في محاولة لقراءة المسارات المحتملة لتوسع حرب إسرائيل على غزة، كتب جدعون راخمان في صحيفة "فايننشال تايمز" أن المؤرخين منبهرون باندلاع الحرب العالمية الأولى. إذ كيف أمكن أن يؤدي اغتيال أرشيدوق نمساوي في يونيو (حزيران) 1914، إلى صراع اجتذب كل القوى الكبرى في أوروبا، وفي نهاية المطاف الولايات المتحدة.

قد تقرر إسرائيل ضرب الحرس الثوري في إيران وكذلك في لبنان


والسؤال مثير للقلق بشكل خاص، لأن العديد من القادة المشاركين حاولوا جاهدين تجنب حرب أوروبية عامة.

تبادل الإمبراطوران الألماني والروسي العديد من الرسائل في محاولة لنزع فتيل الأزمة التي استمرت شهراً، وتسببت في الصراع. لكنهما فشلا. والآن يخيم خطر مماثل من التصعيد غير المقصود على الشرق الأوسط.
ويقول راخمان في "فايننشال تايمز" إنه بالنسبة لإدارة بايدن، يعتبر التهديد بحرب أوسع نطاقاً التحدي الرئيسي في الأزمة برمتها. وكما يقول أحد المطلعين في واشنطن: "لدى البلدان المعنية عتباتٌ، إذا تم تجاوزها، فسوف تجعلها تعتقد أن عليها التحرك. لكن لا أحد يعرف حقاً ما هي عتبة الطرف الآخر". تهديد واضح

خلال عطلة نهاية الأسبوع، أصدرت إيران تهديداً واضحاً بأن الأمور تقترب من العتبة الخاصة بها. لجأ رئيس البلاد إبراهيم رئيسي إلى موقع إكس ليصرح بأن تصرفات إسرائيل في غزة "تجاوزت الخطوط الحمراء، وهذا قد يجبر الجميع على التحرك". وأضاف: "واشنطن تطلب منا عدم القيام بأي شيء، لكنهم مستمرون في تقديم دعم واسع النطاق لإسرائيل".

 

My latest argues that none of the major powers want a wider war in the Middle East. But it could happen nonetheless - as thresholds to escalation are crossed. "America, Iran and the threat of a wider war in the Middle East" https://t.co/CJyunV4Z06 via @ft

— Gideon Rachman (@gideonrachman) October 30, 2023


إذاً كيف يمكن أن يحدث التصعيد؟ حسب الكاتب، جاء أحد المؤشرات الأسبوع الماضي، عندما قصفت الولايات المتحدة ميليشيات مدعومة من إيران في سوريا. قالت واشنطن إنها ترد على هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا نفّذها وكلاء إيرانيون. إذا استمرت تلك الهجمات وقُتل جنود أمريكيون، فإن الرد الأمريكي المقبل سيكون أكثر شراسة.

دور حاسم

إن الدور الذي يلعبه حزب الله المدعوم من إيران هو دور حاسم. إذا صعّد حزب الله هجماته على إسرائيل، فهو يمتلك في ترسانته من الصواريخ الموجهة بدقة ما يكفي لإجبار معظم السكان المدنيين في إسرائيل على اللجوء إلى الملاجئ.

 

 

" None of the region’s big powers wants further conflict but it could happen nonetheless" writes Gideon Rachman in FT. America, Iran and the threat of a wider war in the Middle East https://t.co/u5Dp6nFko7 via @ft

— Maleeha Lodhi (@LodhiMaleeha) October 31, 2023


وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبنان بـ"الدمار"، إذا تعرضت إسرائيل لهجوم من أراضيه. لكن إذا كان حزب الله معرضاً لخطر الدمار، فمن الممكن أن ترسل إيران قوات من الحرس الثوري للقتال إلى جانب حليفها. في تلك المرحلة، قد تقرر إسرائيل ضرب الحرس الثوري في إيران، وكذلك في لبنان.

سيناريو آخر من المحتمل أيضاً أن يرد وكلاء إيرانيون آخرون في جميع أنحاء المنطقة على حرب يشارك فيها حزب الله من خلال تكثيف هجماتهم على أهداف إسرائيلية وأمريكية. وربما تتصرف إيران أخيراً بناء على تهديداتها العرضية بإغلاق مضيق هرمز، ربما عن طريق زرع الألغام في المضيق. وهذا من شأنه أن يرسل الاقتصاد العالمي إلى حالة من الفوضى.
وستحاول البحرية الأمريكية إعادة فتح المضيق. لكن هذا قد يدفع إيران ووكلاءها إلى الرد. لدى الولايات المتحدة قوات ومنشآت في جميع أنحاء المنطقة يمكن استهدافها. إحدى القوى المدعومة من إيران والتي يراقبها الأمريكيون بقلق خاص هي الحوثيون الذين أطلقوا صواريخ باتجاه إسرائيل الأسبوع الماضي كما ضربوا منشآت نفط سعودية في السابق. يدرك الجميع ذلك أضاف الكاتب أن صراعاً ينكشف بهذه الطريقة سيكون كارثة لكل واحد من المشاركين – وجميعهم يعرفون هذا. مع ذلك، يمكن أن يحدث الأمر لأن جميع الأطراف تعتقد أيضاً أن هناك أحداثاً معينة سيكون من الخطير جداً عدم الرد عليها.
لقد غزت إسرائيل غزة من دون خطة خروج ذات صدقية، لأنها تشعر أن عليها "استعادة الردع". وتعتقد إيران أن عليها إثبات أن "محور المقاومة" الخاص بها يدعم الفلسطينيين. وتعتقد أمريكا أنه يجب أن ترد بقوة على أي هجوم ضد قواتها. محادثة غير مسبوقة لا يشعر الجميع في المنطقة بالذعر. في الرياض، وجد الكاتب بعض السعوديين ذوي المكانة البارزة يؤكدون بثقة أن هذه مجرد أزمة أخرى في منطقة غير مستقرة تاريخياً. وأصروا على أن أجندة التحديث الطموحة للمملكة – رؤية 2030 – لا تزال تسير على المسار الصحيح.
في الوقت نفسه، يقول أحد المقربين من دوائر القرار إن استراتيجية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هي "الضغط على الأمريكيين للضغط على الإسرائيليين". ويأمل الأمريكيون، من جانبهم، أن يتمكن الأمير بن سلمان وقطر، وحتى الصين، من إقناع إيران بمخاطر التصعيد، والحاجة إلى ضبط النفس.
أدت هذه الأزمة بالفعل إلى محادثة غير مسبوقة بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإيراني. وكما كانت الحال مع الإمبراطورين الروسي والألماني قبل الحرب العالمية الأولى، كان القادة الإيرانيون والسعوديون على استعداد للتحدث مع بعضهم البعض في محاولة لتجنب حرب كارثية. بينما لم تنجح المحاولات سنة 1914، أمل الكاتب في الختام أن يكون الأمر مختلفاً هذه المرة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟

تناول تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية المشهد الإقليمي للنظام المصري حيث اعتبرته أكبر الخاسرين من التغيرات الأخيرة في المنطقة.

ونشرت المجلة تقريرها الذي حمل عنوان: الخاسرون في الشرق الأوسط الجديد، متناولة الخاسرين من التحولات الأخيرة التي يشهدها الشرق الأوسط الجديد، مشيرة إلى أن أول الخاسرين هو  رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي.

وأشارت المجلة إلى أن السيسي كان قبل 8 سنوات في مركز المسرح، فقد استقبله الرئيس دونالد ترامب بحفاوة واضحة في البيت الأبيض في نيسان/ أبريل عام 2017.، وعندما زار ترامب السعودية، موضحة أنه لا أحد كلف نفسه العناء هذه المرة لاستدعائه عندما عاد الرئيس ترامب إلى الرياض في أيار/ مايو.

وقالت المجلة، إن اللحظة الحالية هي لحظة تحول في الشرق الأوسط، مؤكدة أن على رأس قائمة المتفرجين مصر، ويقع اللوم على السيسي نفسه، فقد دمر الاقتصاد المصري الذي راكم ديونا لا يمكن تحملها، تصل إلى 90 بالمئة من نسبة الناتج المحلي العام وذلك لتمويل مشاريع تافهة، رافضا الإصلاحات المنطقية التي قد تعزز القطاع الخاص الراكد.



وبينت، أنه "بالنسبة للسيسي، كان الحلفاء العرب الذين دعموه يعولون عليه آمالا كبيرة قبل عقد من الزمان. لكن الشرق الأوسط قد تغير، فقد انقسم وعلى مدى عقود بناء على أسس أيديولوجية، أما اليوم فبات الانقسام بين دول عاجزة وأخرى تستطيع الوفاء بالوعود.

ودخل الاقتصاد المصري دائرة الديون الخارجية مع أول قرض لحكومة السيسي، تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، بقيمة 12 مليار دولار، لتتوالى القروض، وتحصل مصر حتى عام 2021 على 20 مليار دولار من الصندوق الذي رفع لها قرضا من 3 إلى 8 مليارات دولار ، بالربع الأول من العام الماضي.

ونتيجة لسلسة القروض المتواصلة حتى الآن، وصل الدين العام بالربع الثالث من 2024 إلى 13.3 تريليون جنيه، فيما بلغ الدين الخارجي 155.3مليار دولار، بحسب بيانات وزارة التخطيط المصرية.

مقالات مشابهة

  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني
  • إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟
  • الباحة تحتضن أكبر مدينة بن في الشرق الأوسط .. فيديو
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • إسرائيل تُطلق إنذاراً نووياً.. إيران تقترب من العتبة الحمراء!
  • "أوقفوا إيران فورًا".. أول تعليق من إسرائيل على تقرير وكالة الطاقة الذرية
  • خلافات ترامب وماسك تندلع علناً في الشرق الأوسط
  • نظرة على الشرق الأوسط في عقل ترامب
  • بن غفير: وقف القتال خطأ كبير وسأنسحب إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء