أوساط دبلوماسيّة: لم يحن وقت طوفان الغاز.. ولهذا توقف توتال عملها وتنسحب!
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
كتبت دوللي بشعلاني في "الديار": الى حين صدور إعلان رسمي يؤكّد أو ينفي اكتشاف غاز ونفط في البلوك 9 الذي قيل انّه يُمكن أن يحتوي على 4.4 مليار قدم مكعّب من الثروة النفطية، وهو ما شجّع شركات النفط على الحفر فيه، أبدت أوساط ديبلوماسية مواكبة لملف البترول لجريدة "لديار" دهشتها لما جرى التداول به أخيراً، مشدّدة على أنّ “دفّة النتائج الإيجابية كانت متوقّعة أكثر من أي نتائج سلبية، في عملية حفر البئر الأولى في حقل "قانا"، بعد كلّ الكلام الذي قيل على لسان الخبراء و"كونسورتيوم" الشركات (أي "توتال" "وإيني"و "نوفاتيك" قبل أن تحلّ محلّها "طر للطاقة") عن أنّ هذا الحقل واعِد.
وتساءلت: ألا يطرح اختيار كونسورتيوم الشركات نفسه للبلوكين 8 و10 تساؤلات حول أنّ الهدف منه هو وضع اليدّ أو السيطرة على جميع البلوكات الحدودية مع “إسرائيل” لإصدار النتائج التي تتناسب مع الظروف، ولتأجيل العمل فيها لسنوات إضافية مقبلة، إذ لم يحن بعد اتخاذ القرار الدولي باستعادة لبنان لعافيته؟ علماً بأنّ اكتشاف الغاز والنفط في أي من البلوكات اللبنانية في الوقت الراهن، يعني قدرة لبنان على النهوض سريعاً من أزمته المالية والإقتصادية، كما على استغنائه عن مساعدات صندوق النقد الدولي، وعن دعم المجتمع الدولي له بقروض وهبات في المرحلة اللاحقة.
وأوضحت الأوساط نفسها أنّه صحيح أن ليس من شركة نفطية عالمية تتكبّد مشاق عملية الاستكشاف والتنقيب، وتدفع كلفة الحفر في كلّ بئر واحدة أكثر من مئة مليون دولار، لكي تخرج بنتيجة سلبية تقول "لا غاز في المكمن المحفور"، غير أنّه يمكن حصول ذلك، إذا ما مورست ضغوطات سياسية كبيرة عليها. فتتخذ عندئذ قرار تأجيل عملية استخراج الغاز والنفط الى وقت لاحق، مثلما قرّرت "توتال" في البلوكات اللبنانية، سيما أنّ السياسة الدولية ترى أنّه لم يحن وقت طوفان الغاز من البلوكات اللبنانية، الحدودية وغير الحدودية مع "إسرائيل" لكي يبقى يتخبّط في أزماته، ويناشد المجتمع الدولي لمساعدته، والرضوخ بالتالي الى مطالبه ومقترحاته.
والجميع يعلم، على ما أضافت، أنّ عدم وجود غاز أو نفط في بئر معيّنة في مكمن محتمل، لا يعني عدم وجود ثروة نفطية فيه، إنّما تحتاج الشركات الى الحفر في موقع آخر ضمن الحقل نفسه، وعلى العمق المناسب. فثمّة حقول عديدة في العالم لم يُكتشف فيها غاز ونفط بعد عمليات حفر من قبل شركات عديدة، ليتبيّن لاحقاً أنّها تضمّ مخزونا ضخما من الغاز، مثل حقل "ظهر" للغاز الطبيعي في مصر، الذي حفرته 3 شركات ولم تجد شيئاً، الى أن أتت شركة رابعة هي "إيني" الإيطالية وقامت باكتشافه في دلتا النيل، في العام 2015. ووصل إنتاج الغاز فيه في العام 2019 الى 2.1 مليار قدم مكعب يومياً، وهو يُعتبر اليوم من أكبر حقول الغاز في منطقة الشرق الأوسط.
أمّا شركة "توتال" الفرنسية لتي أبلغت وزارة الطاقة وهيئة إدارة قطاع البترول انتهاء الحفر في البئر الاستكشافية الأولى في البلوك 9، بعدما وصلت الى عمق 3900 متر تحت قعر البحر، ولم تجد سوى الماء، وفق المعلومات، وقبل أن تصل الى عمق 4200 على ما يجب أن تحفر، فذكّر أداؤها، بحسب الأوساط الديبلوماسية ذاتها، بما حصل معها عندما حفرت البلوك 4 في العام 2020، وخرجت لتُعلن عن عدم اكتشافها للغاز بكميات تجارية، وحملت عدّتها وذهبت قبل أن تُقدّم دراسة مفصّلة عن نتائج عملية الاستكشاف والتنقيب. واليوم، ويا لهول الصدفة، بينما كانت تتوقّع أن يطفو الغاز بكميات ضخمة على سطح الماء اللبنانية، لم تجد سوى الماء، لأنّ قراراً سياسياً تقوده أميركا وفرنسا والدول الأخرى المعنية أرغمها على وقف العمل في حقل "قانا" قبل إنهائه بنحو 20 يوماً، واكتفت بما جرى التوصّل اليه، لا سيما بعد أن اتخذت "إسرائيل" أخيراً قرار وقف العمل في حقل "تمار" المحاذي للحدود اللبنانية الجنوبية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحفر فی
إقرأ أيضاً:
وفاة دبلوماسي سويدي بعد أتهامه بالتجسس
مايو 16, 2025آخر تحديث: مايو 16, 2025
المستقلة/- أعربت وزيرة الخارجية السويدية عن حزن زملائها بعد اكتشاف العثور على دبلوماسي، كان قد استُجوب هذا الأسبوع للاشتباه في تجسسه، ميتًا.
اعتقل جهاز المخابرات السويدي (سابو) الرجل، الذي وُصف بأنه دبلوماسي رفيع المستوى، يوم الأحد وأُفرج عنه يوم الأربعاء. وقد أنكر ارتكاب أي مخالفة، على الرغم من أن الادعاء العام قال إنه لا يزال قيد الشكوك.
أصدرت وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستينرغارد بيانًا أعربت فيه عن تعازيها لعائلة الدبلوماسي وأصدقائه وزملائه، وقالت إنه كان يومًا عصيبًا.
وأضافت أنها لا تستطيع الخوض في مزيد من التفاصيل حول القضية. وأكدت الشرطة عدم وجود أي ملابسات مريبة تحيط بالوفاة.
وصف وزير الخارجية السابق كارل بيلت “السفير الراحل بشكل مأساوي” بأنه موهوب وكفؤ للغاية، وقد شغل مناصب مختلفة في وزارة الخارجية.
وأفادت تقارير سويدية بأنه قضى فترات طويلة خارج أوروبا، كان آخرها سفيرًا. وعندما سُئل محاميه أنطون ستراند عن تأكيد ما إذا كان الرجل المتوفي سفيرًا، قال إنه لا يملك أي تعليق.
وأظهرت صورٌ لباب شقة الدبلوماسي على التلفزيون السويدي أنه فُتح بالقوة وقت اعتقاله.
وسعى الدبلوماسي للحصول على علاج طبي لإصاباته، وقدم تقريرًا يزعم استخدام القوة المفرطة في ذلك الوقت. وأفاد جهاز المخابرات السويدي (سابو) بأن الاعتقال كان سلميًا.
وقال ستراند في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): “لقد تأكدتُ من وصول تقريره الرسمي عن الإساءة التي تعرض لها أثناء الاعتقال إلى وحدة التحقيقات الخاصة. وقد بدأ تحقيق في هذا الشأن”.
تشير تقارير غير مؤكدة من هيئة الإذاعة والتلفزيون السويدية (SVT) إلى أن جهاز المخابرات (سابو) كان يحقق في احتمال وجود صلة بالاستقالة المفاجئة لمستشار الأمن القومي الجديد، توبياس ثيبرغ، الذي استقال بعد ساعات من توليه المنصب.
قبل ساعات من استقالته، أُرسلت صور حساسة له على تطبيق المواعدة غريندير إلى الحكومة بشكل مجهول.
استقال مستشار الأمن القومي السويدي بسبب صور غريندير.
ولم يُعلق ستراند على ذلك، لكنه قال إنه تلقى نبأ وفاة موكله في وقت مبكر من يوم الجمعة، وإنه يُقدم التعازي لعائلته.
وصرح المدعي العام بير ليندكفيست للتلفزيون السويدي بأن الوفاة مؤسفة للغاية، وأن التحقيق الأولي في شبهة التجسس لم يكتمل بعد.
وأفادت التقارير السويدية أن الرجل كان في الخمسينيات من عمره، وعاد إلى منزله في وسط ستوكهولم مؤقتًا بعد فترة طويلة في الخارج.