سرايا - «لا وقود.. لا كهرباء.. لا مياه»، لاءات ثلاث اجتمعت على سكان غزة، وامتد لهيبها إلى المستشفيات والمؤسسات الصحية، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، إلا أن شظايا نيرانها لم يسلم منها الرضّع والخُدّج، وكبار السن.

وضع لم تكن الطفلتان الرضيعتان واللتان جاءتا مبكرتين إلى هذا العالم، تدركان أن ساعاتهما الأولى، ستكون شاهدة على «مأساة»، يصعب معها، تحضير وجبة الحليب الصناعي، التي تحتاج إلى مياه، باتت عملة نادرة في قطاع غزة المحاصر.



ولادة مبكرة
تلك المأساة أشارت إليها صحيفةه «نيويورك تايمز»، في تقرير لها، كاشفة عن حالة نهى وفاتنة، اللتين ولدتهما أمهما، نهلة أبو العوف، (26 عاما) قبل الأوان في مستشفى ناصر بخان يونس، بعد أيام من فرار الأم مع مئات الآلاف الآخرين من شمال قطاع غزة استجابة للإنذار الإسرائيلي.

وكان جيش الاحتلال دعا يوم الجمعة سكان شمال غزة إلى الانتقال نحو جنوب القطاع، لكنه عاد وصف قافلة من النساء والاطفال متهجة الى هناك.

أبو العوف، فرّت إلى جنوب القطاع، قبل أيام من وضع الفتاتين، اللتين أسمتهما نهى وفاتنة، إلا أن حال الرضيعتين لم يكن مختلفًا عن الوضع العام في القطاع المحاصر، الذي يعاني ندرة المياه.

في مستشفى ناصر بخان يونس، تلك المدينة التي ترزح تحت ضغط الوافدين الجدد، بعد أن فر نصف مليون شخص في قطاع غزة من منازلهم تحسباً لاجتياح بري إسرائيلي، كانت المنشأة الطبية تعاني -هي الأخرى- من ندرة المياه، للدرجة التي يصعب معها تحضير الحليب الصناعي للرضّع.

وقبل أقل من أسبوع، كانت والدة الرضيعتين، نهلة أبو العوف، 26 عاما، ترتاد مستشفى الشفاء في مدينة غزة شمال القطاع، لمتابعة حملها الذي دخل شهره السابع، إلا أنها في ذلك الوقت انخفض ضغط دمها وأصبحت نبضات قلبي الجنينين غير منتظمة، بالتزامن مع شن إسرائيل غارات جوية مكثفة على المدينة رداً على هجوم حرك حماس.

تلك الغارات، سرعان ما أدت إلى غمر مجمع الشفاء بالمياه، وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة. وكان العديد ممن دخلوا المستشفى مصابين بجروح ومغطاة بالغبار والدم، فيما كان آخرون بحاجة ماسة إلى مكان أكثر أمانًا للإقامة فيه؛ وكان هناك آخرون قد ماتوا بالفعل، وكان لا بد من وضع جثثهم على الرصيف خارج المشرحة المكتظة.

وتقول شقيقة أبو العوف إن «المشاهد المروعة كانت تدور في حلقة مفرغة». وفي اليوم التالي، أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جماعي للمنطقة الشمالية.

تلك الأوضاع دفعت نهلة أبو العوف إلى الخروج من المستشفى لإفساح المجال لحالات أكثر إلحاحاً، إلا أنها بعد بضعة أيام مكثتها في المنزل، انضمت هي وزوجها إلى مئات الآلاف الذين فروا من الشمال.

تقول الصحيفة: إن الأدوية والإمدادات تنفد هناك، مشيرة إلى أن والدي الرضيعتين يجوبان المدينة بحثًا عن المياه المعبأة، على أمل تزويدهما بالحليب الصناعي الذي تحتاجان إليها.

كارثة حقيقية
وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري حذر من تحول نقص المياه والكهرباء والوقود بقطاع غزة المحاصر إلى «كارثة حقيقية» خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.

وحول نقص الإمدادات الأساسية، قال المنظري، إن الأمر قد يحتمل «الأربع والعشرين ساعة المقبلة بعد ذلك ستكون كارثة حقيقية.. لا وقود وبالتالي لا كهرباء ولا مياه لعموم سكان غزة وبالأخص للمستشفيات والمؤسسات الصحية».

ورأى المنظري أنه إذا لم يتم السماح بدخول المساعدات الانسانية إلى المناطق المحتاجة فإن الأطباء والعاملين في هذه المستشفيات «لن يكون بيدهم إلا أمر إصدار شهادات الوفاة».

وأعلنت إسرائيل الأحد الحرب على قطاع غزة غداة اختراق مقاتلي حركة حماس أجزاء من السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وأدى القصف المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إلى تسوية أحياء بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 2750 شخصا في قطاع غزة، وإصابة 10 آلاف آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

وتفرض إسرائيل حصارا كاملا على غزة مع قطع الإمدادات الأساسية من وقود وماء وكهرباء عن القطاع الذي يسكنه 2,4 مليون شخص، بحسب وكالة «فرانس برس».

واضاف المنظري: «الوضع الإنساني بشكل عام في غزة كارثي بكل ما تعنيه الكلمة»، مشيرا إلى اكتظاظ المستشفيات وأنه نتيجة لذلك «هناك جثث لا توجد أماكن للتعامل معها بالطريقة المناسبة».

وأشار إلى نفاد المياه النظيفة في مستشفيات القطاع، كما أن هناك مخاوف من نقص الوقود وبالتالي الكهرباء.

ودفع الاكتظاظ الشديد في المستشفيات العاملة، بحسب المنظري، الأطباء إلى أن يكون «لا خيارات لديهم.. فقط الأولويات.. بحيث يتركون الحالات الباقية، ما يعني موتا بطيئا»، وشدد على وجوب السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة خلال 24 ساعة، قبل أن يصبح الوضع خارج نطاق السيطرة.

وتصطف عشرات الشاحنات التي تنقل مساعدات إلى القطاع المحاصر أمام معبر رفح الحدودي المغلق موقتا في شمال سيناء شمال شرق مصر، في انتظار سماح امريكا واسرائيل لها بدخول قطاع غزة.
إقرأ أيضاً : وحدة تابعة لمشاة البحرية الأمريكية تتجه إلى سواحل إسرائيلإقرأ أيضاً : خالد مشعل: لدينا أسرى من رتب عسكرية عاليةإقرأ أيضاً : الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف لـ"حزب الله" في لبنان


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: غزة مستشفى غزة الاحتلال غزة الوضع القطاع مستشفى المدينة غزة مستشفى الشفاء مدينة غزة المدينة الشفاء اليوم المدينة الصحة أحمد غزة غزة غزة الصحة غزة القطاع غزة غزة الوضع القطاع امريكا العالم مصر الشمالية الوضع المدينة لبنان مدينة امريكا الصحة اليوم مستشفى غزة الاحتلال أحمد الشفاء القطاع فی قطاع غزة إلا أن

إقرأ أيضاً:

بسبب المنخفض الجوي.. أطفال غزة يموتون من البرد

أفادت وزارة الصحة في غزة، السبت، بوفاة نحو 10 أشخاص في انهيار المنازل المتصدعة بسبب المنخفض الجوي القائم الذي تصاحبه أمطار غزيرة ورياح شديدة، بالإضافة إلى ثلاث أطفال ماتوا من البرد القارس، الجمعة.

وزير الخارجية يبحث تثبيت وقف إطلاق النار على قطاع غزة

وكانت هيئة الدفاع المدني في غزة قد أعلنت الجمعة مقتل 16 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال ماتوا من البرد، وظروف الشتاء القاسية في القطاع.

أطفال غزة 

وأغرقت سيول عاصفة بايرون مساء الأربعاء الخيم والملاجئ المؤقتة في قطاع غزة، وفاقمت الفيضانات معاناة السكان، الذين نزح أغلبهم عن ديارهم بسبب الحرب التي دامت لأكثر من عامين.

 

وقال الدفاع المدني لوكالة الأنباء الفرنسية إن الأطفال الثلاثة الذين ماتوا من البرد، اثنان منهم في مدينة غزة، والثالث في خان يونس، جنوباً.

 

وأكد مستشفى الشفاء في مدينة غزة وفاة هديل المصري، عمرها 9 سنوات، وتيم الخواجة، التي قال إن عمرها عدة شهور.

 

وقال مستشفى ناصر في خان يونس الخميس إن رهف أبو جزار، عمرها 8 أشهر، ماتت من البرد في خيم يتجمع المواسي المجاور.

 

ولجا أهل غزة إلى آلاف الخيم، التي نصبت بين الأنقاض لتؤويهم من برد الشتاء، بعدما دمرت الحرب أغلب مباني القطاع.

 

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن 6 أشخاص قتلوا بعد انهيار بيت عليهم في منطقة بئر النعجة، شمالي القطاع. وأضاف أن المسعفين انتشلوا جثتين اثنتين من أنقاض بيت في حي الشيخ رضوان، بمدينة غزة. وقتل 5 آخرون بعدما انهارت عليهم الجدران في حوادث متفرقة.

أطفال غزة يموتون من البرد

وجاء في بيان الوكالة أن فرقها استجابت لنداءات من 13 بيتا انهارت من الفيضانات، التي سببتها السيول والرياح العاتية، أغلبها في مدينة غزة وشمالي القطاع.

وتحت سماء غائمة تنذر بالأمطار، يحمل الفلسطينيون في النصيرات، وسط قطاع غزة، الدلاء والأنابيب، ومختلف الأواني، في محاولة لصرف المياه، التي تراكمت حول خيمهم البلاستيكية.

والأطفال، بعضهم حفاة والبعض الآخر بنعال مفتوحة، يتقافزون ويلعبون في برك الماء والوحل، بينما الأمطار تواصل هطولها.

 

وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة، جوناثان كريكس، لوكالة الأنباء الفرنسية في غزة: "الأمطار غزيرة. وهذه العائلات تعيش في خيم مؤقتة تعصف بها الرياح، ولا تشدها إلا أحزمة بلاستيكية"، مضيفاً أن درجات الحرارة قد تصل إلى 9 أو 8 درجات، ليلاً.

وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد خفف من القيود على دخول السلع والمساعدات إلى قطاع غزة، إلا أن الإمدادات دخلت بكميات غير كافية، بحسب الأمم المتحدة، ولا تزال الاحتياجات الإنسانية ضخمة.

 

ونبهت منظمة الصحة العالمية الجمعة إلى أن آلاف العائلات النازحة "تحتمي على الشاطئ في مواقع منخفضة أو مملوءة بالردم، دون صرف صحي أو حواجز حماية".

 

ضافت أنها تتوقع أن تؤدي "ظروف الشتاء، فضلا عن نقص المياه والصرف الصحي، إلى تزايد في الالتهابات التنفسية الحادة".

 

أطفال غزة يموتون من البرد

قوة الاستقرار

على صعيد آخر، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمريكيين، قولهما إن قوات دولية قد تنتشر في غزة الشهر المقبل، لتشكل قوة الاستقرار، التي سمحت الأمم المتحدة بنشرها.

 

ويتوقع أن تبعث 25 دولة بممثلين لها إلى المؤتمر الذي يتناول هيكلة القيادة ومختف القضايا المتعلقة بقوة الاستقرار في غزة.

 

"اليونيسف" تحذر من تفشي الأمراض بين أطفال غزة

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، اليوم السبت، من تزايد مخاطر تفشي الأمراض بين أطفال قطاع غزة، داعية لتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية، لاسيما الملابس والخيام في ظل الظروف الجوية القاسية.

 

وأوضحت المنظمة - في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"- أن الأوضاع الحالية تهدد سلامة الأطفال بشكل متزايد مع استمرار المنخفض الجوي وتأخر وصول الإمدادات الأساسية.

 

ودعت إلى السماح بنقل المساعدات الإنسانية بما في ذلك كميات كبيرة من إمدادات الشتاء المتراكمة على حدود القطاع بشكل آمن وسريع ودون أي عوائق.

مقالات مشابهة

  • فلسطين توقع اتفاقيتي تمويل فرنسيتين لتعزيز قطاع المياه والصرف الصحي
  • البنك الدولي يتوقع ترسية عطاءات جديدة ضمن مشروع كفاءة قطاع المياه في الأردن
  • خبيرة أمن إقليمي : نتنياهو يتجاهل خطة السلام.. وجود قوة دولية يردع انتهاكات اسرائيل
  • مظاهرات في مدن سودانية دعما للجيش وتحذير من تفاقم أزمة المياه
  • بسبب المنخفض الجوي.. أطفال غزة يموتون من البرد
  • غزة - شهيد في جباليا وغارات جوية على رفح وخانيونس
  • استشهاد فلسطيني بنيران جيش الاحتلال في جباليا شمال قطاع غزة
  • إسرائيل مسؤولة.. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطر
  • جباليا النزلة: مخيمات غارقة وسيول تحاصر النازحين في كارثة إنسانية متفاقمة
  • الدفاع المدني: وفاة مواطنين بغزة جراء المنخفض الجوي