تحيي منظمة الأمم المتحدة في مثل هذا اليوم ٢٩ أكتوبر من كل عام اليوم الدولي للرعاية والدعم، حيث تواجه النساء في قطاع الصحة والرعاية فجوة أكبر في الأجور بين الجنسين مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى، حيث يقل دخلهن في المتوسط ​​بنسبة 24 في المائة عن أقرانهن من الرجال، وتواجه النساء في قطاع الصحة والرعاية فجوة أكبر في الأجور بين الجنسين مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى، حيث يقل دخلهن في المتوسط ​​بنسبة 24 في المائة عن أقرانهن من الرجال.


 وتقول المنظمة إن أعمال الرعاية، مدفوعة الأجر وغير مدفوعة الأجر، هي من الأمور بالغة الأهمية لمستقبل العمل اللائق، فتزايد أعداد السكان، وشيخوخة المجتمعات، وتغير تكوين الأسر، والحالة الثانوية للمرأة في أسواق العمل، وأوجه القصور في السياسات الاجتماعية تتطلب جميعها اتخاذ العمل العاجل في ما يتصل بتنظيم الحكومات وأصحاب العمل والنقابات العمالية والمواطنين الأفراد أعمال الرعاية، ومالم يعالج العجز الحالي في إتاحة خدمات الرعاية وجودتها، فسيؤدي ذلك إلى نشوء أزمة رعاية عالمية حادة وزيادة وجوه التفاوت بين الجنسين في مجالات العمل”.

ويتكون عمل الرعاية من نشاطين متداخلين أنشطة الرعاية المباشرة والشخصية والقائمة على العلاقة الإنسانية، من مثل إطعام طفل أو رعاية شريك مريض، وأنشطة الرعاية غير المباشرة، من مثل الطبخ والتنظيف، وأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر هي أعمال رعاية مقدمة بدون عوائد مالية للقائمين على تلك الأعمال، والرعاية غير مدفوعة الأجر هي عمل، وبالتالي فهي بعد حاسم في عالم العمل، ويقدم العاملون في مجال أعمال الرعاية تلك الخدمات مقابل أجر أو عائد مالي وهم يمثلون طائفة واسعة من العاملين في الخدمة الشخصية، من مثل الممرضات والمعلمين والأطباء والعاملين في مجال الرعاية الشخصية. والعمال المنزليون، الذين يقدمون الرعاية المباشرة وغير المباشرة في البيوت، هم كذلك جزء من القوى العاملة في مجال الرعاية.
 ولم يفتئ اقتصاد الرعاية ينمو مع تزايد الطلب على خدمات رعاية الأطفال ورعاية المسنين في كافة المناطق، وهو ما سيؤدي بالتالي إلى وجود عدد كبير من فرص العمل في السنوات المقبلة ومع ذلك، فإن أعمال الرعاية في جميع أنحاء العالم لم تزل تتسم بغياب المزايا والحماية، وانخفاض الأجور أو غياب العائد المالي، فضلا عن التعرض للأذى الجسدي والعقلي، وفي بعض الحالات الأذى الجنسي. ومن الواضح أن هناك حاجة إلى حلول جديدة للرعاية على جبهتين وفيما يتعلق بطبيعة وخدمات الرعاية والسياسات المتصلة بها، والشروط والأحكام المنظمة لأعمال الرعاية.
ومع احتمال نمو الطلب العالمي على العمال المنزليين، تكثف منظمة العمل الدولية إجراءاتها لضمان تمتعهم بعمل لائق، ويلقي تقرير منظمة العمل الدولية بشأن أعمال الرعاية ووظائف الرعاية لمستقبل العمل اللائق نظرة شاملة على أعمال الرعاية المدفوعة الأجر وغير مدفوعة الأجر وعلاقتها بعالم العمل المتغير، وأحد محاور التركيز الرئيسة لهذا التقرير هو تواصل غياب المساواة بين الجنسين في إطاري الأسرة وسوق العمل، الذين يرتبطا ارتباطًا وثيقًا بأعمال الرعاية ويجب التغلب على أوجه التفاوت بين الجنسين بما يجعل أعمال الرعاية أعمالا لائقة، ولضمان مستقبل عمل لائق للنساء وللرجال.
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 أكتوبر يوما دوليا للرعاية والدعم إقرار منها بالحاجة إلى الاستثمار في اقتصاد الرعاية وإنشاء نظم رعاية ودعم قوية ومرنة ومراعية للمنظور الجنساني وشاملة لمسائل الإعاقة ومراعية للسن، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان بغية الاعتراف بالرعاية غير مدفوعة الأجر والعمل المنزلي والدعم وتقليصها وتقييمها وإعادة توزيعها، قررت الجمعية العامة إعلان يوم 29 أكتوبر يومًا عالميًا للرعاية والدعم.
 وشددت كذلك على ضرورة الاعتراف بأعمال الرعاية المدفوعة الأجر والعاملين في مجال الرعاية بوصفهم عمالا أساسيين وتقدير تلك الأعمال وأولئك العاملين، والحاجة إلى اعتماد تدابير لمكافحة القوالب النمطية الجنسانية المتصلة بالرعاية والدعم، فضلاً عن القوالب النمطية المتصلة بجملة أمور منها العرق والأصل الإثني والسن والحالة القانونية في المهجر، للحد من الفصل المهني في أعمال الرعاية، وتسهيل الانتقال من العمل غير الرسمي إلى العمل الرسمي والعمل اللائق، بما في ذلك ما يتعلق بالرعاية مدفوعة الأجر والعمل المنزلي، وإيجاد وظائف جيدة في اقتصاد الرعاية وزيادة مكافآت وتمثيل العمالة المنزلية المأجورة، بمن في ذلك العاملون في مجال الرعاية، فضلاً عن الحاجة إلى إعمال حق المرأة في العمل والحقوق بوصفهما عاملين لمن يتحمل مسؤوليات الرعاية، بما في ذلك الأجر المتساوي عن العمل المتساوي القيمة.
 ودعت الجمعية أصحاب المصلحة إلى الاحتفال باليوم الدولي للرعاية والدعم سنويا وبطريقة مناسبة من أجل إذكاء الوعي بأهمية الرعاية والدعم ومساهمتهما الرئيسة في تحقيق المساواة بين الجنسين واستدامة المجتمعات والاقتصادات، وكذلك الحاجة إلى الاستثمار في اقتصاد رعاية مرن وشامل، بما في ذلك تطوير نظم رعاية ودعم قوية ومرنة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: منظمة الأمم المتحدة قطاع الصحة فی مجال الرعایة أعمال الرعایة بین الجنسین الرعایة غیر فی ذلک

إقرأ أيضاً:

الأحد المقبل .. «عُمان عبر الزمان» يشهد أعمال المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها في التنمية»

الأوركسترا السلطانية تحيي ملحمة أحمد بن ماجد في احتفاء فني بالإرث البحري العُماني -

«عمان»: بمشاركة دولية واسعة تضم أكثر من ٤٢ باحثًا وأكاديميًّا وخبيرًا من ٢١ دولة، تنطلق يوم الأحد القادم أعمال المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها فـي التنمية السياحية» فـي متحف عُمان عبر الزمان، حيث يسعى المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام، إلى إبراز الدور الحيوي للمؤسسات المتحفـية والتراثية فـي تنمية القطاع السياحي، إلى جانب صون المكوّن الثقافـي وتعزيز إسهامات المتاحف فـي الاقتصاد الثقافـي والفرص الاستثمارية المرتبطة به.

كما يركّز المؤتمر على استكشاف الدور المعرفـي والتعليمي للمتاحف من خلال الشراكات الأكاديمية، وتوسيع أثرها المجتمعي عبر توظيف التقنيات الرقمية الحديثة، كالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، فـي إثراء تجربة الزائر.

ويطمح المؤتمر إلى خلق منصة لتبادل الخبرات والتجارب المتخصصة بين المشاركين من مختلف دول العالم.

المؤتمر الذي يُفتتح تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة، وينظمه متحف عُمان عبر الزمان، بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ووزارة التراث والسياحة، يتضمن عدة محاور أبرزها «المؤسسات المتحفـية والتراثية» ويتناول هذا المحور أهمية المتاحف والآثار ودورها فـي تنمية السياحة، والبعثات الأثرية ودورها فـي البحث عن العمق الحضاري والتاريخي، كما يناقش القوانين والنظم التشريعية للمتاحف ودورها فـي حماية التراث الوطني، إضافة إلى دور المنظمات الدولية فـي حماية المكونات المتحفـية والتراثية. ويتطرق المحور إلى العلاقة التنظيمية بين المؤسسات التراثية والمتحفـية من جهة، والمؤسسات السياحية من جهة أخرى، بالإضافة إلى الخطط التطويرية والتنموية الرامية إلى تهيئة المواقع الأثرية والمتحفـية فـي المجال السياحي.

فـي حين يتناول المحور الثاني «الاقتصاد والسياحة المتحفـية» ويستعرض المساهمة المتحفـية فـي التنمية السياحية والاقتصادية، كما يناقش البعد الاقتصادي للتنمية السياحية، والموارد المالية والبشرية ودورها فـي السياحة المتحفـية. ويتناول كذلك دور وكالات السفر فـي الترويج السياحي وتعزيزها لدور المتاحف، ويؤكد على أهمية تعزيز مساهمة المتاحف والأماكن الأثرية والتاريخية والمؤسسات الثقافـية الحكومية والخاصة فـي الدخل الوطني والفردي، إلى جانب الاستثمار المستدام فـي مجال المتاحف، والمواسم السياحية والترويج المتحفـي والآثري.

أما المحور الثالث «الدور الثقافـي والتعليمي للمتاحف» فـيركز على أهمية إدماج المتاحف فـي المناهج الدراسية، وتضمينها كأدوات تعليمية تخدم العملية التعليمية وتنمّي الوعي بأهمية التراث لدى الأجيال الطلابية، كما يناقش التعاون بين المتاحف والمؤسسات التعليمية والأكاديمية، والدور السياحي والثقافـي الذي تؤديه المتاحف الخاصة، إضافة إلى القيمة التاريخية والاجتماعية لدور المتاحف فـي خدمة البحث العلمي، ودورها فـي نشر الثقافة السياحية وخدمتها للمجتمع، وصناعة المحتوى التعليمي والفكري للفرد والمجتمع.

فـي حين يتناول المحور الرابع «التقنيات الرقمية فـي العرض المتحفـي ودورها السياحي» ويناقش أهمية التقنيات الحديثة فـي خدمة المؤسسات المتحفـية، مستعرضًا التجارب التقنية الدولية فـي المتاحف وتأثيرها على السياحة الثقافـية، إلى جانب التوظيف التقني الافتراضي للمواقع الأثرية السياحية فـي المتاحف، كما يناقش دور التقنيات الرقمية فـي تعزيز الجانب المعرفـي والفكري داخل المتاحف، ويختتم المحور بالتركيز على توظيف الذكاء الاصطناعي فـي العرض المتحفـي كأداة متقدمة تسهم فـي تطوير تجربة الزائر.

برامج مصاحبة

يُرافق أعمال المؤتمر الدولي تنظيم ست حلقات عمل تخصصية، تُعدّ من المرتكزات الأساسية فـي دعم مخرجات المؤتمر وتعميق أثره، حيث تسلط هذه الحلقات الضوء على قضايا محورية فـي مجال العمل المتحفـي، وتوفّر منصة للتفاعل المعرفـي والتطبيقي بين المشاركين، وتتنوع موضوعات الحلقات لتشمل التقنيات الرقمية، والإدارة المتحفـية، والتجارب المجتمعية، وتطوير المحتوى الثقافـي، بما يعزز الربط بين الطرح الأكاديمي والممارسة العملية فـي هذا القطاع الحيوي.

كما يشهد المؤتمر تنظيم معرض مصاحب بمشاركة عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، إلى جانب نخبة من الأكاديميين والباحثين، وذلك بهدف إبراز الأبعاد الثقافـية والاقتصادية للمتاحف، وتسليط الضوء على دورها المجتمعي المتنامي فـي المشهد السياحي والثقافـي.

المتاحف كمحركات تنموية

وفـي تصريح لها حول أهمية المؤتمر، أكدت موزة الوردية، مساعد المدير العام للشؤون المتحفـية أن المؤتمر يمثل فرصة استراتيجية لتسليط الضوء على المتاحف بوصفها محركات فاعلة للثقافة والاقتصاد، مشيرة إلى أن استضافة سلطنة عمان لهذه الكوكبة من المتخصصين تعكس التزامها الراسخ بتعزيز الدور المعرفـي والمجتمعي للمؤسسات المتحفـية.

وأضافت: إن هذا الحدث يسهم فـي دعم أهداف التنمية المستدامة وتكامل الجهود الوطنية لحماية الإرث الثقافـي وتفعيله سياحيًّا، كما أن التعاون بين الجهات المنظمة يُجسّد روح العمل المؤسسي المشترك، ويؤكد أهمية توظيف الثقافة والتراث كموارد اقتصادية مستدامة تعزز الهوية وتثري تجربة الزائر.

احتفاء موسيقي بالإرث العُماني

وضمن الفعاليات المصاحبة، تشارك الأوركسترا السلطانية العُمانية فـي إحياء أمسيتين موسيقيتين تُقامان مساء الأحد والاثنين، حيث تقدم خلالهما ملحمة موسيقية تحتفـي بالرحالة العُماني أحمد بن ماجد، فـي عمل فني يستلهم التاريخ البحري لعُمان ويخلّد موروثها الحضاري. وتأتي هذه المشاركة لتضفـي بعدًا فنيًّا على المؤتمر، يعزّز تكامل الرسالة الثقافـية، ويمنح الحضور تجربة غنية تتجاوز الجوانب الأكاديمية إلى فضاءات الإبداع والتذوق الفني.

مقالات مشابهة

  • يأساً من الموقف الدولي.. الأمم المتحدة تطالب المجتمع المدني العالمي بالضغط لمساعدة غزة
  • تحت رعاية أمير منطقة الرياض تنطلق الأحد القادم فعاليات معرض “إينا” الدولي للقطاع غير الربحي بنسخته الثالثة
  • تحت رعاية أمير الرياض تنطلق الأحد القادم فعاليات معرض “إينا” الدولي للقطاع غير الربحي
  • تصل لـ 50%.. شروط الخصم من رواتب العاملين بـ قانون العمل الجديد
  • قانون العمل 2025 .. شروط جديدة لأجور العاملين بالقطاع الخاص
  • مدير عام مؤسسة «نماء»: «إجازة الرعاية» تسهم في تمكين المرأة والأسرة والمجتمع
  • الرئيس عون تسلّم دعوة للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية
  • مدفوعة الأجر.. 13 يومًا إجازة للموظفين في يونيو المقبل| إليك الخريطة
  • 6 فئات عمال تستثنى من الالتزام بحماية الأجور
  • الأحد المقبل .. «عُمان عبر الزمان» يشهد أعمال المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها في التنمية»