على مدار التاريخ، كان رجال الصناعة والأعمال حائط صد داخلي في مصر، وكانت الصناعة هي أساس نهوض الدولة كل الفترات التي تمر عليها، خاصة وأن رجال الأعمال لديهم وعي بالدور الوطني ومبادرة مستمرة للوقوف إلى جوار الدولة والحكومة والمواطن رغم تحديات الأزمة الاقتصادية العالمية.

وقال الدكتور محمد أنيس الخبير الاقتصادي، إنه منذ بدء تاريخ الصناعة الوطنية بدأت بكثافة وقوة مع أفكار ودعم وتأسيس منذ إنهاء الاحتلال البريطاني وهي حقبة كان بدأ فيها توسع في إنشاء الصناعة الوطنية، وبدأ التواجد لمنتجات مصرية صناعية بديلة للمنتجات المستوردة لأن خلال هذا الوقت كان الاقتصاد المصري بالكامل استهلاكي للمنتجات المستوردة والتي كان معظمها منتجات بريطانية.

وأضاف «أنيس» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه في ذلك الوقت كان يأخذ البريطانيين القمح والقطن، ويصنعونه عندهم ويرجع منتجات مصنعة، وبدأ طلعت حرب في تأسيس بنك مصر والتركيز على الصناعات الوطنية وإيجاد صناعات وطنية بديلة.

أنيس: تأسيس الشركات والصناعة المصرية بدأ منذ طلعت حرب

وأوضح أن الفكرة لم تكن مجرد بنك وطني، لأنه كان يتم تأسيس شركات وطنية في كل المجالات من خلال بنك مصر، وبدأ من خلالها وجود صناعات للسكر والزيوت والقماش في هذا الوقت.

وأشار إلى أنه في أعقاب ذلك جاءت الحقبة الثانية من الصناعة وهي خلال فترة الخمسينيات والستينيات، والتي انطلقت فيها مرحلة أسس اشتراكية فيها إغلاق السوق المصرية ضد البضائع الأجنبية، وبدأ يحدث توسع في صناعات جديدة، مثل الصناعات الثقيلة، والحديد والصلب، شرائط الألمونيوم، صناعات سماد، والتوسع في الصناعات الحربية والعسكرية والذخائر والأسلحة.

وألفت إلى أن هذا هو ما كان له مردود على الدولة المصرية إن أولا كنا معتمدين على هذه الصناعة الوطنية في دعم القوات المسلحة وإعادة تحرير الأرض ودعم المجهود الحربي في معركة 73 إلا أن الإغلاق ده اثر بشكل كبير جدا على قدرة الصناعات على التطور وعلى قدرتها على التوسع وعلى الكفاءة الفنية الخاصة بهذه الصناعات.

وأكد أنه خلال تلك الفترة لم يكن هناك تنافسية نظرا لغلق السوق، لذلك بدأت مصر في إعادة الانفتاح والتجاه إلى الاستثمار الأجنبي المباشر، وهو ما اوصلنا للحقبة الحالية سريعا، والتي أصبح فيها العديد من الصناعات ذات الماركات العالمية، وقد اتجه السوق في بداية هذه المرحلة إلى الاعتماد على الاستيراد بشكل كبير، وذلك بدلا من التصنيع المحلي.

تغيرات هيكلية للاقتصاد المصري لزيادة الصناعات المحلية

وشدد على أن هذا يزيد من الاعتماد على المدخلات الأجنبية وزيادة استهلاك العملات الأجنبية، وهو ما كان سيضر الاقتصاد بشكل كبير، خاصة مع الازمات الاقتصادية العالمية، ولذك تم وضع تغييرات هيكلية كبيرة جدا في القطاع الصناعي، أولها التغييرات في تقليل المدخلات الأجنبية في التصنيع، والاتجاه إلى التصنيع ولا زيادة القيمة المضافة، خاصة مع زيادة الصناعة المحلية، تحولت الصناعة من مستهلكة للعملة الأجنبية إلى جاذبة لها  من خلال الاتجاه إلى التصدير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصناعة الصناعة المحلية الصناعة الوطنية النهوض بالصناعة الاقتصاد

إقرأ أيضاً:

السجيني: التعدي على أملاك الدولة الخاصة ظاهرة قديمة وأرهقتنا على مدار عقود

استعرض المهندس أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الإدارة المحلية، ومكتبي لجنتي الشئون الدستورية والتشريعية، والخطة والموازنة، عن مشروع قانون مُقدم من الحكومة بإصدار قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة، ومشروعات القوانين المقدمة من النواب محمد الحسيني، محمد سعد الصمودي، وأيمن أبو العلا وأكثر من 60 نائباً في ذات الموضوع.

جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، بحضور الدكتورة منال عوض، وزير التنمية المحلية، وعدد من ممثلي الحكومة.

وأشار النائب أحمد السجيني، إلى أن ظاهرة التعدي على أملاك الدولة الخاصة من الظواهر القديمة، والتي أرهقت أجهزة الدولة على مدار عقود.

وقال: وفي هذا الصدد قامت الحكومة بإصدار عدة قوانين بشأن تنظيم الأحكام المتعلقة بالتصرف في أملاك الدولة الخاصة، وكان آخرها القانون رقم 144 لسنة 201۷ في شأن بعض قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة الذي صدر بتاريخ 22 يوليو سنة 201۷، وكان يهدف إلى تنظيم حق الدولة في التصرف في أملاكها الخاصة مثلما يتصرف الأفراد في أملاكهم، وتقنين أوضاع المواطنين واضعي اليد، ومواجهة ظاهرة التعدي على أملاك الدولة الخاصة، وذلك وفقاً لبعض القواعد والإجراءات التي وضعها

وأوضح السجيني، أنه بتاريخ 14 من ديسمبر سنة 201۷ صدر قرار مجلس الوزراء رقم 18 لسنة 201۷ بالأحكام المنفذة لهذا القانون، وتضمنت أحكامه الضوابط والشروط المشار إليها في المادة الثانية من القانون، وبذلك بدأت الجهات الإدارية المختصة في تلقى طلبات التصرف من المواطنين الراغبين في تقنين أوضاعهم لمدة ثلاثة أشهر، وبعد انتهاء المدة أصدر مجلس الوزراء قراراً أخر بمدها فترة أخرى تبدأ من 14 مارس سنة 2018 وتنتهي في 14 يونيو سنة 2018.

وأكد رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أن التطبيق العملي لهذا القانون ولائحته التنفيذية الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم ١٨ لسنة 2۷١۰ أثبتا عدم قدرتهما على مواجهة المشكلة ووضع حلول جذرية لها، نظراً لوجود أوجه قصور ومعوقات كثيرة في تطبيق أحكامهما.

وقال: نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر تأخر وبطء المعاينات، وارتفاع رسوم الفحص والمعاينة، وعرض التظلمات على ذات اللجنة المختصة بالبت، فضلاً عن عشوائية ومغالاة اللجان المختصة بتقدير أسعار أملاك الدولة الخاصة مما أدى إلى عزوف المواطنين عن التقدم لتقنين أوضاعهم أو الاستمرار في إنهاء الاجراءات للحالات التي تقدمت بالفعل وفقاً لأحكامه، فضلاً عن انتهاء فترة تطبيق أحكامه.

وأشار إلى أن مشروع القانون المقدم من الحكومة، يأتي استكمالاً لسعي الدولة إلى الحفاظ على أملاكها العامة والخاصة تنفيذاً للالتزام الدستوري الوارد بنص المادة (33) من الدستور، وكذلك العمل على تحقيق الاستقرار لحالات وضع اليد على أملاك الدولة الخاصة، وذلك في ضوء انتهاء فترة تقديم طلبات تقنين وضع اليد المحددة بالقانون رقم 144 لسنة 201۷ بشأن بعض قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة منذ أكثر من خمس سنوات وما تبين من صعوبة أو استحالة تنفيذ قرارات الإزالة في بعض الحالات، وارتباط بعض حالات تقنين أوضاع واضعي اليد على أملاك الدولة الخاصة بالتصالح في بعض مخالفات البناء وتقنين أوضاعها وفقاً لأحكام البند (7) من المادة (2) من القانون رقم (187) لسنة 2023 بإصدار قانون التصالح في بعض مخالفات البناء وتقنين أوضاعها حيث أجازت المادة (2) للجهة الإدارية التصالح في مخالفات البناء وفقاً لبعض الضوابط ومنها البند (7) الذي ينص على الآتي: "البناء على الأراضي المملوكة للدولة متى ووفق على طلب تقنين وضع اليد وفقا للقوانين المنظمة لذلك".

وأكد السجيني، أن مشروع القانون الجديد، ينظم قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة لمنح فرصة لواضعي اليد لتقنين أوضاعهم متى توافرت في حقهم ضوابط وشروط التقنين، وفي الحالات التي يتعذر فيها تقنين وضع اليد لأي سبب أو إزالة التعدي مؤقتاً ولحين إتمام الإزالة تلتزم الجهة الإدارية بتحصيل مقابل انتفاع من واضعي اليد.

وأشار إلى أنه تتولى لجنة استرداد أراضي الدولة المشكلة بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم ٥۷ لسنة 2016 متابعة أعمال الجهات بشأن تطبيق أحكام هذا القانون وإعداد تقارير نصف سنوية تعرض على رئيس الجمهورية.

مقالات مشابهة

  • ما شروط العقار السياحي؟.. خبير يوضح
  • خبير اقتصادي: «حياة كريمة» حققت التوزيع العادل للمشروعات الخدمية
  • خبير اقتصادي: النهضة العمرانية خلقت فرص عمل جديدة
  • مصر تجذب كبرى الشركات العالمية للتصنيع المحلي.. نواب: قفزة حقيقية للاقتصاد الوطني.. والحد من فاتورة الاستيراد أبرز الفوائد
  • اتحاد الغرف التجارية: استهداف الحكومة حجم الإنتاج الصناعي إلى 227 مليار جنيه يحتاج محفزات
  • برلماني: الدولة حريصة على تحسين مناخ الاستثمار باعتباره العمود الفقري لتحقيق التنمية
  • الصناعات التحويلية غير البترولية يقود القطاعات الأكثر مساهمة في نمو الناتج المحلي للربع الثالث من العام المالي 2024/2025
  • رئيس غرفة القاهرة التجارية: الدولة تسير بخطى ثابتة نحو تحفيز الصناعة وتنشيط السوق المحلي
  • السجيني: التعدي على أملاك الدولة الخاصة ظاهرة قديمة وأرهقتنا على مدار عقود
  • خبير اقتصادي:البيئة الاستثمارية في العراق طاردة لرأس المال الأجنبي بسبب الفساد والسلاح المنفلت