محمد بن زايد ومديرة «الأغذية العالمي» يبحثان إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
أبوظبي- وام
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، الخميس، سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة..وبحثا خلال اللقاء التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية في دولة الإمارات والبرنامج لإيصال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين في القطاع.
وشدد سموه في هذا السياق على ضرورة تأمين ممرات إنسانية عاجلة لتمكين المنظمات الإقليمية والدولية من القيام بدورها في تقديم المساعدات إلى المدنيين في قطاع غزة ومد يد العون لهم.
كما تناول اللقاء ـ الذي جرى في قصر الشاطئ بأبوظبي ـ مختلف جوانب التعاون بين دولة الإمارات والبرنامج خاصة في مجال مواجهة تحديات الأمن الغذائي وتأمين الغذاء للفئات المحتاجة في المناطق الفقيرة ومناطق الكوارث والصراعات والأزمات على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة حرص دولة الإمارات على دعم برنامج الأغذية العالمي في مختلف مناطق العالم من منطلق نهجها الإنساني في الوقوف إلى جانب المحتاجين ومد يد العون لهم.
وأشار سموه إلى أهمية تعزيز التضامن الإنساني الدولي في التعامل مع أزمات الغذاء في العالم لما لذلك من ارتباط وثيق بالأمن والسلم العالميين.
من جانبها عبرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن تقديرها لدور دولة الإمارات المؤثر وتعاونها المستمر مع البرنامج خاصة في دعم المتضررين في مناطق الصراعات والكوارث..كما ثمنت مبادراتها الرائدة في مجال مواجهة تحديات الأمن الغذائي على المستوى العالمي ونهجها في مجال الابتكار وتعزيز حلول الأمن الغذائي المستدام.
حضر اللقاء ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإمارات الأغذیة العالمی دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
قضايا الأمن الغذائي في الخليج
يشغل موضوع الأمن الغذائي الكثير من دول العالم، حتى تلك التي لديها الكثير من الإمكانيات المادية. وكشفت جائحة كورونا قبل ثلاثة أعوام عن هشاشة العولمة حينما تعطلت سلاسل التوريد، وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتؤكد تلك الهشاشة والتعقيدات الكبيرة التي تحيط بالعالم والتي يمكن أن تعطل الحركة فيه نتيجة قرارات فردية.
ومن بين الدول التي يشغلها موضوع الأمن الغذائي بشكل كبير دول الخليج العربية؛ نظرا لندرة المشاريع الزراعية، وقلة الصناعات المرتبطة بالغذاء. وبات هذا الموضوع من بين القضايا الوطنية التي ترقى إلى مستوى القضايا الأمنية الكبرى في منطقة الخليج.
لكن حل هذه المشكلة لا يكمن في بناء مخازن غذائية كافية لأشهر أو سنوات رغم أهمية ذلك، ولا عبر بناء شراكات مع دول عالمية لتسهيل سلاسل الإمداد رغم أهمية ذلك أيضا، ولكن الأمر يتعلق بالبنية العميقة لمعالجة هذه المشكلة التي تبدأ في التفكير بالاستثمار في المشاريع الزراعية التكاملية. ورغم التحديات التي تواجه هذه المشاريع فإن العالم يتقدم بشكل كبير، ويجد الحلول الذكية لتجاوز موضوع ارتفاع درجات الحرارة وموضوع نقص المياه، وكشفت الكثير من التجارب العالمية عن فعالية معقولة لمثل هذه المشاريع. إضافة إلى أن بعض المناطق في الخليج العربي يمكن الاستثمار فيها زراعيا مثل منطقة النجد في سلطنة عمان وبعض المناطق الشمالية في المملكة العربية السعودية. ومن دون أن توجه دول الخليج جزءا مهما من استثماراتها في الجانب الزراعي وعلى الأراضي الخليجية فإن هذا الملف سيبقى تحديا كبيرا لا يمكن الاطمئنان له أبدا مهما بذلت هذه الدول من جهود.
وتحتاج دول الخليج إلى سن قوانين تحمي بها المساحات الزراعية من تمدد الأسمنت؛ فالنهضة العمرانية لا تقوم على حساب الزراعة ومشاريعها، والتمدن لا يعني بأي حال من الأحوال التعالي على المشاريع الزراعية أو العمل فيها.
كان ساحل الباطنة في الماضي سلة الغذاء في عُمان وتغطي إمداداته معظم الخليج العربي، لكن نقص المياه، وملوحتها، وتحويل المشاريع الزراعية الفردية إلى مناطق سكنية وتجارية حرم الباطنة من الكثير من المنتجات الزراعية التي كانت تشتهر بها. كما ساهمت الأمراض التي فتكت ببعض المحاصيل الزراعية في تكريس فكرة استبدالها بأخرى غير زراعية، ولكنها ذات عائد مادي يعوض أصحابها خسائرهم. وهذا الأمر يحتاج إلى دراسة متأنية على المدى المتوسط عبر التفكير في بناء مشروع وطني كبير لبناء سدود تغذية جوفية قادرة على استصلاح الآبار، وعودتها إلى ما كانت عليه. وتمويل بحوث علمية لحماية المحاصيل الزراعية من الأمراض والآفات، وحمايتها من العبث. هناك مشاريع وأفكار في الاستثمار في أراض خارج منطقة الخليج، ولكن الأمر رغم أنه عملي في بعض الأوقات فإن الأزمات كشفت ما يواجه من تحديات كبيرة خاصة في أوقات الأزمات. وعند الحديث عن الأزمات لا بد من تذكر موضوع الإمداد؛ حيث لا تكون المشكلة في من يمكن أن يبيع لنا احتياجاتنا، وإنما كيف تصل السلع حين يتعطل المسار المعتاد؟ وهذا الموضوع لا بد أن يوضع في الاعتبار عند التفكير بالاستثمار في مناطق غير مستقرة سياسيًّا.
هناك مشكلة أخرى تدفع دول الخليج دفعًا لتوجيه استثماراتها في بناء أمن غذائي خاص بها تتعلق بموضوع سلامة الأغذية، ومدى مطابقتها للمواصفات والمعايير الصحية؛ حيث يغلب على بعض الدول المصدرة إلى الخليج الرغبة في الكسب الأكبر على حساب الجودة نتيجة الإغراء بالأسعار الرخيصة. وهذا الأمر لا بد أن يلقى عناية كبيرة في المرحلة القادمة، ولكن عبر تعزير المشاريع الداخلية وتمويلها.