عكست تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي اعتذر فيها عن تحميله الأجهزة الأمنية والاستخبارات مسؤولية الفشل الاستخباراتي في أحداث 7 أكتوبر، "موقفا مشحونا" للرجل الذي يواجه عدة ملفات غاية بالتعقيد في ذات الوقت.

صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت في تقرير لها إن "الاعتذار" يوضح "الموقف المشحون" لنتنياهو في مواجهة الفشل الاستخباراتي وملف الرهائن والتقدم العسكري وتهديد مستقبله السياسي في ظل كل ذلك.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو على مدى 35 عاما في السياسة رسم لنفسه صورة "الصقر" الأمني المتشدد المستعد للتعامل مع "العنف الفلسطيني" و "التهديد المتمثل في إيران النووية"، إلا أن صورة "الصقر" تلك تحطمت بحسب الصحيفة يوم 7 أكتوبر عندما دخل مقاتلو حماس إلى إسرائيل فيما وصفه العديد من الإسرائيليين بأنه أسوأ فشل أمني واستخباراتي في تاريخ البلاد.

وتجنب أعضاء حزب الليكود الذين تحدثوا مع صحيفة "وول ستريت جورنال" انتقاد رئيس الوزراء علنا، قائلين إن البلاد بحاجة إلى التركيز أولا على هزيمة حماس قبل إجراء تحليل لما حدث من خطأ ومن يقع عليه اللوم في 7 أكتوبر.

وقال أحد كبار المسؤولين في الحزب إن مصير نتنياهو يعتمد على الكيفية التي ستنتهي بها الحرب مع حماس، ولكن من غير المرجح أن يبقى كزعيم للحزب، وبالتالي كرئيس للوزراء.

حسابات حماس

أصبح نتنياهو رئيسا للوزراء لأول مرة في عام 1996، وخدم لفترة ولاية واحدة فقط، قبل أن يفوز بإعادة انتخابه في عام 2009 بتفويض لمعالجة التحديات الأمنية والاقتصاد.

كانت حماس قد سيطرت على غزة، وواجه نتنياهو التحدي المتمثل في إدارة ما تعتبره إسرائيل "منظمة إرهابية" في ساحتها الخلفية.

وقال عوزي أراد، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في عهد نتنياهو من عام 2009 إلى 2011، إنه بينما ضغط بعض أعضاء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أجل تجريد حماس من السلاح، اختار نتنياهو اتباع استراتيجية تسمح لحماس المسلحة بالحكم في غزة.

دعمت المؤسسة الأمنية إلى حد كبير سياسة احتواء حماس، لكن خبراء سياسيين إسرائيليين قالوا إن نتنياهو كان أيضا على استعداد للسماح لحماس بتسليح وحكم غزة، لأن ذلك يقسم القيادة الفلسطينية بين القطاع والضفة الغربية، التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.

وقال يوهانان بليسنر، رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز أبحاث مقره القدس، إن المسؤولين الأمنيين "تحدثوا باستمرار عن الحاجة إلى تعزيز السلطة الفلسطينية الأكثر اعتدالا، وتقويتها على حساب حماس"، لكنه أضاف أن نتنياهو رأى "أنها نتيجة مرغوبة للغاية أن يكون هناك كيانان سياسيان منفصلان يمثلان الشعب الفلسطيني".

تبعات يوم 7 أكتوبر

في صباح يوم 7 أكتوبر ظل نتنياهو صامتا لبضع ساعات، وفي منتصف النهار، أصدر بيانا قائلا إن إسرائيل "في حالة حرب".

في وقت لاحق من ذلك اليوم، التقى بزعيم المعارضة، يائير لابيد حول تشكيل حكومة وحدة وطنية من الأحزاب الرئيسية لتوجيه البلاد خلال الصراع.

وقال لابيد علنا إنه طلب من نتنياهو إزالة شركائه اليمينيين المتطرفين من الائتلاف كشرط لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

قال رؤوفين حزان، من قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس: “قال نتنياهو لا، مما يعني أنه يفكر بالفعل في كيفية الحفاظ على هذه الأغلبية لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب".

بدلاً من ذلك، قام نتنياهو بإحضار بيني غانتس من حزب الوحدة الوطنية، الذي قال إنه سينضم إلى الحكومة دون إجبار أي حزب على الخروج.

وبعد فترة وجيزة من الهجمات، اندلع الغضب الشعبي ضد نتنياهو، وظهرت الصور على الإنترنت وفي الأماكن العامة لوجه نتنياهو مغطى بيد حمراء ملطخة بالدماء.

بعد ذلك، سرعان ما أعلن قائد الجيش الإسرائيلي مسؤوليته علناً عن الهجما،. وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس أجهزة الأمن الداخلي وبعض وزراء نتنياهو، لكن نتنياهو ظل صامتا بشأن المسؤولية عن الاختراق الأمني.

غضب شعبي

في استطلاع للرأي، قال 4 من كل 5 إسرائيليين إن نتنياهو يجب أن يعترف بالمسؤولية.

وأظهر استطلاع منفصل أجرته صحيفة معاريف انهيارا في عدد المقاعد البرلمانية التي سيفوز بها حزب الليكود بزعامة نتنياهو في الانتخابات، مما يعني أنه سيتم إقصاؤه من السلطة إذا جرت الانتخابات الآن.

وقال إيهود يعاري، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمعلق السياسي الإسرائيلي المعروف، إن نتنياهو لن يتحمل أبداً المسؤولية عن الهجمات وسيحاول بدلاً من ذلك أن ينسب إليه الفضل في صراع ناجح مع حماس من أجل البقاء في السلطة.

وقال يعاري: “إنه مكرس بالكامل، لبقائه السياسي والشخصي".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الرهائن نتنياهو الصقر إسرائيل الليكود مصير نتنياهو حماس حماس نتنياهو يائير لابيد الحرب بيني غانتس حزب الليكود نتنياهو حماس إسرائيل الرهائن نتنياهو الصقر إسرائيل الليكود مصير نتنياهو حماس حماس نتنياهو يائير لابيد الحرب بيني غانتس حزب الليكود شرق أوسط

إقرأ أيضاً:

إقرار إسرائيلي بالمسؤولية عن الفشل الاستخباراتي في هجوم 7 أكتوبر

أقرت مسؤولة إسرائيلية سابقة في المجلس الأمن القومي بالمسؤولية عن الفشل الاستخباراتي خلال الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ضد المواقع العسكرية والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة.

وقالت تاليا لانكري الرئيس السابقة لمجلس الأمن القومي وعضو منتدى "ديبورا" الأمني، إنني "بصفتي امرأة تعمل في مجال الأمن، وشاركت في عمليات التعلم واستخلاص الدروس، فإن هجوم السابع من أكتوبر ليس مجرد مأساة وطنية ذات أبعاد غير مسبوقة، بل هي أيضا نقطة تحول تتطلب فحصا مهنيا وأكاديميا دقيقا لآليات صنع القرار على المستوى السياسي والأمني".

وأضافت في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الآثار المباشرة لتوجيهات القيادة السياسية على كفاءة الجيش، وجاهزيته الفعلية، والتحديات متعددة القطاعات، تستلزم تشكيل لجنة تحقيق حكومية في أسرع وقت ممكن، فالجيش لا يعمل بمعزل عن الواقع، بل يخضع تمامًا لتوجيهات القيادة السياسية، ولا ينبغي النظر لهذه السياسة على أنها عملية محايدة، لأن التوجيهات والضغوط الخارجية تُشكّل عمليًا مفهوم الأمن، وقواعد الاشتباك، والأولويات العملياتية".

وأوضحت أنه "في الحالة اللبنانية، يُعدّ التوجيه الصادر بعدم مهاجمة خيام حزب الله التي نُصبت على بُعد 30 مترًا داخل الحدود الإسرائيلية أبرز مثال على ذلك، وهذا الحدث ليس مجرد "لعب أطفال"، كما وصفه رئيس مجلس الأمن القومي آنذاك، تساحي هنغبي، بل إشارة واضحة للمنظمات الفلسطينية بشأن حدود التساهل الإسرائيلي، ويعكس سياسة هدفها الوحيد منع التدهور الفوري، حتى لو كان ذلك على حساب المساس بالردع والسيادة، وبالتالي فإن سياسة منع التدهور دون رد فعل مناسب قد تُعتبر ضعفاً يُشجع على الهجوم".



وأشارت إلى أن "مثالا آخر على ذلك هو الفشل الاستراتيجي في قطاع غزة، فقد ركزت السياسة الإسرائيلية تجاهه، لفترة طويلة، على مزيج من "السخاء الاقتصادي"، ومنع التصعيد، بافتراض ردع حماس، وفي هذا السياق، يجب التذكير بموقف رئيس الوزراء المبدئي الذي طالب بوضع خطة عملياتية للرد على التهديدات التي لا تتضمن احتلال غزة، وهذا الموقف، رغم منطقه السياسي الاستراتيجي العميق، كان يمكن أن يخلق قيدًا عملياتيًا حدّ من تخطيط الردود العسكرية في حال حدوث اختراق للحدود".

وأكدت أن "هذا النهج خلق شعورًا زائفًا بالأمان لدى الجانب الإسرائيلي، واقتصر على التعامل مع نوايا حماس بدلًا من الاستعداد لقدراتها العملياتية، وهنا يكمن الفشل الاستراتيجي الاسرائيلي الذي اعتمد التعامل مع "النوايا" بدلًا من "القدرات"، ولضمان استخلاص دروس معمقة تمنع تكرار مثل هذه الإخفاقات التي حصلت في الحرب على غزة، فلا مفر من تشكيل لجنة تحقيق حكومية، لأنها وحدها هيئة مستقلة، بمنأى عن الضغوط السياسية، قادرة على التركيز على المسائل الجوهرية المتعلقة بالمسؤولية الأساسية للقيادة السياسية".

ولفتت إلى أن "الإخفاق الجوهري الاسرائيلي يكمن في مفهوم يتناقض مع جميع مبادئ الأمن الاحترافية، وهي التعامل مع نوايا حماس، وافتراض ردعها، بدلاً من الاستعداد الدقيق لقدراته العملياتية، وهذا النوع من التقدير يُعدّ مقامرة استراتيجية خطيرة، ويجب مراجعته ضمن مفهوم أمني يركز حصراً على بناء القوة والاستعداد لمواجهة قدرات العدو".

وأضافت أن "لجنة التحقيق معنية بدراسة الأسئلة بتعمّق، والتعليمات الموجهة للجيش والكفاءة العملياتية ، فهل أضرت التعليمات الصادرة له، بما فيها المتعلقة بتوزيع القوات على حدود غزة، والتعليمات المتعلقة بمدى الكفاءة العملياتية وجاهزية القوات المدافعة في الميدان، وجودة المعلومات الأمنية، وتأثيرها، وطبيعة المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي نُقلت لرئيس الوزراء، وهيئة صناعة القرار العليا، وهل طغت الاعتبارات السياسية الداخلية أو الخارجية على التوصيات العملياتية الصادرة عن الجيش والمؤسسة الأمنية".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يدرس تعيين رئيس المحكمة العليا لتمثيل المعارضة في تحقيقات أحداث 7 أكتوبر
  • القضاء الإسرائيلي يلغي قرار نتنياهو إقالة المستشارة القضائية
  • نتنياهو يعلق على هجوم سيدني.. ويهاجم أستراليا
  • زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي: حكومة نتنياهو أخفقت في حماية المجتمع اليهودي
  • إقرار إسرائيلي بالمسؤولية عن الفشل الاستخباراتي في هجوم 7 أكتوبر
  • الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف قيادي بارز في كتائب القسام بغزة
  • شاهد: انتقادات تلاحق نتنياهو بعد فيديو يظهر أسرى أحياء قبل مقتلهم في غزة
  • غولان: كان بالإمكان إعادة محتجزين بغزة أحياء لولا تعنت حكومة نتنياهو
  • غولان: نتنياهو يشكل لجنة تحقيق تطمس حقيقة ما حدث في 7 أكتوبر
  • فوز مرشح مستقبل وطن وإعادة بين أبو العلا وجبيلي في أكتوبر| حصر عددي