إعلاميون: ضرورة أن يخاطب الإعلام العربي العالم ولا يتخلّى عن الهوية
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
دبي: سومية سعد
أكد عدد من الإعلاميين المتخصصين أن وصول الإعلام العربي إلى العالمية ليس هدفاً سهلاً، ولكنه ليس مستحيلاً، ويتطلب الأمر تكاملاً بين البنية التحتية، والتحرير، والتسويق، والكوادر، والتقنيات.. والأهم وجود إرادة حقيقية لأداء دور عالمي، من دون التخلي عن الجذور والهوية.
وأكدوا أن الوصول بالإعلام العربي إلى مستوى عالمي يتطلب تضافراً حقيقياً بين عناصر عدة، من بينها التمويل المستدام والاستقلالية المهنية والتنوع في المحتوى واللغات، والابتكار الرقمي وتطوير الكوادر والتوسع الجغرافي والتعاون الدولي، واستراتيجية تسويقية مدروسة.
يشير طاهر بركة، المذيع في«قناة العربية» إلى أن العالم العربي يشهد محاولات جادة للدخول إلى المشهد الإعلامي العالمي، خاصة عبر منصات مثل قناة «الجزيرة» بنسختها الإنجليزية، التي استطاعت تحقيق بعض الحضور الدولي، غير أن هذه التجارب ما زالت محدودة التأثير، وغالباً ما تبقى محصورة ضمن جمهور عربي أو من المهتمين بالقضايا العربية، من دون أن تتحول إلى مصدر رئيسي للخبر لدى الجمهور الغربي. ويرى أن نجاح منصة إعلامية عربية في المنافسة العالمية لا يعتمد على التمويل أو التكنولوجيا فقط، بل يستدعي وجود رؤية تحريرية مستقلة وخطاب إعلامي يتجاوز الحواجز الثقافية والجغرافية، وضرورة التحلي بالصدقية والحياد، والقدرة على متابعة الأخبار العالمية بكفاءة تضاهي متابعة القضايا المحلية. كما يشدد على أهمية تطوير المحتوى، بحيث لا يقتصر على نقل الخبر بل يشمل تحليلات معمقة وتقارير استقصائية وبرامج تفاعلية تقدم بلغات متعددة لتصل إلى جمهور أوسع.
أما فضيلة المعيني، رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية، فترى أن تحقيق التمويل المستدام للإعلام العربي يتطلب تنويع مصادر الدخل، والابتعاد عن الاعتماد المفرط على الدعم الحكومي، بعقد شراكات مع مؤسسات دولية والاستثمار في مشروعات إعلامية، وإطلاق حملات تمويل جماهيري تعزز استقلالية العمل الإعلامي. لأن استقلالية المنصة الإعلامية وحياديتها عنصران أساسيان لبناء ثقة الجمهور، ما يستوجب وجود قواعد تحريرية واضحة تضمن حرية الصحفيين وتحميهم من التأثيرات السياسية. وترى أن منافسة المنصات العالمية ممكنة، بشرط أن يتحقق إعلام عربي حر ومستقل وطموح، وعندها فقط يمكن أن تتحول منصة عربية إلى مصدر أساسي للخبر عالمياً.
وتؤكد الإعلامية فرزانة حسن، ضرورة تنويع المحتوى الإعلامي، بحيث يشمل برامج وأخباراً تقدم بالعربية، إلى جانب لغات عالمية مثل الإنجليزية والفرنسية، مع التركيز على القضايا ذات الاهتمام العالمي، لتوسيع قاعدة الجمهور وتعزيز الحضور الدولي للإعلام العربي.
كما تدعو إلى اعتماد التحول الرقمي والابتكار، باستخدام الذكاء الاصطناعي وأدوات تحليل البيانات، لصناعة محتوى تفاعلي يتماشى مع متطلبات جمهور مواقع التواصل.
منال محمد، مديرة العلاقات العامة والتسويق في شرطة دبي، ترى أن تعزيز التعاون الدولي عامل أساسي في تطوير الإعلام العربي، بإقامة شراكات مع مؤسسات إعلامية عالمية، تسمح بتبادل الخبرات والتدريب ورفع المستوى الفني والمعرفي.
كما تشدد على أهمية بناء علامة تجارية إعلامية عربية قوية ومعترف بها دولياً، عبر استراتيجيات تسويق فعالة تشمل الترويج والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الإعلامية الكبرى.
ويشير المستشار الإعلامي أحمد طقش، إلى أن عدم وصول الكثير من المنصات العربية إلى العالمية، لا يعود إلى ضعف الإمكانات، بل إلى غياب الطموح نحو العالمية، حيث تركز كثير من هذه المنصات على مخاطبة جمهورها العربي المحلي وتلبية اهتماماته، وهذا ليس فشلاً بل هو تميز، مادامت تقدم محتوى عالي الجودة يعكس هوية ثقافية واضحة.
كما يرى أن السعي نحو الانتشار لا ينبغي أن يكون هدفاً على حساب عمق الرسالة الإعلامية، لعدم الوقوع في فخ الترويج لمضامين سطحية سعياً وراء الشعبية.
أما الإعلامية حمدة الكتبي، فتؤكد أهمية تطوير الكوادر الإعلامية عبر برامج تدريب مستمرة تركز على مهارات الصحافة الحديثة والتحقيقات الاستقصائية، ما يسهم في رفع مستوى الأداء المهني. كما ترى أن التوسع الجغرافي للإعلام العربي عبر إنشاء شبكة مراسلين دولية ومكاتب في العواصم العالمية، سيعزز قدرة المنصات على تقديم متابعة حية وموثوقة للأحداث العالمية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإعلام العربي الإمارات
إقرأ أيضاً:
من الحرم إلى العالم.. جهود إعلامية استثنائية في تغطية موسم الحج
عرضت هيئة الإذاعة والتلفزيون فيلمًا مصورًا حول جهودها الاستثنائية لتغطية موسم حج 1446هـ، سلط فيه الضوء على الجهود الإعلامية الكبيرة التي تبذلها الهيئة لنقل مشاعر الحج إلى العالم، بما يعكس صورة المملكة المشرفة في خدمة ضيوف الرحمن.
وجاء الفيلم ليجسّد حجم العمل الإعلامي المتكامل، ويستعرض الاستعدادات والتقنيات الحديثة التي سخرتها الهيئة لتقديم تغطية استثنائية، تعبّر عن الهوية الوطنية وتواكب مكانة المملكة عالميًا.
نور الحج بالصوت والصورة؛ جهودٌ ميدانية وإعلامية متكاملة تبذلها #هيئة_الإذاعة_والتلفزيون في نقل أجواء الحج، لحظة بلحظة، ومن قلب المشاعر المقدسة.#يسر_وطمأنينة | #حج_1446— هيئة الإذاعة والتلفزيون (@SBAgovSA) May 31, 2025موسم الحجوأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون محمد بن فهد الحارثي عبر الفيلم أن موسم الحج هو حدث استثنائي تستنفر فيه الدولة جميع مواردها، باعتبار هذا العمل شرفًا وواجبًا وطنيًا.
أخبار متعلقة إنجاز جديد.. "الطيران المدني" تحصد ذهبيتين بمؤتمر "الاتصال العالمي"اليوم.. الداخلية تعقد مؤتمر قيادات قوات أمن الحج في مكة المكرمةوأشار الحارثي إلى أن التغطية الإعلامية لا تقتصر على القنوات المحلية، بل تتعداها إلى البث الدولي من خلال التعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية والمنظمات الإقليمية، لنقل محتوى الحج إلى شاشات العالم ليصل إلى كل بيت مسلم.
وأكد أن هذه التغطية شرف ومسؤولية عظيمة تقوم بها المنظومة الإعلامية بقيادة وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري، الذي يقف خلف هذه الجهود بكل التمكين وتذليل الصعوبات نحو تغطية إعلامية تليق بهذه التظاهرة العظيمة.دورات تطويرية استباقيةمن جهته، أوضح نائب الرئيس خالد الغامدي، أن الهيئة جهّزت أكثر من (14) عربة نقل تلفزيوني، و(12) عربة أقمار صناعية، وقرابة (120) كاميرا موزعة في المشاعر المقدسة، لإنتاج أكثر من (400) ساعة بث حي عبر (5) قنوات مخصصة.
وأشار إلى تنفيذ دورات تطويرية استباقية شملت نحو (50) مراسلًا ومراسلة استعدادًا للموسم، مؤكدًا سعي الهيئة الحثيث للتطوير المستمر، لمواكبة الحدث بروح مهنية عالية وإمكانات ترتقي بمستوى التغطية عامًا بعد عام.الإعلام في موسم الحجمن جانبٍ آخر من الفيلم، شدد مدير الشؤون الإخبارية بالهيئة زهران الزهراني، على أن مهمة الإعلام في موسم الحج ليست مهنية فحسب، بل تحمل أبعادًا إنسانية عميقة، قائلًا: "في كل شارع قصة، وفي كل لحظة مشاعر، ودورنا أن نوثقها وننقلها للعالم".
وأكد مساعد الرئيس للشؤون الهندسية حاتم أبو ناصف، أن هيئة الإذاعة والتلفزيون تسخر جميع إمكانياتها البشرية والتقنية وتجهز أستديوهات مخصصة ومراكز إعلامية تستخدم أعلى التقنيات لتغطية موسم الحج سنويًا، وينتشر أكثر من (800) إعلامي وفني ومهندس في مواقع رئيسية تشمل المشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة)، والحرم المكي والمسجد النبوي، بجانب وجودهم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومحطات النقل والحافلات الذكية، وذلك لتوثيق تجربة الحج في كل مراحلها، من لحظة وصول الحاج إلى لحظة مغادرته.رؤية المملكةويختتم الفيلم بإبراز التزام هيئة الإذاعة والتلفزيون برسالتها الإعلامية والوطنية، مؤكدة أن موسم الحج فرصة لصياغة سرد بصري يُجسد ما تبذله المملكة قيادةً وشعبًا من جهود لخدمة الإنسان، ويعكس رؤية المملكة في توظيف الإعلام قوة ناعمة تُعبر عن روحها، وتصل بها إلى العالم.
يُذكر أن الهيئة تغطي (6) مؤتمرات وأحداث كبرى متزامنة مع الحج، بجانب إنتاجها (10) أفلام وثائقية مختصة بالحج تبرز الجهود الوطنية، إضافة إلى استعدادها التام للبث المباشر المشترك الذي يمتد لـ(11) ساعة بين الإذاعات، وتوفيرها للبث التلفزيوني لجميع القنوات بما يضمن تغطية واسعة تتعدى الحدود الجغرافية بأكثر من (12) لغة التي خصصت لها الهيئة إنتاجًا إعلاميًا خاصًا وهي باللغة (العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الأردية، الإندونيسية، وغيرها) شاملةً تقارير إنسانية عن رحلة الحجاج من بلدانهم حتى وصولهم للمملكة، ولقاءات حصرية مع حجاج كبار السن، وأصحاب الهمم بجانب تسليط الضوء على الجهود السعودية في تسخير التقنية والذكاء الاصطناعي في تسهيل أداء المناسك.
وتهدف هذه التغطية إلى إبراز القيم الإسلامية للحج بوصفها رحلة روحية، وتعزيز الصورة الإيجابية عن المملكة المركز الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين، بجانب توظيفها هذا العام أكثر من 35 وحدة بث مباشر متنقلة (OB Vans) مجهزة بأحدث التقنيات في مجال التصوير عالي الدقة (4K)، إضافة إلى استخدام الدرونز والكاميرات الثابتة والمتحركة لنقل المشاهد الجوية والانسيابية داخل الحشود بدقة واحترافية.