صناع السينما يشيدون بـ«وداعا جوليا»: السينما في أبسط وأعمق أشكالها
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
أشاد عدد من صناع السينما المصريين بالفيلم السوداني «وداعا جوليا» للمخرج محمد كردفاني، بعد أيام من طرحه في دور العرض السينمائي، وهو العرض الأول للفيلم في مصر بعد عرضه في الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائي مايو الماضي، بالإضافة إلى ترشيحه من جانب السودان لتمثيلها في مسابقة أوسكار أفضل فيلم عالمي في نسختها الـ 96.
أبدى المخرج يسري نصرالله، إعجابه بالفيلم عبر تدوينة على حسابه بـ«فيس بوك»، قائلا: «نجح كردفاني في أن يحكى حكاية امرأة وزوجها عاديان من الطبقة الوسطى، هي كانت تريد أن تغني وهو جعلها تتنازل عن حلمها، وفجأة تجد الشخصيات نفسها وسط جرح وطن بأكمله»، متابعا: «السينما في أبسط وأعمق أشكالها عن ناس يكتشفون مكانهم في العالم.. ما أجمله».
هالة خليل: «وداعا جوليا» يستحق المشاهدةوقال المخرجة هالة خليل عن «وداعا جوليا»، «فيلم مهم يكشف جانبا قبيحا في نفوسنا ولكنه يضعه أمامنا في إطار فني جميل وممتع، أتمنى أن يستمر الفيلم طويلا في قاعات العرض لأن صورة الفيلم جميلة وتستحق المشاهدة على الشاشة الكبيرة»، بينما قال الفنان صبري فواز: «عندما تقدم مرارة الواقع بعين البصير وروح المحب، شكرا لصناع العمل الرائع».
ووصفت مصممة الأزياء ناهد نصرالله، الفيلم بـ «من أجمل وأرق وأقوى وأعنف ما شاهدته، فيلم وداعا جوليا، روحوا شوفوف.. شكرا لكل صناعه».
وأشاد الكاتب معتز فتيحة بحالة الإقبال التي تشهدها السينمات لمشاهدة الفيلم، «كمية الأخوة السودانين في السينما عشان فيلم وداعا جوليا رهيبة، ده شيء عظيم يا ريت تكون إشارة أن لاززم نهتم بعرض السينما السودانية في مصر ونشجعها، أنا حاسس إني في سينما في الخرطوم مش في القاهرة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فيلم وداعا جوليا يسري نصرالله هالة خليل وداعا جولیا
إقرأ أيضاً:
السينما تكشف الوجهين المتناقضين للطبيعة بين الصداقة والعداء
فبينما تصور بعض الأفلام الطبيعة كقوة عدائية قاسية تهدد البقاء البشري، تقدم أخرى نظرة رومانسية تعتبرها ملاذا آمنا وصديقا للإنسان.
وسلطت حلقة (2025/6/10) من برنامج "عن السينما"، الضوء على كيفية تصوير صناع الأفلام لهذه العلاقة المتشابكة من خلال قصص متنوعة تتراوح بين الخيال والواقع.
وفي السياق نفسه، قدمت السينما الأميركية نماذج صارخة للطبيعة كعدو لدود للإنسان، حيث يبرز فيلم "كاست أوي" كمثال كلاسيكي لبطل وحيد في جزيرة معزولة يواجه قسوة الطبيعة دون وجود شرير بشري.
وهذا النمط السينمائي يمتد ليشمل أفلاما مثل"أُل إذ لوست" الذي يصور رجلا يحارب من أجل البقاء في قلب المحيط، و"ذا بيرفكت ستورم"، المستوحى من قصة حقيقية لبحارة يواجهون عاصفة مدمرة.
وانتقلت هذه الرؤية إلى الفضاء الخارجي، حيث قدمت أفلام مثل "أبوللو 13″ و"غرافيتي"، و"ذا مارتين" صورا مؤثرة لرواد فضاء يكافحون للنجاة في بيئة قاسية وعدائية.
وتستخدم هذه الأفلام الفكرة الفلسفية نفسها التي استخدمها كبار الأدباء مثل إرنست هيمنغواي وجاك لندن وجوزيف كونراد، والتي تركز على هشاشة الوجود البشري وضآلته في الكون.
كما امتدت هذه النظرة لتشمل أفلام الجبال والمغامرات، حيث يبرز فيلم "إيفرست" المقتبس من قصة حقيقية عن عاصفة ضربت فريقا من المتسلقين، وفيلم "127 ساعة" الذي يحكي قصة المغامر آرون رالستون الذي اضطر لبتر ذراعه للهروب من فخ طبيعي في عام 2003.
إعلان
وجهة نظر مغايرة
لكن السينما قدمت أيضا وجهة نظر مغايرة تماما من خلال أعمال مثل "ذا جنغل بوك"، حيث تظهر الطبيعة كصديق للإنسان.
ويقدم هذا العمل المستوحى من قصص روديارد كيبلينغ عام 1894 نظرة فلسفية عميقة لعلاقة الإنسان بالطبيعة، حيث تقوم الذئاب بتبني الطفل موغلي الذي يصبح صديقا لحيوانات الغابة ويعيش حياة سعيدة.
والمثير للاهتمام أن قصة موغلي مستوحاة من أحداث حقيقية، حيث عثر صيادون في الهند عام 1867 على طفل يعيش مع الذئاب كأحد أفراد القطيع.
وعاش هذا الطفل الذي أطلق عليه اسم "سانيتشار" 6 سنوات في البرية، وإن كانت تجربته الفعلية أقل رومانسية من النسخة السينمائية.
وفي السياق نفسه، تبرز قصة تيموثي تريدويل المغامر الأميركي الذي قرر ترك الحياة المدنية والعيش في الغابة لمدة 13 عاما مع الدببة البنية.
وقدم المخرج الألماني فيرنر هيرزوك هذه القصة في فيلم وثائقي، حيث حاول تريدويل أن يكون صديقا للدببة ويحميها من هجمات البشر، لكن النهاية كانت مأساوية حين التهمته الدببة الجائعة مع صديقته في أكتوبر 2003.
وقدمت أفلام أخرى مثل "كابتن فانتاستك" حلولا وسطية لهذا الصراع، حيث يقرر أب أن يبتعد بأسرته عن مخاطر الحياة الحديثة ويعيش في الطبيعة، لكن باستخدام الأدوات الإنسانية اللازمة للحماية من المخاطر.
هذا الفيلم الذي كتبه وأخرجه مات روس يستند إلى تجربته الشخصية مع أسرته في الهند وأفريقيا ومجتمعات الهيبيز.
وفي المقابل، يقدم فيلم"إنتو ذا وايلد" المستوحى من قصة كريستوفر ماكاندلس الحقيقية نموذجا مأساويا آخر، حيث قرر الشاب المتفوق ترك عائلته والتبرع بأمواله والعيش في البرية بحقيبة ظهر ومؤن قليلة، لكنه وُجد ميتا بعد عامين في باص قديم في ولاية ألاسكا.
وتكشف هذه الأعمال السينمائية المتنوعة عن حقيقة معقدة حول علاقة الإنسان بالطبيعة.
إعلان 10/6/2025