سواليف:
2025-06-28@05:50:12 GMT

غزة تكتب.. وسيقرأ العالم

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

غزة تكتب.. وسيقرأ العالم

محمود هلال
نعلم أن ثمن غالٍ جدا، وعال حتى لا علوَّ فوقه. قطرة دم واحدة تعدل الدنيا بأسرها لمن يفهم حرمة الدم وقيمة الإنسان.

غزة يحاربها عدو مجرم كما لم تكن في الإنسان جريمة، تلعق في كل يوم جراحها وتنهض من تحت الأنقاض تقاوم عدوا متوحشا هو خلاصة لغرب استعماري لا إنساني فاجر زرع هذا الكيان المسموم في قلب الأمّة لتظل تنزف دماؤها ويبقى هذا الغرب القاتل يشربها.

غزة تقاتل وحدها.. ذنبها أن مقاوميها تسلحوا بعقولهم ولبسوا إرادتهم وتوكلوا على ربهم ليزيحوا صخرة الاحتلال عن صدرهم.

غزة تقاتل وحدها، ونحن نرى نزفها ونتوجع لأجلها، ويزيدنا عجزنا عن نصرتها ومد العون لها وجعا على وجعنا.. نبتلع آلامنا فيشتدّ علينا الألم حتّى لقد يقول بعضنا، من هول ما يرى، الأمر لا يستحق.. كفى أهوالا تحطّمن من يرى فما ظنّك بالذي يعاني؟.

مقالات ذات صلة المقاوِمة الاسلامية..بين فلسطينية مشروعها.. وإيرانية تحالفها…رؤية تفكرية.. 2023/11/02

انتبهوا..
ففي الجهة الأخر ملاحم بطولية تسطرها مقاومة أسطورية عرفت منذ البدء ألا تعويل لها إلا على ربها وعلى قدراتها.. وجبت الإشارة إلى تلك الملاحم والإشادة بالبطولات الأسطورية، تلك التي قلبت موازين العالم.
بطولات المجاهدين في الميادين طعنت كبرياء هذا العدو المجرم المغرور فراح يخبط خبط عشواء يقصف الحياة والأحياء في كلّ الأنحاء.. لنرى كل هذا الهول القياميّ.

هذه الأهوال التي نشاهدها، عاجزين عن إيقافها، هي المهر.. ومهر العروس يعلو ما علا كعبُها.. وليس أعلى من كعب فلسطين.
نبكي دم الأبرياء المسفوح
ولكنّنا نشيد بالمقاومة التي تصنع بإنجازها المعجزات وتقلب، ببطولاتها، المعادلات، وتكتب للتاريخ كتابا سيُضطَرّ العالم إلى قراءته.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

خطر يُهدد وظيفتك!

 

 

 

د. سليمان بن خليفة المعمري

 

يُجمِع المختصون على أن العمل أحد أسباب صحة ورفاهية الإنسان وأنه بدونه عرضة للكثير من المشكلات النفسية والصحية والاجتماعية، لذا كان العمل أبرز نعم الله على الإنسان التي يحقق به ذاته وتسهم في نضجه الفكري والإنساني وبه يشغل وقته ويتغلب به على فراغه الذي هو أحد أهم أسباب شقائه وتعاسته، فيوم أن يبقى الإنسان عاطلًا باطلًا فارغًا من كل حيثية ومهمة؛ فعليه أن يتجهز للمتاعب التي لا حصر لها ولا نهاية.

غير أن من عجيب المفارقات في هذا الجانب أن تجد الإنسان الذي كان من قريب يسعى سعيا حثيثا وبكل ما أوتي من جهد للحصول على العمل والوظيفة التي يطمح، فإنه سرعان ما تنقلب الأمور لديه فيضيق ذرعا بذلك العمل ويتبرم بتلك الوظيفة فتراه يعيد ويزيد في سردية لا تنقطع مآسي العمل والوظيفة ويشكو من كل شيء ابتداءً من الزملاء وليس انتهاءً بالروتين والمتطلبات والمسؤوليات التي تقتضيها الوظيفة.

وهكذا يظل هذا الإنسان البائس يردد في حيرة لا تنتهي الأسطوانة المشروخة التي يصور فيها مأساته ومعاناته مع الوظيفة التي يشغل، وكم أبدع الأستاذ الكبير محمود عباس العقاد في وصف حيرة الإنسان وتقلباته النفسية في مختلف مراحل حياته وخاصة في عمله ووظيفته، فقال في أبيات جميلة بديعة:

صغير يطلبُ الكبرا وشَيْخ ودَّ لَوْ صَغُرَا

وخال يشتهي عَمَلًا وذُو عمل به ضَجِرَا

وربُّ المالِ في تَعَبٍ وَفِي تَعَبِ مَنِ افْتَقَرَا

إلى أن يقول في تساؤل بليغ:

فهَلْ حَارُوا مَعَ الأَقْدَارِ أَمْ هُمْ حَيَّرُوا القَدَرَا؟

ولعل وجود مثل هذا التذمر والضجر لدى البعض عائد في جزء منه إلى ما يعرف بـ"الانحياز السلبي" لعقولنا، وذلك حينما تسيطر على عقل الإنسان أفكار ومواقف العمل السلبية فيقوم بتضخيمها وجعلها تعكر مزاجه ونفسيته متغافلا عن ما في العمل من مظاهر إيجابية عديدة، ومتناسيا أن وظيفته التي يتأفف من أعبائها هي حلم وأمنية ومطلب الكثيرين حول العالم.

والواقع أنّ على الموظف أو العامل بدلا من ذلك أن يسعى إلى التفكير بطريقة أكثر عملية، فيستمتع بعمله ووظيفته ويبحث عما يدخل البهجة والشغف والسرور على نفسه وهو يمارس وظيفته ومهنته، عبر وضع مجموعة من الأهداف والاستراتيجيات والرؤى الفاعلة للاستفادة من وظيفته واستثمار وقته في تطوير مهاراته وخدمة المؤسسة التي ينتمي إليها، وأن يشحذ الهمة ويمتشق المهارة والبراعة اللازمتين لتجويد العمل وتحسين وتحقيق الأداء والإنتاجية المطلوبة، واضع نصب عينيه المبادئ النبيلة والغايات السامية التي تعكس شكره وامتنانه لنعمة العمل متذكرا التوجيه الرباني الكريم في قول الله عز وجل "اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" (سبأ: 13).

أما فيما يتعلق بالمشاكل والتحديات والاختلافات التي تحدث في بيئة العمل فليعلم أن الإنسان ليس بوسعه منعها من الحدوث لكنه حتما بمقدوره التعامل معها ولديه من الكفاءة ما يمكنه من تطوير آليات وأساليب التعامل الرشيد مع هذه التحديات، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة الحسنة في ذلك فقد واجه من صنوف العنت والمشقة في سبيل نشر الدعوة وتبليغ الرسالة الكثير إلا أنه صلى الله عليه وسلم واجهها برباطة جأش وحسن توكل على الله والاعتصام بصدق النية وجميل المقصد في مواجهة عواصف الحياة فكان أن كتب الله له النصر والتأييد.

والحق أنه يمكن القول بكل ثقة واطمئنان وجدان إن التطور والإبداع والابتكار والانطلاق في العمل واستشراف المستقبل الزاهر لا يمكن أن يتم إلاّ في أوساط وبيئات عمل يتسم أفرادها بروح التفاؤل والأمل وكل بواعث الخير والرضا، وأن بيئات العمل السامة الملبدة بغيوم التشاؤم واليأس والقنوط وبواعث الإحباط والكراهية مظنة كل تراجع وتقهقر وظيفي وهي نذير شؤم قد يؤذن بخسارة العامل لوظيفته وأفول نجم المؤسسة وتدهور أوضاعها.

لذا كان لزاما أن يتسلح العاملون بالعزيمة الصلبة التي لا تلين وأن يكون الإصرار والتفاؤل والنجاح أهدافا لا تحيد عنها وجهة الأفراد والمؤسسات ولا تغيب عن المقاصد والغايات التي يسعون وراءها إذا ما أرادوا استمرارية واستدامة الازدهار والرفاه الوظيفي في أعمالهم ووظائفهم، وإنّ الوصفة السهلة الصعبة لتحقيق التطور المنشود في العمل تتمثل في أن يكون الإنسان صادقا وملتزما بمبادئ وأخلاقيات مهنته ووظيفته متفائلا بما تحمله الحياة من خير وسعادة ورضا للساعين الجادين المخلصين، وصدق الله العظيم "وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (التوبة: 105).

هذا.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

مقالات مشابهة

  • ثمن نهائي مونديال الأندية.. «فايق» يعلن المواجهات التي ستنقل عبر قناة MBC
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين العنف المتواصل ضد المدنيين في غزة والاعتداءات التي شنها مستوطنون على قرية كَفَر مالك
  • النقلة "Move 37": اللحظة التي تجاوزت فيها الذكاء الاصطناعي الحدود البشرية
  • سالم الدوسري يُبدع في مونديال الأندية.. تأهل للهلال وأرقام عربية تكتب التاريخ
  • حزب الله : الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها قادرة وحدها على مواجهة الطاغوت الأمريكي
  • الكرملين: ينبغي تذكير الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية
  • منال الوراقي تكتب: من طشقند.. رسائل إصلاح وانفتاح تتجاوز التوقعات
  • خطر يُهدد وظيفتك!
  • مسؤول سابق بالناتو: قمة لاهاي تدور حول طمأنة ترامب وليس ردع روسيا وحدها
  • قيمة المكافأة التي حصل عليها الترجي التونسي من مشاركته في مونديال الأندية