ليبيا – قال الخبير والمحلل الاقتصادي عبدالحميد الفضيل، إن مستوى الإنفاق الموجود في تقرير ديوان المحاسبة 2022، غير متطابق مع الواقع، مضيفا أن ردة فعل الشعب لم تكن تتناسب مع حجم ما وصفها بـ”الكوارث” الموجودة في هذا التقرير، الذي يصل أثر هذا الفساد لكل مواطن ليبي.

الفضيل رأى في تصريح لشبكة “الرائد” الإخبارية المقربة من حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين،أوضح أن تقرير الديوان جاء صادماً لأنه اختلف في القيم الواردة فيه والأموال المهدرة والأساليب الجديدة في عمليات الاحتيال والتزوير وكسب المال بطرق غير مشروعة، مشيراً إلى احتلال ليبيا المرتبة الـ171 في ترتيب الفساد في العالم، وهي من بين الدول العشر الأكثر فساداً في العالم، بعد أن تحصلت على 17 نقطة من بين 100 نقطة في مؤشر النزاهة.

وأشار الفضيل، إلى حالة استنزاف النقد الأجنبي، من خلال كميات بيعه ومن التوريدات التي وصفها بـ”الوهمية”، الذي بدأ ينعكس على قيمة الدينار الليبي.

وأردف:” أن ما جاء في تقرير الديوان غيض من فيض أو قطرة في بحر، مما هو موجود فعلياً على أرض الواقع من فساد واستنزاف في الأموال والموارد”.

وأوضح الفضيل، أن 83% من المعاملات المالية والإدارية في المؤسسات العامة والخاصة في ليبيا يشوبها الفساد، وهذا مؤشر خطير، لأنه يعني أن كل مؤسسة عامة لا تخلو من مظاهر أو شكل من أشكال الفساد المالي، بحسب تعبيره.

وتابع الفضيل قائلاً:”إن التقرير تحدث عن فساد في المبالغة في عقود التوريدات وتضارب في المصالح بين الجهات العامة، وازدواجية في العمل بين القطاعين العام والخاص من خلال التوريدات العامة وامتلاك شركات لها تعاملات مع القطاع نفسه وخاصة فيما يتعلق بمشاريع التنمية، بما في ذلك التلاعب في العطاءات العامة، بل ووصل الاستهتار بالمال العام حدّ التوقيع على صكوك على بياض”، بحسب قوله.

وتساءل الفضيل عن دور المراقبين الماليين المتوزعين في المؤسسات العامة للدولة، مطالباً بالإصلاح في جل مؤسسات الدولة دون استثناء، والبداية بالمراقبين الماليين، الذين لهم دور مهم في كبح جماح الفساد.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

الضبط المالي والإداري مفتاح النمو والازدهار

يمثل الفساد المالي والإداري خطرا حقيقيا على بنيان الدول ويقوّض أُسس تطورها واستقرارها، حيث يُبدد الموارد والطاقات ويعطّل جهود التنمية ويغلق أبواب الاستثمار ويعوق الابتكار وتكافؤ الفرص، لذلك تعمل الدول على محاربته حماية لحاضر الأوطان ومستقبلها.

وفي مسار تحقيق مستهدفات رؤية «عُمان 2040» التي تُولي أهمية لتعزيز الحوكمة الرشيدة وضمان كفاءة الإنفاق، تنتهج سلطنة عمان سياسات صارمة لضبط إدارة المال العام وترسيخ مبادئ الحوكمة ومكافحة الفساد المالي والإداري باعتبارها ركيزة أساسية في نهجها التنموي، وسبيلا لضمان الشفافية والنزاهة في العمل المؤسسي. وفي هذا السياق يضطلع جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة بدور محوري في صيانة المال العام ومكافحة هدر الموارد والحد من ممارسات الانتفاع الشخصي على حساب المصلحة العامة.

ويعكس التقرير الصادر عن الجهاز لعام 2024م حجم الجهد الرقابي المبذول، وتوسع نطاقه، حيث نُفذت 225 مهمة رقابية نتج عنها 172 تقريرا أُبلغت بنتائجها الجهات المعنية، وهو ما يشير إلى الفاعلية الرقابية المؤسسية في تفعيل أدوات المساءلة، ويؤكد على التزام سلطنة عمان بتطبيق معايير الرقابة المالية ومكافحة الفساد.

واللافت في التقرير نجاح جهاز الرقابة في تعميق تواصله وتفاعله مع المجتمع، كونه شريكا في العمل الرقابي حيث جرى التعامل مع 1378 شكوى وبلاغا تتعلق بمخالفات مالية وإدارية وسوء استغلال السلطة وسلامة إسناد المناقصات، وقد تم الانتهاء من فحص 90% منها، مما يجسد أهمية المشاركة المجتمعية والاستجابة السريعة والفعالة تجاه ملاحظات الرأي العام.

إن هذه الأرقام مؤشرات حقيقية لاتساع نطاق الرقابة وتطور منظومة الحوكمة في سلطنة عمان، إذ إن التعامل مع هذا الكم من البلاغات والشكاوى يكشف عن بيئة رقابية نشطة وشفافة تشرك المواطنين في مسؤولية حماية المال العام، وتشجّع على ثقافة الإبلاغ عن مواطن الخلل عبر قنوات رسمية تضمن السرية والنزاهة ووفقا للقانون.

ويحرص جهاز الرقابة على بث التوعية من منطلق إدراكه أن الشفافية والنزاهة لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال الارتقاء بوعي الأفراد والمؤسسات، وترسيخ ثقافة الحفاظ على المال العام وحرمة التعدي على مكتسبات الوطن.

إن نتائج التقارير الرقابية كفيلة بتعزيز أداء الجهاز الإداري للدولة، وتحسين جودة الخدمات العامة ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي، وضمان استثمار الموارد المالية بعيدًا عن الهدر وسوء الإدارة.

هذه الشفافية تبث الطمأنينة في بيئة الأعمال والاستثمار وتمنح المزيد من الأمان والجاذبية والتنافسية.. وتجعل من الانضباط المالي أولوية قصوى في سياق رؤية متكاملة تعزز ثقة المواطنين والمستثمرين في كفاءة الجهاز الحكومي ونزاهته، وترسخ مقومات دولة المؤسسات والقانون، بما يخدم مسار التنمية الشاملة والمستدامة.

مقالات مشابهة

  • تكليف سعد كامل مديرًا عامًا للشئون المالية والإدارية بجامعة الأزهر بأسيوط
  • استقالات جماعية لأطباء واستشاريين بارزين تضرب مستشفى شبوة العام
  • الضبط المالي والإداري مفتاح النمو والازدهار
  • رفع تقرير "جهاز الرقابة" لجلالة السلطان.. و1378 إجمالي بلاغات المخالفات المالية والإدارية
  • لمكافحة الفساد.. النيابة العامة تدرب وكلاءها في فرنسا
  • مدبولي أمام مجموعة بريكس: يجب تسوية المعاملات المالية بالعملات المحلية
  • مركز البحوث الجنائية يوفد وكلاء للنائب العام في دورة تدريبية بمدرسة القضاء الفرنسية  
  • الفضيل: رسالة مصرف ليبيا المركزي تعكس استياءً من تعاطي البرلمان مع الملف المالي
  • وكلاء للنائب العام يشاركون في دورة تدريبية بمدرسة القضاء الفرنسية
  • ليبيا في صدارة الذكاء الإفريقي.. تقرير دولي يضعها في المركز الثاني