نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، شهد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أمس الأربعاء، الافتتاح الرسمي لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الثالث في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين، والذي يقام تحت شعار «التعاون العالي الجودة للحزام والطريق: معاً من أجل التنمية والازدهار المشتركين»، بحضور شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية، وعدد من رؤساء الدول والحكومات وممثلين عن أكثر من 130 دولة والعديد من المنظمات الدولية.

وبدأت أعمال المنتدى بكلمة افتتاحية ألقاها الرئيس شي جين بينغ رحب فيها بالقادة والزعماء الحضور والوفود المشاركة من مختلف أنحاء العالم واستعرض خلالها الإنجازات التي حققتها المبادرة في الذكرى السنوية العاشرة على انطلاقتها ودورها في تحسين معيشة الشعوب وتعزيز الترابط الاقتصادي والثقافي وتحقيق النمو والازدهار في البلدان المشاركة في المبادرة والتي بلغ عددها أكثر من 150 دولة و30 منظمة دولية.
من جانبه، أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ماضية قدماً في توطيد علاقاتها الاقتصادية والتجارية والتنموية الشاملة ومد جسور التواصل الإيجابي مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، انطلاقاً من دورها المحوري والمؤثر في المنطقة والعالم، وتأكيداً على مساهمتها الفاعلة في دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز مسار التنمية المستدامة وتحقيق الازدهار والاستقرار والسلام لشعوب العالم أجمع.
وقال سموه: «لقد حققت دولة الإمارات بفضل رؤيتها المستقبلية الطموحة العديد من الإنجازات والنجاحات الاقتصادية والسياسية والتنموية التي عززت من مكانتها ودورها على الصعيدين الإقليمي والدولي وفتحت آفاقاً أوسع لبناء الشراكات الاقتصادية والتجارية مع مختلف دول العالم».
وأضاف سموه: «يجمعنا مع الصين شراكة استراتيجية شاملة وعمق تاريخي على صعيد التبادل التجاري والاقتصادي المثمر الذي كان ترجمة لتوافق الرؤى الاستراتيجية بين قيادتي البلدين والشعبين الصديقين مدعوماً بخطط مستقبلية طموحة ورغبة مشتركة للوصول بمعدلات التنمية المستدامة في البلدين إلى أعلى مستوياتها بما يعود بالنفع على الجميع ويفتح آفاقاً أرحب من التعاون المشترك».
وأكد سموه أن دولة الإمارات من خلال موقعها الاستراتيجي ودورها في حركة التجارة العالمية وقدراتها اللوجستية وبنيتها التحتية الحديثة، بالإضافة إلى اقتصادها المتنوع القائم على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة، مساهم فاعل في مبادرة «الحزام والطريق» كونها تمتلك فرصاً استثمارية واعدة وبيئة تنافسية كبيرة في العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن عضويتها في العديد من المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بدعم جهود النمو الاقتصادي العالمي.
كما أشاد سموه بنجاح مبادرة «الحزام والطريق»، المنصة العالمية لتعزيز التواصل والتكامل والتبادل الاقتصادي بين دول العالم ودعم التوسع في القطاعات الاقتصادية الجديدة، وقال سموه: «بالتزامن مع الذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة الحزام والطريق التي نجحت في تحفيز حركة التجارة العالمية وتوسيع الشراكات الدولية بين دول المبادرة نحو مرحلة جديدة من النمو والازدهار، نتطلع لمواصلة هذه الشراكة التي تتوافق مع خططنا ورؤيتنا المستقبلية الهادفة إلى تعزيز مبادئ التعاون والتبادل التجاري والاستثمار في القطاعات الحيوية بما يخدم مصالحنا ومصالح دول المنطقة ويعود بالخير والنماء على شعوب العالم».
وأكد صاحب السمو حاكم رأس الخيمة أن الإمارات من خلال استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» في شهر نوفمبر القادم، تسعى لإرساء قيم جديدة تؤكد على التزام المجتمع الدولي بإيجاد حلول مستدامة ومبتكرة للتصدي لتحديات التغير المناخي والذي من شأنه أن يسهم في خلق فرص اقتصادية وتنموية مستدامة تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لمبادرة «الحزام والطريق» ودعم نمو معدلات التنمية المستدامة وتحفيز الاقتصاد العالمي.
وشهد سموه في مركز المؤتمرات والمعارض الدولي في بكين، منتدى رئيسياً بعنوان «الاقتصاد الرقمي كمصدر جديد للتنمية» بحضور عدد من القادة والرؤساء، وناقش المنتدى أهمية المشاريع الرقمية في تعزيز التنمية المستدامة لدول الحزام والطريق من خلال تبادل البيانات والمعرفة ودعم الابتكار التكنولوجي والتعاون العلمي لمواجهة تحديات التنمية. ويتضمن جدول أعمال منتدى الحزام والطريق، موضوعات عدة منها الاتصال والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي والاتصال التجاري والاتصال بين الشعوب ومراكز الفكر والتعاون الدولي والتعاون البحري ومؤتمر الرؤساء التنفيذيين.
وتعد «الحزام والطريق» مبادرة دولية أطلقتها الصين بهدف تطوير ممرات نقل تجارية تربط قارات العالم وتعمل على تطوير البنية الأساسية والتجارية والتمويل والخدمات اللوجستية وتقوية الروابط الشعبية لتعزيز التنمية التجارية وتحقيق التنمية والازدهار للدول المشاركة.
ويضم وفد الدولة في المنتدى، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص للتغير المناخي لدولة الإمارات، والشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، والدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، وحسين بن إبراهيم الحمادي سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية وعدداً من المسؤولين. (وام)

 

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ سعود بن صقر القاسمي الصين التنمیة المستدامة صاحب السمو الشیخ الحزام والطریق دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

برعاية ذياب بن محمد بن زايد.. اختتام فعاليات النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة

أبوظبي (وام)
اختتمت فعاليات النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة، الذي نظمه مركز الشباب العربي، برعاية كريمة من سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس المركز، وذلك بعد جولة تدريبية إعلامية مكثفة شملت 53 شاباً وشابة من 17 دولة عربية، والتي رفعت شعار «الشباب والإعلام المجتمعي»، بغرض إعداد الجيل القادم من الإعلاميين الشباب الفخورين بهويتهم والمتمسكين بقيمهم لنقل صورة مشرقة عن مجتمعاتهم العربية.

أخبار ذات صلة الإمارات: دوامة القتل في غزة وصمة عار في تاريخ الإنسانية تحت رعاية الشيخة فاطمة.. «دور القضاء في استقرار المجتمع» يؤكد أهمية ترسيخ التماسك الأسري

حضر الحفل الختامي معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي، ومعالي عبدالله بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، وسعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وخلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، وخالد النعيمي، المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب، بالإضافة لعدد من ممثلي الشركاء وقادة قطاع العمل الإعلامي بدولة الإمارات، في مشهد يعكس دعم المسؤولين وقادة المؤسسات في دولة الإمارات لطاقات الشباب، وأهمية الاستثمار في الكفاءات الإعلامية العربية الواعدة، ودورهم المحوري في صياغة محتوىً يعكس الهوية والقيم ويواكب تطلعات المستقبل.
وشهد البرنامج الذي استمر على مدار ثلاثة أسابيع، مشاركة نخبة من الإعلاميين وصناع المحتوى الشباب، تنقلوا فيها بين العديد من المحطات التدريبية وورش العمل والزيارات الميدانية لكبرى مؤسسات العمل الإعلامي بالمنطقة، والتقوا خلالها بأبرز صناع القرار والمديرين التنفيذيين والخبراء بتلك المؤسسات.
وخلال حفل التخريج، والذي أقيم بمتحف المستقبل بدبي، قال معالي الدكتور سلطان النيادي نؤمن بأن كل شخص يعمل في مجال الإعلام على اختلاف تخصصاته يسهم في تمثيل هويتنا وقيمنا العربية والإسلامية، ويجب أن يدرك الشباب أن الإعلام في جوهره ليس مجرد منصة لنقل الأخبار وصناعة المحتوى، وإنما أداة لخدمة الناس وقيمهم والتعبير عن مجتمعاتهم وإنسانيتهم.
وأضاف معاليه: نقف اليوم في متحف المستقبل، هذا الصرح الذي يعكس رؤية دولة الإمارات في استشراف الغد لا بوصفه مجهولاً، بل كمشروع يبني العقول والمهارات، فنحن في الإمارات نؤمن بأن المستقبل كما يصنع في المختبرات ومراكز الابتكار، فإنه يُبنى أيضاً في العقول عبر التطوير والتمكين وتعزيز المهارات، والرسائل الإيجابية البناءة والتي نحملها لأوطاننا وللعالم أجمع.
وأكد معاليه حرص دولة الإمارات على إتاحة الفرص للطاقات الشابة ليكونوا دائماً في المقدمة، قائلاً، إن القيادة الرشيدة بدولة الإمارات، توجهنا دائماً بألا نضع الشباب في الصفوف الخلفية، وأن يكونوا دائماً في قلب الفكرة وعمق المشاريع وصدارة التنفيذ، وقد جسد البرنامج هذه الرؤية من خلال ربط الشباب بصناع القرار من وزراء وقادة مؤسسات وأكاديميين ورؤساء تحرير ونجوم الإعلام، لينهلوا من تجاربهم وخبراتهم إيمانا منهم بأن الشباب هم صناع للمستقبل، وهم شركاء في الحاضر، وأساس لكل أثر مجتمعي إيجابي.

برنامج تدريبي متكامل
كانت فعاليات البرنامج قد انطلقت مطلع الشهر الجاري في كل من أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان، ضمن برنامج تدريبي متكامل شمل أحدث أدوات الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع، بالإضافة إلى تقنيات الإعلام الحديث ضمن بيئة إعلامية تفاعلية، وورش عملية مكثفة ركزت على مهارات التفكير النقدي، والتحقق من المعلومات والصور، وصناعة الأخبار ومهارات التأثير، وفنون الخطابة، وصناعة المحتوى الذي يعكس أصالة القيم ويحافظ على الهوية العربية.
كما تعرف المشاركون خلال زياراتهم الميدانية لكبرى المؤسسات الإعلامية التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً رئيسياً لها، على بيئات العمل الاحترافية داخل غرف الأخبار، ومراحل إنتاج المحتوى بطريقة مؤسسية وممنهجة، وتعرفوا أيضاً على التقنيات الحديثة في قطاع الإعلام الرقمي، إضافة للقاء فرق التحرير والإنتاج، ما منحهم تجربةً واقعيةً وانغماساً حقيقياً في بيئة العمل.
واكتسب البرنامج بعداً آخر خلال هذه النسخة، تمثلت في الدمج بين مهارات الصحافة التقليدية وصناعة المحتوى لمنصات التواصل الاجتماعي، وفن إنتاج البودكاست، متيحاً لهم فرصةً مثاليةً لتبادل الخبرات، وفهم أعمق لأدوار كافة الأطراف في صياغة صورة إعلامية متكاملة. وشارك الأعضاء في «منتدى الإعلام العربي 2025»، وحصلوا على مساحةً مميزة للتفاعل مع أبرز الشخصيات والمؤسسات الإعلامية في المنطقة، ومتابعة النقاشات المعمقة حول مستقبل الإعلام والتقنيات الحديثة، ومسؤولية الإعلامي في مواجهة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة.
ويعد برنامج «القيادات الإعلامية العربية الشابة» أحد أبرز البرامج التي يطلقها مركز الشباب العربي على مستوى الوطن العرب، بهدف تمكين جيل جديد من الإعلاميين وصناع المحتوى عبر تطوير قدراتهم وتعزيز فهمهم لدور الإعلام في بناء الوعي المجتمعي، وتشجيعهم على المساهمة في رسم ملامح الإعلام العربي.

مقالات مشابهة

  • مراسل سانا: السيد الرئيس أحمد الشرع والوفد المرافق يصل إلى دولة الكويت الشقيقة، تلبيةً لدعوة كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في إطار تعزيز العلاقات الأخويّة والتنسيق الثنائي بين سوريا والكويت، وبحث سبل التعاون المشترك في مختلف
  • ولي عهد رأس الخيمة: تعزيز الوحدة والروابط بين أبناء مجتمع الإمارات
  • محمد بن زايد ومحمد بن راشد يهنئان شيخة النويس
  • برعاية ذياب بن محمد بن زايد.. اختتام فعاليات النسخة السابعة من برنامج القيادات الإعلامية العربية الشابة
  • محمد بن زايد ورئيس أذربيجان يبحثان هاتفياً علاقات التعاون
  • وزير الداخلية يطّلع على أبرز المبادرات التنموية المنفذة في الطائف
  • وزير الداخلية يلتقي عددًا من أهالي محافظة الطائف
  • وزير الدخلية يلتقي محافظ الطائف ويطّلع على أبرز المبادرات التنموية التي يتم تنفيذها
  • الامير عبدالعزيز بن سعود يلتقي متقاعدي القطاعات التابعة لوزارة الداخلية بمكة
  • حاكم الشارقة يهدي جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلانو مخطوطاً تاريخياً نادراً وكتاب «مرسوم بابوي»