مؤتمر بالدوحة يناقش حدود الصحفي الأخلاقية في ظل تطور الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
ناقشت جلسة "الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام" حدود الصحفي الأخلاقية في ظل موجة التغيرات التي صاحبت تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن أعمال المؤتمر الدولي بشأن الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان الذي عُقد في الدوحة يومي 27 و28 مايو/أيار الجاري.
وأكد الخبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي في شبكة الجزيرة الإعلامية ياسر المحيو أن "تربع المجال على مقياس التأثر من بين باقي المجالات يرفع من ضرورة انخراط الصحفيين وصناع المحتوى في معرفة طرق تأمين المجال من تهديدات التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي".
وأشار المحيو ضمن مداخلته إلى أن استخدام الصحفي تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي لأجل إعلاء قيمة المحتوى وتعزيز الكفاءة والإنتاجية يصطدم بعنصر "الهلوسة" الذي يطبع طريقة الذكاء الاصطناعي في جمع المعلومات وتقسيمها ضمن هياكل معرفية، مما يؤثر على مصداقية المحتوى الإعلامي.
وفي السياق، أوضح الأستاذ بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة حمد بن خليفة في قطر جورجيوس ميكروس أن جمع المعلومات باستخدام الذكاء الاصطناعي يتسم في أغلب الحالات بـ"العشوائية" نظرا لكمية البيانات الهائلة المتوفرة على الشبكة العنكبوتية، الأمر الذي يتطلب التوجيه المستمر من طرف الصحفي لهذه التطبيقات الذكية، مما يستدعي التدريب المكثف والمتواصل على كيفية توجيهها، وكذلك تطوير الوعي بالانزلاقات الأخلاقية التي تدعمها، حسب ميكروس.
وتعليقا على ضرورة تلقي الصحفي التدريب على استخدام وسائل الذكاء الاصطناعي، قالت مديرة الصندوق الدولي لإعلام المصلحة العامة في جنوب أفريقيا خديجة باتيل إن الأدوات التقنية الجديدة ستسهم في خلق "تفاوت معرفي" بين الصحفيين عبر العالم بسبب الفجوة التمويلية بين المؤسسات الإعلامية بخصوص توفير التدريب.
وأضافت باتيل أن "المؤسسات الصحفية في البلدان الفقيرة سيكون مآلها التخلف عن مثيلاتها في البلدان المتقدمة نظرا لنقص التمويل، سواء في ما يتعلق بدفع تكلفة التدريبات التي على الصحفيين خوضها في المجال أو بإدماج أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة ضمن عملها اليومي".
إعلانولفتت باتيل أيضا إلى أن وسائل الذكاء الاصطناعي قد "تؤثر على جودة المعلومات التي يعالجها الصحفي، خصوصا في ظل المساهمة السهلة لهذه الوسائل في صياغة الأخبار الزائفة وتعزيزها بالمحتويات السمعية والبصرية اللازمة".
وأكدت على أن عدم تعامل الصحفي الحذر مع هذه الوسائل قد "يجره إلى تزييف الحقائق وتشويهها وإلى التحيز وانتهاك الخصوصية".
من جهته، اتفق مساعد مدير منظمة "مالديتا" لمحاربة الأخبار الزائفة في إسبانيا كارلوس هيرنانديز إيتشيفريا مع باتيل في أن الطرق التقليدية التي يتبعها الصحفي في الوصول إلى المصادر وجمع المعلومات وتحري مصداقيتها تحقق شرط الجودة أكثر من الاعتماد المباشر على أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة.
وأوضح كارلوس أن غياب الشفافية بشأن كيفية توليد الذكاء الاصطناعي للمعلومات يطرح السؤال حول المصادر المعتمدة ومدى مصداقيتها وواقعيتها.
وأضاف أن اعتماد الذكاء الاصطناعي في التفكير على قاعدة البيانات المتوفرة أصلا في الشبكات الرقمية "يمنع من انتقاء المعلومات المتدفقة أو حتى النظر في مدى صلاحيتها للاستعمال".
بدوره، قال إيدي بورخيس-ري الأستاذ في جامعة نورث ويسترن في قطر إن "شبكات الإنترنت مكتظة بالمعلومات التي قد تحمل رسائل عنصرية وتمييزية وتدعم نشر خطاب الكراهية، وهي الرسائل التي قد تنزلق ضمن المعلومات المستخدمة من قبل الذكاء الاصطناعي"، مشيرا إلى أن الأدوات التوليدية الجديدة غير الموجهة "تبقي على المعلومات السابقة التي قد تحتوي على خروقات أخلاقية وحقوقية دون تشذيب أو تمحيص".
وخلص بورخيس-ري إلى ضرورة إرساء سياسة تحريرية رسمية خاصة بالذكاء الاصطناعي داخل المؤسسات الإعلامية، لتحري الشفافية والمصداقية خلال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من طرف الصحفيين، في حين ركز ياسر المحيو على أهمية التدريب المستمر للصحفيين على تحسين جودة المحتوى الإعلامي عبر التوجيه الأخلاقي والمنظم للذكاء الاصطناعي.
أما بالنسبة للأستاذ في جامعة حمد بن خليفة جورجيوس ميكروس فإن إيجاد التوازن بين الأتمتة والواجبات الأخلاقية للصحفي هو البوابة لإنقاذ المجال الإعلامي من دوامة التزييف.
إعلانبالمقابل، فضّل كل من باتيل وكارلوس تمسك الصحفي بطرقه التقليدية في جلب المعلومة، ورأى ميكروس أن "استخدام الصحفي أدوات الذكاء الاصطناعي أصبح ضروريا شريطة أن تتم الإشارة إلى أن المعلومات المستخدمة قد تم توليدها اصطناعيا حتى يحافظ الصحفي على مصداقيته وعلى شفافية المؤسسة التي يشتغل بها".
ووفق استطلاع أجرته شبكة الصحفيين الدوليين في مارس/آذار الماضي، أكد ما يقارب 49% من الصحفيين المشاركين عبر العالم أن استخدامهم الذكاء الاصطناعي تشوبه تخوفات متزايدة بشأن قيام هذه الأدوات الجديدة بخداعهم وجرهم إلى انتهاك أخلاقيات المهنة.
ويأتي المؤتمر الدولي بشأن "الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان.. الفرص والمخاطر والرؤى لمستقبل أفضل" ضمن الحاجة العالمية المتزايدة لفهم تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي على حقوق الإنسان في مختلف المجالات ولالتماس وضع إطارات قانونية منظمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات أدوات الذکاء الاصطناعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
أوبن ايه آي تكشف ملامح جيل جديد من الذكاء الاصطناعي فيDevDay
شهدت مدينة سان فرانسيسكو انعقاد مؤتمر OpenAI DevDay 2025، الذي وصف بأنه الأكبر في تاريخ الشركة، بمشاركة كبيرة من المطوّرين والخبراء التقنيين. المؤتمر، الذي افتتحه الرئيس التنفيذي سام ألتمان، مثّل استعراضًا لقوة "أوبن ايه آي" المتصاعدة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، وأطلق مجموعة من الإعلانات التي تُعد نقلة نوعية في علاقة المستخدمين والمطورين مع تقنيات الشركة.
GPT-5 Pro .. الجيل الأقوى من النماذج الذكية
أعلنت "أوبن ايه آي" عن إطلاق نموذجها الجديد GPT-5 Pro، الذي يمثل الجيل الأحدث في قدرات التفكير والاستدلال المنطقي. يتميز النموذج بسرعة استجابة أعلى، ودقة أكبر في فهم السياق وتوليد المحتوى، مع تحسين قدرات التحليل المتعدد الوسائط ليجمع بين النص والصوت والصورة والفيديو ضمن تجربة موحدة.
Sora 2 .. قفزة في الذكاء الاصطناعي للفيديو والصوت
من أبرز المفاجآت إطلاق Sora 2، النموذج المتقدم لتوليد الفيديوهات والمواد الصوتية. يتيح النظام دمج المشاهد والمقاطع الصوتية بسلاسة، مع الالتزام بقوانين الفيزياء بشكل واقعي غير مسبوق. وقد استعرضت الشركة مقاطع مذهلة تُظهر دقة الحركة وتفاعل الأجسام في بيئات متنوعة مثل الرياضة والأنشطة اليومية.
منصة التطبيقات الجديدة داخل ChatGPT
قدّمت "أوبن ايه آي" أيضًا ما وصفته بأنه "التحول الأكبر في ChatGPT"، إذ أصبح التطبيق منصة متكاملة للتطبيقات الذكية.
من خلال App SDK الجديد، يمكن للمطورين بناء تطبيقات داخل ChatGPT نفسه، بحيث يستطيع المستخدم مثلاً تشغيل Spotify أو استخدام Canva أو تصفح العقارات عبر Zillow من دون مغادرة المحادثة.
تفاصيل الميزة الجديدة
الميزة الجديدة التي تحمل اسم "أبس اس دي كاي"، تتيح لـ"تشات جي بي تي" التفاعل مع تطبيقات الموسيقى والبحث عن عقارات وحجوزات في الفنادق أو رحلات جوية وإنشاء ملصقات وغيرها من الخدمات.وبات "تشات جي بي تي" يتيح أيضا للمستخدمين وضع إعداداتهم المفضلة على التطبيق عبر تحديد مهارات حاسوبية أساسية، بما يكوّن لديهم نموذجا شبه مستقل قادرا على أداء مهام معقدة بمفرده تشمل تحليل البيانات واستنتاج عمليات بحث إضافية وبناء البرنامج لاستخدامها.
أدوات بناء الوكلاء الذكيين
كشفت"أوبن ايه آي" عن AgentKit، وهي مجموعة أدوات تتيح للمطورين إنشاء "وكلاء ذكيين" قادرين على تنفيذ مهام مؤتمتة وإدارة سير عمل معقّد. إلى جانبها، تم إطلاق ChatKit كأداة لتضمين واجهات دردشة تفاعلية داخل تطبيقات الشركات والمواقع، مما يسهّل دمج قدرات ChatGPT في أي بيئة رقمية بسهولة وسرعة.
شراكة استراتيجية مع AMD
أعلنت "أوبن ايه آي" عن شراكة تقنية جديدة مع شركة AMD لتوريد معالجات وشرائح حوسبة عالية الأداء، في خطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الضخمة للنماذج المستقبلية وتقليل الاعتماد على مورّد واحد، خاصة في ظل ارتفاع الطلب العالمي على رقائق الذكاء الاصطناعي.
تعاون بين ألتمان وجوني آيف
في ختام المؤتمر، شارك المصمم الشهير جوني آيف، مصمم أجهزة Apple السابق، في جلسة حوارية مع سام ألتمان.
وأشار آيف إلى أن الفريق يعمل على تصميم جيل جديد من الأجهزة الذكية، لا يقتصر على الهواتف أو الحواسيب، بل يهدف إلى إنشاء أدوات تفاعلية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي كوسيط أساسي للتفاعل بين الإنسان والتقنية.
ملامح المرحلة المقبلة
أكدت "أوبن ايه آي" أن رؤيتها المستقبلية تتمثل في تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة رقمية إلى رفيق تفاعلي في حياة الإنسان اليومية، في العمل، والتعليم، والإبداع، والترفيه.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان أمام حشد من المطورين في سان فرانسيسكو "هذا أفضل وقت في التاريخ للبناء؛ بات الانتقال من الفكرة إلى المنتج أسرع من أي وقت مضى".
هذا العرض التقديمي الذي شاهده أكثر من 30 ألف شخص مباشرةً، استهل يوما من العروض التوضيحية والمحاضرات لجمهور من المطورين تجمعوا في موقع على شواطئ خليج سان فرانسيسكو المشمس.
ويبدو أن DevDay 2025 لم يكن مجرد مؤتمر للمطورين، بل إعلانًا صريحًا عن دخول مرحلة جديدة من المنافسة بين عمالقة التقنية على قيادة مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي.
لمياء الصديق (أبوظبي)