"ليس المهم ما يقوله العالم بل كيف يتفاعل العرب".. سر دفين بين "شارون" و"بن غوريون"!
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
تعد مذبحة قبية في 14 أكتوبر عام 1953، واحدة في سلسلة من عمليات إسرائيلية مشابهة دخلت التاريخ كجرائم حرب منسية، وبقي أصحابها يصولون ويجولون، بل وأتيح لعضهم تنفيذ المزيد من المذابح.
إقرأ المزيدقبية قرية فلسطينية مسالمة وآمنة في الضفة الغربية، وكانت في ذلك الوقت تحت السيادة الأردنية.
قرر الجيش الإسرائيل في ذلك الوقت الانتقام من عملية قام بها مجهولون تسلوا إلى مستوطنة يهود وألقوا قنبلة على منزل ما تسببت في مقتل امرأة وطفليها.
أوري ميلشتاين المؤرخ العسكري الإسرائيلي يكشف ملابسات تلك المذبحة ويكتب في ديباجته أن "الأسطورة التي يستخدمها الفلسطينيون في حربهم لإقامة دولتهم تقوم على مفهوم" النكبة. وراء هذه الكلمة (أعمال عنف)، وهمية في بعض الأحيان، وأحيانا لا، بل نفذها الإسرائيليون وينفذونها ضد الفلسطينيين. تسببت هذه (الأعمال العنيفة) في هروب عرب أرض إسرائيل من منازلهم خلال حرب الاستقلال وسهلت أيضا ترحيلهم. تم تنفيذ أول إجراء من هذا القبيل في دير ياسين، وأصبحت الأحداث في قبية (1953) وكفر قاسم (1956) وصبرا وشاتيلا (1982) (حقن معززة). هذه الأعمال لم تحدد فقط (الثقافة الفلسطينية) وحولت الفلسطينيين إلى أمة لا حلول وسط لديها، ولكنها لا تزال تستخدم لإدانة إسرائيل، ليس فقط في العالم، ولكن أيضا بين عدد كبير من الإسرائيليين أنفسهم".
المؤرخ العسكري الإسرائيلي يفيد في هذا السياق بأن رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلي حدد الهدف من تلك العملية في التالي:
غزو قريتي نعلين وشقبا، وتفجير وإلحاق أضرار بعدد معين من المنازل وإلحاق أضرار بسكانها.
الهجوم على قرية قيبية واحتلالها مؤقتا وتفجير المنازل وإلحاق أضرار بالسكان وطردهم من القرية.
تقرر حينها، بحسب المؤرخ العسكري الإسرائيلي، "الرد بشدة على الهجوم الإرهابي في يهودا... وتفجير 50 منزلا في قيبية (التي كان بها 280 منزلا فقط)... أصدر ديان الأمر إلى العقيد مئير أميت (الذي كان آنذاك رئيس المجموعة العملياتية في هيئة الأركان العامة)، والذي بدوره أصدر الأمر إلى مجموعته، لإعداد عملية شوشانة، التي سميت على اسم الطفل الذي قتل في يهودا".
أوري ميلشتاين يروي أن قائد وحدة المظلات الإسرائيلية "890"، تخوف من قيادة العملية بسبب تنفيذ عدد من العمليات "غير الناجحة"، فأبدى أرييل شارون استعداده للقيام بذلك وطلب تخصيص سرية من قوات المظليين بقيادة آرون دافيدي.
قامت الفرقة "101" بقيادة شارون، تساندها قوة من المظليين لحمايتها من أي هجوم مضاد، بتنفيذ "المذبحة" تحت جنح الظلام، واستولت على قرية قبية ودمرت منازلها.
تفصيليا قتل 69 فلسطينيا وأصيب ضعف هذه العدد ودمر 45 منزلا إضافة إلى مدرسة ومسجد.
بعد أن أكدت تقارير الأمم المتحدة ما جرى، أرسل في اليوم التالي جدعون رافائيل، عضو الوفد الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، "رسالة شخصية وسرية" إلى وزير الخارجية الإسرائيلي، لفت فيها إلى الضرر السياسي الذي لحق بإسرائيل من جراء عملية قيبية!
المؤرخ العسكري الإسرائيلي يسجل أن ديفيد بن غوريون، رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع في ذلك الوقت أعلن قائلا: "أجرينا تحقيقا شاملا، واكتشفنا أن جميع وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي بما في ذلك أصغرها في ليلة الهجوم على قيبية، كانت في قواعدها".
يعلق أوري ميلشتاين على هذا الأمر بقوله: "على الأقل كان جيش الدفاع الإسرائيلي يعلم أن رئيس الوزراء، الذي يحترمه الشعب، قد أبلغ هذا الشعب بالذات بمعلومات كاذبة. ومن بعد تم التوصل إلى استنتاج مفاده، يمكنك الكذب إذا اقتضت الظروف ذلك، ولا يجب بالضرورة أن تكون المعلومات التي تنشرها إسرائيل موثوقة".
المؤرخ العسكري الإسرائيل يواصل سرد الأحداث مشيرا إلى أن بن غوريون التقى بشارون في خضم تلك التجاذبات، وردا على تأكيد الجنرال الإسرائيلي الشهير "براءة" جنوده في الفرقة 101 بقوله: "لا يهم ما يقوله العالم، من المهم كيف يتفاعل العرب. من هذا المنظور، كانت العملية ناجحة"!
ما كان حينها يقلق بن غوريون تطرق إليه في مذكراته لاحقا. كتب أنه شعر بالارتياح لأن شارون وعده بأن جنود الوحدة 101 لن يغضبوا من خطابه الإذاعي، الذي نفى فيه مشاركتهم في تلك "المذبحة".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف الضفة الغربية بن غوريون بن غوریون فی ذلک
إقرأ أيضاً:
القادة العرب يشددون إدانتهم ضد إسرائيل أمام كارثة إبادة غزة
دعا القادة العرب في قمة بغداد اليوم السبت إلى إنهاء الحرب في غزة فورًا، متهمين إسرائيل بلغة أكثر صرامة بمحاولة طرد الفلسطينيين من القطاع بالكامل بعد أن صعّدت من حملة القصف.
قتلت إسرائيل مئات الفلسطينيين منذ يوم الخميس في واحدة من أعنف موجات القصف منذ انهيار الهدنة في مارس، حتى مع اختتام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته في الشرق الأوسط يوم الجمعة.
وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تُعد بلاده أحد الوسطاء الرئيسيين في محادثات السلام في غزة، تصرفات إسرائيل بأنها "جرائم ممنهجة" تهدف إلى "محو وإبادة" الفلسطينيين و"إنهاء وجودهم في قطاع غزة".
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مضيف القمة، إن إسرائيل متورطة في إبادة جماعية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي ألقى كلمة في القمة، إنه "لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
بعد وقف إطلاق نار دام ستة أسابيع، فرضت إسرائيل حصارًا شاملًا على غزة واستأنفت حملتها العسكرية في مارس.
دمرت الحملة العسكرية هذا الجيب الصغير المزدحم، مما دفع ما يقرب من جميع سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى النزوح من منازلهم واستشهاد أكثر من 53 ألف شخص، وفقًا لسلطات الصحة في غزة.
تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار والسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى غزة.
طلب توم فليتشر، منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، من مجلس الأمن هذا الأسبوع ما إذا كان سيتخذ إجراءات "لمنع الإبادة الجماعية".
أعلن رئيس الوزراء العراقي عن إنشاء صندوق لإعادة إعمار الدول العربية بعد الحرب، مع تعهد مبدئي بقيمة 20 مليون دولار لكل من غزة ولبنان، حيث دُمرت مساحات واسعة من جنوب لبنان العام الماضي في حملة إسرائيلية ضد حزب الله.