الأزمات السياسية والذكاء الاصطناعي أهم محاور"فرانكفورت للكتاب"
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
وسط هيمنة الحروب والأزمات على المشهد العالمي، ماذا يمكن أن يقدم معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته 75؟ هل ستحضر المناقشات السياسية بقوة وتتصدر المعرض؟ وكيف سيبدو قطاع الثقافة والأدب في خضم مشهد عالمي منشغل بالأزمات والحروب؟ وما أهم التحديات التي تجلبها التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي؟ وما الدور الذي ستلعبه سلوفينيا ضيفة الشرف هذا العام في أكبر معرض للكتاب في العالم؟
يحضر الصراع السياسي في الشرق الأوسط كمحور مهم في المعرض هذا العام، فقد قالت وزيرة الدولة الألمانية للشؤون الثقافية كلاوديا روت: "إن فرانكفورت منذ 75 عاماًسوق للكلمات والكتابات والقراءات التي تهدف إلى التبادل الديمقراطي والتفاهم المتبادل"، ثم أدانت الهجوم على إسرائيل.
وقال مدير المعرض يورغن بوس: "تعاطفنا مع الأشخاص الذين وقع أقاربهم ضحايا لهذا العنف المفرط، ومع جميع الناس في إسرائيل وفلسطين الذين يعانون من الحرب"، كما أثار إلغاء تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي مناقشات في بداية المعرض.
وأثناء حفل الافتتاح، أمس الأول الثلاثاء، أقيمت ضجة حول الموضوع السياسي، فقد قال الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك، إنه يدين الهجمات على السكان الإسرائيليين، مؤكداً في المقابل ضرورة الإنصات إلى الفلسطينيين ومراعاة خلفيتهم إذا كانت هناك رغبة في فهم الصراع، وكانت ردة الفعل من البعض معارضة لهذه التصريحات.. فقد احتج مفوض ولاية هيسن الألمانية لمكافحة معاداة السامية، أوفه بيكر، ضد جيجيك بصوت عالٍ وغادر القاعة مؤقتاً، وكذلك فعل العديد من الضيوف الآخرين، متهمين الفيلسوف السلوفيني بالتهوين من الأمر، وقد تفاعل مدير المعرض يورغن بوس مع الجدل الدائر بإصغاء جيد، معرباً عن امتنانه للمعارضة التي أبداها الجمهور، لكنه كان سعيداً من سماع الخطاب حتى النهاية، موضحاً أنه من المهم أن نستمع لبعضنا البعض".
كما ناقشت بعض الجلسات في المعرض موضوع صناعة الكتاب وقالت مديرة جمعية تجارة الكتب الألمانية، كارين شميت-فريدريشس: "إن هناك تزايداً في دور النشر التي تصل اقتصادياً إلى حدودها القصوى، مضيفة أنه على الرغم من زيادة المبيعات بنسبة 4% في الأشهر الـ 9 الأولى من هذا العام، فقد تراجع عدد الكتب المباعة بنسبة 1ر1% عما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي، وبنسبة 4ر7% عما كانت عليه قبل جائحة كورونا.
ولفتت إلى أن دور النشر الصغيرة والمستقلة على وجه الخصوص تقوم بدور مهم في تنوع سوق الكتب، مبينة أنه يجب على الأوساط الاقتصادية والاجتماعية أن تسأل نفسها: "ما قيمة وجود صناعة كتاب متنوعة بالنسبة لنا؟"، وأوضحت أن جمعية تجارة الكتب الألمانية تدعو إلى منح "دعم هيكلي لدور النشر"، مضيفة أن الأدب الجيد يحتاج أيضاً لأن يكون "مرئياً"، لذلك لا ينبغي أن تختفي البرامج الأدبية من المحطات التلفزيونية والإذاعية.
وفي جناح الدولة المضيفة وضعت سلوفينيا كتباً عنها على سلاسل طويلة من الرفوف، وكمقاعد للجلوس تم وضع كتل من المطاط الإسفنجي تخرج منها أعواد حقيقة من إكليل الجبل لإضفاء رائحة لطيفة على المكان، وقالت مديرة وكالة الكتاب السلوفينية كاتيا ستيرجار: "نريدكم أن تقرأوا، ومن المفترض أن تستمتعوا بذلك".
وتبرز سلوفينيا بعض كتابها المشهورين بشكل متميز، مثل مؤلفة كتب الأطفال هيلينا كرالجيك، التي وُضع عند كشك العرض الخاص بها ألعاب للتأرجح، وعبر الذكاء الاصطناعي تُعرض "سونيتات" (أشعار قصيرة) للفنان فوك كوزيك، ومن السقف تتدلى سحب مصنوعة من الدانتيل من تصميم الفنانة إيفا بيتريك، وتأتي بعض هذه الأقمشة من أقدم مصنع للدانتيل في العالم في سلوفينيا، والبعض الآخر قامت بيتريك بجمعه من جميع أنحاء العالم، من أجل دمجها "في عمل فني يربط بين الثقافات".
وعقدت، أمس الأربعاء، حلقة نقاش بعنوان: "قلقون بشأن إسرائيل" ، تلاها فعالية سياسة أخرى بعنوان: "أمل من أجل روسيا - شخص ما، بطريقة ما، في وقت ما؟".
وتحضر الناشطة المناخية والمؤسسة المشاركة لحركة "الجيل الأخير"، ليا بوناسيرا، كضيفة في معرض فرانكفورت، وكذلك قد تحضر الناشطة السابقة في حركة "فيمن" النسوية زانا رمضاني، وخبيرة الذكاء الاصطناعي مينا سعيدزي، وتناقش منصات المعرض، موضوع روبوتات المحادثة مثل "شات جي بي تي" وغيرها من الأنظمة، ولن تغيب بالطبع قضايا مهمة ذات صلة بالذكاء الاصطناعي، مثل حقوق النشر.. إذ تقول شميت-فريدريشس إن "كل ما يكتبه ويصممه الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي" يتم على أساس "سرقة البيانات".
وفي مطلع الأسبوع المقبل قد يحضر الكاتب البريطاني- الهندي الشهير سلمان رشدي في معرض فرانكفورت، مع تطبيق أعلى مستوى من الأمن داخل أروقة المعرض.. وسيتسلم الرجل البالغ من العمر 76 عاماً، والذي أصيب بجروح خطيرة في محاولة اغتيال العام الماضي، جائزة السلام لتجارة الكتب الألمانية يوم الأحد في كنيسة "باولسكيرشه".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة فرانكفورت معرض الكتاب الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي للإعلام».. مشاركة فاعلة ومتميزة في «أبوظبي للكتاب»
هزاع أبوالريش (الاتحاد)
أعلنت «أبوظبي للإعلام»، شركة الإعلام الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، عن مشاركتها في فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» الذي يقام في الفترة من 26 أبريل إلى 5 مايو المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك».
وتأتي مشاركة أبوظبي للإعلام في تغطية هذا الحدث الثقافي العالمي على مدار أيامه العشرة، انطلاقاً من التزامها الاستراتيجي بدعم المنظومة الثقافية في الدولة وتعزيز الحراك الفكري والمعرفي، من خلال منصاتها الإعلامية المتنوعة التي تسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي كعاصمة للثقافة والإبداع، وتُبرز ريادة الإمارات في تطوير صناعة النشر وتبنّي أحدث الممارسات العالمية في هذا القطاع الحيوي.
وتقدم الشركة في جناحها ضمن المعرض، ورش عمل وبرامج حصرية تعرض على شاشة ركن ماجد، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمام زوار المعرض للقاء «لومي» و«خالد»، واختبار دقة ملاحظتهم في حائط مسابقة «ابحث عن فضولي» ضمن الجناح.
تغطية شاملة
وستقدم منصات «أبوظبي للإعلام» الرقمية والإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب الصحف والمجلات التابعة لها، تغطية موسّعة لهذا الحدث من أرض المعرض الذي يُقام تحت شعار «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع»، ويُعقد تحت إشراف «مركز أبوظبي للغة العربية» التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وبمشاركة نخبة من كبار المُفكرين والناشرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
وأكد راشد القبيسي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للإعلام، أن التغطية الموسعة لـ «معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025» تنسجم مع الرؤية الاستراتيجية للشركة في تعزيز حضورها الإعلامي في الساحة الثقافية على المستوى المحلي والعربي والدولي، وتسخير منصاتها الرائدة لنقل رسائل المعرفة والفكر والإبداع إلى أوسع شريحة من الجمهور، بما يُعزّز من مساهمتها الفاعلة في دعم الاقتصاد الإبداعي وتمكين المحتوى العربي الهادف على مختلف المنصات.
فقرات مُبتكرة
وتشمل التغطية إعداد تقارير يومية وإجراء مقابلات مع ضيوف وشخصيات بارزة، واستعراض أبرز الفعاليات الثقافية، بما في ذلك «جائزة الشيخ زايد للكتاب» و«جائزة الرواية العربية - البوكر»، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الشخصية المحورية للمعرض هذا العام: الطبيب والفيلسوف الشهير ابن سينا.
كما ستغطي «شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي» الحدث من خلال برامجها اليومية «صباح الإمارات» و«مساء أبوظبي»، عبر فقرات مباشرة وتقارير خاصة تشمل لقاءات مع كتّاب ومُبدعين ومشاركين من داخل وخارج الدولة، وبودكاست مثل «الرواية الكاملة» و«ماذا لو كانوا هنا؟»، إضافة إلى إنتاج فقرات مُبتكرة مثل «أنا ابن سينا»، وفلرات مميزة مثل «في إطار أدبي» التي تُوظّف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتٌبرز التفاعل المجتمعي مع الثقافة، وفلرات بمشاركة أبطال مسلسل «الباء تحتها نقطة» الذين يروون حكاياتهن في محو الأمية بمعرض الكتاب بطريقة مبتكرة ومسلية، فضلاً عن مسابقات لغوية تحت عنوان «قد التحدي».
وسيُواكب «مركز الاتحاد للأخبار» فعاليات المعرض عبر نشرات الأخبار المحلية والتغطيات الرقمية، من خلال إيفاد مراسلين لإعداد تقارير متنوعة تُسلّط الضوء على أجندة المعرض، والفعاليات الجديدة، وأركان النشر والصناعات الإبداعية، إلى جانب إنتاج محتوى خاص لمنصات التواصل الاجتماعي يعكس الحضور التفاعلي للزوار.
وتشارك «صحيفة الاتحاد» في تغطية موسّعة تشمل تقارير واستطلاعات ومقابلات مع منظمي المعرض وزواره، إلى جانب تقارير مصورة من قلب الحدث وحوارات مسجلة مع أبرز الكتّاب والمفكرين المشاركين على منصتها الرقمية.
كما يقدم القسم الثقافي في الصحيفة سلسلة قصص مصورة تسلط الضوء على أبرز محطات المعرض وضيوفه والمشاركين، بالإضافة إلى مقالات وتحليلات حول أهم الموضوعات والبرامج التي يقدمها المعرض، وأبعاده الفكرية والإنسانية والاجتماعية، والتي ستُنشر ضمن «الملحق الثقافي الأسبوعي» للصحيفة.
تغطية حيّة ومُتواصلة
ستوفر «شبكة أبوظبي الإذاعية» تغطية حيّة ومُتواصلة عبر برامج خاصة مثل «رود شو» ورسائل صوتية وتقارير إذاعية ولقاءات مباشرة.
من جانبها، تُشارك مجلة «زهرة الخليج» ومجلة «ماجد» في تغطية فعاليات المعرض عبر ورش عمل، وتوقيع كتب، ومقابلات حصرية، ومواد تفاعلية مُخصّصة للأطفال والشباب، في إطار دعم الإبداع الأدبي الناشئ.
ويُعد «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» أحد أبرز المنابر الثقافية السنوية في العالم، ويُعتبر منصة حضارية تجمع بين الثقافات المختلفة، بهدف تعزيز حُب القراءة ونشر الثقافة والمعرفة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتعزيز التبادل الثقافي والحوار بين الشعوب.
ويجمع المعرض في دوراته المتتالية أقطاب صناعة النشر والصناعات الإبداعية، ويُوفّر فرصاً واعدة للمُنتمين لهذا القطاع لعقد شراكات جديدة والاطلاع على أحدث اتجاهات وتطورات هذه الصناعة الواعدة ومناقشة أولوياتها الأساسية.