تمويل حماس.. متاهة عالمية من النقد والعملات المشفرة
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
قال خبراء ومسؤولون إن حركة حماس تستخدم شبكة تمويل عالمية لتلقي الدعم من الجمعيات الخيرية والدول الصديقة، من خلال نقل الأموال عبر أنفاق غزة أو استخدام العملات المشفرة لتفادي العقوبات الدولية.
لكن حماس التي تحكم قطاع غزة ستواجه عقبات أكثر في الوصول إلى على الأموال بعد هجومها الذي أوقع مئات القتلى الإسرائيليين، وبعد أن ردت إسرائيل بشن أعنف قصف لغزة في الصراع القائم منذ 75 عاما.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قالت هذا الأسبوع إنها جمدت حسابا مصرفيا في بنك باركليز قالت السلطات إنه مرتبط بجمع التمويل لحماس وحظرت حسابات بالعملات المشفرة تُستخدم لجمع التبرعات، دون أن تحدد عدد الحسابات أو قيمة الأصول.
وألقت هذه الخطوة ضوءا على شبكة مالية معقدة تدعم حماس وحكومتها في قطاع غزة الذي تديره منذ عام 2007. وجانب من هذه الشبكة مشروع والأغلب مستتر إلى حد بعيد.
وقال ماثيو ليفيت، وهو مسؤول أميركي سابق متخصص في مكافحة الإرهاب، إن القسط الأكبر من ميزانية حماس التي تزيد على 300 مليون دولار يأتي من الضرائب على النشاط الاقتصادي ومن دول أو جمعيات خيرية.
وفي فبراير الماضي، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن حماس تجمع الأموال في دول في المنطقة وتحصل على تبرعات من فلسطينيين ومغتربين آخرين ومن جمعيات خيرية.
وقال ليفيت إن حماس التي تصنفها الولايات المتحدة ودول مثل بريطانيا منظمة إرهابية، يتزايد استخدامها للعملات المشفرة أو بطاقات الائتمان أو الصفقات التجارية غير الحقيقية لتجنب القيود الدولية المتزايدة.
وقال توم روبنسون، المشارك في تأسيس شركة (إليبتيك) لأبحاث سلسلة كتل قواعد البيانات (بلوكتشين) "حماس من أكثر مستخدمي العملات المشفرة نجاحا في تمويل الإرهاب".
لكن الحركة قالت هذا العام إنها ستتوقف عن نشاط العملات المشفرة، بعد سلسلة خسائر. ويجعل نظام دفتر حسابات العملات المشفرة من الممكن تتبع مثل هذه المعاملات.
وقال باحثون في سلسلة كتل قواعد البيانات في شركة (تي.آر.إم لابس) هذا الأسبوع في مذكرة بحثية إن جمع التبرعات بالعملات المشفرة زاد سابقا في أعقاب جولات عنف تورطت فيها حماس. وقالت (تي.آر.إم لابس) إنه بعد صراع في مايو 2021، تلقت حسابات للعملات المشفرة تسيطر عليها حماس أكثر من 400 ألف دولار.
وغير أن (تي.آر.إم لابس) قالت إنه منذ أعمال العنف التي وقعت مطلع الأسبوع الماضي، نقلت مجموعات دعم بارزة مرتبطة بحماس بضعة آلاف من الدولارات فقط من خلال التشفير.
وأضافت الشركة "أحد الأسباب المرجحة لانخفاض حجم التبرعات هو أن السلطات الإسرائيلية تستهدفهم على الفور"،وأن إسرائيل صادرت عملات مشفرة "بعشرات الملايين من الدولارات" من حسابات مرتبطة بحماس في السنوات القليلة الماضية.
وفي الفترة بين ديسمبر 2021 وأبريل من هذا العام، صادرت إسرائيل نحو 190 حسابا مشفرا قالت إنها مرتبطة بحماس.
معاملات شحن وشركات صورية
عثر حلفاء حماس على سبل لتوصيل النقود إلى غزة، سواء كان ذلك عبر العملات المشفرة أو وسائل أخرى. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن إيران تقدم ما يصل إلى 100 مليون دولار سنويا دعما للجماعات الفلسطينية التي من بينها حماس وأشارت إلى طرائق تحويل النقود عبر شركات صورية ومعاملات الشحن والمعادن النفيسة.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن حماس أنشأت شبكة سرية من الشركات بحلول العام الماضي تدير استثمارات حجمها 500 مليون دولار في شركات في المنطقة، وأعلنت الوزارة توقيع عقوبات على الشركات في مايو 2022.
ودأبت إسرائيل على اتهام حكام إيران الدينيين بتأجيج العنف من خلال إمداد حماس بالأسلحة. وتقول طهران التي لا تعترف بوجود إسرائيل إنها تقدم الدعم المعنوي والمادي لحماس، حيث تقوم بدعم القضية الفلسطينية منذ ثورة 1979.
وتوقع ستيفن رايمر من المعهد الملكي للخدمات المتحدة أن المحاولات الحديثة للحيلولة دون وصول الحركة إلى قنوات التمويل الرسمية ستحقق نجاحا محدودا. وأضاف "نمت أساليبهم التمويلية بشكل يمكنهم من التحايل على هذه (القيود)".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حماس بلوكتشين تمويل الإرهاب فلسطين إسرائيل حماس تمويل حماس هجوم إسرائيلي هجوم إسرائيل على غزة حماس بلوكتشين تمويل الإرهاب شرق أوسط العملات المشفرة
إقرأ أيضاً:
"حماس" بذكرى انطلاقتها: "طوفان الأقصى" بداية دحر الاحتلال ولن نتنازل عن المقاومة
غزة - صفا
قالت حركة "حماس"، يوم السبت، إنَّ "طوفان الأقصى كان محطة شامخة في مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال، وسيبقى معلماً راسخاً لبداية حقيقية لدحر الاحتلال وزواله عن أرضنا".
وأضافت الحركة في بيان لها لمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ 38، التي توافق الرابع عشر من ديسمبر، أن "هذه الذكرى تمر مع مرور أكثر من عامين على عدوان همجي وحرب إبادة وتجويع وتدمير، لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، ضدّ أكثر من مليوني إنسان محاصر في قطاع غزَّة".
وبينت أن الذكرى تمر في ظل جرائم ممنهجة ضدّ الضفة الغربية والقدس المحتلة ومخططات تستهدف ضمّ الأرض وتوسيع الاستيطان وتهويد المسجد الأقصى، وبعد عامين واجه خلالهما شعبُنا العظيم ملتحماً مع مقاومته هذا العدوان بإرادة صلبة وصمود أسطوري وملحمة بطولية قلّ نظيرها في التاريخ الحديث.
وجاء في بيان الحركة "نترحّم على أرواح القادة المؤسّسين، وفي مقدّمتهم الإمام الشهيد أحمد ياسين، وعلى أرواح قادة الطوفان الشهداء الكبار؛ هنية والسنوار والعاروري والضيف، وإخوانهم الشهداء في قيادة الحركة، الذين كانوا في قلب هذه المعركة البطولية، ملتحمين مع أبناء شعبهم، كما نترحّم على قوافل شهداء شعبنا في قطاع غزَّة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، وفي مخيمات اللجوء".
وأكدت الحركة "أن الاحتلال لم يفلح عبر عامين كاملين من عدوانه على شعبنا في قطاع غزة إلاّ في الاستهداف الإجرامي للمدنيين العزل، وللحياة المدنية الإنسانية، وفشل بكل آلة حربه الهمجية وجيشه الفاشي والدعم الأمريكي في تحقيق أهدافه العدوانية".
كما قالت "لقد التزمت الحركة بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما يواصل الاحتلال خرق الاتفاق يومياً، واختلاق الذرائع الواهية للتهرّب من استحقاقاته".
وجددت التأكيد على مطالبتها الوسطاء والإدارة الأمريكية بالضغط على الاحتلال، وإلزام حكومته بتنفيذَ بنود الاتفاق، وإدانة خروقاتها المتواصلة والممنهجة له.
وطالبت الإدارة الأمريكية بالوفاء بتعهداتها المعلنة والتزامها بمسار اتفاق وقف إطلاق النار، والضغط على الاحتلال وإجباره على احترام وقف إطلاق النار ووقف خروقاته وفتح المعابر، خصوصاً معبر رفح في الاتجاهين، وتكثيف إدخال المساعدات.
وشددت على رفضها القاطع لكلّ أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزَّة وعلى أيّ شبر من الأراضي المحتلة.
وحذرت من التساوق مع محاولات التهجير وإعادة هندسة القطاع وفقاً لمخططات العدو، مؤكدة أنَّ الشعب الفلسطيني ، وحده هو من يقرّر من يحكمه، وهو قادر على إدارة شؤونه بنفسه، ويمتلك الحقّ المشروع في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
ودعت الأمة العربية والإسلامية، قادة وحكومات، شعوباً ومنظمات، إلى التحرّك العاجل وبذل كل الجهود والمقدّرات للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتنفيذ الفوري لخطط الإغاثة والإيواء والإعمار، وتوفير متطلبات الحياة الإنسانية الطبيعية لأكثر من مليوني فلسطيني.
كما قالت الحركة "إنَّ جرائم العدو خلال عامَي الإبادة والتجويع في قطاع غزَّة والضفة والقدس المحتلة هي جرائم ممنهجة وموصوفة ولن تسقط بالتقادم، وعلى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية مواصلة ملاحقة الاحتلال وقادته المجرمين ومحاكمتهم ومنعهم من إفلاتهم من العقاب".
وشددت على أنها "كانت " منذ انطلاقتها وستبقى ثابتة على مبادئها، وفيّة لدماء وتضحيات شعبها وأسراه، محافظة على قيمها وهُويتها، محتضنة ومدافعة عن تطلعات شعبنا في كل الساحات".
ونوهت إلى أن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى سيبقيان عنوان الصراع مع الكيان الاسرائيلي، ولا شرعية ولا سيادة للاحتلال عليهما، ولن تفلح مخططات التهويد والاستيطان في طمس معالمهما.
وذكرت أن جرائم حكومة الاحتلال الفاشية بحق الأسرى والمعتقلين من أبناء الشعب الفلسطيني في سجونها، تشكّل نهجاً سادياً وسياسة انتقامية ممنهجة حوّلت السجون إلى ساحات قتل مباشر لتصفيتهم.
كما شددت على أنَّ قضية تحرير الأسرى، ستبقى على رأس أولوياتها الوطنية، مستهجنة حالة الصمت الدولي تجاه قضيتهم العادلة، وداعية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحقّهم.
كما قالت "إن حقوقنا الوطنية الثابتة، وفي مقدمتها حقّ شعبنا في المقاومة بأشكالها كافة، هي حقوق مشروعة وفق القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، لا يمكن التنازل عنها أو التفريط فيها".
وأكدت الحركة أن تحقيق الوحدة الوطنية والتداعي لبناء توافق وطني لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق استراتيجية نضالية ومقاوِمة موحّدة؛ هو السبيل الوحيد لمواجهة مخططات الاحتلال وداعميه.
وبحسب بيان الحركة، فإن حرب الإبادة والتجويع التي ارتكبها الاحتلال ضدّ شعبنا على مدار عامين وما صاحبها من جرائم، كشفت " "أنَّنا أمام كيان مارق بات يشكّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار أمتنا وعلى الأمن والسلم الدوليين، ما يتطلّب تحرّكاً دولياً لكبح جماحه ووقف إرهابه وعزله وإنهاء احتلاله".
وثمنت عالياً جهود وتضحيات كلّ قوى المقاومة وأحرار أمتنا والعالم؛ الذين ساندوا الشعب ومقاومته، وبالحراك الجماهيري العالمي المتضامن مع شعبنا، داعية لتصعيد الحراك العالمي ضدّ الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق شعبنا وأرضنا، وتعزيز كل أشكال التضامن مع القضية الفلسطينية العادلة وحقوق الشعب المشروعة في الحريَّة والاستقلال.