أكثر من نصف الناخبين الأميركيين الشباب يرفضون دعم بايدن لإسرائيل
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
أبدى 51% من الناخبين الأميركيين ممن دون سن 35 عاما، و64% ممن تتراوح أعمارهم بين 30و40 عاما، عدم موافقتهم على الأسلحة التي قدمتها إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل في حربها الحالية على قطاع غزة.
وكان حضور الشباب بارزا جدا في جميع التجمعات الرافضة للدعم الأميركي لإسرائيل في عديد من الولايات الأميركية، مما يعكس اختلاف هذه الشريحة من الناخبين مع طريقة بايدن في التعاطي مع الوضع في فلسطين.
ووفقا لتقرير أعدته مراسلة الجزيرة في واشنطن بيسان أبو كويك، فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة كونباك عدم موافقة 51% الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما على إرسال أسلحة أميركية لإسرائيل ودعمها عسكريا.
كما أظهر استطلاع آخر أجرته شبكة "سي بي إس" الأميركية أن 59% من الناخبين دون سن 30 عاما، و64% ممن تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاما، يتخذون الموقف نفسه.
وقالت إحدى الشابات المناهضات للموقف الأميركي من الحرب، للجزيرة، "إن أي شخص يواصل أو يوافق على تمويل قتل وإبادة الفلسطينيين لا يستحق أن يشغل منصبا، لأنه لا يمثل صوتي ولا أصواتا كثيرة في أميركا".
وقال شاب آخر إن المظاهرات "قبل عامين، لم تكن بهذا الحجم ولا هذا التنوع، لأن الجيل الجديد لم يتربى على الدعاية التقليدية بسبب ظهور وسائل التواصل، لذلك نحن لا نثق بما تقوله حكومتنا، لأننا نرى ما يحدث في غزة".
وأثارت هذه المواقف تساؤلات بشأن إذا ما كانت هذه الأصوات ستؤثر في نتائج الانتخابات الرئاسية المقررة بعد عام من الآن، أو حتى على الحزب الديمقراطي ككل.
وقال المحلل السياسي بنجامين فريدمان إنه لن يتفاجأ إذا استمرت المناهضة الرافضة لدعم إسرائيل وربما نرى مظاهرات أكبر، لكنه أكد أنه لا يعرف مدى احتمالية تأثير هذه الفئة على بايدن لإرضاء الناخبين المتذبذبين أو مدى تأثيرها على الانتخابات، لأن الشباب غالبا لا يُقبلون على التصويت.
وأسهمت حملات على مواقع التواصل -شاركت فيها شخصيات مؤثرة- في نقل صورة مغايرة لما هو سائد في وسائل الإعلام التقليدية بشأن قضية فلسطين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ادخار الانتقام.. ثورة صامتة تعيد تشكيل سلوك الأميركيين المالي
تشهد الولايات المتحدة ظاهرة جديدة ومثيرة للاهتمام في عالم المال تُعرف باسم "ادخار الانتقام"، وهي حالة من الإقبال العاطفي المكثّف على التوفير بعد فترة من القلق المالي أو فقدان السيطرة، مثل تلك التي سادت خلال جائحة كوفيد-19.
الظاهرة التي ظهرت أول مرة في وسائل الإعلام الصينية، وانتشرت في المنتديات ومنصات التواصل، باتت اليوم جزءًا أساسيا من سلوك المستهلك الأميركي، خاصة بين جيل الألفية (الميلينيالز) والجيل "زد".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سفر أكثر ذكاء و أقل كلفة.. 4 توصيات لصيف 2025list 2 of 2قروض الطلاب تزيد معدلات التعثر عن السداد في أميركاend of listوفي أعقاب الجائحة، ومع انتهاء فترات الإغلاق، انتشرت موجة "الإنفاق الانتقامي" التي شهدت إنفاقًا مفرطًا على السفر والتسوق والترفيه. لكن تلك النزعة الاستهلاكية سرعان ما خفتت، لتحل محلها حاجة أكثر عمقًا وأشد عاطفية؛ هي الرغبة في استعادة السيطرة على المصير المالي عبر الادخار المكثف.
من الإنفاق العاطفي إلى التوفير الواعيوبحسب مجلة فوربس التي نشرت التقرير، لا ينطلق "ادخار الانتقام" من التخطيط الطويل الأمد أو الطموحات التقاعدية، بل من دافع عاطفي ناتج عن الإحساس بفقدان الأمان المالي.
كثيرون فقدوا وظائفهم فجأة أو رأوا مدخراتهم تتآكل أو شهدوا تقلبات قاسية في السوق. في المقابل، لجأ هؤلاء، وخصوصًا من الأجيال الشابة، إلى تقليص إنفاقهم بشكل كبير، متجهين نحو ما يُعرف بـ"أشهر من دون شراء"، حيث تُلغى الاشتراكات غير الضرورية، وتُعدّ الوجبات في المنزل، وتُؤجَّل كافة المشتريات غير الأساسية.
ويؤكد التقرير أن الشباب الأميركي الذين دخلوا سوق العمل خلال الجائحة أو بعدها صاروا أكثر وعيًا تجاه ضرورة بناء "صندوق طوارئ"، رغم الصورة النمطية التي تصفهم بالاستهلاك المفرط.
في المقابل، فإن من احتفظوا بدخل ثابت خلال الأزمة، كالمديرين والمهنيين من ذوي الدخل المرتفع، وجدوا أنفسهم يدّخرون من دون قصد، نتيجة قلة الفرص الترفيهية، قبل أن يحولوا تلك المدخرات لاحقًا إلى استثمارات أو أقساط عقارية.
إعلانكذلك برزت فئة جديدة من المستهلكين يُطلق عليها بيزومرز، أي نصف مستهلكين ونصف رواد أعمال، وهم ممن يعملون في الاقتصاد المؤقت والوظائف المستقلة. هؤلاء يواجهون تحديات مالية مستمرة تتعلّق بتدفق الأموال، والضرائب، والتأمين الصحي، مما يدفعهم إلى الادخار كوسيلة للبقاء في منطقة الأمان.
وفي أوساط ذوي الدخل المنخفض والمجتمعات المتضررة بشدة من الجائحة، رُصد اتجاه مماثل نحو الادخار كلما توفرت الإمكانات، بدافع الحذر والخوف من اضطرابات مستقبلية في الدخل أو الوظائف.
فرصة للمصارف.. وتحذيرات من الإفراطويوضح الكاتب رون شفلين في فوربس أن فهم الدوافع النفسية وراء هذا التوجه ضروري للمؤسسات المالية، إذ إن التوفير لدى هؤلاء ليس فقط وسيلة مالية، بل رد فعل عاطفي لتجارب فقدان وثغرات أمن اقتصادي عايشوها عن قرب. هنا يتقاطع الاقتصاد بالسلوكيات الإنسانية: الخوف من الخسارة، والرغبة في السيطرة، والحاجة إلى مرونة مالية مستقبلية.
وتقف البنوك وشركات التكنولوجيا المالية أمام فرصة مهمة؛ فمع وجود شريحة واسعة تبحث عن حلول ذكية للادخار تبرز الحاجة إلى منتجات أكثر مرونة، مثل حسابات التوفير ذات العوائد المرتفعة، أو أدوات ادخار تلقائية تتصل بالتطبيقات البنكية، أو محتوى توعية رقمي يعزز الثقافة المالية للمستخدمين. كما يمكن لمديري الثروات استقطاب الشرائح الأعلى دخلًا التي راكمت مدخرات كبيرة وتحتاج الآن إلى توجيه استثماري.
لكن التقرير يُحذر من مخاطر كامنة، فقد يؤدي "ادخار الانتقام" غير الموجَّه إلى قرارات غير مدروسة، أو تراكم سيولة في حسابات ذات عوائد منخفضة، أو توقف الحافز الادخاري إن لم تُدمج العملية في خطة مالية شاملة.
ورغم أن بعض المحللين يرون في الظاهرة ردة فعل مؤقتة، يشير شفلين إلى احتمال استمرارها بسبب الغموض الاقتصادي المستمر، وتحول القيم لدى الأجيال الجديدة، وارتفاع أهمية الصلابة المالية كقيمة اجتماعية ومهنية.
وفي ختام التقرير، يشدد كاتبه على أن "ادخار الانتقام" ليس مجرد شعار أو ظاهرة عابرة، بل انعكاس لتغير عميق في أولويات الأفراد. إنه توازن بين الجرح النفسي الذي خلّفته الأزمة وبين الرغبة في عدم التكرار. ومن يفهم هذا التوازن جيدًا، سواء كانوا بنوكًا أو شركات مالية أو صناع قرار، سيكون في موقع متقدم لفهم المستهلك الجديد.