تهانينا لملكة الجمال فلا شيء يلغي تدفّق الحياة
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
أؤمن ألا شيء يلغي تدفّق الحياة، حتّى في أكثر اللحظات مرارة في حياة أي أمة؛ من الطبيعي أن تستمر مظاهر العيش دونما تجريد الناس من حقهم في ممارسة نشاطاتهم العادية؛ غير أن الضمائر الحساسة تستشعر شيء من الخجل. فإذا ما بالغت في العناية بالهوامش، وأصرّت على إثارة صخب ما حول أمر خاص أو عابر، دونما اعتبار للفواجع الكبرى على ضفة الحياة.
كانت روما تُربِّي أجيالها على الصرامة في السلوك؛ كي لا تتيح المجال لرخاوة الطباع الكلّية للأمة. تُراقب حتى طريقة النشء في الخطوات بالميدان. مدى انتظام حواسهم، بمَ يهتمون وكيف يستخدمون اللغة للتعبير تجاه بلدهم. منسوب نباهتهم، إحساسهم العام بالواجب القومي للإمبراطورية. يراقبون كل فرد، ويُقيّمون عواطفه، أيميل للبلاهة أم ترتفع عنده صفات الفطنة وتقدير الخطر..؟ ولهذا سادت وحكمت معظم بقاع الكوكب. يتحدث مونتيسكو عن تفاصيل كثيرة تتعلق بالدِّقة في الحفاظ على السمت العام للأمم لحظات الحروب الكبرى.
على المستوى الشخصي. الحياة دقيقة جدا، جرّب أن تذهب لحفلة ما وتتجاهل مأتم في الجوار. ستعود وتشعر بكآبة في روحك نهاية يومك. تُفتِّش عن السبب ولا تدركه. ترتد متعتك عليك، وتنقلب لنقيضها، تنقبض نفسك وتعابتك بصورة خفيّة لا تفهمها ما لم تكن كامل اليقظة.
دعك من هذه النصيحة المملة، ما رأيك بحكاية ملكة الجمال..؟ ملكات جمال العالم هذه الأيام هنّ الفلس.طينيات، أولئك النسوة اللواتي يقفن خلف الأبطال ويهبن أرواحهم الشجاعة والثبات. الجمال الحق؛ يهبك الجرأة، فائض قوة ينفي الخطر من عينيك. يكتمل الجمال حين تلحظ بريق الحق في ملامحه. آمهات القطاع المحاصر؛ يفعلن ذلك. مفجوعات وفي قلوبهن إيمان لا يتزعزع بالغد وبأن الحق لا يموت. لا جميلات في الكوكب سواهن.
بالنهاية، هذا أمر يجب أن يُترك للناس أنفسهم، هو يكشف عن الطباع الجادة للأمم، مدى لياقتها في السلوك عند الشدائد من عدمه. أخيرًا، لا تتشددوا تجاه أفراح الناس لحظات الحروب، فالأمر تعبير عفوي عن سعة الحياة وتعدديتها وصعوبة الحجر عليها. ما لم يقدِّر الناس ما هو أوليّ في كل لحظة بأنفسهم.
تهانينا، لملكة الجمال. ♥️????
#Gaza
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
نجلاء الودعاني تكشف جانبًا مؤلمًا من ماضيها: كنت أكره نفسي والفقد غيرني
خاص
فتحت صانعة المحتوى نجلاء الودعاني قلبها للمتابعين، مسترجعة ذكريات قاسية من ماضيها، حين كانت تعاني من صراع داخلي بسبب معايير الجمال المجتمعية التي لم تكن تنتمي إليها، على حد تعبيرها.
وقالت نجلاء: “كنت أكره نفسي لأن شكلي ما كان ضمن معايير الجمال السائدة، تصير مقارنات غصب، وكنت هشّة وقتها، بداخلي أعرف إن لي شخصية مختلفة، لكن المجتمع ما كان يتقبلني بهالصورة، فكنت أحس إني أنا الغلط، وهم الصح”.
لكن حديثها لم يتوقف عند نظرتها لنفسها، بل امتد لجراح الفقد التي لا تزال تؤثر فيها حتى اليوم، إذ روت نجلاء كيف ترك رحيل أشخاص مقربين جُرحًا عميقًا.
وأكملت قائلة: “الفقد أثر فيني كثير، خصوصًا بنت خالي لما كنا صغار، وجدتي سارة اللي توفت وأنا بالثانوي، شفتوا سعد وماما؟ علاقتهم؟ اضربوها بعشرة، هذا أنا وجدتي.”
وتابعت بحرقة:”بعد وفاتها اختل توازني حرفيًا، أخذت سنين عشان أبدأ أتشافى. ولو كانت الدنيا وقتها فيها وعي وموارد نفس اللي موجودة اليوم، يمكن كنت تجاوزت بشكل طبيعي، أو على الأقل أسرع”.