صورة العربى فى الرواية العبرية الإسرائيلية
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
الناقد الفسلطينى د.محمد أيوب: «العربى فى الأدب العبرى يشكل كابوسًا مزعجًا تسيطر عليه نزعات الشر والعدوان.. ويهدد كيان إسرائيل وحضارتها»
يدخل الدكتور الراحل محمد جلاء إدريس رحمه الله، المدرج الجامعى، يلقى التحية على طلابه الذين كنت -أنا- فردًا منهم، يلقى التحية بالعبرية على طلابه كمحاولة للتودد عبر المحادثة باللغة المقررة عليهم «بوكير توف» نرد عليه باستحياء «بوكير توف»، وكنت أضع الكتاب أمامى الذى كان يحمل شكل الأحرف فيذكرنى بأحرف الأحجية التى كنت أراها فى أفلام هوليود عن السحر وعوالم الجن، حروف مدببة ومخيفة، ملتوية، وكان الطالب النابغة فينا جميعا هو قطب عيسى رحمه الله، مات هو أيضا، كان سابقا لنا بمراحل فى تذوقه لهذه اللغة واستنطاقها، وبالتالى عده الدكتور محمد جلاء إدريس ليكون خليفته فى جامعة طنطا، وعمده أمام الجميع لأن يكون باحثا فى الدراسات العليا مجيدا فى تخصص اللغة العبرية وآدابها، فكان قطب هو كشاف لى، أذهب له فى المساء، لنلتقى فى حجرته المزدانة بصور محمود درويش وفيروز «البوسترات القديمة التى كانت تتواجد داخل مجلة الشباب»؛ ليفهمنى النص العبرى وكيفية قراءته واستنطاقه.
لا يمكن إهمال أو إنكار الجانب الأيديولجى لكتابة معينة أو كاتب معين، فتصنيف الكتاب بحس الأكفار والمعتقدات الفكرية هو الغالب الأكثر والأشد وضوحا واستمرارا فى الكتابات النقدية، فثمة تلاصق وتوأمة بين الأدب باعتبار أن ما تفرزه الذات الإنسانية ما هو إلا انعكاس للتصور الفكر والمعتقد الفكرى الذى يتبناه الكاتب والمؤلف، فلا تذكر كتابات تشيكوف ودسيتوفسكى إلا ونشير إلى مرحلة التأطير الاشتراكى للأدب، وكذلك جورج أورويل فى مؤلفه «مزرعة الخنازير « إلا ونذكر النزعة الليبرالية للكاتب، وفى مصر نذكر أمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله باعتبارهم جيل الستينيات ومنابر الأدب الاشتراكى فى المجتمع المصرى، وعلى الجانب الآخر يظل نجيب محفوظ بكتاباته النموذج الليبرالى للأدب الإنسانى فى مصر وبالتالى فإن الهوية الفكرية هو خاتم شعار الكاتب الذى يضعه على مؤلفه سواء قصد أو عمد ذلك أو لم يعمد.
ومن هنا كان الأدب العبرى هو حامل الخطاب الأيديدولجى للدولة العبرية، وربما يتساءل شخص: «ولكن ربما هناك كتاب يختلفون عن النموذج الفكرى للدولة؟.. بينما تكون الإجابة بأن ما نقصده هنا هو ليس االسياسة الفكرية والأيديولجية لحكام الدولة نفسها، فمثلا كان عبدالناصر يحكم مصر بنزعته الاشتراكية وتغير الحال والفكر بقدوم السادات، لذا فإن ما نقصده هنا هو الفكر الأممى لدولة الكيان المحتل «إسرائيل»، هذا الفكر الأممى الذى هو نواة التأسيس ومحور الارتكاز مهما تغير حكام هذه الأمة، وهو فكر مرتبط بالنزعة الدينية عند بنى إسرائيل فى المقام الأول ومن ثم الفكر الأممى والقومى، لمجتمع يجمع شعب الله المختار فى أرض الميعاد بحسب معتقدات الهوية الإسرائيلية.
ولما كان الأدب الإنسانى هو مرآة الشعوب والحامل لأحلامها وأفكارها، كان الأدب العبرى أو الأدب الصهيونى هو المعبر عن تطلعات وأفكار وأحلام ورؤى هذا الشعب وهذه العينة الإنسانية الشوفينية، عينة اليهود شعب الله المنتقى والمختار والمميز والواحد الذى لا مثيل له.
إسرائيل العربى فى رواياتهم:
الامانة العلمية تقتضى أن نشير إلى قضية بالغة الأهمية، هل نقصد بالأدب العبرى هو الكتابات الناتجة لأقلام يهودية؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل نعتبر الكتاب اليهود داخل روسيا والذين يعيشون إلى الآن، هل نعدهم ضمن تلك الشريحة؟ أم أننا نقصد عنصر اللغة كتميز فننتقى الكتابات التى كتبت باللغة العبرية فقط؟ لقد ارتأيت بوجهة نظر بحثية محدودة تتوافق مع الكتابة الصحفية فتكون مبسطة غير معمقة أن يكون الموضوح محددا باللغة والهوية الأرضية، بمعنى أدق أن ما نقصده فى هذا الموضوع هو الرواية المكتوبة باللغة العبرية والمكتوبة لكاتب يعيش فى فلسطين المحتلة، فتكون هناك معاصرة واحتكاك وتلاحم بين الذات اليهودية والآخر العربى، ولكن الأمانة الموضوعية بلغة النقد الأدبى تقتضى أن نذكر أن الكتاب ورؤاهم قسمهم أساتذة تاريخ الأدب إلى صنفين:
الصنف الاول من كتاب الأدب الإسرائيلى كانوا يرون الخلاص الإنسانى عبر حياة متوافقة بين العربى واليهودى على أرض واحدة لم يشوهوا صورة العربى وهو ما عبر عنه الناقد الفلسطينى الدكتور محمد أيوب فى دراسته المعنونة «العربى فى الأدب العبرى» موضحا: «فإنه يصور العربى بشكل إيجابى بل ويصور الحرب برمتها حربًا غير مُبررة بتاتًا وأنها ليست بمفصل تاريخى أبدًا».
الصنف الثانى وهم الكتاب الذين وفدوا من بلدان أوروبا مطرودين منبوذين يتباكون على محارق الهولوكست ونزوحهم الجمعى فرارا من عدم قبول الآخر الغربى لهم، وهم من تعاملوا مع الذات العربية والشخصية العربية بمنطق الاحتقار والتقزيم. وعليه تبين الدكتورة رزان ابراهيم الأستاذة بجامعة البترا فى بحثها المعنون بـ«مرايا الآخر صورة العربى فى الرواية الإسرائيلية بعد 48» حيث يتضح لـ :«المدقق فى أكثر من دراسة تناولت موضوع العربى فى الرواية الإسرائيلية براغماتية صهيونية تسوغ أعمالًا عدوانية تعمل على تشويه العربى فتجعله (المتخلف، المتوحش، الصحراوى، شبيه الحمير، المتخلف، اللص، المنحط، القذر) قبالة اليهودى المتفوق حضاريًا المنتمى للغرب الذى يحق له أن يستولى على الأرض.
فالروائى اليهودى (يهودا بورلا) يرى العربى إنسانًا مجردًا من الشعور القومى، وجشعًا، يميل إلى الخيانة من أجل المال، بينما اليهودى مضحٍّ منكر للذات مخلص فى أداء واجبه، وهو فى رواية العاشق للكاتب براهام ب. يهوشواع «أحضر من البيت سجادة صغيرة وقذرة، ومرتين كان يتوقف لبضع دقائق، يفرش السجادة أمامه، وينحنى ساجدا باتجاه الجنوب، إزاء المخرطة والحائط المليء بالأجهزة المعقدة، يردد أدعية حماسية لنفسه، وللرسول، الشيطان يعرف».
إن كتب الأدب العبرى –بحسب بحث الدكتور محمد أيوب– توجه الشباب اليهود إلى احتقار العرب والتقليل من شأنهم، فليست هناك دعوة إلى التسامح مع العربى باعتباره مواطنًا له حقوق المواطنة الكاملة، فقد صورت القصص العبرية بين 1948ــ1967 العربى فى أبشع صورة، فقد كان العربى فى الأدب العبرى يشكل كابوسًا مزعجًا، تسيطر عليه نزعات الشر والعدوان، ويهدد كيان إسرائيل وحضارتها، وقد استمد هرتزل تصوراته لمستقبل المنطقة ومستقبل العرب من وهم الاعتقاد بأن دور العرب فى التاريخ لا يزيد على استبدال سيد أعجمى بسيد أجنبى، وأن السيد الجديد لابد أن يكون المستعمر الصهيونى الذى أفرزته الحركة الاستعمارية إبان القرن التاسع عشر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أفلام هوليود اللغة العبرية نجيب محفوظ العربى فى
إقرأ أيضاً:
الأدب والألم: كيف يولد الجمال من رماد البؤس؟
كتب بول فيرلين في القرن التاسع عشر عنوانًا صار لاحقًا تسميةً لجيلٍ كامل من الحالمين المعذَّبين: "الشعراء الملعونون". بكلماتٍ قليلةٍ منح هؤلاء المبدعين هويتهم الأعمق: غرباء عن المجتمع، عن قواعده الوديعة، عن طمأنينته المزيّفة، عن الأحلام الآمنة التي لا تهزّ شيئًا. كانوا – وما زالوا – يكتبون في هامش الحياة، ويعيشون على الحافة نفسها التي يخشى الناس الاقتراب منها، ثم يتركون وراءهم نصوصًا تلتمع كنيازك صغيرةٍ على عتبة العدم.
فيرلين صنّف تريستان كوربيير، وآرثر رامبو، وستيفان مالارميه، ثم عاد في طبعة لاحقة ليضيف اسمه إلى اللائحة، كأنه يعلن انتماءه بنفسه إلى لعنةٍ كان هو أول من سمّاها. ثم امتدّ المصطلح ليضمّ أسماءً أخرى لم يحتملها زمانها: اللورد بايرون، جون كيتس، جيرار دو نيرفال، إدغار آلان بو، شارل بودلير، أنطونين آرتو… قائمة طويلة لنجومٍ سقطوا قبل أن يروا وهجهم يسطع. وإذا كان العالم قد عرف «الشعراء الملعونين» على يد فيرلين وبودلير ورامبو، فإن للثقافة العربية أيضًا تاريخًا حافلًا بمن طرزوا دواوينهم بخيوطٍ من وجعٍ لا يُخفى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رواية “الهرّاب” تفتح ملف اليهود في الجزائر خلال حقبتي الاستعمار والعشرية السوداءlist 2 of 2غسان زقطان: لا أثر لـ”الرواد” فيما أكتب وهكذا يصبح المنفى ثقافةend of listأبو الطيب المتنبي مثلًا، الذي لم يُساوم على كرامته، عاش معظم أيامه مشردًا هاربًا من حسد الأمراء وخيانة الرفاق، وكتب أجمل شعره بين أسفارٍ وحروبٍ وخيباتٍ مريرةٍ مع الكبار والصغار معًا. يقول:
رماني الدهر بالأرزاء حتى
فؤادي في غشاء من نبالِ..
ف حتى القويّ الفخور بأناه الهائلة كان يعرف طعم الخيبة والمرارة والخذلان.
ولن ننسى المعري، الذي فقد بصره صغيرًا، ثم فقد حنان أسرته واحدًا بعد آخر، فغرق في عزلته الكبرى، وكتب روائعه كأنما يحاور العالم كله بلسانه وحده، ساخرًا من البشر، عاشقًا للمعنى، متشككًا حتى في بديهيات زمانه. ومع ذلك ترك أبياتًا من أصفى ما خطه شاعر، وأوصى أن يُكتب على قبره:
هذا جناه أبي عليّ… وما جنيتُ على أحد
ثم هناك بدر شاكر السياب، الذي أضاء الشعر الحرّ بجسده المريض. تآكل جسده مرضًا وفقْرًا ونفيًا، لكنه في لياليه الطويلة في سريرٍ المرض، كتب ما صار اليوم نبراسًا لجيلٍ بأكمله. قصائده الأخيرة تكاد تشبه آهاته. قال ذات مرة:
الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلام…
حتى الظلام هناك أجمل، فهو يحتضن العراق.
كأنما الجمال يولد من ظلال الفقر والمنفى.
إعلانوإذا تقدّمنا قليلًا وجدنا غسان كنفاني: منفيٌ آخر، صحفي وكاتب وروائي، عاش كل عمره القصير وهو يعرف أن الموت يلاحقه في حقيبة السفر. لم ينعم بدارٍ ولا أرضٍ ثابتة، ومع ذلك صاغ من غربته بيوتًا من قصصٍ ومقالاتٍ بقيت شاهدًا حيًّا على أن فلسطين يمكن أن تُروى حتى من دمٍ لم يجفّ بعد. وحتى في حاضرنا القريب نرى شعراء وكُتّابًا عربًا عاشوا في الظلّ رغم موهبتهم: مات محمود درويش والمنفى في جيبه، وظلّ نزار قباني يرثي من أحبّهم واحدًا تلو الآخر: ابنه توفيق، زوجته بلقيس… وعندنا في موريتانيا أمثلة كثير من فاضل أمين إلى المرحوم الشيخ بلعمش..
إن البيت الذي نكتبه لا يجمّل حياتنا بقدر ما يبررها. والقصيدة الجيدة ليست مخدّةً وثيرَة، بل هي ضمادةٌ على جرحٍ قديم، أو شاهدٌ على جرحٍ لم يندمل بعد. لكن ما معنى أن يكون الشاعر ملعونًا؟ إنه باختصار إنسانٌ رفض الامتثال للشائع والعامّ، إنه غريب الأطوار متقلب الأمزجة. ليس اجتماعيًا حتى مع نفسه، يعاند الحظ ويدمّر نفسه ببطء، أو يحرقها دفعةً واحدة، ليترك وراءه جُملةً أو بيتًا أو ديوانًا لا يشبه غيره.
إن البيت الذي نكتبه لا يجمّل حياتنا بقدر ما يبررها. والقصيدة الجيدة ليست مخدّةً وثيرَة، بل هي ضمادةٌ على جرحٍ قديم، أو شاهدٌ على جرحٍ لم يندمل بعد. لكن ما معنى أن يكون الشاعر ملعونًا؟ إنه باختصار إنسانٌ رفض الامتثال للشائع والعامّ، إنه غريب الأطوار متقلب الأمزجة. ليس اجتماعيًا حتى مع نفسه، يعاند الحظ ويدمّر نفسه ببطء، أو يحرقها دفعةً واحدة، ليترك وراءه جُملةً أو بيتًا أو ديوانًا لا يشبه غيره.
ربما لا مثال أصدق من شارل بودلير. رجلٌ حمل أزهارًا سماها «أزهار الشر»، فنُعتت قصائده بالمريضة والمنحرفة، حتى إن جريدة "لو فيغارو" كتبت وقتها أن ديوانه ليس سوى مستشفى مفتوح على كل عاهات الروح وتعفّنات القلب. لكن تلك القصائد التي حاكموه من أجلها وغرّموه عليها خمسين ألف فرنك، هي نفسها التي جعلت الأدب الفرنسي – فيما بعد – ينحني أمام اسمه.
غادر بودلير إلى بلجيكا ليهرب من عقوبة السجن، ولم يسانده في باريس من الكتّاب إلا صوتٌ بعيدٌ في المنفى: فيكتور هوغو، الذي كتب له في رسالةٍ خالدة: "أزهار شرك تخطف الأبصار… تشع على العالم كالكواكب والنجوم".
ما الذي تركه بودلير؟ دواوين شعر، مريض كتب في قلبه خلاصًا من كآبة العالم، لحظات مكثّفة من السعادة حين كانت القصيدة تأتي إليه في قلب نوبةٍ سوداء. عاش منبوذًا، ومات قبل أن تعترف به حتى أمه. لكنه انتصر أخيرًا، فالذين وصفوه بالمريض، عادوا يدرّسون قصائده بعد قرنٍ كاملٍ من موته.
لم يكن بودلير وحده، رامبو الذي هرب من الشعر مبكرًا وفيرلين الذي كتب لعنته بيده، ومثلهم جيرار دو نيرفال الذي قضى أيامه الأخيرة يكتب عن الحلم قبل أن يلفّ حبلاً حول عنقه.
ولا ننسى إدغار آلان بو الذي مات غريبًا في زقاقٍ باردٍ بعدما ابتكر قصص الرعب والتحقيق قبل زمانها. وحتى نيتشه الذي كتب "هكذا تكلم زرادشت" ثم خذلته دماغه وهو في الأربعين، فكأن للعبقرية ضريبةً لا بدّ منها.
لكن التاريخ الأدبي ليس أسودَ كلّه، هناك وجوهٌ أخرى تشبه الضوء، مثل فيكتور هوغو الذي عاش ملكًا بين الكتّاب، ربح المال والحب والشهرة في حياته كلها تقريبًا، لكنه لم ينجُ كليًّا من لعنة الأدب: فقد دفن أبناءه واحدًا تلو الآخر، وجُنّ أخوه، وغرقت ابنته ليوبولدين غرقًا مروّعًا مع زوجها العاشق الذي حاول انتشالها فغرق معها، ليترك هوغو يكتب وهو يبكي عقودًا بعدها.
إعلان ما الذي يريد الأدب أن يقوله هنا؟ليس شرطًا أن تكون الحياة مأساوية لتكتب نصًّا عظيمًا، لكنّ الحقيقة أن الجمال الأعلى في الأدب غالبًا ما يُولد في قلب ألمٍ هائل. إن القصيدة أو الرواية ليست لحظة تسليةٍ طريفة، بل حُفرٌ سرّية في جدار العالم. وحين نقرأ بودلير أو رامبو أو المتنبي أو المعري، فإننا لا نقرأ حروفًا مرتّبةً بعناية فقط – بل نقرأ ندوبًا عميقةً في روحٍ متعبةٍ، أصرّت أن تهدي القارئ خلاصها الصغير.
لذلك سيظلّ الأدب الكبير أقرب إلى شُرفةٍ مفتوحةٍ على الريح: يأتي إليه من يحتمل البرد كي يرى العالم من زاويةٍ غير مألوفة. سيظلّ الأدب أفضل شاهدٍ على أن الجمال الحقّ ليس رفاهيةً ولا زينةً تُعلّق على الرفوف، بل هبةٌ هشّةٌ يُدفع ثمنها من القلب أولًا. وهكذا، كلّما طويتَ ديوانًا أو روايةً تركها شاعرٌ ملعونٌ أو كاتبٌ مفجوع، تذكّر: هذا النص الجميل كان – يومًا – حريقًا في صدر صاحبه. وهذا هو السرّ البسيط: لا شيء بلا شيء… ولا قصيدة بلا ثمن.