مخالفاً للاتفاقيات.. الكويت تُجدد موقفها الرافض لقرار عراقي بشأن خور عبد الله
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
جدد مشعل الأحمد الجابر الصباح ممثل أمير دولة الكويت، يوم الثلاثاء، موقف بلاده الرافض لقرار المحكمة الاتحادية العليا في العراق بشأن عدم دستورية اتفاقية "خور عبدالله" المبرمة لتنظيم الملاحة البحرين بين البلدين. واعتبر الصباح في كلمة القاها خلال افتتاح فصل تشريعي لمجلس الأمة الكويتي، حكم المحكمة الاتحادية العراقية "مخالفاً للاتفاقيات، والقوانين والمواثيق الدولية كافة"، مؤكدا على التزام بلاده بتلك الاتفاقيات والقوانين الدولية.
وكانت وزارة الخارجية الكويتية قد سلمت السفير العراقي لدى الكويت، مذكرة احتجاج على حكم المحكمة الاتحادية بشأن اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله.
واتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله هي اتفاقية دولية حدوديّة بين العراق والكويت، صودق عليها في بغداد في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 تنفيذًا للقرار رقم 833 الذي أصدره مجلس الأمن سنة 1993 بعد عدة قرارات تلت الغزو العراقي للكويت سنة 1990، واستكمالاً لإجراءات ترسيم الحدود بين البلدين، ووضع تحديد دقيق لإحداثياتها على أساس الاتفاق المُبرم بين البلدين بعد استقلال الكويت سنة 1961.
وأدت هذه الاتفاقية إلى تقسيم خور عبد الله بين البلدين، والواقع في أقصى شمال الخليج العربي بين شبه جزيرة الفاو العراقية وكل من جزيرتيّ بوبيان ووربة الكويتيتين، حيث قُسم الممر الملاحي الموجود بنقطة التقاء القناة الملاحية في خور عبد الله بالحدود الدولية، ما بين النقطة البحرية الحدودية رقم 156 ورقم 157 باتجاه الجنوب إلى النقطة 162 ومن ثم إلى بداية مدخل القناة الملاحية عند مدخل خور عبد الله. كما أدت إلى إنشاء موانئ جديدة.
واثارت هذه الاتفاقية جدلاً كبيرًا في العراق، حيث رأى فريق من السياسيين العراقيين أن رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي والبرلمان العراقي قد تنازلا عن جزء من خور عبد الله، وهو الممر الملاحي الوحيد المؤدي إلى معظم الموانئ العراقية، وأن التقسيم جاء بالتنصيف، وليس بناءً على خط التالوك، أي أعمق ممر يُسمح للملاحة البحرية فيه.
بينما دافع الفريق الآخر عن الاتفاقية كونها استكمالاً لترسيم الحدود بناءً على قرار دولي، أدى على أرض الواقع إلى إنشاء ميناء مبارك الكبير على الشاطئ الغربي لخور عبد الله في جزيرة بوبيان الكويتية، والذي من المُفترض أن يُربط بسكة حديد مع العراق مُستقبلاً، حيث أنه سيكون أحد أكبر موانئ الخليج بقدرته الاستيعابية.
وقضت المحكمة الاتحادية العليا (أعلى سلطة قضائية في العراق)، في الرابع من أيلول/ سبتمبر الماضي، بعدم دستورية قانون تصديق اتفاقية الملاحة البحرية في خور عبدالله مع الكويت.
يُشار إلى أن مشروع ميناء مبارك الكويتي نفسه قد أثار جدلاً أيضًا، بسبب اختيار الحكومة الكويتية موقعه على الضفة الغربية لخور عبد الله في جزيرة بوبيان، الممر الملاحي المؤدي إلى الموانئ العراقية، حيث ظهرت أصوات في العراق تنادي بنقل هذا الميناء إلى الشاطئ الجنوبي للجزيرة المطل على الخليج، بدلاً عن الموقع الحالي، تلافيًا إلى حدوث أي زحامات مستقبلية للسفن في هذا الممر الملاحي بعد اكتمال مراحل بناء المشروع الأربعة.
ونفت الحكومة الكويتية استيلائها على أي أراضٍ عراقية بسبب هذه الاتفاقية، وأكدت على أن الكويت ملتزمة بحدودها البحرية مع العراق.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: المحکمة الاتحادیة الممر الملاحی خور عبد الله بین البلدین فی خور عبد فی العراق
إقرأ أيضاً:
أبو علي العسكري يظهر مجددا.. ما موقف حزب الله العراق من سوريا وواشنطن؟
عاد حساب معروف باسم "أبو علي العسكري"، مرتبط بـ"كتائب حزب الله" العراقية، نشاطه مجددًا عبر منصة "تليغرام"، بعد غياب استمر منذ تشرين الأول / أكتوبر الماضي، مطلقًا بيانًا حاد اللهجة يتناول فيه قضايا سياسية وأمنية داخل العراق وخارجه، في توقيت بالغ الحساسية.
وبحسب تحليل لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط للباحثان كريسبين سميث والدكتور مايكل نايتس أن البيان الذي نشر في 18 نيسان / أبريل 2025، ضمن سلسلة "الأضواء الكاشفة يظهر موقف "الكتائب" من ملفات أبرزها التغييرات في سوريا، والوجود الأمريكي، والانتخابات العراقية.
أبرز ما تناوله البيان هو الهجوم الشديد على "الحكومة السورية الجديدة"، التي تشكلت عقب إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد أواخر العام الماضي، والتنديد بزيارة الرئيس الجديد أحمد الشرع (المعروف سابقًا بأبي محمد الجولاني) إلى بغداد، حيث وصفت "الكتائب" عودته للمشهد السياسي بـ"الخطأ التاريخي"، محذّرة من إعادة تأهيل "متطرف سني" على الساحة الدولية.
وفي الشأن السوري أيضًا، عبّر البيان عن سعي إيران و"كتائب حزب الله" إلى استعادة السيطرة على المعابر الحدودية وخطوط الإمداد الاستراتيجية التي فقدوها بعد سقوط النظام، في خطوة تهدف لدعم "حزب الله" اللبناني وتأمين المصالح الاقتصادية والعسكرية في سوريا.
أما داخليا، فجدد البيان رفض "الكتائب" للوجود الأمريكي في العراق، ملوحا بـ"رد قاسٍ" إذا لم يتم تنفيذ اتفاق الانسحاب المقرر بنهاية 2025، في ظل مخاوف من تراجع الحكومة العراقية عنه بسبب الأوضاع في سوريا، كما أعاد البيان التذكير بالعداء الشديد لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، محذرًا من أي محاولات لعودته أو عودة أنصاره.
وأضاف التحليل أنه من اللافت تجاهل البيان شبه التام للمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، ما رآه الكاتبان في تحليلهم مؤشراً على رغبة إيران في تجميد نشاط الميليشيات مؤقتًا، لحماية مسار التفاوض، دون أن تمنع "الكتائب" من إبقاء خيار التصعيد مفتوحًا.
ويأتي هذا البيان بعد أقل من أسبوع من دعوة أمين عام الكتائب "أبو حسين" لضبط النفس، ما يثير تساؤلات حول وحدة القرار داخل الجماعة، واحتمال وجود تباينات داخلية في التوجهات والمواقف.