«لقمة واحدة».. الطعام السعودي اليمني
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
لا يخلو شارع في المدن السعودية من مطعم يقدم الأكل اليمني، إذ يتميز المطبخ اليمني بالعديد من الأصناف التي تتسم بأهميتها الغذائية وتشابهها مع أصناف الأكل السعودي.
كما ووثقت" المشهد اليمني" أثناء تواجدها في معرض بين ثقافتين الذي تنظمه وزارة الثقافة ويستعرض ثقافة البلدين وترابطهما، ركن "الجود والكرم" الذي تواجد فيه شباب يمنيون جاؤوا لتقديم الأكلات اليمنية الشهيرة واستعراض التشابه بين المطبخ السعودي واليمني وسط إقبال كبير من الزوار.
واستعرض محرم العديني وهو أحد العاملين في مطعم مختص بالمأكولات اليمنية قائمة من الأكلات اليمنية كالمندي والمظبي وفتة الدخن، مشيراً إلى أن سبب انتشار المطبخ اليمني في دول العالم يرجع إلى دور التجار اليمنيين في افتتاح المطاعم التي تقدم الأكلات الشعبية، والجاليات اليمنية في مختلف دول العالم ومساهمتها في رواج أصناف الأكل اليمني المختلفة.
ورجح العديني ورفقاؤه الذين يستقبلون الزوار يوميا طيلة أيام المعرض من الساعة 5 حتى 11 مساء، أسباب تشابه الأكل اليمني والسعودي إلى علاقة النسب الكبيرة بين عوائل وقبائل المملكة واليمن.
اقرأ أيضاً عاجل .. الحكومة السعوديه :تعلق محادثة التطبيع مع تل أبيب وزير الخارجية المصرية يؤكد ضرورة الوقف الفورى للقصف وأية عمليات عسكرية برية فى غزة إسرائيل تحدد طريقين لإخلاء الفلسطينيين من شمال غزة لجنوبها أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعوديً طبيب يقتل امرأة بحقنة خطيرة وسط اليمن درجات الحرارة المتوقعة اليوم في اليمن مقاطعة مكدونالدز تتصدر السوشال ميديا بعد إعلانها التبرع للجيش الإسرائيلي وفرعها في السعودية تعلق مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار دعم اليمن تحت البند العاشر وزير يمني يكشف سبب طرد بشار الأسد لممثلي الحوثي من السفارة اليمنية في دمشق هل قطــعوا الــرؤوس؟.. القسام تبث فيديو يظهر تعاملها مع الأطفال الإسرائيليين طائرة إيرانية تقصف قوات الجيش اليمني في محافظة صعدة اللهم حرر المسجد الأقصى.. شاهد بكاء إمام المسجد الحرام لحظة الدعاء للشعب الفلسطينيوأشار الزائر محمد الفضل إلى دور الموقع الجغرافي في تشابه الأطباق السعودية واليمنية، ويقول الزائر من الجالية اليمنية حسن عزيز إن الأكل السعودي واليمني واحد ولا اختلاف بينهما خاصة في جنوب المملكة بحكم التواصل المستمر.
أما موسى الغنيم وهو أحد زوار المعرض، فيؤكد بأن سبب زيارته هو استكشاف الأكلات اليمنية والبحث عن الاختلاف بين المطبخ السعودي واليمني، معتبراً أن اليمنيين متميزون في إعداد وجبات الإفطار بالمملكة، وأن الكثير من السعوديين يتناولون وجبة الإفطار في مطاعم يشرف عليها يمنيون.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
غزة.. الحصول على وسائل المعيشة
بعد نزوج المواطن الغزاوي من بيته رغما عنه، يحصل على لقب" نازح" ويسكن الخيمة، هنا تبدأ المأساة التي لا أحد يعلم متى تنتهي، فالحياة في مخيمات النزوح تشبه وضع أعداد كبيرة من السمك في حوض صغير مع قليل من الطعام والشراب، والكثير من الخوف والقلق والبحث المستمر عن مقومات الحياة التي تختلف عن البيت، فلا شيء في الخيمة، لا تلفاز، لا غسالة، لا ثلاجة، لا كهرباء، لا صالة ضيافة، لا راحة نفسية.
تبدأ رحلة الأسرة في البحث عن مقومات الحياة منذ الصباح، ونظرا لتفرع الحاجات من غذاء وماء ودواء وكساء، فيتم تقسيم الأبناء لفرق، لتوفير المياه الحلوة ومياه الغسيل، وجمع الحطب، وإحضار الطعام من التكية التي أغلب طعامها من البقوليات (الفاصولياء والبازيلاء والعدس والمعكرونة الأرز) التي أتعبت أمعاء الغزيين؛ لأن الحصول على غير تلك الأصناف يُعد ترفا، ومسألة عصية على رب الأسرة الذي فقد عمله بسبب العدوان، ولم يجد عملا ليعيش منه، خاصة إن كانت أسرته كثيرة العدد.
لو أردنا تفصيل الاحتياجات، فالخضار تقلصت حصة المواطن منها بسبب قلة وجودها في الأسواق نتيجة تدمير الاحتلال للأراضي الزراعية وسيطرته على مساحة كبيرة من أراضي القطاع، أما الفاكهة التي بها عناصر غذائية يحتاجها الجسم، فإن 90 في المئة من الناس لم يزد نصيبهم عن نصف كيلوجرام من أصناف كثيرة، منذ عام تقريبا.
أما الحصول على اللحوم بكل مشتقاتها، وكذلك البيض، فمسألة صعبة، ولك أن تتصور عزيزي القارئ أنه منذ بداية رمضان (آذار/ مارس) 2025 حتى كتابة هذا المقال (أيار/ مايو 2025) لم نتناول اللحوم نظرا لإغلاق العدو لمعابر غزة.
ونظرا لغياب نصف الأطعمة وغلاء النصف الآخر، نلجأ لتقليص عدد الوجبات، ونأكل الزعتر والدقة (نطحن الحمص والعدس والمعكرونة ليصبح دقة مع إضافة الملح)، وهذا على المدى البعيد يسبب أمراضا في الكلى، كما يلجأ الآباء لإيهام أطفالهم بأنهم شبعوا ليتيحوا لهم فرصة الأكل.
في الحرب لم يعد لدينا خيار أن نقول عن طعامٍ ما "لا أحبه"، وبعد الحرب سنشتكي جميعا من أمراض الصدر؛ لأن دخان النار قد تغلغل إلى صدرونا.
أما المياه بنوعيها الصالحة للشرب والتي تُستخدم للغسيل، فالحصول عليها يحتاج لبذل الجهد الكبير وإنفاق وقت طويل للوقوف في طابور.
وكي نعد ما يمكن تسميته بالطعام، نلجأ للحطب والخشب نتيجة انقطاع غاز الطهي، فهو ممنوع بأمر من العدو، وإن حدث وسمح العدو بدخول الغاز، فإنه يكون نصيب كل رب أسرة 6 كيلوجرامات لمدة شهر وبسعر مرتفع.
أما الحصول على كأس شاي فهذا يدخل في إطار الكماليات؛ لأنها تحتاج لسكر، والسكر ممنوع، ولو وُجد فهو مرتفع الثمن (10 دولارات للكيلو).
أما الحلويات فتناولها يحتاج لتخطيط عميق قبل أسبوع من يوم الشراء، فهي مرتفعة السعر بحكم دخول عدة عناصر فيها مثل السكر والزيت والسميد والطحين ويلزمها غاز، وكل هذه الأشياء مفقودة.
أما الدقيق فهو المشكلة الكبرى عند رب الأسرة، فلا طعام يصلح بدون خبز، وكيس الدقيق 25 كيلوجرام يتم استهلاكه خلال أسبوع، ونظرا لعدم توفره بالقدر الكافي فهو مرتفع الثمن، وقد وصل سعره إلى ما يزيد عن 500 دولار.
في غياب هذه المأكولات يلجأ الناس للتكية التي تطبخ الأطعمة وتوزعها على النازحين وهذه مفيدة إلى حدٍ ما، من حيث أنها توفر ثمن الطعام والحطب، لكنها لا تكفي للأسرة.
إجمالا مهما كتبنا وصفا لواقع حياتنا بغزة خلال العدوان، فلن نستطيع التعبير بشكل دقيق، لأن الظروف أقوى من كل الحروف، لكن الخيط الذين يبقينا على قيد الأمل قول الله عزوجل "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" (البقرة: 155).
فنحن في عزة نُبتلى الآن في "الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات" ولسان حالنا يقول نصبر ونحتسب، وحسبنا الله ونعم الوكيل، بانتظار تحقيق "وبشر الصابرين".
(كاتب ومدون من غزة/ فلسطين)