إذا تورطت إسرائيل في غزة، وهو أمر لا يمكن استبعاده بأي حال من الأحوال، فهناك احتمال كبير بأن يفتح حزب الله جبهة ثانية.

وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي قد تخرج عن نطاق السيطرة، وهنا يكمن الخطر إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار في وقت مبكر بما فيه الكفاية في الصراع...يكمن دافع بايدن في حاجة الولايات المتحدة الماسة لاستعادة دورها القيادي في الشرق الأوسط.

والواقعان الأكثر إلحاحًا اللذين يرفضان القيادة الأمريكية هما: الأول، التضامن الإقليمي الموحد القوي الذي يتجاوز الانقسامات الطائفية سعيًا إلى التوصل إلى تسوية بشأن فلسطين، على نحو لم يحدث من قبل، وثانيهما، التقارب السعودي الإيراني.

التطورات الأخيرة المتعلقة بحماس وإسرائيل قوضت الجهود الأمريكية لإقناع المملكة العربية السعودية بالاعتراف بإسرائيل.... لا شك أن الموقف السعودي من القضية الفلسطينية أصبح أكثر تشددًا.

أحمد ياسر يكتب: مخاوف أمريكا "المزدوجة" مدفوعة بالنفاق أحمد ياسر يكتب: هجوم 7 أكتوبر حطم حلم أوروبا في الشرق الأوسط أحمد ياسر يكتب: هدف إسرائيل في تدمير حماس إلى الأبد غير واقعي أحمد ياسر يكتب: عندما يصبح المدنيين وقودًا للمدافع!!

وينعكس هذا الخلاف العميق أيضًا في مجلس الأمن الدولي، حيث أيدت دولة الإمارات العربية المتحدة مشروع القرار الروسي، الذي دعا إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ويحظى بالاحترام الكامل"، لكنها عارضت مشروع القرار الأمريكي، الذي كان مراوغًا بشأن إنهاء الحرب.... وبدلًا من ذلك عزف على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

وبالنظر إلى المستقبل، فإن السؤال الكبير يدور حول النوايا الأمريكية.... هل هو استعراض للعضلات أم مؤامرة خفية لخلق حقائق على الأرض يمكن استغلالها كذريعة للحرب لشن هجوم ضد إيران، وهو مشروع طويل الأمد للمحافظين الجدد الذين يهيمنون على خطابات السياسة الخارجية الأمريكية؟

وأعلن بايدن في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض... أنه حذر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من أنه إذا استمرت طهران في التحرك ضد القوات الأمريكية في المنطقة، فإن واشنطن سترد.

وعلى حد تعبير بايدن، كان تحذيري لآية الله هو أنهم إذا استمروا في التحرك ضد تلك القوات، فسوف نرد.. وينبغي أن يكون مستعدا...... ولا علاقة له بإسرائيل. (كان بايدن يشير إلى الهجمات المتزايدة على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا).

أحمد ياسر يكتب: سد الانقسامات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أحمد ياسر يكتب: تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم أحمد ياسر يكتب: بعد 600 يوم من الحرب في أوكرانيا أحمد ياسر يكتب: الدبلوماسية المُحايدة وسط القصف الدموي

ورد النائب السياسي في مكتب الرئيس الإيراني محمد جمشيدي منذ ذلك الحين على تصريحات بايدن قائلا: الرسائل الأمريكية لم تكن موجهة إلى قائد الثورة الإسلامية ولم تكن سوى طلبات من الجانب الإيراني... إذا كان بايدن يعتقد أنه حذر إيران، فعليه أن يطلب من فريقه أن يطلعه على نص الرسائل.

ومن المتصور أن تشكل الهجمات الأخيرة التي شنتها الجماعات المسلحة في سوريا والعراق صداعًا لبايدن في السياسة الداخلية... وبحسب ما ورد، أصيب نحو عشرين جنديًا أمريكيًا بجروح ومقتل مقاول عسكري حتى الآن.

ويوجد ما يقرب من 2500 جندي أمريكي في العراق ونحو 900 جندي في سوريا.

ومع ذلك، في حين أن الولايات المتحدة لا تزال تتمتع بقوة لا مثيل لها في الشرق الأوسط، إلا أن نفوذها قد تضاءل، مع ظهور حقائق جديدة:

١- لقد أصبحت إسرائيل أكثر قوة عسكريًا واقتصاديًا في مواجهة الفلسطينيين، لكنها لم تعد تتمتع بالهيمنة الإقليمية.

٢- وتؤكد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، القوتان المهيمنة في الشرق الأوسط، على نحو متزايد على مصالحهما الخاصة.

٣- الصين، على الرغم من كونها لاعبًا جديدًا نسبيًا، لم تعد تقتصر على الدبلوماسية الاقتصادية.

٤-لقد فقدت الولايات المتحدة القدرة على الاستفادة من سوق النفط العالمية، حيث تعمل روسيا بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية ضمن نطاق أوبك + لمعايرة مستوى إنتاج النفط وأسعاره.

ونتيجة لذلك، فإن البترودولار يضعف..

٥- لقد تم وضع اتفاقيات أبراهام على الرف عمليا.

٦- لقد اتخذ الصراع العربي الإسرائيلي أبعادًا جديدة في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل صعود محور المقاومة، الأمر الذي يتطلب مواقف جديدة وتفكيرًا عمليًا من جانب الولايات المتحدة.

٧- لقد تحولت السياسة الإسرائيلية بشكل حاد نحو اليمين المتطرف.

٨- إن البيئة العالمية معقدة للغاية؛ ولم يعد من الممكن أن تظل عملية السلام تحت إشراف الولايات المتحدة....حيث استضافت روسيا اجتماعا ثلاثيا في موسكو مع نائب وزير الخارجية الإيراني ووفد من حماس.

أحمد ياسر: لماذا أُزيلت فلسطين من جدول الأعمال ولماذا عادت؟ أحمد ياسر: هل الصين الملاذ الأخير للصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ أحمد ياسر يكتب: فك رموز تركيا من الصراع بين إسرائيل وحماس أحمد ياسر يكتب: تأثيرات الحرب الأهلية السورية على الشرق الأوسط

وفي وقت لاحق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وهو أيضا المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط وإفريقيا، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "سيصل قريبا في زيارة رسمية" إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في حرب شاملة مع إيران، ستتكبد الولايات المتحدة خسائر فادحة وقد يواجه الكيان المحتل الدمار.. وفي الواقع، قد تختار إيران امتلاك قدرة الردع النووي.. ومن شبه المؤكد أن تتحول الحرب الأمريكية الإيرانية إلى حرب عالمية.

ومن الواضح أن مبدأ الحرب لم يعد  خيارا..

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: احمد ياسر فلسطين اخبار فلسطين غزة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو حماس حزب الله ايران سوريا الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط أحمد یاسر یکتب

إقرأ أيضاً:

قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني.. ما السبب؟

واشنطن- الوكالات

أعلنت قناة الحرة الأميركية مساء أمس السبت تعليق بثها التلفزيوني؛ نظرا لامتناع الوكالة الأميركية للإعلام عن صرف تمويلها الذي أقره الكونجرس.

وقالت قناة الحرة -وهي شبكة باللغة العربية أنشأتها الحكومة الأميركية بعد غزو العراق عام 2003- في بيان نشر على موقعها إنها تأسف بشدة لاتخاذ هذا القرار الاضطراري.

اضطرت شبكة الشرق الأوسط للإرسال (MBN) إلى تعليق البث التلفزيوني لـ #قناة_الحرة.. نُقدّر جمهورنا ونتطلع إلى العودة إلى عشرات الملايين من المشاهدين الذين كانوا يتابعون الحرة أسبوعيًا. pic.twitter.com/Ny2GIETfUe

— قناة الحرة (@alhurranews) May 31, 2025

ووفقا لموقع الحرة، فقد وافق الكونجرس الأميركي في 14 مارس/آذار الماضي على "تمويل استمراري" لشبكة الشرق الأوسط للإرسال حتى نهاية السنة المالية 2025، وفي اليوم التالي أبلغت الوكالة الأميركية للإعلام الدولي شبكة الشرق الأوسط للإرسال وبقية الهيئات الإعلامية الممولة من الحكومة الأميركية بإنهاء اتفاقيات منحة التمويل فجأة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت في مارس/آذار الماضي أنها ستوقف جميع التحويلات المالية لوسائل الإعلام المدعومة من الحكومة الأميركية، في إطار حملة واسعة النطاق لخفض التكاليف بقيادة الملياردير إيلون ماسك.

أدى هذا الإجراء إلى تجميد صوت أميركا على الفور، على الرغم من أن موظفيها رفعوا دعاوى قضائية لاستعادة التمويل الذي وافق عليه الكونغرس.

وقال جيفري غدمين، الرئيس التنفيذي لشبكات الإرسال في الشرق الأوسط، التي تضم تحت مظلتها قناة "الحرة" وغيرها من وسائل الإعلام العربية الأصغر حجما، والممولة من الولايات المتحدة في وقت سابق إن قناة الحرة ستتوقف عن البث، ولكنها ستسعى إلى الحفاظ على التحديثات الرقمية من خلال عدد من الموظفين تم تخفيضه إلى "بضع عشرات".

وتقول قناة الحرة إنها تصل إلى أكثر من 30 مليون شخص كل أسبوع في 22 دولة.

ولدى ترامب علاقة متوترة مع وسائل الإعلام وقد شكك في "جدار الحماية" الذي وُعدت بموجبه وسائل الإعلام التي تمولها الولايات المتحدة بالاستقلالية التحريرية.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟
  • بايدن أم روبوت | من الذي حكم الولايات المتحدة لأربع سنوات قبل ترامب؟.. نخبرك القصة
  • أحمد موسىى: مصر مصرة على نزع السلاح النووي الإسرائيلي
  • وزير الخارجية: جددت دعوة مصر لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: لجنة وطنية لمواجهة الضغوط الأمريكية
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني.. ما السبب؟
  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني
  • الباحة تحتضن أكبر مدينة بن في الشرق الأوسط .. فيديو
  • خلافات ترامب وماسك تندلع علناً في الشرق الأوسط