شبكة انباء العراق:
2025-08-02@22:39:25 GMT

“خرط سياسي”

تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT

بقلم : المهندس علي جبار الفريجي ..

صوت العقل لا يصرخ… لكنه يغيّر.
وصوت الجهل لا يصمت… لكنه لا يُقنع.
مؤخرا في المشهد العراقي، كثرت الأصوات التي ترتدي الياقات السياسية وتتكلم بلغة الطوائف والغرائز، ظنًا منها أن التهريج السياسي هو الطريق الأقصر إلى المنصب. هؤلاء لا يخوضون انتخابات، بل يتدافعون على “المضبطة” كأنهم في سوق نخاسة، لا ساحة تداول ديمقراطي.


لقد تحول الفضاء السياسي مؤخرًا إلى مسرح كاريكاتيري، يتناوب فيه “مهروجون” رخص على أداء أدوار البطولة، مدّعين زورًا أنهم سيكتسحون المشهد، ويقلبون الطاولة، ويستحوذون على منصب (رئيس الوزراء), و”يأخذونها غلابًا”… بينما الحقيقة أنهم يتكلمون أكثر مما يفعلون، ويعدون أكثر مما ينجزون، و”يخرطون” أكثر مما يفقهون.
ما يُسمّى بـ”تصريحات انتخابية” بات في جوهره خطابًا تفكيكيًا طائفيًا تحريضيًا، لا يمت بصلة لفن الإدارة ولا لأخلاق السياسة. هو خرطٌ مغلف برداء رثّ من الوطنية الزائفة، يُدار بعقلية الغنيمة ويُسوق بمنطق القبيلة. أما الدستور، والاستحقاق، والمواطنة، فهي مصطلحات يتعامل معها بعضهم كما يتعامل الجهلة مع كلمات في معجم لا يجيدون قراءته.
إن مناصب الدولة (رئيس الوزراء, الوزير, وغيرها) ليست مقاعد في قاعة أفراح، تُحجز بالحجز المُسبق عبر صفقات الظلام، بل هي مسؤوليات تاريخية ووطنية تستدعي الكفاءة، لا القفز فوق أعناق القانون بشعار “المكون أولًا”.
ما نراه اليوم هو هرج سياسي بفوضى، تقف خلفه أجندات مريضة، لا علاقة لها بفكرة الدولة الحديثة، ولا بمشروع بناء وطن. ومن المضحك المبكي أن بعضهم ما زال يعتقد أن الولاء للطائفة طريق مختصر نحو الحكم، وكأن العراق مجرد مساحة نفوذ لا وطنٌ يعيش فيه شعب.
هؤلاء لم يقرأوا المتغيرات الإقليمية، ولم يدركوا التحولات الدولية، لأنهم ببساطة ينظرون من نوافذ مغلقة، ويستقرئون المستقبل من مزاجهم الطائفي لا من حقائق الواقع.
إن المواطن العراقي لم يعد مغفلًا، ولم تعد تنطلي عليه لُغة “الصوت العالي”، وعبارات “سنكتسح”، و”نُقصي”، و”نُنهي”. يريد من يخاطب عقله لا غرائزه، ومن يملك مشروعًا لا شعارات، ومن يحمل برنامجًا لا هتافًا أجوف.
الخرط السياسي لم يعد مُضحكًا، بل صار مُكلفًا…
مُكلفًا لوطن يُنهش من كل اتجاه، ويُدار بمنطق الغنائم لا بصيرة الدولة.
وإذا لم يُوضع حد لهذا الخرط،
فلن يكون السؤال: “من سيحكم؟”
بل: “هل بقي شيء يُحكم؟”.

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

“إكس” تُتهم بالإهمال في قضية فيديو إباحي لأطفال

صراحة نيوز- أعادت محكمة استئناف اتحادية أمس فتح جزء من دعوى قضائية ضد منصة «إكس» المملوكة لإيلون ماسك، تتهمها بتوفير بيئة تستغل الأطفال، رغم تمتعها بحصانة واسعة تجاه محتوى المستخدمين.

ورغم رفض المحكمة بعض الادعاءات، قررت أن «إكس» يجب أن تُحاسب بسبب إهمالها في الإبلاغ الفوري عن فيديو يحتوي على صور غير لائقة لقاصرين، حيث تأخرت الشركة في الإبلاغ للجهات المختصة.

وتعود القضية لأحداث ما قبل استحواذ ماسك على «تويتر» عام 2022، حين استُدرج طفل يبلغ 13 عامًا وصديقه عبر «سناب شات» لتقديم صور فاضحة لشخص اعتقدوا أنه فتاة قاصر، لكنه كان تاجر مواد إباحية للأطفال. ثم تم نشر هذه الصور على «تويتر»، حيث استغرق حذفها والإبلاغ عنها تسعة أيام بعد مشاهدات تجاوزت 167 ألفًا.

كما تواجه «إكس» اتهامات بصعوبة نظام الإبلاغ لديها، مما يعوق التصدي للمواد الإباحية الخاصة بالأطفال.

مقالات مشابهة

  • من أجمل ما قرأت.. قيل في “الحب”
  • الجزائر تنضم إلى نظام الدفع والتسوية الإفريقي الموحد “PAPSS”
  • “إكس” تُتهم بالإهمال في قضية فيديو إباحي لأطفال
  • مفكر سياسي: ترامب أدخل حالة الفوضى التي حاول من خلالها التحكم بكل مفاصل الدولة
  • تركيا: “قسد” ستندمج في الدولة السورية بحلول نهاية العام
  • من حرية التعبير إلى “الطشة”.. الإعلام العراقي رهينة بين الديمقراطية والفوضى
  • السجن لا يكفي.. جماعة “القربان” والانتحار المؤسَّس في أطراف ذي قار
  • “بن شرادة” يحذر من استئثار البعثة الأممية بصناعة السلطة المقبلة دون إشراك القوى وشرائح المجتمع
  • “راتبك لحظي”.. مشروع جديد لتحويل مرتبات موظفي الدولة
  • شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن “الدولة”؟