يديعوت أحرونوت تفضح إسرائيل.. واشنطن تقود التحركات العسكرية ضد غزة وشعارها مصالح أمريكا أولا
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
يبدوا أن المرحلة الحالية من الصراع داخل الشرق الأوسط، يمكن وصفه بمرحلة انتهاء حروب الوكالة، أو معارك المسرح المفتوح، والذي ليس له كواليس، يتم تحريك قواعد اللعبة من خلفها، وما كشفته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية يؤكد ذلك، حيث قالت في تقرير لها، أن القائد الحقيقي للحرب الحالية هي القوات المسلحة الأمريكية، وأنه لا يمكن لأى قائد أن يتخذ قرارا محوريا دون أخذ الضوء الأخضر من ممثلي واشنطن في تلك أبيب، ولأول مرة منذ حرب 6 أكتوبر 1973، يحضر مسئول أمريكي رفيع المستوى لمجلس الحرب الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة، أنه لأول مرة تخوض إسرائيل حربا وتكون مصالحها في المرحلة الثانية، وليست الأولى التي تحرك جيشها، حيث أن الولايات المتحدة تتولى قيادة الحرب وفقاً لمصالحها في المنطقة، ومهما كانت درجة التوافق بين البلدين، إلا أن هناك اختلاف في قوائم الأولويات، وهو ما يظهر العديد من الملفات، ويفسر الكثير من التحركات العسكرية على أرض المعركة، وتوضح أحد أسباب تأخر الحرب البرية التي مازالت الحكومة الإسرائيلية تبشر بها، رغم مرور 10 أيام على أكبر ضربة في تاريخ إسرائيل، بهجوم طوفان الأقصى التي قامت به حماس، وهزت به الكيان الإسرائيلي.
بليكن وحاملة الطائرات وتفاصيل اجتماع مجلس الحرب
وتشير يديعوت أحرونوت، إلى أن هناك رابط بين وصول حاملة الطائرات ومشاركة بلينكن وتصريحات بايدن وزيارته المزمعة، فبالتأكيد لا يمنع أن هناك هداف بإظهار مدى الدعم الأميركي الوثيق، ولكن هذه المساعدة تأتي بثمن، فوصول الرئيس قد يحدد حدود الحملة في إطار حرب واسعة ضد المحور الإيراني، وفي هذه الأثناء، يطالب ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي بدخول القطاع، ولكنها تنتظر الإذن الأمريكي لذلك.
والحرب في غزة، مع اليوم الحادي عشر لها، وبعد أن تسلحت النخبة السياسية المتمثلة بحكومة الحرب، ببني غانتس وبيدي آيزنكوت، استقبلت أمس الاثنين مشاركًا آخر وغير عادي إلى حد ما، إنه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي جاء إلى إسرائيل كجزء من الدعم المطلق من الولايات المتحدة لإسرائيل في الحملة ضد حماس، وفي المعجم ، لدى جيش الدفاع الإسرائيلي مصطلح أكثر وضوحا إلى حد ما لمثل هذه الحالة، وهو "الموافقة على الخطط"، وهو أي المرحلة التي يراجع فيها المسؤول الكبير أساليب العمل، بحسب الصحيفة العبرية، وتعطي تركيزه وتعليماته الخاصة، وبعد ذلك فقط يمكن للمرء المضي قدمًا، وبالمناسبة، حتى قبل خمسين عاما، خلال حرب يوم الغفران، كان هنري كيسنجر حاضرا في المناقشة في حكومة غولدا مئير. ولعل هذا يظهر أيضًا الطبيعة غير العادية لحرب أكتوبر 2023.
على نتياهو اتباع التعليمات.. أمريكا تقود الحرب بنفسها
وبشكل واضح، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن أمريكا هي من تدير الحرب بنفسها في الشرق الأوسط بتلك المرة، وتأتي مشاركة بلينكن على هذا المستوى لتعلمنا شيئين، أولا، من المستحيل أن تكون أقوى قوة في العالم تابعها لحليفتها في الشرق الأوسط، وكما يمكن أن يفهم من تصريحات الرئيس جو بايدن، وإرسال أول حاملة طائرات، مع نية إرسال حاملة طائرات ثانية، وامتداد القطار الجوي من القنابل الذكية وغيرها من التدابير، وكذلك الاستعدادات لزيارة محتملة للرئيس في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بعد أن "يطهو" بلينكن صفقة أولية مقدما، وجميع ما سبق يكشف حقيقية كيفية إدارة المعركة الحالية.
ولكن الصحيفة العبرية، تعود لتؤكد أهمية ذلك بالنسبة لتل أبيب، وقالت إنه لا شك أن هذه الخطوات تضيف إلى ردع إيران وحزب الله عن فتح جبهة أخرى في الشمال، لكنها تقول أن هناك ثمن لهذه المساعدة، وقد حان الوقت للحديث عنها بشكل أكثر وضوحاً ومن دون عاطفية، فالأميركيون يأخذون الأمر على محمل الجد، وقيادة الحرب بما يتفق مع مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
أمريكا أولا ثم إسرائيل .. "الأسرى - البعد الإنساني القانوني"
وتتحدث أحد أكبر المؤسسات الصحفية بتل أبيب، أن هناك عدة أمثلة توضح أن الحرب تدار باستراتيجية أمريكا أولا ثم إسرائيل، وعلى سبيل المثال، أن بايدن غير مهتم بالتحرك النشط لإزالة تهديد حزب الله للمستوطنات الشمالية، وهو بالتأكيد مهتم بالحذر قدر الإمكان تجاه كارثة إنسانية في غزة وانتهاكات القانون الدولي، وهي أمور ربما كانت تل أبيب لن تقف عليها بعد الكارثة التي تعرضت لها في 7 أكتوبر.
كما أن واشنطن تظهر ثباتاً حازماً على سلامة المختطفين والمختطفين الذين يحملون الجنسية الأميركية، إلى حد إمكانية التوصل إلى صفقة منفصلة (عبر قطر مثلاً) إلى جانب مطالبة إسرائيل بالقيام بمبادرات إنسانية دون تعويض، ففي النهاية، البيت الأبيض يعتني بالمواطنين الأمريكيين أولا ومن ثم بجنود جيش الدفاع الإسرائيلي.
بايدن بالمنطقة يفتح أبواب متعارضة من دبلوماسية إسرائيل
ويبدوا أن التأثير لا يقف على المعارك العسكرية فقط، حيث تشير الصحيفة العبرية، إلى أن هناك تأثيرا كبيرا على التحرك الدبلوماسي مع قدوم بايدن للمنطقة، فمن الواضح أن الاعتماد على الولايات المتحدة سيزداد بالبعد السياسي إذا هبط الرئيس بايدن بالفعل في إسرائيل، مما قد يؤدي إلى قمة إقليمية وسيرسم على أي حال حدود الحملة كجزء من حرب واسعة ضد المحور الإيراني، والتي تشمل بالطبع روسيا.
وفي هذا السياق، من المثير للاهتمام كيف ستتطور الأحداث بعد محادثة بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يحرص حتى الآن على إظهار برود متجمد تجاه إسرائيل وسخرية لا تطاق من همجية حماس بعد ما تحقيق في هجوم 7 أكتوبر يكشف عن خطط بعيدة المدى، بما في ذلك الوصول إلى قواعد جيش الدفاع الإسرائيلي الواقعة خارج خط التماس.
الجيش وروحه المعنوية بانتظار قرار واشنطن .. البري معطل
ولكن في هذه الأثناء، وبالتحديد في القيادة الجنوبية، هناك بالفعل ضباط يطأون أقدامهم مطالبين بدخول قطاع غزة، وكذلك القيادة مستعدة وجاهزة، فما السبب في التأخر، ولكن الضغط التشغيلي ليس زرًا يمكن تركه طوال الوقت، فهو أصبح بيد واشنطن، ولكن لن يمكنك أن تحافظ على الروح المعنوية للمصفوفة الاحتياطية إلى الأبد، فرغم أنهم راضون على حرص الجنرالات والجنرالات بالقيام بالحرب البرية، ولكن بينما يستمر العد التنازلي للمناورة البرية، تواصل حماس إطلاق النار على العديد من البلدات، وتحاول حرق التهديد الصاروخي في الوعي، بإطلاق النار باتجاه القدس أثناء افتتاح جلسة الكنيست وإطلاق النار باتجاه تل أبيب أثناء جلوس بلينكن مع صناع القرار في كيريا، ومعها تحترق الروح المعنوية للجنود.
وبالتوازي، يشن سلاح الجو هجومًا قويًا ليل الأحد وحتى الاثنين بهدف مواصلة دفع سكان غزة جنوبًا، وفي القطاع الشمالي المتوتر، يطلق حزب الله النار على مواقع الجيش الإسرائيلي على الحدود ويلحق أضراراً بالتدابير على السياج، ويبدو أن حسن نصر الله ينتظر أيضاً دخول الجيش البري إلى غزة قبل أن يقرر ذلك ما إذا كان سيتم تصعيد التصعيد، وأصبح مصير إسرائيل في خضم تلك التفاصيل على الأرض ليس بيديها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: یدیعوت أحرونوت أن هناک
إقرأ أيضاً:
المليشيات والأذرع العسكرية للمشروع الإسرائيلي تنفذ مخطط التفكيك والتقسيم في اليمن
لم تعد التحركات الأخيرة في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة مجرد “صراعات داخلية” حسبما يصورها البعض، فالأحداث التي شهدتها حضرموت، والمهرة ، وعدن وغيرها خلال الأيام الماضية كشفت بوضوح حجم المخطط الخارجي الذي يدار من الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة ودعم اماراتي، وينفذ عبر أدوات محلية تتمثل في مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي و طارق عفاش، اللذين يقدمان نفسيهما كقوى محلية، بينما هما في الحقيقة أدوات احتلال بالوكالة، تعمل ضمن صفقة مكتملة الأركان تهدف إلى تفتيت اليمن والسيطرة على ثرواته وموانئه وموقعه الاستراتيجي.
الثورة / مصطفى المنتصر
وقد شهدت المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ، وفي مقدمتها حضرموت والمهرة وعدن، خلال الأيام الماضية تحولات خطيرة كشفت حجم التورط الخارجي في الشأن اليمني، ووضعت المجلس الانتقالي الجنوبي وميليشيات طارق عفاش في واجهة المشهد باعتبارهما الأدوات المحلية المنفذة لأجندة إماراتية–إسرائيلية–أميركية تهدف إلى تفكيك اليمن وتقويض سيادته ، فالتطورات الميدانية التي جرت بوتيرة خاطفة لم تكن نتيجة صدامات داخلية بقدر ما كانت انعكاساً لمخطط خارجي محكم، بدأ مع الانتشار المفاجئ لمليشيات الانتقالي في مدن وادي حضرموت والمهرة ومحيط عدن، وسط انسحابات غير متوقعة من بعض المليشيات المحسوبة على حزب الإصلاح الموالي للسعودية في مشهد حمل كل ملامح الترتيب المسبق والتنسيق عالي المستوى.
قواعد إماراتية إسرائيلية تدير التحركات العسكرية للسيطرة على الممرات
وتشير المعطيات السياسية والأمنية إلى أن تلك التحركات لم تكن وليدة اللحظة ولا تعبيراً عن نزعة انفصالية فحسب، بل جاءت استجابة مباشرة لتوجيهات صادرة من غرف عمليات إماراتية وإسرائيلية أُنشئت خلال الأشهر الماضية في قواعد وجزر جنوبية، وارتبطت بمنظومة مراقبة ومعلومات توفرها واشنطن وتل أبيب ضمن ما يُعرف بـ “التحالف الأمني الجديد” الذي تسعى أبوظبي إلى تثبيته شرق البحر العربي. وتؤكد مصادر عسكرية أن سرعة السيطرة على المواقع العسكرية والنقاط الحساسة لم تكن ممكنة لولا أن الانتقالي تلقى دعماً عملياتياً مباشراً، سواء في الخطط أو في وسائل الاتصال والتوجيه، وهو ما جعل الأداء العسكري يتجاوز قدرات هذه المجموعات التي اعتادت العمل بأسلوب عشوائي لا علاقة له بتنفيذ عمليات منظمة بهذا المستوى.
وفي جوهر هذا التحرك العسكري، ظهرت مصالح إسرائيلية واضحة تتجاوز وجود الإمارات في الجنوب اليمني المحتل فالمناطق التي اندفع إليها الانتقالي ليست مجرد مدن يمنية، بل مساحات ترتبط بالساحل العربي ومحطات النفط والغاز وممرات بحرية تشكل أهمية خاصة للبحرية الإسرائيلية، الساعية منذ سنوات لإيجاد موطئ قدم آمن لها في المحيط الهندي وباب المندب. وقد سبق أن كشفت تقارير محلية ودولية عن وجود خبراء إسرائيليين في سقطرى وفي قواعد إماراتية داخل عدن والمكلا والمهرة والساحل الغربي، مما يجعل التحركات الأخيرة امتداداً طبيعياً لمسار اختراق مدروس للجنوب اليمني بهدف إحكام السيطرة على مواقع حيوية يمكن استخدامها في التجسس وعمليات الرصد أو حتى كمنصات عسكرية ضد محور المقاومة.
الانتهاكات وعمليات التطهير العنصري
ومع الاندفاعة العسكرية للانتقالي، شهدت حضرموت والمهرة موجة واسعة من الانتهاكات التي طالت ضباطاً وجنوداً ومدنيين من أبناء المحافظات الشمالية، في سلوك يعكس العقلية العنصرية التي تغذيها أبوظبي داخل أذرعها العسكرية والتي تتشابه إلى حد ما مع الانتهاكات التي تنفذها مليشيات الدعم السريع الموالية للإمارات في السودان. أقدمت مليشيات الانتقالي على إعدام عدد من المواطنين والضباط في ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى بعد اعتقالهم، وحجز جثثهم قبل أن يُسلموا جثثاً إلى المستشفيات.
وبحسب مصادر حقوقية التي كشفت عن خسائر ما وصفته بالهجوم “المنظم” الذي شنته مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، على مدينة سيئون وعدد من مديريات وادي حضرموت ومحافظة المهرة، سقوط ما يقارب 100 قتيل في المواجهات الأخيرة.
كما طالت الاعتقالات مئات المدنيين الذين جرى اقتيادهم من الشوارع والأسواق ومن نقاط التفتيش بسبب انتمائهم المناطقي، في انتهاكات صارخة وصفتها منظمات حقوقية بعمليات تطهير عرقي لا علاقة لها بالقانون ولا بالأعراف.
وفي سيئون تحديداً، وثق شهود عمليات نهب منظمة للمقرات الحكومية والممتلكات الخاصة بالتزامن مع دخول مليشيات الانتقالي وطارق عفاش، في وقت تحدث فيه سكان مناطق عدة عن سطو على المركبات والمحلات التجارية ومحاولات للاستيلاء على منازل مملوكة لمدنيين.
وانتقلت هذه الانتهاكات إلى الاعتداء على شخصيات اجتماعية جنوبية رفضت التواجد وتأييد هذه العمليات العسكرية، وتعرض بعض الناشطين للتهديد بالتصفية، في محاولة لإسكات أي صوت رافض وتحويل الجنوب إلى منطقة خاضعة بالقوة لحكم الميليشيات ،وتزامن هذا الانتشار مع إدخال مجموعات تابعة لطارق عفاش إلى مناطق متفرقة من المهرة وحضرموت، في خطوة بدت مكشوفة من حيث الهدف والدافع، خصوصاً أن الإمارات تعتمد على هذه الميليشيات كذراع عسكرية ثانية موازية للانتقالي، تستخدمها لضبط إيقاع المشهد وضمان عدم خروج القرار المسلح عن قبضتها.
ويصف مراقبون هذا التوزيع للقوى بأنه محاولة لصناعة “مليشيات دولة موازية” تتقاسم النفوذ وتتبع جميعها القيادة الإماراتية، بحيث لا يملك اليمنيون أي قدرة على فرض قرار وطني مستقل في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي.
توحيد الجبهة الوطنية لمواجهة مشروع احتلال
ان توقيت هذه التحركات لا ينفصل عن المشهد الإقليمي، إذ يرى محللون أن صعود العمل المقاوم اليمني ضد الكيان الصهيوني في البحر الأحمر وباب المندب دفع واشنطن وتل أبيب إلى البحث عن أوراق ضغط داخلية لإعادة تشكيل الجبهة الجنوبية وخلق إرباك يحد من قدرة صنعاء على مواصلة عمليات الردع ، ويبدو أن الإمارات تولت دور “المقاول” التنفيذي لهذه الخطة، محاولة تحويل الجنوب المحتل إلى قاعدة ضغط بديلة، عبر استخدام أدواتها المحلية لإشعال الفوضى وتأجيج الصراع الداخلي.
ولأن المشهد يرتبط بصورة مباشرة بمخطط احتلال جديد، فإن خطورته لا تقتصر على الانتهاكات أو السيطرة الميدانية، بل تتعدى ذلك إلى تهديد وجودي لوحدة اليمن وسيادته. فالمشروع الذي يجري تنفيذه في حضرموت والمهرة وعدن لن يقف عند هذا الحد وتكريس لحدود الانفصال المعلن الذي يتبناه الانتقالي، بل يتجاوز ذلك إلى إعادة تشكيل المناطق الجنوبية والشرقية المحتلة ككيان تابع للإمارات وإسرائيل، تتحكمان بموارده وثرواته وموانئه وممراته البحرية، فيما يُترك أبناؤه رهائن لمليشيات تعمل بالوكالة ولا تؤمن بالانتماء للوطن والوحدة ولا بالنسيج الوطني.
إن التطورات الأخيرة تضع اليمن أمام مرحلة دقيقة، فالصمت على ما يجري يعني القبول بالاحتلال الجديد الذي يتخفى خلف شعارات سياسية زائفة بينما يعمل على تدمير ما تبقى من سيادة وطنية ، والوقائع الميدانية تؤكد أن الانتقالي وميليشيات طارق عفاش لم يعودا قوى محلية، بل أصبحا جزءاً من منظومة إقليمية ودولية تستهدف اليمن أرضاً وشعباً وهوية، وتعمل على تمزيق الجنوب واستخدامه منصة عدائية ضد مصالح اليمنيين ، ومع كل ذلك، فإن إرادة الشعب اليمني ومسار التحرر الذي تقوده صنعاء يشكلان السد الحقيقي في مواجهة هذا المشروع، وقد أثبتت التجارب أن اليمنيين قادرون على إفشال المخططات الخارجية مهما بدت معقدة ومتعددة الأطراف.
وما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ليس سوى مرحلة من مراحل التهديد الخارجي ، والتي تتطلب توحيد الجبهة الوطنية وإسناد القوى الوطنية الرافضة للاحتلال، وتحويل الوعي الشعبي إلى قوة مواجهة قادرة على إفشال جميع محاولات فرض الوصاية والهيمنة الأجنبية.