هل ينوي حزب الله شنّ حرب على إسرائيل؟
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في محاربة حماس في قطاع غزة، تشير المناوشات على طول الحدود الشمالية لإسرائيل إلى احتمال نشوب صراع أكبر. ف
شرعَ الخبراء يحذرون من أن حزب الله وغيره من الجماعات المرتبطة بإيران قد تستغل الأزمة الجيوسياسية لإشعال حربٍ
يستغل حزب الله الحرب التي تدور رحاها بين إسرائيل وحماس، ويزيد وتيرة هجماته.
وأفادت التقارير الواردة بأن إسرائيل شنت غارة بطائرةٍ مسيرة ضد إرهابي، حاول إطلاق صواريخ باتجاه الدولة العبرية بالقرب من بلدة برعام. وبعد وقت قصير من الحادث، قصف الجيش الإسرائيلي خليتين إرهابيتين أخريين، كانتا تحاولان إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات وقذائف هاون باتجاه الحدود.
وقالت مايا كارلين، وهي محللة في مركز السياسة الأمنية، وباحثة سابقة في مركز هرتسليا متعدد التخصصات في تحليلها بموقع "1945": بالتزامن مع تصاعد حدة التوترات على طول الجبهة الشمالية لإسرائيل، يتساءل المحللون عمّا إذا كان حزب الله قد ينضم رسميّاً إلى الحرب، وتوقيت انضمامه المحتمل.
وفي الوقت عينه، شرعَ الخبراء يحذرون من أن حزب الله وغيره من الجماعات المرتبطة بإيران قد تستغل الأزمة الجيوسياسية لإشعال حربٍ أوسع نطاقاً في المنطقة. وأرسلت إدارة الرئيس الأمريكيّ جو بايدن مجموعتين من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط في محاولةٍ لردع حزب الله وغيره من الجهات الفاعلة الخبيثة عن شن هجمات باتجاه إسرائيل. ورغم أن جماعة حزب الله أبدت شيئاً من ضبط النفس، فهي لم تلتزم الصمت تماماً.
وخلال الايام ال18 الماضي، قُتِل ما لا يقل عن 6 جنود إسرائيليين و35 مسلحاً من حزب الله، و6 مسلحين فلسطينيين، في تبادلٍ لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
Hezbollah: Are They Planning a War on Israel?
https://t.co/StyOZnHWeA
وأشارت الحكومة اللبنانية إلى أنها لن تبدأ حرباً شاملة مع الدولة اليهودية. وأكَّدَ رئيس الوزراء اللبنانيّ نجيب ميقاتي على ذلك الأسبوع الجاري. غير أن حزب الله لديه نوايا خاصة به.
يُعدُّ حزب الله المدعوم عسكريّاً من إيران على نطاق واسع أحد أقوى القوات شبه العسكرية في الشرق الأوسط، وقد ازداد قوةً بحيث أمسى له نفوذاً كبيراً على الدولة اللبنانية.
طيلة فترة ستينات وسبعينات القرن العشرين، ارتفعت حدة التوترات الطائفية في لبنان. وبحلول عام 1982، دخل تحالف حفظ سلام غربي المشهد، إذ سعت الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة إلى الإشراف على الانسحاب السلميّ لمنظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. وسرعان ما تبدد هذا التحالف.
وفي عام 1983، استخدم الإرهابيون شاحنات مفخخة لقتل 307 أشخاص في بيروت، من بينهم 241 جنديّاً أمريكيّاً في ثكنة عسكرية لمشاة البحرية. وأعلنت حركة الجهاد التي سبقت وجود حزب الله مسؤوليتها عن الهجوم.
وأدى ظهور المنظمات الإرهابية التي ازدهرت بسبب الإخفاقات الدولية والعنف الطائفي إلى خلق فراغ استغلته إيران. ففي أعقاب حرب لبنان الأولى مع إسرائيل، تسللت إيران إلى النظام السياسي اللبناني تحت ستار محاربة "الاحتلال الصهيوني".
وعلى مر السنين، تطوَّر حزب الله من جماعة شبه عسكرية غامضة إلى أداء دور قيادي في السياسة اللبنانية. وفي عام 1992، انتُخِبَ ثمانية أعضاء من حزب الله في البرلمان اللبناني. وبحلول عام 2022، شغلت الجماعة 13 مقعداً في البرلمان. وتمتد قبضة حزب الله في لبنان إلى اقتصاد الظل وهيئات الخدمة الاجتماعية التي يهيمن عليها.
وتدعم إيران بالكامل جماعتها الوكيلة التي تتخذ من لبنان مقراً لها. وتوفر لها طهران التمويل والتدريب والإمدادات التي يستغلها حزب الله لشن هجماته على إسرائيل. وللجماعة المُصنفة على أنها منظمة إرهابية علاقات وثيقة بحماس والجهاد وجماعات إقليمية أخرى تابعة لطهران. وفي 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، زعم مسؤولو حزب الله أنهم على "اتصال مباشر بقيادة المقاومة الفلسطينية".
وتُعدُّ جماعة حزب الله أكثر تنظيمًا من حماس، إذ تملك أسلحة تشمل الصواريخ الدقيقة والطائرات المُسيرة. ويُقدِّر المحللون أنَّ حزب الله يمكنه نشر ما لا يقل عن 100 ألف مقاتل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله
إقرأ أيضاً:
توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
كتب توماس فريدمان أنه رأى هذه المرة إشارات جديدة في إسرائيل تشير إلى أن مزيدا من الإسرائيليين، من اليسار والوسط وحتى من اليمين، يستنتجون أن استمرار هذه الحرب كارثة على بلدهم أخلاقيا ودبلوماسيا وإستراتيجيا.
وذكر الكاتب المعروف بميوله الليبرالية -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز- أن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وهو من الوسط، كتب مقالا لم يتردد فيه في مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه، قائلا إن "حكومة إسرائيل تخوض حاليا حربا بلا هدف ولا تخطيط واضح، ودون أي فرص للنجاح"، وأضاف "ما نفعله في غزة الآن حرب إبادة، قتل عشوائي للمدنيين بلا حدود، وحشي وإجرامي"، وخلص إلى القول "نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدوليlist 2 of 2إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغربend of listأما من اليمين، فهذا أميت هاليفي، وهو عضو حزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو، وهو مؤيد شرس للحرب، يعتقد أن تنفيذها كان فاشلا، وأن إسرائيل لم تنجح في تدمير حماس.
ومن اليسار، صرح زعيم التحالف الليبرالي الإسرائيلي يائير غولان بأن إسرائيل في طريقها إلى أن "تصبح دولة منبوذة مثل جنوب أفريقيا، إذا لم تتصرف كدولة راشدة لا تحارب المدنيين، ولا تتخذ قتل الأطفال هواية".
الحرب أنهكت المجتمعوذكّر فريدمان بأنه لم يُسمح تقريبا لأي صحفي أجنبي مستقل بالتغطية المباشرة من غزة، وبالتالي عندما تنتهي الحرب وتمتلئ غزة بالمراسلين والمصورين الدوليين الأحرار، سيتم الإبلاغ عن حجم الموت والدمار وتصويره بالكامل، وستكون تلك فترة عصيبة للغاية بالنسبة لإسرائيل ويهود العالم.
إعلانولذلك كان غولان، وفقا لفريدمان، محقّا في تنبيهه شعبه إلى ضرورة التوقف الآن، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستعادة المحتجزين، وإرسال قوة دولية وعربية إلى قطاع غزة، ولكن نتنياهو أصر على مواصلة الحرب.
ومع استهداف الجيش الإسرائيلي مزيدا من الأهداف الثانوية، تكون النتيجة هي قتل مدنيين من غزة كل يوم، مع أنه ليس ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة وحده هو ما يثير غضب الإسرائيليين المتزايد ضد الحرب، حسب فريدمان، بل ما يثيره هو أن الحرب أنهكت المجتمع بأسره.
واستشهد فريدمان هنا بما قاله عاموس هاريل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس بأن مؤشرات الفشل تشمل كل شيء من "تزايد حالات الانتحار إلى تفكك العائلات وانهيار الشركات".
وإذا كان العديد من الإسرائيليين يشعرون بأنهم محاصرون من قبل قادتهم، فإن سكان غزة أيضا يشعرون بمثل ذلك -حسب فريدمان- وإذا كان بعض القادة الإسرائيليين سوف يواجهون الحساب عندما تصمت مدافع الحرب، فإن الشيء ذاته سيحدث لقادة حماس بغزة.
وإذا كان قادة حماس قد ظنوا أنهم ينزلون كارثة بإسرائيل، فإنهم -حسب فريدمان- منحوا نتنياهو فرصة لتدمير حليفهم حزب الله في لبنان وسوريا، مما أضعف قبضة إيران على هاتين الدولتين، وحتى على العراق، بل ساعد في إخراج روسيا من سوريا، فيما اعتبرها الكاتب هزيمة مدوية "لشبكة المقاومة" التي تقودها إيران.
وإذا كانت عمليات نتنياهو العسكرية مهدت للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما يرى فريدمان، فإن نتنياهو يضيع فرصة السلام هذه برفضه أن يفعل الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يطلق العنان لسياسة المنطقة بأكملها، ألا وهو فتح الطريق أمام حل الدولتين مع سلطة فلسطينية مُصلحة.
قبيلة اليهود ضد قبيلة الديمقراطيةولا عجب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد إضاعة الوقت مع نتنياهو، فهو يذهب إلى الدول التي تعطيه، لا إلى الدول التي تطلب منه مثل إسرائيل، ولكن نتنياهو لن يسمح لترامب بصنع أي تاريخ معه.
إعلان
غير أن ترامب، ربما ليست لديه أي فكرة عن مدى التغيير الداخلي الذي طرأ على إسرائيل، خاصة أن العديد من اليهود الأميركيين لا يدركون مدى ضخامة وقوة المجتمع الديني المتطرف والقوميين المتدينين الاستيطانيين في إسرائيل، ومدى اقتناعهم برؤيتهم لغزة كحرب دينية، كما يقول الكاتب.
وقد أوضح الرئيس السابق للكنيست أفروم بورغ، متحدثا عن اليمين القومي المتدين الاستيطاني في إسرائيل "بيبي (لقب نتنياهو) هو في الواقع بيدقهم وليس اللاعب الحقيقي".
وأضاف بورغ "حدِّثهم عن إمكانية تحقيق إسرائيل السلام مع السعودية، يتجاهلونك ويقولون إنهم ينتظرون المسيح، حدثهم عن فرصة إسرائيل لتحقيق السلام مع سوريا، يردون بأن سوريا ملك للشعب اليهودي، حدثهم عن القانون الدولي، يحدثونك عن القانون التوراتي. حدثهم عن حماس، يحدثونك عن العماليق".
وخلص بورغ إلى أن الانقسام الحقيقي في إسرائيل اليوم ليس بين المحافظين والتقدميين، "بل بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية. والقبيلة اليهودية هي المنتصرة الآن".
وختم فريدمان بمقارنة بين أسلوبي نتنياهو وترامب المتشابهين في تقويض ديمقراطيتيهما، حسب زعمه، فكلاهما يحاول تقويض محاكم بلاده و"الدولة العميقة"، أما الهدف فهو بالنسبة لترامب إثراء نفسه شخصيا ونقل ثروات البلاد من الأقل حظا إلى الأكثر امتيازا، أما بالنسبة لنتنياهو فهو التهرب من تهم الفساد ونقل السلطة والمال من الوسط الإسرائيلي الديمقراطي المعتدل إلى المستوطنين والمتدينين.