القائد: دمج 15 نظامًا رئيسًا و10 أنظمة وطنية مشتركة وخدمات عامة عبر الإنترنت أعلنت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، أمس، انطلاق أعمال النسخة التاسعة من المؤتمر العالمي لتبادل البيانات الإحصائية والوصفية (SDMX)، الذي يعقد لأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط، تحت عنوان «تمكين مجتمع البيانات». ويأتي المؤتمر بتنظيم من الهيئة وعدد من المنظمات الدولية، وبمشاركة 107 دول، وبحضور أكثر من 500 من متخصصي علوم البيانات والمسؤولين من المنظمات الإقليمية والدولية والإحصائيين ومستخدمي البيانات من المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية والأوساط الأكاديمية ومؤسسات القطاع الخاص.

وقد استهل حفل افتتاح المؤتمر بكلمة تفضل بتقديمها رشيد بن محمد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي، أشار خلالها إلى الجهود التي بذلها المصرف من أجل تطوير الإحصاءات الرسمية، وذلك بالتركيز على تعزيز الاستقرار النقدي والمالي مع ضمان التنمية المستدامة للصناعة المالية وتوفير إحصاءات رسمية ذات جودة يمكن إداراتها ونشرها، مؤكدًا أثر هذه الإحصاءات في توجيه سياسات المصرف ومبادراته وتمكين أصحاب المصلحة من المؤسسات المالية وعامة الناس من اتخاذ قرارات مستنيرة. وبين المحافظ حرص المصرف على توفير النشرات الإحصائية المتنوعة الشهرية والسنوية بشفافية، وتركيزه على تسخير التقنيات الرقمية لزيادة تعزيز إمكانية الوصول إلى مجموعات البيانات الخاصة بالمصرف وتعزيز جوانب الاستفادة منها، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية. كما تطرق للحديث عن دور البنوك المركزية في عمليات صنع القرار وأثر تفاعلها مع الهيئات الدولية، مثل بنك التسويات الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرها، في تقليل الأخطاء وتعزيز سرعة تبادل البيانات، فضلاً عن الاعتماد على مبادرة تبادل البيانات والبيانات الإحصائية والوصفية (SDMX) وأثرها في رفع قدرات هذه البنوك في مجال إدارة البيانات وفي إنشاء نظام إيكولوجي عالمي للبيانات المالية بشكل أكثر تكاملاً واتساقًا. وحول تمكين مجتمع البيانات، أكد ضرورة التركيز على فوائد الاعتماد على البيانات والبيانات الإحصائية والوصفية (SDMX) وكيفية الاستفادة منها، مبينًا ضرورة توفير المعلومات الموحدة والتي تمتاز بالشفافية وقابلية الاستخدام وإمكانية الوصول إليها وإمكانية تطبيقها. وأكد المحافظ، في ختام كلمته، أن المملكة بكياناتها وأمام ثورة البيانات العالمية لا تقف كمتفرج، ولكنها تسهم وتشارك بصورة نشطة في هذا المجال، كما تدرك الإمكانات التحويلية لمبادرة تبادل البيانات والبيانات الإحصائية والوصفية وكانت سباقة في اعتمادها، وهو ما ضمن للمملكة بقائها في طليعة الابتكار والتقدم. بعد ذلك تفضل الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية محمد علي القائد بإلقاء كلمة وعرض أكد خلاله على المبادئ الأساسية والالتزام الثابت للهيئة بتحويل البحرين إلى دولة متقدمة رقميًا، وذلك انطلاقًا من رؤية القيادة الرشيدة، والتزامًا بتنفيذ توجيهات الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية رئيس اللجنة الوزارية لتقنية المعلومات والاتصالات، مشيرًا إلى أن هذه الرؤى والتوجيهات السديدة قد أسهمت بمضي المملكة قدمًا في تنفيذ التحول الرقمي، مبينًا دور البيانات في تحقيق هذا التقدم، كونها قوة دافعة للتغيير الإيجابي وتحسين الحياة وتعزيز مجتمع أكثر اتصالاً، مدللاً على ذلك بنجاح المملكة في توفير أكثر من 630 خدمة حكومية عبر قنوات رقمية متعددة، والتي تتسم بالكفاءة، وسهولة الوصول إليها، متجاوزة جميع الحواجز والحدود. كما أكد أن تنفيذ المبادرات الرقمية في المملكة قد تحقق نتيجة لتوافر البيانات الدقيقة والسليمة والقابلة للتشغيل البيني، فضلاً عن الاستخدام الأمثل للتقنيات المتقدمة والتشريعات والسياسات الرقمية الداعمة، مثل قانون حماية البيانات الشخصية وسياسة البيانات مرة واحدة فقط، مشيرًا إلى أن النهج الحكومي الشامل في المملكة يدمج أكثر من 15 نظامًا رئيسًا وأكثر من 10 أنظمة وطنية مشتركة وخدمات عامة عبر الإنترنت يمكن الوصول إليها من قبل الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد من خلال القنوات المتعددة والبنية التحتية الرقمية المتقدمة، ما يجعل تجربة الحكومة الإلكترونية مريحة وفعالة وسلسة قدر الإمكان. بعد ذلك استعرض الرئيس التنفيذي التطور الإحصائي في المملكة، والذي تحقق من خلال إطلاق العديد من المبادرات الإحصائية لتوفير البيانات، والتي أسهمت في تعزيز الحوكمة وتحفيز الابتكار، ومن أبرزها تنفيذ التعداد السكاني واعتمادها على استخدام السجلات الإدارية في العام 2010 وتدشين منصة البحرين للبيانات المفتوحة، وإنشاء البحرين للبوابة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، إلى جانب إجراء الدراسات والمسوحات الاستقصائية مثل مسوحات أسعار المستهلك ودخل ونفقات الأسرة وغيرها. كما بين في سياق كلمته جهود المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل الاستفادة من المعلومات الإحصائية لدعم صنع القرار والبحث والحوار داخل دول مجلس التعاون، وإنجازه في الاعتراف به من قبل البنك الدولي في عام 2018 كواحدٍ من أفضل 10 مؤسسات دولية في البيانات المفتوحة، بالإضافة إلى دعم دول مجلس التعاون للمركز وأثره في تحقيقه للعديد من الإنجازات الإحصائية المهمة، مثل الخطة الاستراتيجية الخليجية المشتركة للإحصاء، وإتاحة معايير ومنهجيات موحدة لعدة مشاريع كقاعدة السجل الإداري المنسق للتعداد السكاني لعام 2020 ومسح العمالة، ووضع نماذج ومؤشرات لقياس تنفيذ المشاريع الخليجية المشتركة وغيرها. وبين الرئيس التنفيذي أن مبادرة تبادل البيانات والبيانات الإحصائية والوصفية توفر الأدوات اللازمة للتصدي للتحديات الإقليمية، وتسخير الفرص، والإسهام بشكل مجد في الحوارات العالمية بشأن الإحصاءات، لافتًا إلى تنفيذ هذه المبادرة في دول المجلس من خلال منصة (مرسى) وهي واحدة من المبادرات الرئيسة التي تربط جميع المكاتب الإحصائية الوطنية الستة في دول المجلس بالمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتسهم في أتمتة جمع وتبادل البيانات باستخدام مبادرة تبادل البيانات والبيانات الإحصائية والوصفية (SDMX)، إلى جانب استخدام مؤشر تبادل البيانات الإحصائية لصفحات البيانات الوطنية الموجزة (NSDP) في جميع دول المجلس التي تمكن من التبادل والمشاركة التلقائية للبيانات الإحصائية والبيانات الوصفية في جهاز SDMX. من جانبه، أكد الدكتور فهد الدوسري رئيس الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة العربية السعودية، في كلمته التي ألقاها خلال حفل الافتتاح، أنه في ظل التزايد الملحوظ لآليات وسبل الإحصاءات الرسمية، والنمو المستمر لأساليب جمع البيانات وتحليلها ومنهجيات وضع المؤشرات الإحصائية، أصبح تبادل البيانات الإحصائية والوصفية أمرًا ضروريًا في الأوساط المعنية بالبيانات. وعليه، جاء إطلاق مبادرة (SDMX) العالمية استجابةً للمستجدات والتطوّرات المتسارعة والطلب المستمر على مجموعات البيانات الكبيرة والغنية بالمعلومات. إذ تسعى المبادرة إلى تمكين الأوساط المعنية بالبيانات وتحديث وتوحيد الآليات المُستخدمة في هذا المجال على الصعيدين المحلي والدولي وبالنيابة عن رعاة مبادرة البيانات والبيانات الإحصائية، تقدم بيرت كروز مدير الإحصاءات وكبير الإحصائيين بصندوق النقد الدولي بكلمة بيّن خلالها أنه يتسع نطاق مبادرة (SDMX) ليشمل المستخدمين غير التقليديين مثل القطاع الخاص والمجتمعات الأكاديمية، إذ ترسي بذلك روابط وطيدة بين شتى الأوساط المعنية بالبيانات. وتنطوي مبادرة (SDMX) على العديد من المزايا، بما في ذلك تحسين الجداول الزمنية لإنجاز الأعمال وتعزيز إمكانية الوصول للبيانات عبر استخدام عمليات مؤتمتة، وتقليل النفقات وأعباء الإبلاغ من خلال استخدام المصادر المفتوحة ومشاركة البيانات وأتمتة عمليات التصديق وخدمات الويب. كما تتيح المبادرة إمكانية الوصول إلى مجتمع عالمي متخصص من خلال العديد من آليات الدعم والتدريب مثل منتديات المستخدمين وخدمات المساعدة التقنية والفعاليات المختلفة. كما ألقى الكلمة الرئيسة، حول أهمية مبادرة تبادل البيانات الإحصائية والوصفية والاعتماد عليها أداة تمكينية للذكاء الاصطناعي، إريك انفار رئيس البيانات الذكية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إذ تطرق في كلمته إلى موضوع المصادر المفتوحة وشرح أثرها في تحقيق الوصول والبحث السريع عن البيانات وتحديثها، كما استعرض أبرز التطبيقات مفتوحة المصدر والتي تعتمد عليها المنظمات في العالم، كما استعرض كيفية ربط البيانات وتطويرها بين المؤسسات، وأثر ودور الخبراء والمتخصصين في التعامل الأمثل مع التطبيقات وكيفية استخدامها وتطويرها والقدرة على سد الثغرات. وجرى خلال حفل الافتتاح الإعلان عن الفائزين من المطورين الموهوبين وخبراء الإحصاء والبيانات من المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية في مسابقة الهاكثون، التي هدفت إلى تطوير تطبيق ويب تفاعلي مفتوح المصدر يقرأ ملف المواصفات بكفاءة، ويسترد البيانات من واجهات برمجة التطبيقات (APIs) الخاصة بمبادرة «SDMX»؛ من أجل إنشاء لوحة معلومات ديناميكية وتفاعلية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا البیانات الإحصائیة والوصفیة دول مجلس التعاون أکثر من من خلال رئیس ا

إقرأ أيضاً:

6 اختلافات جوهرية بين مقترحي ويتكوف.. صفقتا تبادل أسرى في أسبوع

أعلنت حركة حماس أنها تسلمت مقترحا جديدا قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك أيام قليلة من موافقة الحركة على مقترح آخر قدمه ويتكوف.

وأشارت الحركة في بيان إلى أن "قيادة حركة حماس استلمت من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد، وتقوم بدراسة هذا المقترح بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع".

وترصد "عربي21" ستة اختلافات جوهرية بين المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس، ومقترح ويتكوف الجديد، لاسيما فيما يتعلق بأعداد الأسرى الأحياء والقتلى ومواعيد تنفيذ صفقات التبادل.

 ⬛عدد الأسرى
- المقترح الأول يتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء منهم 5 في اليوم الأول و5 في اليوم الأخير لوقف إطلاق النار، والذي يستمر لمدة 60 يوما، إلى جانب الإفراج عن 16 جثة.

- المقترح الجديد يتضمن الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء منهم 5 في اليوم الأول و5 في اليوم السابع، أي اكتمال صفقات تبادل الأسرى في غضون أسبوع واحد فقط، إلى جانب الإفراج عن 18 جثة.

⬛ المساعدات الإنسانية
- المقترح الأول يضمن دخول المساعدات الإنسانية دون قيود، ووفق البروتوكول الإنساني المتفق عليه في 17 كانون الثاني/ يناير 2025.



- المقترح الجديد يتضمن صيغة غير محددة وتفتح الباب أمام تحكم الاحتلال في نوعية وكمية المساعدات الواردة إلى قطاع غزة.

⬛ تحليق طائرات الاحتلال الإسرائيلي
- المقترح الأول ينص على توقف كامل لتحليق طائرات الاحتلال الإسرائيلي فوق قطاع غزة طيلة فترة وقف إطلاق النار (60 يوما).

- المقترح الجديد ينص على توقف تحليق طائرات الاحتلال الإسرائيلي فوق قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا وخلال 12 ساعة في أيام تسليم الأسرى فقط.

⬛ انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة
- المقترح الأول يشمل الانسحاب الإسرائيلي قبل استكمال تسليم الأسرى إلى المواقع التي كان عليها جيش الاحتلال قبل انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في كانون الثاني/ يناير الماضي.

- المقترح الجديد يشمل الانسحاب الإسرائيلي بعد تسليم الأسرى إلى المواقع التي كان عليها جيش الاحتلال قبل انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في كانون الثاني/ يناير الماضي.

⬛ الترتيبات المتعلقة بإدارة قطاع غزة
- المقترح الأول ينص على أن جهة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط ستتولى مسؤولية إدارة قطاع غزة وتشمل مهامها الإشراف على عملية إعادة الإعمار.



- المقترح الجديد ينص على "ترتيبات أمنية طويل الأمد في قطاع غزة"، ما يبقي الباب مفتوحا أمام المخططات الإسرائيلية في إدامة احتلال غزة والتحكم بحياة الفلسطينيين.

⬛ استئناف الحرب
- المقترح الأول يتضمن التزاما أمريكيا بضمان استمرار وقف إطلاق النار حتى التوصل لاتفاق دائم.

- المقترح الجديد لا يتضمن أي التزامات بشأن منع استئناف الحرب بعد انقضاء الـ60 يوما مدة اتفاق وقف إطلاق النار.

نص مقترح ويتكوف الجديد
ينص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، تعيد فيها حركة حماس 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة، من قائمة الـ58 أسيرا الذين لا تزال تحتجزهم في قطاع غزة، وتجري عمليات التبادل في اليوم الأول والسابع من وقف إطلاق النار.

ويبدأ إدخال المساعدات إلى قطاع غزة فور التوصل إلى الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، وسيتم إيصال المساعدات عبر قنوات يتم الاتفاق عليها، والتي تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

يتوقف النشاط الهجومي الإسرائيلي خلال فترة وقف إطلاق النار، كما يتوقف النشاط الجوي وجمع المعلومات الاستخبارية بواسطة الطائرات لمدة عشر ساعات يوميا أو 12 ساعة في الأيام التي يتم فيها تبادل الأسرى.

بعد كل مرحلة من مراحل تبادل الأسرى والجثث، سيتم إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

وفي اليوم الأول لوقف إطلاق النار، تبدأ المفاوضات برعاية الوسطاء العرب لتنفيذ الاتفاق على الترتيبات اللازمة لضمان وقف دائم لإطلاق النار.



وفي المفاوضات، سوف يناقش الطرفان شروط إطلاق سراح الأسرى المتبقين، والقضايا المتعلقة بإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي وانسحابها، والترتيبات الأمنية طويلة الأمد في قطاع غزة، ومقترحات الطرفين بشأن "اليوم التالي" لانتهاء الحرب.

"انقلاب ويتكوف"
الباحث السياسي محمد أبو طاقية وصف الاختلافات بين مقترحي "ويتكوف" بأنه "انقلاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى على الوعود التي قُطعت مقابل الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر، وتختلف ملامح الورقة الأخيرة كليا عمّا تم التوافق عليه قبل أيام مع حركة حماس، والتي أسهم الوسطاء وفي مقدمتهم (بحبح) في ترتيبها وصياغتها".

وقال أبو طاقية لـ"عربي21": "ورقة ويتكوف الأخيرة سيئة إنسانيا وسياسيا وميدانيا"، مرجعا ذلك لعدة أسباب، منها أنها لا تحتوي على أي تعهد قريب أو بعيد بوقف الحرب، لا بشكل جزئي ولا كلي.

واستكمل قائلا: "تفتقر لأي التزام إنساني، ولا تتطرّق لتعهدات وبروتوكول إدخال المساعدات أو المعدّات أو اللوازم الطبية، بل تُرحّل ذلك إلى ما بعد اليوم السابع، وتتركه لتقدير ومزاج الاحتلال (أي بعد استعادة أسراه)".

وذكر أن "مقترح ويتكوف الجديد يشترط تسلّم الأسرى والجثامين خلال الأسبوع الأول دون قيد أو شرط، ما يكشف عن نواياه الحقيقة، وأهدافه غير الإنسانية"، إلى جانب افتقاره لأي التزام بالانسحاب من غزة، بل الحديث فقط عن "إعادة انتشار ميداني" تحدده القوات الميداني عبر تنسيق فني، وحتى هذا مشروط بما بعد اليوم السابع.

ولفت إلى أن المقترح الجديد لا يتضمن أيضا أي ذكر للإخلاء الطبي أو لفتح المعابر، مشددا على أن "ما هو مطروح لا يعني سوى استمرار سياسة التجويع والتعطيش، وتواصل جرائم الإبادة والاحتلال، خلال ما يسمى الهدنة المؤقتة، وبعد انتهائها التي يبدو أنها لن تتجاوز عشرة أيام وفق المعطيات وجدولة التسليم المشترطة".

كيف تغير مقترح "ويتكوف"؟
الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة يوضح كيفية تغير مقترح "ويتكوف"، مشيرا إلى أنه منتصف أيار/ مايو الجاري، وبينما كانت عيون المنطقة ترقب زيارة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، كانت واشنطن تُجهز لإعلان كبير: وقف إطلاق نار في غزة يتوّج الزيارة "التاريخية".

وأضاف عفيفة في تحليل نشره عبر قناته بمنصة "تيلغرام"، أنّ "نتنياهو لعب لعبته المفضّلة، وأرسل وفدا إلى الدوحة بلا صلاحيات، ونسف الآمال من جذورها. عاد الجميع بخفّي حنين وترامب بأموال عربية".

وتابع قائلا: "عندها، جاء دور رجل الظل: #بشارة_بحبح، رجل الأعمال الأمريكي من أصل فلسطيني، أُعيد استدعاؤه لفتح قناة تفاوض مباشرة مع حماس، وتوصّل إلى ورقة متوازنة حظيت بموافقة من الحركة. لكن نتنياهو، كعادته، رفض، وبدأت الورقة تُدفن بصمت".

ولفت عفيفة إلى أنه "في الخلفية، كان رون دريمر، وزير شؤون الأسرى والمفاوضات في كيان الاحتلال، يُعدّ خطته مع نتنياهو. طار إلى واشنطن، وجلس في اجتماع عاصف مع المسؤولين الأمريكيين على رأسهم ويتكوف، جمع بين ملفَين شديدَي الحساسية: النووي الإيراني، واتفاق وقف إطلاق النار وفق مقترح بحبح".

وأردف قائلا: "هناك، جرت المقايضة: تغض إسرائيل الطرف عن اتفاق النووي مقابل أن تُدفن ورقة بحبح، وتُولد ورقة دريمر"، مضيفا أن "دريمر عرض ورقته المعدّلة، ووعد بضمان موافقة نتنياهو عليها. وبالفعل، تخلى ويتكوف عن بحبح وتبنّى “ورقة دريمر”، وأُعلنت رسميًا كورقة أمريكية جديدة".

وأكد أنه "في الحقيقة هي ورقة إسرائيلية بثوب أمريكي: خلت من أي ضمانات حقيقية لوقف الحرب، وأفرغت الصفقة من مضمونها الزمني والعددي، وجعلت المساعدات مشروطة ومرتبطة بالموافقة الإسرائيلية"، معتبرا أن "حماس تجد نفسها اليوم بين ورقة سيئة وافقت سابقًا على ما هو أفضل منها، وبين عدو يستثمر الرفض للمضي في إبادة غزة".

ورأى أن "القرار صعب، والوقت يداهم، لكن ما يجري ليس تفاوضًا بل هندسة سياسية لإجبار الضحية على القبول بشروط قاتلها، وتبرير المجازر للعالم على أنها ردّ على “رفض حماس"، معتقدا أنه "خلال الساعات القادمة على حماس أن تتخذ قرار يوازن بين ورقة سيئة ومصلحة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة والتجويع في غزة".

مقالات مشابهة

  • محافظ الدقهلية يستقبل وفد مركز معلومات مجلس الوزراء لبحث سبل التعاون فى مجال البيانات
  • التنمية المحلية: تسهيل ربط قواعد البيانات مع منظومة الرقم القومي العقاري
  • تنبيهات صارمة تخص يوم عرفة.. توجيه جديد من الحج والعمرة السعودية (صور)
  • العراق ثالثاً عربياً في عدد البطاقات المصرفية المصدرة
  • أصبحت أكثر تداولا.. الشيكات المصرفية عادت
  • التجارة: شمول أكثر من 40 مليون مواطن بعملية تحديث البيانات
  • 6 اختلافات جوهرية بين مقترحي ويتكوف.. صفقتا تبادل أسرى في أسبوع
  • "سدايا" تسخّر حلول البيانات والذكاء الاصطناعي لخدمة ضيوف الرحمن خلال حج عام 1446هـ
  • مجلس الإمارات للإعلام يطلق حزمة من السياسات الإعلامية الجديدة
  • مختصون: البيانات المفتوحة محرك رئيسي للابتكار والنمو الاقتصادي