اقتصادي يحذر من عودة العراق الى دائرة الحظر الاستثماري
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
دعا الخبير الاقتصادي صفوان قصي إلى عدم تأثر المسار الاقتصادي للعراق بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية.
وقال قصي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” أنه “ينبغي على العراق أن يقوم بعملية العزل بين موقفه من القضية الفلسطينية وبين علاقاته الاقتصادية، خاصة مع الدول الغربية، وعلينا التفريق بين الدول والشركات المنتمية لها والحفاظ على مصالحها في العراق، لأن المصلحة العامة تقتضي ذلك”.
وأضاف أن “تعطيل وجهة الاستثمار تجاه الأراضي العراقية، من خلال التهديد المباشر أو غير المباشر لتلك المصالح، يعني عودة العراق إلى خانة مغادرة الاستثمارات وأن يكون منطقة خطرة، ما يعني زيادة مستوى البطالة والفقر والانعزال عن العالم”.
وتابع أن “هذه المشاكل ليست جديدة على المنطقة ولها ارتباطات إقليمية ودولية، فلا بد من تعالي الأصوات المؤيدة لوقف الانغماس في هذا الصراع الذي تشهده المنطقة، لأن العراق عانى منذ سنوات من هذه المواقف، كما ويفترض على الحكومة العراقية أن تتبنى خطابًا موحدًا ولا تسمح للتصريحات المختلفة أن تذهب باتجاهات متطرفة، لأن هذا الأمر يضر بالمصالح الاقتصادية”، مبينًا أن “هناك دولًا تدعم عملية دخول العراق في دائرة الصراع، من أجل إنهاء ملف الاستثمار الأجنبي في العراق”.
وشدد قصي على “ضرورة التعامل مع الأزمة الحالية بخطابين، الأول موجهًا نحو المصلحة العراقية بالتعامل مع الشركات الدولية بطريقة مثمرة، والثاني هو الموقف المساند لقضية الشعب الفلسطيني والذي يدعو إلى إيقاف الصراع وليس تأجيجه، فعلى العراق أن يكون ضمن دائرة المواقف الدولية والعربية بعيدًا عن أي تشنج يضع الاقتصاد العراقي في دائرة الخطر”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
الدكتور خالد الشمري يقدم في منتدى”العصرية الثقافي” قراءة معمقة في المشهد الاقتصادي العراقي
صراحة نيوز ـ خلال فعالية فكرية نظّمها منتدى العصرية الثقافي مساء الأربعاء، تحت عنوان:
“العراق الجديد.. الواقع والتحديات”؛ حاضر فيها د. خالد الشمري، شهدت الأمسية مشاركة نوعية من المثقفين والأكاديميين، وحضورًا لافتًا لنخبة من المتابعين والمهتمين بالشأنين العربي والعراقي.
وفي تقديمه للأستاذ المحاضر، أشاد الدكتور أسعد عبد الرحمن بالدور التاريخي للعراق في دعم القضية الفلسطينية منذ عام 1948، مؤكدًا أن “العراق لم يخذل الشعب الفلسطيني قط”، وأنه كان دائمًا بمثابة الأمل العربي بـ : “بروسيا العرب” لما يمتلكه من قوة استراتيجية وتأثير عابر للحدود في المنطقة. وأضاف: “رغم كل ما مرّ به العراق من أزمات، نؤمن دائمًا بقدرته على النهوض، ونأمل أن يستعيد دوره القيادي في المنطقة، بفضل موقعه الجيوسياسي وثرواته البشرية والطبيعية”.
من جهته، قدّم الخبير الاقتصادي والدولي الدكتور خالد الشمري قراءة معمقة في المشهد الاقتصادي العراقي، اعتمد فيها على رؤى واحصاءات واقعية ومباشرة، تجمع بين تشخيص دقيق للعلل الهيكلية، ومقترحات إصلاحية قابلة للتنفيذ.
وارتكزت أطروحته على ثلاثة محاور مركزية:
الشفافية: بوصفها المدخل الأساس لمحاربة الفساد المؤسسي، وبناء ثقة المواطن والمستثمر المحلي والدولي.
السيادة الاقتصادية: من خلال فك الارتباط المفرط بريع النفط، وتنويع الاقتصاد عبر الصناعة والزراعة والسياحة.
الإرادة السياسية: كعامل حاسم لتجاوز القيود الحزبية والطائفية، واتخاذ قرارات اقتصادية جريئة ومستقلة.
ويرى الشمري أن الاقتصاد العراقي لا يزال ريعيًا هشًا، يعتمد بشكل شبه كامل على عائدات النفط دون وجود قاعدة إنتاج حقيقية، حيث لا يتجاوز الناتج المحلي من الزراعة والصناعة 10% من حجم الاقتصاد، بينما تستورد الدولة ما يزيد عن 90% من حاجاتها الأساسية، ودعا إلى ضرورة التحول من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الإنتاجي المستدام، من خلال دعم القطاع الخاص، وتفعيل الشراكة بين الجامعات وسوق العمل، وتوفير بيئة استثمارية نزيهة بعيدة عن المحاصصة، موضحا أن الإقتصاد العراقي يواجه أزمات متجذرة تتجاوز الأبعاد الظرفية، في مقدمتها:
ضعف القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة، نتيجة تهميش متواصل وغياب استراتيجية وطنية طويلة المدى، بالأضافة إلى هدر الكفاءات وهجرة العقول إلى الخارج، نتيجة الإقصاء والفساد والبيروقراطية السياسية، كما أشار إلى أن نافذة بيع العملة في البنك المركزي تحوّلت إلى أداة لتهريب الأموال وغسلها، بدلًا من أن تكون وسيلة لحماية السوق المحلية، محذرًا من غياب الرقابة وانعدام الشفافية المالية.
وفي مقترحاته للخروج من الأزمة، شدد الشمري على ضرورة الإصلاح التشريعي الجاد لضمان استقلالية المؤسسات المالية والاقتصادية، وجذب الاستثمارات النوعية ضمن بيئة قانونية مستقرة وشفافة، وبناء شراكات دولية استراتيجية تحفظ مصالح العراق أولًا، دون التفريط بالقرار الوطني أو الموارد السيادية.
تميّزت الأمسية بتفاعل واسع ونقاشات مفتوحة، شارك فيها عدد من الحضور بطرح أسئلة دقيقة حول آفاق الإصلاح الاقتصادي، وإمكانيات العراق في استعادة دوره العربي والإقليمي. وركّز النقاش على إعادة بناء الدولة العراقية على أسس إنتاجية وعدالة اجتماعية وسيادة وطنية.
وفي ختام اللقاء – الذي امتد لنحو ساعة ونصف – شكر الدكتور أسعد عبد الرحمن الدكتور خالد الشمري باسم “منتدى العصرية الثقافي”، منوهاً برؤيته الإصلاحية العميقة، وطرحه الموضوعي المتماسك المبني على قراءة شاملة عمادها الدراسات والأرقام المؤكدة، للواقع الإقتصادي والسياسي العراقي المعقد.