فُقد عدد من الأشخاص بعد تصادم سفينتي شحن في بحر الشمال، وفق ما أفاد جهاز الإنقاذ التابع للقيادة المركزية الألمانية للطوارئ البحرية، الثلاثاء.

وقالت الوكالة إنه يُعتقد أن إحدى السفينتين غرقت بعد الحادثة التي وقعت صباح الثلاثاء على بعد حوالي 22 كيلومترا جنوب غرب جزيرة هليغولاند.

وأضافت أن عدة سفن تبحث حاليا عن ناجين في المنطقة.

وتحمل السفينة التي يُعتقد أنها غرقت اسم "فيريتي" وكانت ترفع العلم البريطاني وتبحر من بريمين إلى إيمينغهام في بريطانيا.

وأما السفينة الثانية فتحمل اسم "بوليزي" وترفع علم باهاماس وكانت متوجّهة من هامبورغ إلى لا كورونا في إسبانيا.

وكانت "فيريتي" السفينة الأصغر بطول 91 مترا مقارنة مع "بوليزي" (190 مترا).

وأفاد جهاز الإنقاذ بأن "بوليزي" بقيت عائمة وعلى متنها 22 شخصا.

وتساعد سفينتا إنقاذ وقاطرة تستخدم في حالات الطوارئ وقارب تابع للشرطة ومروحية في عمليات البحث.

وحسب الجهاز فإن سفينة سياحية كانت في المكان تساعد أيضا في عمليات البحث.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي.. قارب الإنقاذ الأخير لتراث «هوليوود الشرق»!

صبيحة 2 يونيو الجاري، استيقظ سكان شارع مراد بالجيزة، على دخان حريق هائل التهم محتويات شقة الفنانة سمية الألفي، صحيح أنها لم تصب بأذى، ولكن جدران الذكريات نهشتها ألسنة اللهب، مثلما نهشت من قبل، محتويات بيوت عشرات من نجومنا، منهم عادل إمام، وميرفت أمين وشريف منير، والمطرب إيهاب توفيق، والراحل محمود الجندي (اللذان فقدا الأب والزوجة خلال الحرائق).

على مدار الأسبوع الأول من يونيو الجاري، احتفلت جمعية السينما بمئوية ثلاثة من كبار النجوم: فؤاد المهندس، وسامية جمال، وعبد المنعم إبراهيم، هذه الأسماء التي حفرت تاريخا لا يمكن أن ينمحي من ذاكرة الفن المصري والعربي في القرن العشرين، وكيف ينسى الجمهور فؤاد "مهندس السعادة" الذي أسس مدرسة فنية فريدة من نوعها، ودفع بالعشرات من الوجوه الصاعدة لتحتل سماوات النجومية بعد منحها الفرصة على يديه، وأشهرهم عادل إمام الذي كان الأستاذ "يفرش" له الإيفيهات في مسرحيته "أنا وهو وهي"، ليتحول "دسوقي أفندي" عام 1964 بعد ذلك إلى زعيم الفن في مصر والعالم العربي؟ ومَن ينسى لعمو فؤاد عشرات من مواسم الفوازير التي عشقها الكبار قبل الصغار؟ ومَن ينسى برنامجه الإذاعي الأشهر "كلمتين وبس"؟ ومَن ينسى مئات من الضحكات والذكريات المحفورة في الوجدان له، ولفراشة السينما سامية جمال التي غيّرت مفهوم الجمهور عن "الراقصة"؟ ومَن ينسى النجم الضاحك الباكي عبد المنعم إبراهيم (عصفور طاقية الإخفاء).

الفنان فؤاد المهندس

في 2023، جرت بعض الاحتفالات، على استحياء، لمئوية فنان الشعب، سيد درويش، صاحب التراث الخالد الذي يردده المصريون في النشيد الوطني للبلاد، وعشرات الأعمال التي دشنت ثورة في دنيا الموسيقى، ولولا أن القدر لم يمهله سوى سنوات قلائل من العمر، لكان لهذا الرجل مكانة عالمية لا يستهان بها.

وفي 2020، كانت احتفالية مئوية وحش الشاشة فريد شوقي، بعرض أعماله التي صنعت تاريخا سينمائيا جديدا، نما تأثيره لدرجة تغيير القوانين والتشريعات في مصر، واقتصر الاحتفال على بضع شهادات أقربائه وأصدقائه، وانصرف كلّ إلى وجهته، مثلما يحدث في احتفالات أي مئوية أو يوبيل ذهبي، أو ذكرى أي فنان مهما علا شأنه، فالبريق سيخفت بمرور السنين، وربما يزول، ولن يذكر أحد أن المجد كان يمشي على قدمين من هنا، ذات يوم!

فريد شوقي

مطلع 2023، نشر أحد النقاد مقالا "ينعى" فيه ضياع واحد من أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، أهل القمة، لرباعي القمة نجيب محفوظ ونور الشريف وسعاد حسني وعلي بدرخان، برغم كونه حديث الإنتاج (1981)، وثارت ثائرة المهتمين بالشأن السينمائي، وحاول بعض المسؤولين تدارك الأمر، بترميم نسخة من الفيلم بعد تلف الأصل، وانفتح ملف مؤلم يتكشف فيه ضياع تراثنا السينمائي العريق، وكانت منظمة اليونسكو في مجلة "رسالة اليونسكو"، عدد نوفمبر 1974، أطلقت صيحة تحذير من ضياع تراث السينما في العالم، خاصة "في العهد الصامت"، معتبرة الأفلام ثروة قومية لا ينبغي التفريط فيها، ونسيانها في "الثلاجات" القديمة التي تحفظ أصول (نيجاتيف) ونسخ (بوزيتيف) الأفلام، وهي شرائط "سيلولويد" بائدة تنهكها عوامل التعرية الزمنية، ويقتنصها "التجار" لـ"استخلاص الفضة"، وبالفعل انتبهت العديد من الدول وتبنت مشروعات كبرى لترميم تراثها، وحفظ أرشيفها بما يسمى "سينماتيك"، أما في "هوليوود الشرق"، فليس هناك معمل بمواصفات عالمية لترميم "أصول النيجاتيف"، وكل ما هنالك بضع ماكينات لـ"غسل النسخ البوزيتيف".

بين حين وآخر، تصفعنا أخبار "بيع مقتنيات النجوم الراحلين" على الأرصفة، وكأنها "روبابيكيا"، التي تعني بالإيطالية "أشياء قديمة"، وتحوّلت ذكرياتنا التي صنعها النجوم، إلى مجرد أشياء قديمة، ولم يشفع تاريخ عباقرة أمثال أحمد زكي، ونور الشريف، وسمير صبري، وغيرهم، من أن تُلقى صورهم وأوراقهم، ولا عزاء لأعمارنا الملقاة معها على قارعة الطريق.

في عام 2016، خرج الفنان خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة للسينما، آنذاك، بإحصائية تشير إلى أن مصر تمتلك "365" فيلما، من تراث يتجاوز "5000" فيلم، فيما يتوزع الباقي على محطات فضائية عربية اشترت حقوق ملكيتها.

في مطلع 1928، انتقلت سيدة المسرح (آنذاك) فاطمة رشدي إلى النشاط السينمائي، وأنتجت فيلما بعنوان "فاجعة فوق الهرم"، ولما قاطعه النقاد، قررت "حرق كل النسخ"، وببساطة في لحظة "انفعال شخصي"، ضاع شريط سينمائي مصري، وبعد وفاة الفنان حسين صدقي، ووصيته الشهيرة بـ"حرق أفلامه"، قيل إن ابنه ذهب للشيخ الشعراوي يسأله "الفتيا"، فلما اطمأن إلى أن الفنان الراحل كان "واعظا" من أنصار الفن الهادف، قال الشيخ: لا داعي لحرقها، ويقدّر النقاد عدد الأفلام "الصامتة" التي أنتجت بين أعوام "1930/1936" بحوالي "44" فيلما، لا يعرف أحد أين هي الآن، وأفلام حول الفقر والصراع الطبقي، منعتها السلطة في أزمنة سحيقة، منها "أنشودة الفؤاد"، و"لاشين"، و"العامل"، لا يعرف أحد مصيرها!

تحت ظلال الفوضى وضبابية التوثيق، انكشف "تطابق" أسماء عدد من الأفلام المصرية، رغم أنه خطأ فادح في عالم "الفهرسة"، منها أفلام "كابتن مصر" لمحمد عادل إمام (2015)، رغم أن الاسم نفسه لفيلم إسماعيل يس وماري منيب (1955)، وفيلم "عدو المرأة" لرشدي أباظة ونادية لطفي (1962)، رغم أنه اسم فيلم لمحمد فوزي وصباح (1942)، وفيلم "المتهمة" لمعالي زايد وصلاح قابيل (1992)، رغم أنه من بطولة آسيا في 1942!!

في 2008، دشن موقع "السينما.كوم" ليصبح قاعدة ضخمة للبيانات الرقمية، وثق قرابة "6" آلاف فيلم، وعدد من الكواليس التي كانت غائبة، ويبذل الجميع محاولات مضنية لكي تحل "الوقائع الحقيقية" محل "القصص الخيالية" التي يهوى البعض سردها حول الفنانين وكواليس حياتهم.

*10 - في منتصف 2021، بدأ المركز القومي للسينما المصرية، تنفيذ مشروع لتوثيق تراث "800" من كبار النجوم الراحلين والحاليين، وأرشفة "1400" ملف سينمائي ورقي عبر "أسطوانات مدمجة"، كما يشمل تراث كبار كتّاب السيناريو والمخرجين ومهندسي الديكور.

في 4 يونيو الجاري، خرج الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بتصريحات حول استكمال مشروع التحول الرقمي الذي تعكف عليه الهيئة منذ "5" سنوات، لإنقاذ عدد لا نهائي من الوثائق والمصادر المكتوبة والمصورة سينمائيا، في سجل الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية في مصر منذ 1952، وأهمها "جريدة مصر السينمائية الناطقة"، وآلاف الأفلام التسجيلية النادرة، بمشاركة متخصصين من مدينة الإنتاج الإعلامي ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

الفنان محمود حميدة

في 28 مايو الماضي، دشن المؤتمر الصحفي لمشروع رقمنة ذكريات الفنانين، الذي تبناه عدد كبير من النجوم، في مقدمتهم محمود حميدة وبشرى وإلهام شاهين وبسمة وسيد رجب وأحمد الفيشاوي وسوزان نجم الدين، وغيرهم، برعاية شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، تتولى "رقمنة" تراث وذكريات نجوم الفن، سينما ومسرحا وتليفزيونا، لتجهيز أضخم "أرشيف رقمي" يليق بـ"هوليوود الشرق".

كل النقاط السابقة، التي اخترنا "ترقيمها"، تقودنا إلى نقطة واحدة، صالحة لأن تكون "بؤرة تجميع الضوء"، وإذا كان خبراء التكنولوجيا الرقمية في العالم، يعتبرون سنة "2005" تاريخا لبدء "العصر الرقمي"، بعد سيادة "الثورة الصناعية الرابعة"، فها نحن الآن نحاول أن نسطر تاريخا واضحا، ومحددا، فهل تتضافر كل الجهود السابقة من أجل إنقاذ تراثنا الفني، بأيدي "الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يضيع ما تبقى من أرشيف الذكريات؟

اقرأ أيضاًإلهام شاهين ومحمود حميدة ينضمان لمشروع «الحفاظ على ذكريات الفنانين وأرشيفهم»

مقالات مشابهة

  • احتجاز طالب حاول الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي .. فيديو
  • د.حماد عبدالله يكتب: لماذا إختفت الإبتسامة !!
  • مالاوي تعلن رسميا مصرع نائب الرئيس بعد اختفاء طائرته
  • بعد اختفاء طائرته.. مالاوي تعلن رسميا مصرع نائب الرئيس
  • طقس الثلاثاء..جو غائم أحيانا فوق كل من الشمال الغربي للبلاد وسهول المحيط الأطلسي
  • إصابة 10 أشخاص في حادث تصادم على الطريق الإقليمي
  • اعتقال "شبكة تجسس أمريكية إسرائيلية" في اليمن
  • الذكاء الاصطناعي.. قارب الإنقاذ الأخير لتراث «هوليوود الشرق»!
  • إصابة سفينتي شحن بهجوم صاروخي حوثي في البحر الأحمر
  • قادة الاحتلال.. القفز من السفينة قبل غرقها