في ذكرى وعد بلفور المشؤوم: بريطانيا والغرب الاستعماري .. مسلسل متواصل من دعم الكيان الصهيوني ومساندة جرائمه بحق فلسطين وشعوب الأمة ومقدساتها
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
الثورة / تقرير/ ابراهيم الاشموري
حلت بالأمس الـ2من نوفمبر، ذكرى وعد بلفور المشؤوم الذي كان وما زال تجسيدا لحقيقة عطاء من لا يملك لمن لا يستحق، والشعب الفلسطيني يعيش تبعات وآثار المؤامرة الدولية المتواصلة على أرضه ومقدساته وحقوقه في الحياة.
أصدر النظام البريطاني في ٢ نوفمبر ١٩١٧، ما يسمى “وعد بلفور”، وأعلن فيه تأييده لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وبأنه سيبذل غاية جهده لتسهيل تحقيق هذه الغاية.
كان هذا الوعد المشئوم حلقة مفصلية في سلسلة مآثم ومؤامرات بريطانيا ومعها الغرب الاستعماري ضد فلسطين والأمة والعربية والإسلامية والتي تستمر اليوم بتواطؤ ومساعدة بعض الأنظمة العربية في المنطقة.
كانت فلسطين في ذلك الزمن تحت حكم الدولة العثمانية وكان العرب يمثلون أكثر من ٩٠٪ من سكانها.. لكن النظام البريطاني الاستعماري وعد من لا يستحق، بوطن يملكه شعب آخر!.
وتكشف مذكرة كتبها ارثر بلفور، وزير الخارجية البريطاني في حينها، مدى الاستحقار البريطاني لسكان فلسطين الأصليين، والاستهانة بحقوقهم المشروعة. حيث تنص المذكرة “إننا لا نقترح حتى أن نتكبد مشقة استطلاع رغبات سكان البلاد الحاليين من غير اليهود في فلسطين. لأن أهمية الصهيونية أكبر بكثير من رغبات وتحيزات السبعمائة ألف عربي القاطنين الآن في تلك الأرض التاريخية”.
لقد تباهى النظام البريطاني على مر العصور انه يمتلك منظومة قيم ومبادئ إنسانية ومكانة أخلاقية عالية وأنه يتمسك ويلتزم التزاما راسخا بروح ومضامين الشرائع الإنسانية وبالقوانين الدولية لكنه ظل طوال تاريخه الدموي يقترف الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق شعوب الأمة العربية والإسلامية، وحتى فيما قبل وعد بلفور وبعده وهو اليوم يعلن تأييده الكلي للجرائم المريعة التي يقترفها الكيان الصهيوني الغاصب حاليا ضد الشعب العربي الفلسطيني، الذى عانى الأمرين من تعسف وقهر وبغي على يد الاحتلال الصهيوني الغاشم على مدى ٧٥ سنة.
تبجحات النظام البريطاني بأن سياساته الخارجية تستند شرعيتها على القانون الدولي وعلى ما هو صحيح وعادل هو ادعاء كاذب جملةً وتفصيلاً. وهو الأمر الذي يثبته الاستقراء التاريخي لنهجه الاستعماري البغيض الذي يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن أهم ما يحرك سياسته الخارجية هي ميولاته الاستعمارية والعنصرية والتزامه المنفعي تجاه الصهيونية. وهو ذات الالتزام الذي عبر عنه المقبور آرثر بلفور عندما كتب “إن أهمية الصهيونية أكبر بكثير من رغبات وتحيزات السبعمائة الف عربي” في وعده سيئ الذكر.
وفي هذه المناسبة والذكرى الأليمة، قال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، في تصريح صحفي “تتزامن ذكرى وعد بلفور المشؤوم مع وقائع محرقة الاحتلال النازي ضد شعبنا في يومها السابع والعشرين، لتؤكد أن المشهد لا زال على حاله منذ أن بدأت المؤامرة الدولية بتغييب حقوق شعبنا وإنكار وجوده على أرضه، وغرس هذا الخنجر السرطاني في قلب فلسطين”.
وأضاف معروف: ما أشبه اليوم بالأمس، فالقوى التي خططت وسهلت وساندت الاحتلال في مراحل النكبة الأولى، بقت على موقفها المتجرد من الإنسانية والمخالف للأخلاق وقواعد القانون الدولي، وحافظت على حماية ظهر هذا المحتل النازي رغم كل الجرائم التي يرتكبها، وسط حالة من الضعف والهوان العربي والإسلامي، فأمن الاحتلال من العقاب والمحاسبة واطمأن للعواقب؛ ما شجعه على استمرار الجرائم والمذابح بحق شعبنا.
موضحا: لم تكتف هذه الدول بالدعم السياسي وحماية الاحتلال من الملاحقة، وإنما تمده بالسلاح والذخائر التي يقتل بها المدنيين من أبناء شعبنا، ويرتكب بها المذابح ضد الأطفال والنساء، وينتهك بها المحرمات فيقصف المستشفيات والكنائس والمساجد ويبيد الأحياء السكنية، ويدمر المنازل والبنايات فوق رؤوس ساكنيها.
واختتم المجاهد سلامة معروف حديثه بالقول:
إن المجتمع الدولي ومنظومته الأممية التي عجزت عن وقف هذه المحرقة ومنحت الاحتلال ضوءا أخضر لإكمال جريمته، تتحمل المسؤولية الكاملة معه عن هذه الجريمة، وخاصة الدول التي تقف موقفا يخالف ما تتشدق به من قيم وأخلاق وحقوق إنسان، وتدعم فعليا قتلة الأطفال والنساء وتزودهم بالسلاح والذخيرة لإتمام محرقة القرن الحادي والعشرين بجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقاب الجماعي ضد قطاع غزة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: وعد بلفور
إقرأ أيضاً:
الإبادة والمجاعة مستمرتان في غزة: قصف إسرائيلي متواصل على النازحين / شاهد
#سواليف
تواصل #الإبادة و #المجاعة و #الحصار حصد أرواح #الفلسطينيين في قطاع #غزة وسط صمت دولي وإقليمي مطبق، بينما يواصل #الاحتلال ارتكاب مجازره بحق المدنيين، لا سيما في أماكن توزيع #المساعدات، ما يفاقم منسوب #الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
مشهد يوثق جريمة قتل ارتكبها الاحتلال بحق فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الطحين من شاحنات المساعدات، وأطلق النار على من حاول انتشالهم، قبل أن يتمكن عدد من الشبان من سحبهم في قطاع غزة pic.twitter.com/w4KgjgYW1m
— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) August 1, 2025استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين، جراء إطلاق جيش الاحتلال النار قرب مركز المساعدات الأمريكية في منطقة “الشاكوش” شمال مدينة رفح جنوبي القطاع. وفي المنطقة ذاتها، أطلقت دبابات الاحتلال نيرانها في محيط مركز توزيع المساعدات شمال غرب رفح.
مقالات ذات صلة “هيومن رايتس ووتش”: نظام توزيع المساعدات في غزة تحول إلى حمّامات دم 2025/08/01في غزة، بلغ الجوع حدًّا لم يعد معه الناس قادرين حتى على وضع الحجارة على بطونهم لتخفيف الألم، فقد أصبحت أجسادهم أضعف من أن تحملها. pic.twitter.com/AmK7mVHB8O
— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) August 1, 2025إلى الجنوب، قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، تزامنًا مع قصف عنيف استهدف شارع الطينة شمال المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين. كما أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة أكثر من سبعين آخرين برصاص الاحتلال في “محور موراغ” جنوبي خان يونس.
وفي مواصي خان يونس، استشهد أربعة فلسطينيين وجُرح آخرون جراء قصف الاحتلال خيام النازحين في منطقة أرض الفرا، غالبيتهم من الأطفال. كما ارتقت فلسطينية وأصيب آخرون في غارة جوية استهدفت خيامًا للنازحين خلف محطة طبريا في المنطقة ذاتها.
وسط القطاع، استشهد أربعة فلسطينيين بعد قصف الاحتلال لمركبة في وسط مدينة دير البلح بعد منتصف الليل، من بينهم أحمد دلول الذي لحق بابنته سوار التي استشهدت قبل أشهر. كما أصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال في محيط محور “نتساريم” وسط القطاع، فيما استهدفت مدفعية الاحتلال شمال مخيم النصيرات.
في مدينة غزة، استهدفت طائرات الاحتلال المروحية والحوامات أماكن تواجد النازحين، حيث تم انتشال جرحى، معظمهم أطفال، من داخل الجوازات في حي الرمال، ومن شقة سكنية في حي الصبرة، إضافة إلى قصفٍ طال نازحين في محيط مقبرة الشيخ رضوان. وسُجلت إصابات جراء استهداف منزل قرب المقبرة، وسط مناشدات للسيارات الإسعاف بالتوجه إلى المكان.
وفي ذات السياق، شنت طائرات الاحتلال غارات على محيط شاليه الريحان قرب المجمع الإسلامي بحي الصبرة، ومحيط الجامعات في حي الرمال غرب المدينة، في حين استهدفت مدفعية الاحتلال مناطق شرقية من مدينة غزة.
غرب خان يونس، قصف طيران الاحتلال أرضًا مجاورة لمستشفى الكويت التخصصي الميداني، وسط حالة من الذعر في صفوف الطواقم الطبية والنازحين.
بدوره، حذّر مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي من التدهور الخطير في أوضاع الأطفال الصحيّة في قطاع غزة، نتيجة استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الأساسية، مؤكداً أن الوضع الكارثي يهدد حياة آلاف الأطفال.
وفي تصريحات صحفية، قال إن الأطفال المصابين بأمراض مزمنة في القطاع يتوفون في سن مبكرة جداً، في ظل غياب الرعاية الطبية وانعدام الدواء. وأضاف أن المستشفى استقبل أعداداً كبيرة من الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، رغم عدم وجود تاريخ مرضي لديهم، ما يعكس حجم الأزمة الغذائية التي تضرب القطاع المحاصر.
وأشار إلى أن ما يدخل من مساعدات إلى غزة لا يتجاوز كونه ذرًا للرماد في العيون، ولا يصل إلى مستحقيه من الفلسطينيين، مشدداً على أن القطاع بحاجة ماسة إلى حليب الأطفال والمستلزمات الطبية والغذائية الأساسية.
وأكد أن الحل يكمن في إيصال المساعدات إلى مخازن المنظمات الدولية المعروفة بشفافية توزيعها، لتفادي التلاعب والاحتكار وضمان وصولها لمن هم بأمسّ الحاجة.
من جهتها، أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن استهداف الفلسطينيين المجوعين في غزة خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية يُعد جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. المنظمة أوضحت أن جيش الاحتلال يفتح النار بانتظام على مواقع توزيع المساعدات المدعومة أميركيًا، لا سيما تلك التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” بالتنسيق مع جيش الاحتلال.
ولفتت إلى استشهاد ما لا يقل عن 859 فلسطينيًا خلال الفترة ما بين 27 مايو و31 يوليو أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، معتبرة أن التدهور الإنساني في القطاع هو نتيجة مباشرة لاستخدام الاحتلال سلاح التجويع، ما يشكل جريمة حرب، فضلاً عن تعمده منع المساعدات والخدمات الأساسية، وهو ما يمثل جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية.