ghamedalneil@gmail.com


نتوجه إلي المهتمين بالشأن التربوي والتعليمي بالداخل والخارج من الحادبين علي المصلحة العامة ومن خلال منابرهم ومنتدياتهم العامرة أن يولوا في هذه المرحلة ( بالذات التي أوشكت فيها بلادنا أن تتسرب من فروج أصابعنا إن لم تكن تسربت بالفعل ) جل اهتمامهم للتبشير بأن زمن الجهل قد ولي وان العلم النافع والعمل الصالح أصبحا هما الضرورة القصوى لنهضة الاوطان وبالتالي السمو بالإنسان الي اعلي المراتب ليكون القدوة والمثال في التجرد والإخلاص من أجل حياة تسعه وغيره في شفافية وعدل ومساواة وعيش كريم خال من النواقص والمكدرات وليست الغاية هي الدخول في المدينة الفاضلة وهذا مستحيل ولكن الغاية أن يعرف كل مواطن حقوقه وماعليه من واجبات وان يكف أذاه عن الآخرين وأن يابي الضيم علي نفسه بالقانون والنظام ولا يفكر يوما أنه فوق الجميع وأن لاينصب ذاته وصيا عليهم وكم جنينا من كوارث وفتن ومحن ونفر منا ميزوا أنفسهم ووضعوها فوق النجوم ونظروا للبقية من عل وهذه النظرة الشائهة تجسمت في اختلال المجتمعات والحروب الأهلية وتفشي الكراهية والفساد والعنصرية وقيام الأنظمة الديكتاتورية وتفرعن أباطرة آخر الزمان الذين لا يجدون لذة إلا في مايريقون من دماء ويعجبهم منظر الخرائب ويطربون لنعيق البوم وانات المجروحين والثكالي والأطفال ولا يشبعون إلا اذا تيقنوا تماما أن الأرض استحالت الي يباب وسواد في سواد ورماد !!.

.
وقد وصلنا الي هذا الحد من مأساة القرن والجميع يتفرج ومنهم من يتكسب والأمر بالنسبة له اوكازيون لايريد له أن يفلت من بين يديه والذين أشعلوا الحرب صارت عندهم الجرأة في تشتيت الإنتباه بعيدا عنهم وقد خلا لهم الجو ونادوا بعين قوية أن يكون الحل هو لعبتهم من طرف واحد وهم الأجدر وبالغوا في تفاؤلهم وخرجوا بمكبرات الصوت يدعون أصدقائهم بأن هلموا الينا في سعينا لإعادة إعمار مادمرته الحرب اللعينة العبثية المنسية !!..
هل سمعتم طال عمركم يوما ما أن الحل سيكون بيد من تسبب في الكوارث ؟!
نخلص الي أن الدمار الذي حصل ببلادنا كان سببه الجهل والجهل المطبق وهذا الجهل تراكم الي أن وصل الذروة وضاق صدر البركان بالحمم ولم يقوي علي التحمل وخرجت ( اللافا ) من فوهته لتغطي مجمل أرض النيلين العزيزة وهذا الشر المستطير عم القري والحضر ومازالت مصائبه تتوالي لينعم الجميع بالحريق شعبا وحكومة وصار العجز سيد الموقف والكل يبحث عن مخرج والعالم مشغول بالمال الذي قالوا إنه دين أوروبا الجديد والحقيقة أنه دين امريكا الجديد وفي جولة واحدة رجع سيد امريكا بثلاثة تريليون وربع دولار وطائرة وأكرموه ببزخ وحتي عربته وطات عجلاتها الموكيت الازرق الذي كان احمرا وقد غيروه لعربة سيادته حتي تكون آخر انبساط ونكاية في أهل غزة الذي فتك بهم الجوع واحتشدوا بالمئات والكل يحمل ماعونه حتي يعطي حفنة طعام لايسمن ولا يغني من جوع !!..
الحل ليس بكل هذه المبادرات والمناشدات بوقف إطلاق النار والجلوس للمفاوضات لأن كل هذه الآليات تم تجريبها ولم تجد نفعا والحال ياهو الحال والمعمعة تزداد شراسة والشرق والغرب وإيران وتركيا كلهم يجربون علي رؤرسنا مسيراتهم الجهنمية وعراقجي مازال يفاوض الامريكان مثل مايحصل في حكايات ألف ليلة وليلة ومثل دخلت نملة وأخذت حبة وجات طالعة وقد نجحت اللعبة الأمريكية الإيرانية في فقدان العرب لمزيد من الأراضي والحبل مازال علي الجرار والمسلسل مستمر وجاء الدور علينا وأرضنا اين هي لقد تبخرت مثل شربة ما !!.
الحل أن يعود التعليم كما كان من الخلوة الي التعليم العالي وان تهتم الدولة بالتعليم العام والجامعي وان تفرد له الميزانيات الكبيرة وكذلك الاهتمام بالصحة وان يكون التعليم الخاص في أضيق نطاق مع ضبطه الي أقصي حد كفانا بوتيكات لم تقدم لنا من مخرجات غير جهلة ومنهم من وصل إلي ارفع الوظائف ومازال يتلعثم وهو يقرأ من ورقة أمامه في منبر عالمي جلب علينا العار والسخرية ليس لأن الخطاب باللغة الإنجليزية وحتي لو كان باللغة العربية فالأمر سيان !!..


حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

 

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

سبحان الله الشيخ المتصوف عداوته مباشرة تحولت لمودة وإحسان

كنت قبل سنوات بحضر درس لأحد المشايخ في واحد من المساجد
الشيخ أثناء الدرس عرج على بعض الشركيات و صورها و التحذير منها بكل أدب
في أحد المشايخ المتصوفة الكلام ده زعلو و بقى حريص على افتعال مشاكل مع الشيخ ده على أساس يوقف الدرس كلو كلو

بتذكر الدرس التالي لذلك الدرس الشيخ المتصوف جاء زعلان و خاتي كرسيهو
بعد ما شيخنا ده انتهى من درسو الشيخ الصوفي رفع يدو و سأل سؤال
والسؤال من باب فتح باب للنقاش وكده

فالشيخ تنّبه لذلك
فالشيخ السلفي رد قائلا : يا شيخ من يسأل من ؟
أنت شيخنا و أنت أفقه وأعلم منا بذلك
ثم وجه الخطاب للمصلين وقاليهم يا أخوانا شيخ فلان ده ما سأل السؤال لنفسو بل سألوا عشان تعم الفائدة وده من أدبو وكده فالمعلومة هو أكيد عارفها
سبحان الله الشيخ المتصوف عداوته مباشرة تحولت لمودة و إحسان
وبقى أحرص الناس على قيام درس الشيخ (السلفي) ده
و الكلام ده كلو بسبب كلمة طيبة واحدة

وده مصداق قوله تعالى (…ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
فالأخلاق دي والله أساس الدعوة بل و أساس الإسلام
والدين الخلق كما ذكر علماؤنا …

مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حماس: محاور توغل الاحتلال تحولت إلى حقول موت لا يخرج منها جنوده سالمين
  • التعليم: أكثر من 17 ألف طالب استشهدوا جرّاء الحرب على غزة
  •   حينما تصبح قاعات الامتحان ميادين صمود
  • قنابل موقوتة في الأعماق.. حطام السفن الحربية يهدد محيطاتنا بالتلوث
  • ضربة أوروبية قاسية لأبل.. غرامة بملايين اليوروهات تهز سياسات التطبيقات
  • مقتل عنصرين في الحرس الثوري الإيراني خلال تفكيك متفجرات من مخلفات الحرب
  • سبحان الله الشيخ المتصوف عداوته مباشرة تحولت لمودة وإحسان
  • الجيش السوداني: المصنع الأم للإجرام ومأزق النخبة النيلية:
  • عاجل | معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك: النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض
  • بن غفير عن مقترح غزة: الحل هو الحرب والتهجير ووقف المساعدات