب - ترامب يتحدث عن إنفراجة وشيكة وأخبار سارة بشأن غزة
  • أخبار العالم| إسرائيل تعيد نشر قواتها على الحدود مع لبنان.. ترامب يتحدث عن مؤشرات إيجابية بشأن غزة.. وإيران تدرس مقترحات عمان لاستئناف المفاوضات النووية
  • مجاهدو غزة يقلبون موازين الحرب… ويكتبون تاريخ الأمة من جديد