موقع 24:
2025-12-14@17:39:32 GMT

أتلانتيك: جميع خيارات إسرائيل لما بعد الحرب سيئة

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

أتلانتيك: جميع خيارات إسرائيل لما بعد الحرب سيئة

لفت الباحث البارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن حسين إبيش، إلى أن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا إدارة بايدن أنهم لم يشاركوا في أي تخطيط جدي لمرحلة ما بعد الصراع.. ربما يرجع ذلك إلى أن جميع خياراتهم سيئة وأنه على الرغم من وفرة مقترحات خيالية، لن يتدخل أحد لتحمل عبء معضلة إسرائيل المستحيلة، أو بكل بساطة، تنظيف الفوضى التي خلفتها.

حماس لن تتخلى ببساطة عن التمرد المخطط له

كتب إبيش في مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية أن الإسرائيليين قد يشعرون بأنهم لا يتحملون أي مسؤولية عن الواقع في غزة، بما أن حماس تسيطر على القطاع منذ 2007.. ولكن سائر العالم يدرك أن الاحتلال استمر، ولو من خارج حدود غزة، فقد احتفظت إسرائيل طوال الوقت بسيطرة مشددة على المياه الساحلية لغزة ومجالها الجوي وموجات الأثير الخاصة بها، وجميع المعابر المؤدية إلى القطاع باستثناء معبر صغير تسيطر عليه مصر.

لقد اتخذت إسرائيل جميع القرارات الرئيسية المتعلقة بغزة تقريباً منذ سنة 1967، بما فيها القرار المتهور والمدمر للذات بدعم حماس، من أجل تقسيم الحركة الوطنية الفلسطينية بين إسلاميين متمركزين في غزة وقوميين علمانيين في الضفة الغربية. 

At the end of this war, no third party "is going to step in to bear the burden of Israel’s impossible dilemma or, put more simply, clean up its mess," @Ibishblog writes: https://t.co/qHTmANdXwY

— The Atlantic (@TheAtlantic) November 1, 2023

والآن، فإن إسرائيل التي تأسف كما يبدو على هذه السياسة بعد موجة القتل المروعة التي قادتها حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، شرعت في شن هجوم سيؤدي حتماً إلى تحويل قسم كبير من غزة إلى حفرة مشتعلة من الدمار.

قوة عربية

"يبدو أن إسرائيل لا تزال تأمل الانسحاب لاحقاً، ونقل السلطة المحلية إلى.. شخص آخر. لكن هذا السيناريو ضرب من الخيال".. تابع الكاتب بأنه لا يوجد طرف ثالث مستعد أو قادر على مراقبة وإعادة بناء غزة بالنيابة عن إسرائيل وبالتنسيق معها.

يشير اقتراح شائع إلى أن قوة عسكرية أو من الشرطة تابعة لدول عربية مستقرة، يجب أن تعمل على تأمين غزة مع انسحاب إسرائيل منها.. وبالنظر إلى الجغرافيا والتاريخ، يتعين على مصر أن تكون لاعباً مركزياً في أي جهد كهذا، لكن المصريين جعلوا من أولويات سياستهم الخارجية منذ سنة 1979 عدم الانجرار مرة أخرى إلى غزة.. وهم ليسوا قريبين من تغيير رأيهم.

ماذا عن السلطة الفلسطينية؟

أضاف الكاتب أن المرشح الآخر الذي يتم اقتراحه بشكل متكرر هو السلطة الفلسطينية، لكن النظام الذي يقوده محمود عباس في رام الله لن يكسب شيئاً من العودة إلى غزة في أعقاب الدمار الإسرائيلي.. وحتى في العقد الذي سبق هذه الحرب، رفض عباس العديد من المقترحات المصرية الداعية إلى تولي السلطة الفلسطينية وزارات حكومية في غزة أو توفير الأمن على الجانب الفلسطيني من المعابر المؤدية إلى القطاع. 

.@Ibishblog in the Atlantic today.

He is always a wise voice to listen to but I wonder if some sort of an Arab option in Gaza is really as impossible as he makes it be. https://t.co/7uEkAqDyRr

— Arash Azizi آرش عزیزی (@arash_tehran) November 1, 2023

ويبدو أن حماس كانت على استعداد لقبول هذه المبادرات، لكنها أصرت أيضاً على أنها لن تتخلى عن سلاحها.. وكان عباس يخشى أن يصبح مسؤولاً عن سكان غزة الفقراء، لكن من دون موارد كافية، وفي ظل ميليشيا مدججة بالسلاح يمكنها أن تلجأ إلى العنف متى شاءت.

إذا كانت السلطة الفلسطينية تخشى العودة إلى غزة في ذلك الوقت فإنها لن تكون متحمسة للتدخل خلف القوات الإسرائيلية بعد حرب برية مدمرة.. إن احتياجات غزة ستكون هائلة والوصول إلى السلطة على الدبابات الإسرائيلية من شأنه أن يطبع السلطة الفلسطينية بقبلة الموت السياسي بين الفلسطينيين.

ماذا عن قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة؟

يدعو الكاتب القراء إلى تخيل أن بعثة أممية لحفظ السلام مسؤولة عن مجتمع مدمر تماماً وكان أصلاً على شفا كارثة إنسانية، ثم إلى تخيل أن تحارب تلك البعثة التمرد الذي تخطط حماس لإطلاقه ضد الإسرائيليين، وهو أحد الأسباب التي تجعل القوات الإسرائيلية راغبة بالخروج في أسرع وقت ممكن بعد الانتهاء من نشر الدمار.. يكاد يكون من المؤكد أن الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها لن تكون على استعداد لقبول المسؤولية عن مراقبة الأنقاض، ورعاية أكثر من مليوني فلسطيني من الفقراء وجلهم من النازحين، في منطقة صغيرة ومكتظة بالسكان تحولت إلى خراب.

هدف حماس

تلخص الهدف الرئيسي لحماس منذ تأسيسها سنة 1987 بالاستيلاء على الحركة الوطنية الفلسطينية، بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، بحضورها الدبلوماسي الدولي الثمين وتمتعها بوضع دولة مراقب في الأمم المتحدة، وأكثر من 80 سفارة في مختلف أنحاء العالم.. وفي خدمة هذا الهدف، تأمل حماس جذب إسرائيل إلى غزة حيث تستطيع شن تمرد طويل الأمد ضد المحتلين الإسرائيليين، وعندئذ ستزعم حماس أنها تنقل القتال إلى إسرائيل، بينما يجلس القوميون العلمانيون في الضفة الغربية مكتوفي الأيدي في انتظار مفاوضات لن تتم أبداً.

وهذا هو طريق حماس إلى القيادة بين الفلسطينيين حسب الكاتب.. إذا تراجع الإسرائيليون فإن حماس لن تتخلى ببساطة عن التمرد المخطط له، وسوف تنفذ الخطة ضد أي قوة يبدو أنها تمثل مصالح إسرائيل، سواء كانت عربية أو تابعة للأمم المتحدة أو حتى فلسطينية.

لا قوة خارقة

لن يدخل أي طرف ثالث إلى غزة لمحاربة التمرد المخطط للقوات الإسرائيلية، وإعادة بناء البنية الأساسية والمجتمع الذي مزقته الحرب وحل مشكلة الحكم التي طال أمدها والتي ضمنها الوجود المسلح لحماس.. إن إسرائيل تقف بمفردها، لذلك يتعين عليها أن تجد في آن بديلاً للانسحاب من غزة بسرعة، وبالتالي السماح لحماس بالعودة إلى الظهور على الأقل ككيان سياسي، وللبقاء ومحاربة التمرد الحتمي.

أياً كانت القرارات التي تتخذها إسرائيل الآن بعد أن بدأت هجومها البري على غزة، فسيتعين عليها أن تدرك أنه لن تتدخل أي قوة خارقة فجائية وتنقذها من العواقب المتراكمة المترتبة على تصرفاتها منذ سنة 1967.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السلطة الفلسطینیة إلى غزة

إقرأ أيضاً:

صدام علني بين الحلفاء.. الإخوان يكشفون دورهم في حرب السودان

شهدت الساعات الأخيرة داخل معسكر بورتسودان تصاعدًا لافتًا في التوتر بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقيادات الحركة الإسلامية المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، بعد تفجر خلاف علني على خلفية تصريحات البرهان التي نفى فيها وجود عناصر من الإخوان المسلمين أو كوادر الحركة ضمن قواته المنخرطة في الحرب منذ أبريل 2023.

غير أن النفي لم يمرّ مرور الكرام؛ إذ ردّت قيادات الحركة الإسلامية بسلسلة تسجيلات ومقاطع فيديو تثبت—وفق روايتهم—مشاركتهم المباشرة في العمليات الجارية، بل وتظهر أنهم "العصب الرئيسي" للقتال، بينما اعتبر بعضهم أن الجيش السوداني لا يمكنه الاستمرار دون دعمهم.

وفي أحدث ردٍّ على تصريحات البرهان، قال أحمد عباس، والي سنار الأسبق في عهد نظام البشير، إن "من يديرون الحرب الآن هم الحركة الإسلامية، وإن 75% من المقاتلين الذين يقاتلون مع البرهان هم من أفراد الحركة". وأضاف بتحدٍّ: "هل ما زال هناك من ينكر أن الحرب في السودان هي حرب الحركة الإسلامية؟"

وأكد عباس أن الحركة الإسلامية لا تعمل في الظل، بل تمارس دورها بشكل مباشر، قائلاً: "نحن من نسند الحكومة، ونحن من يجلب لها الدعم… وحتى علاقاتها الخارجية تُحلّ عبرنا". كما شدد على أن التنظيم لا يزال يسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، رغم حلّ لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو.

من جانبه، يواجه البرهان انتقادات متزايدة بعد إنكاره أي وجود للإخوان داخل السلطة التي يديرها حاليًا، رغم أن الواقع الميداني—وفق مراقبين—يشير إلى هيمنة واسعة لعناصر التنظيم على مفاصل الدولة العسكرية والمدنية. وهو ما أكده القيادي الإسلامي عبدالحي يوسف خلال ندوة في إسطنبول حين قال: "البرهان أعجز من أن يقضي على الإسلاميين لأنهم موجودون حتى في مكتبه".

تصريحات يوسف وعباس فتحت الباب واسعًا أمام تساؤلات حول حجم الشرخ بين المؤسسة العسكرية وقيادات الحركة الإسلامية التي تُعد الشريك الأبرز للجيش في الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع.

وفي تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، قال الطيب عثمان يوسف، الأمين العام للجنة تفكيك التمكين، إن حديث البرهان عن عدم سيطرة الإخوان على السلطة "يكذبه الواقع"، مقدّرًا نفوذهم بما يفوق 95% من أجهزة الدولة ومؤسساتها. وأضاف أن اللجنة تمتلك من الأدلة ما يكشف حجم الجرائم والفساد الذي مارسه التنظيم وكيفية تمكين كوادره داخل قطاعات الأمن والقضاء والاقتصاد.

ويرى محللون أن هذا الجدل العلني غير المسبوق بين طرفي التحالف الحكومي–الإسلامي لا يُعد مجرد سجال إعلامي، بل يعكس أزمة بنيوية عميقة داخل المعسكر الذي يقود الحرب. فبينما يسعى البرهان لإظهار الجيش كقوة وطنية مستقلة بلا هوية أيديولوجية، يتمسك الإسلاميون بإبراز دورهم المركزي كقوة قتالية وتنظيم سياسي يريد فرض نفسه لاعبًا رئيسيًا في مرحلة ما بعد الحرب.

ويحذر خبراء من أن هذا التوتر المتصاعد قد يكون مقدمة لتحولات أكبر في بنية التحالف القائم، خصوصًا في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة، وتراجع الوضع الميداني في عدة جبهات.

ومع استمرار الحرب وتعقّد المشهد، تبدو العلاقة بين الجيش السوداني وحلفائه الإسلاميين مرشحة لمزيد من الانفجار، وسط مؤشرات على صراع نفوذ داخل السلطة المؤقتة. ففي وقت يسعى البرهان إلى تقديم نفسه للمجتمع الدولي كلاعب مستقل، يصر الإخوان على تذكيره بأنهم جزء أساسي من قوته على الأرض.

وبين الاتهامات المتبادلة والظهور العلني للتنظيم، يبدو أن الحرب في السودان لم تعد فقط مواجهة عسكرية، بل صراعًا داخليًا على السلطة والشرعية ومسار الدولة خلال المرحلة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • اغتيال رائد سعد يضع إسرائيل بين ثلاثة خيارات صعبة
  • من هو رائد سعد القيادي في "حماس" الذي أعلنت إسرائيل اغتياله؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذين ما زالوا في غزة
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟
  • وزير الخارجية: دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية في قطاع غزة
  • عبد العاطي يؤكد دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية وتمكينها من قطاع غزة
  • عبد العاطي يؤكد لوزير الخارجية الفلسطيني الأسبق دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية
  • صدام علني بين الحلفاء.. الإخوان يكشفون دورهم في حرب السودان
  • عاجل- وزير الحكم المحلي الفلسطيني: 7 أشهر بلا تحويلات مالية.. وأزمة خانقة تعصف بالسلطة الفلسطينية